ربانة
24-01-2012, 15:22
.
بقلمي ,وبطعم الفقد بعد رحيل الغالي (جدي)
إنها لإحدى الكُبر, وقنوطٌ عقيمٌ يمرُ بلأسئلةِ !
اليأس أبوها وأمها ؛ أن لاتثبتَ أقدامهم على الأرضِ السويةِ دونك ؛ وزر غيابك , جعلها تنفي استواء وقفتهم , و كون الأرض ليست خصبةً ـــ كفاية ــ بأنفاسك ؛ فلن تصلُح ــ ولو رغِموا ــ حرثاً لذكرى!
كيف الخلوص لسبيلك أيها الراكض عبرهم ؟ كيف لهم أن يحفظوا وجهك دون أن يخطئوا لون عينيك؟ توقّف ــ بالله عليك ــ توقّف ودعهم يتأملوك !
فلا محالة أن تموت سوقهم , المصفرة , الذابلةُ , حد أن تهتشُها الريحُ , فتذرُها دقيقاً, ولن يتبقَ منها بعد حينٍ أيُ أثر!
ولكنّ كلُ شيءٍ يصيرُ بدلاً ؛ إن جئتَ !
ريحُك الطيبة الـــ تهب عبر الأبوابِ مع كل ذاكرةٍ تنزف, تفعل الأفاعيل , وتنقلبُ بكَ حدود المكان أنّى وجدتَ , وأما عدمكَ هو فقدان وجوههم؛ فالمرآيا لاتكذب , وجودك في قلوبهم لا يعكس شيئا يروه ! يلقطوا قشتك من بين تراب ذاكرتهم فلا ينالوا إلا الخسارة .
أوَ لا زلتَ تحمل أباريق الماء المعطر بزهر قلبك ,لتنضحه على حلم نائم , يتّثاقلُ إلى الأرض , نسي أن يصحو . أما تعبتَ يوماً من كل هذا الحِمل ؟!
من بمثل صبحك ــــ لهم ــــ تتيقظ الأنحاء فيه عصافير وبلابل ؟!
والوصيةُ , موعظةٌ, ضعيفةٌ , لاتملك قوة الشر !
وصيتك , لا تكفي ,
لاتكفي ,
أن تمرر حماقة الحياة فوق حياتهم المبتلةُ بكَ.
حنونٌ أنت,
قدر حنان الشمس وقت العصرِ, و رغم طبعك الحار , لا تمسّهُم بسوء !
بعدما رحلتَ ؛ بقيتْ أثرةٌ في قلوبهم منك , يلا لزوجة بطانة روحك ؟! تعّنُ في آفاقهم كالدهان الأحمر , يخيلُ لهم دما يمثل جريمة الطريق حينما اغتالك وأزاحك عنه !
لن يزدردوا إلا خيبة إن تذكروك , كنت دوما ما تملء المصابيح لهم زيتا لضوءٍ ، لايقطع ، يمشي بهم وسط الأحراش فلا يوجلوا , كرمك يذكرني بجارتنا العجوز , حينما كنتُ في مدارج الطفولة , كانت لا تتركني إن مررتُ بها إلا وتضع قطعة حلوى في كفي , وتشيعني , إن خرجت من بابها , بنظرةٍ وابتسامةٍ كنتُ لا أملكُ كفؤها أبداً لــ أمدها بها عرفاناً.
وأنا أعرف حقيقة صحبتك معهم ! فقلوبهم كقلبك , لاتحب أن تكتشف قطعاً , تحب أن تمر بعفويتك في الحياة دون أدنى مفاصلة مع التحريات اتجاه أي مرور لعابر بك ؛ كل ما تفعله تبحث عن ملامحك وسط قلوبهم , كالطيور التي تقع على أشباهها , ثم تأخذ بأيديهم , وهم لم يمنعونك يدا , كأنك تسحرهم بطريقة ما ! وتهديهم تجربتك خوف أن يضلوا الطريق ,
يالك من طيب حنون!
قلبك ؛ ميدان يلعب الأطفال في أسواره , أبيضاً كالقطن .
وروحك تمنع الشوكَ شوكه , فتزهر زهراً معطرا , أخالك تستجلبُ تربةً من "هولندا" , وماءً عذبا من" من الريف الفرنسي " حتى صار صدرك كل هذا المشتلُ , الأخضرُ , المذهلُ , يروق للكثيرين أن يتنعموا بجمالٍ تفننتَ في تذويقه.
كرمك جبال ألب , تروي كل هؤلاء وأنتَ عطِشٌ ؟!
تروي هؤلاء ذوي الأسنان الحادة والأنياب الناهشة , فتعود نازفاً من النهش !
لكنك رغم هذا لاتلوثك بلحم أحدهم قط !
الحلاج نفهم شطحاته ولكنّ تأثيره في العقول قد أذهلني , أظنك تستبقي بعض السر خلف باب قلبك , كالذي عرفه , فقد كنت نوعا من الحكماء النادرين حكمة , المؤثرين اتساعا , رقيّتَ كل هؤلاء الذين تسلقوك , لصياغةٍ مكينة بها عوالم لاتفهم قصة المكر وألاعيب الثعالب !
كل هؤلاء الذين تجاوزت بهم قنطرة الخبث كيف لك أن تفعل وتحملهم جملةً واحدة ؟!
كبروا وصاروا يحلمون بإتساعٍ , وحلمك مات معك , كبروا بك و لم تعد منحنيات ذراعي أمهاتهم تحوز أحلامهم .
حلمك وحده اندثر فبقيت بلا قدم تسرح كالسحاب في قلوبهم المتعبة بك .
.
،
بقلمي ,وبطعم الفقد بعد رحيل الغالي (جدي)
إنها لإحدى الكُبر, وقنوطٌ عقيمٌ يمرُ بلأسئلةِ !
اليأس أبوها وأمها ؛ أن لاتثبتَ أقدامهم على الأرضِ السويةِ دونك ؛ وزر غيابك , جعلها تنفي استواء وقفتهم , و كون الأرض ليست خصبةً ـــ كفاية ــ بأنفاسك ؛ فلن تصلُح ــ ولو رغِموا ــ حرثاً لذكرى!
كيف الخلوص لسبيلك أيها الراكض عبرهم ؟ كيف لهم أن يحفظوا وجهك دون أن يخطئوا لون عينيك؟ توقّف ــ بالله عليك ــ توقّف ودعهم يتأملوك !
فلا محالة أن تموت سوقهم , المصفرة , الذابلةُ , حد أن تهتشُها الريحُ , فتذرُها دقيقاً, ولن يتبقَ منها بعد حينٍ أيُ أثر!
ولكنّ كلُ شيءٍ يصيرُ بدلاً ؛ إن جئتَ !
ريحُك الطيبة الـــ تهب عبر الأبوابِ مع كل ذاكرةٍ تنزف, تفعل الأفاعيل , وتنقلبُ بكَ حدود المكان أنّى وجدتَ , وأما عدمكَ هو فقدان وجوههم؛ فالمرآيا لاتكذب , وجودك في قلوبهم لا يعكس شيئا يروه ! يلقطوا قشتك من بين تراب ذاكرتهم فلا ينالوا إلا الخسارة .
أوَ لا زلتَ تحمل أباريق الماء المعطر بزهر قلبك ,لتنضحه على حلم نائم , يتّثاقلُ إلى الأرض , نسي أن يصحو . أما تعبتَ يوماً من كل هذا الحِمل ؟!
من بمثل صبحك ــــ لهم ــــ تتيقظ الأنحاء فيه عصافير وبلابل ؟!
والوصيةُ , موعظةٌ, ضعيفةٌ , لاتملك قوة الشر !
وصيتك , لا تكفي ,
لاتكفي ,
أن تمرر حماقة الحياة فوق حياتهم المبتلةُ بكَ.
حنونٌ أنت,
قدر حنان الشمس وقت العصرِ, و رغم طبعك الحار , لا تمسّهُم بسوء !
بعدما رحلتَ ؛ بقيتْ أثرةٌ في قلوبهم منك , يلا لزوجة بطانة روحك ؟! تعّنُ في آفاقهم كالدهان الأحمر , يخيلُ لهم دما يمثل جريمة الطريق حينما اغتالك وأزاحك عنه !
لن يزدردوا إلا خيبة إن تذكروك , كنت دوما ما تملء المصابيح لهم زيتا لضوءٍ ، لايقطع ، يمشي بهم وسط الأحراش فلا يوجلوا , كرمك يذكرني بجارتنا العجوز , حينما كنتُ في مدارج الطفولة , كانت لا تتركني إن مررتُ بها إلا وتضع قطعة حلوى في كفي , وتشيعني , إن خرجت من بابها , بنظرةٍ وابتسامةٍ كنتُ لا أملكُ كفؤها أبداً لــ أمدها بها عرفاناً.
وأنا أعرف حقيقة صحبتك معهم ! فقلوبهم كقلبك , لاتحب أن تكتشف قطعاً , تحب أن تمر بعفويتك في الحياة دون أدنى مفاصلة مع التحريات اتجاه أي مرور لعابر بك ؛ كل ما تفعله تبحث عن ملامحك وسط قلوبهم , كالطيور التي تقع على أشباهها , ثم تأخذ بأيديهم , وهم لم يمنعونك يدا , كأنك تسحرهم بطريقة ما ! وتهديهم تجربتك خوف أن يضلوا الطريق ,
يالك من طيب حنون!
قلبك ؛ ميدان يلعب الأطفال في أسواره , أبيضاً كالقطن .
وروحك تمنع الشوكَ شوكه , فتزهر زهراً معطرا , أخالك تستجلبُ تربةً من "هولندا" , وماءً عذبا من" من الريف الفرنسي " حتى صار صدرك كل هذا المشتلُ , الأخضرُ , المذهلُ , يروق للكثيرين أن يتنعموا بجمالٍ تفننتَ في تذويقه.
كرمك جبال ألب , تروي كل هؤلاء وأنتَ عطِشٌ ؟!
تروي هؤلاء ذوي الأسنان الحادة والأنياب الناهشة , فتعود نازفاً من النهش !
لكنك رغم هذا لاتلوثك بلحم أحدهم قط !
الحلاج نفهم شطحاته ولكنّ تأثيره في العقول قد أذهلني , أظنك تستبقي بعض السر خلف باب قلبك , كالذي عرفه , فقد كنت نوعا من الحكماء النادرين حكمة , المؤثرين اتساعا , رقيّتَ كل هؤلاء الذين تسلقوك , لصياغةٍ مكينة بها عوالم لاتفهم قصة المكر وألاعيب الثعالب !
كل هؤلاء الذين تجاوزت بهم قنطرة الخبث كيف لك أن تفعل وتحملهم جملةً واحدة ؟!
كبروا وصاروا يحلمون بإتساعٍ , وحلمك مات معك , كبروا بك و لم تعد منحنيات ذراعي أمهاتهم تحوز أحلامهم .
حلمك وحده اندثر فبقيت بلا قدم تسرح كالسحاب في قلوبهم المتعبة بك .
.
،