ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   { مُميز } شيءٌ من تأويل | ~ (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=50699)

الحلم المنتظر 22-11-2010 15:21

رد: شيء من تأويل ..
 
﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ
" ربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن أن لا عقوبة له،
وغفلته عما عوقب به .. عقوبه !
وربما كان العقاب العاجل معنويًا،
كما روي أن بعض أحبار بني إسرائيل، قال: يا ربُ كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري ! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟ "

يا الله !
ربنا، رحمتك وغفرانك نرجوا

جوديان 22-11-2010 15:34

رد: شيء من تأويل ..
 
رائع ما تقومين به أيها الحلم

بارك الله فيك

الطموح 19-12-2010 22:29

رد: شيء من تأويل ..
 
بوركتي يا غاليه ...

اسمحي لي ان اشاركك مشروعك العظيم ...

الحلم المنتظر 19-12-2010 23:13

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

اسمحي لي ان اشاركك مشروعك العظيم ...
الشخص المناسب في المكان المناسب ..
أنتم أهل له ..ونتعلم منكم ..

الطموح 20-12-2010 20:04

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

الشخص المناسب في المكان المناسب ..
أنتم أهل له ..ونتعلم منكم ..
سلمتي لي يّ غآآآليه ..

اسأل الله ان نكون عند حسن الظن ,,,

الطموح 20-12-2010 20:40

رد: شيء من تأويل ..
 
{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } ,,,

{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ } لأبيه يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام ..

{ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }

كانت هذه الرؤيا مقدمه لما وصل اليه يوسف عليه السلام من الارتفاع في الدنيا والاخرة ,,
وهكذا اراد الله امرا من الامور العظام ,,
فقدم بين يديه مقدمة توطئة له وتسهيلا لأمره , واستعدادآ لما يرد على العبد من المشآآق ,,
ولطفآ بعبده واحسانا اليه ...

فأوّلهما يعقوب : بأن الشمس امه .. والقمر ابوه .. والكواكب اخوته ..
وانه ستنتقل به الاحوال الى ان يصير الى حال يخضعون له ويسجدون له اكراما واعظاما ,,
وان ذلك لا يكون الا بأسباب تتقدمه .. من اجتباء الله له واصطفائه له واتمام نعمته عليه بالعلم والعمل والتمكين في الارض ,,,
وان هذه النعمه ستشمل آل يعقوب الذين سجدوا له , وصاروا له تبعا له فيها ..

,,,,,,


فوائـــــد ::


* ذكر الله سبحانه عن قصة يوسف انها من احسن القصص ,,
لأنها القصه الوحيده التي انفردت بها سورة كآآمله ,,
كما ان هذه القصه لم تذكر في اي موضع اخر غير سورة يوسف ..
وكذلك لصدقها وسلاسة عباراتها ورونق معانيها ..

* من قرأ سورة يوسف وكان مهموم سُر عنه ..^^

* شبه الله الوالدين في الرؤيا بالشمس والقمر ,,, وانظر الى فوائدهما ..
فالشمس هي التي تمدنا بالدفئ ونحتاج اليها في الضياء والنور الى مافي ذلك من الفوائد الاخرى الجمه وهي كالأم لأنها مؤنث .. وهي التي لايقدر عطائها بثمن ..

والأب مثل القمر لانه مذكر ,, فهو الذي ينير لنا الليل ونستدل به في طرقاتنا ..

سجد له ابواه ,, الشمس والقمر ,, ويذكر ان ام يوسف توفيت عندما ولدت بأخيه الصغير الذي يأتي ذكره في ثنايا قصة يوسف ..
واسمه بنيامين .. ومعناه ابن الوجع .. وسمي بذلك لأن امه توفيت عندما ولدت به .. وقيل وهي في فترة النفاس ,,

والذين سجدوا له هو ابوه وزوجة ابية ,,

الحلم المنتظر 20-12-2010 22:29

رد: شيء من تأويل ..
 
الطموح ..
لعل لدعوة صادقة ..أن تغني عن شكر عجزت حروفي أن توصله ..^^
بارك الله بك ..

الطموح 20-12-2010 23:44

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

الطموح ..
لعل لدعوة صادقة ..أن تغني عن شكر عجزت حروفي أن توصله ..^^
بارك الله بك ..
سلمتي لي ي غااااليه ^^
لاتحرميني طيب دعواتك ..

الطموح 21-12-2010 19:49

رد: شيء من تأويل ..
 
يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

عندما عبر يعقوب عليه السلام رؤيا يوسف قال له : { قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا }

اي : حسدآ من عند انفسهم , بأن تكون انت الرئيس الشريف عليهم ,

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }
لايفتر عنه ليلآ ولا نهارآ ولا سرآ ولا جهارآ ..
فالبعد عن الاسباب التي يتسلط بها على العبد أولـــى ,,
فأمتثل يوسف أمر ابيه .. ولم يخبر اخوته بذلك ,,
بل كتمها عنهم ..

فـــــوائد : ^^
* يجوز كتمـــان النعمه اذا خشي الحسد ..
فينبغى على من وُجد في مجلس به انــاس يخشى من حقدهم وحسدهم ,, ألا يخبر بما تفضل الله عليه من نعمه ..

وقولة تعالي في سورة الضحى :
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }
ويقصد سبحانه ذكر ماتفضل الله بالنعمه على العبد عند من يحبه ويتمنى له الخير ولا يخشى منه الحسد .. ^^

الطموح 22-12-2010 17:01

رد: شيء من تأويل ..
 
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
أي : يصطفيك ويختارك بما من به عليك من الاوصاف الجليله والمناقب الجميلة ,
{ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ }أي: من تعبير الرؤيا وبيان ماتؤول اليه الاحاديث الصادقة كا الكتب السماويه ونحوها ,
{وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْك}في الدنيا والاخره بأن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة .
{كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاق}
حيث انعم الله عليهما بنعم عظيمة واسعة دينية ودنيوية .
{إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيم}
أي : علمه محيط بالأشياء وبما احتوت عليه ضمائر العباد وغيره , فيعطي كلاٌ ما تقتضيه حكمته وحمده , فإنه حكيم يضع الاشياء مواضعها , وينزلها منازلها .


فوائــــد : ^^
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّك} النعم محض فضل من الله ليس لأن العبد يستحقها بفعله ..
اما النقم فهي بأسباب يستحقها العبد بفعله ..

الطموح 22-12-2010 17:05

رد: شيء من تأويل ..
 
{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِين}
أي : غيبوه عن ابيه في ارض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها , فأنكم اذا فعلتم احد هذين الامرين يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أي : يتفرغ لكم , ويقبل عليكم بالشفقه والمحبه , فأنه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلا لا يتفرغ لكم .

{وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ}

أي : من بعد هذا الصنيع قوما صالحين , أي تتوبون الى الله وتستغفرونه من بعد ذنبكم , فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم , تسهيلا لفعله , وازالة لشناعته , وتنشيطا من بعضهم لبعض .


فوائــــد : ^^

أن العدل مطلوب في كل الأمور، لا في معاملة السلطان رعيته ولا فيما دونه، حتى في معاملة الوالد لأولاده، في المحبة والإيثار وغيره، وأن في الإخلال بذلك يختل عليه الأمر، وتفسد الأحوال، ولهذا، لما قدم يعقوب يوسف في المحبة وآثره على إخوته، جرى منهم ما جرى على أنفسهم، وعلى أبيهم وأخيهم‏.‏

•وصلت الغيره بهم الى حد {اقْتُلُواْ يُوسُفَ } لذلك لا ينبغي ان يُستهان بالغيرة فهي تؤدي الى عواقب وخيمة .
•{وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِين } هذه التوبه فاسده لانها سبقت فعل الذنب .

الحذر من شؤم الذنوب، وأن الذنب الواحد يستتبع ذنوبا متعددة، ولا يتم لفاعله إلا بعدة جرائم، فإخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه، احتالوا لذلك بأنواع من الحيل، وكذبوا عدة مرات، وزوروا على أبيهم في القميص والدم الذي فيه، وفي إتيانهم عشاء يبكون، ولا تستبعد أنه قد كثر البحث فيها في تلك المدة، بل لعل ذلك اتصل إلى أن اجتمعوا بيوسف، وكلما صار البحث، حصل من الإخبار بالكذب، والافتراء، ما حصل، وهذا شؤم الذنب، وآثاره التابعة والسابقة واللاحقة‏.‏

الطموح 22-12-2010 17:12

رد: شيء من تأويل ..
 
{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}

أي : مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي ّ , لأنني لا أقدر على فراقه , ولو مدة يسيرة , فهذا مانع من ارساله .
ومانع ثان , وهو اني {أَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }
أي : في حال غفلتكم عنه , لأنه صغير لا يمتنع من الذئب .


فوائـــــد : ^^

من عرف في نفسه الخبث أو خيف منه الضرر لا يلقن العذر ..

فيعقوب عليه السلام خاف على يوسف من كيد اخوانه ومضرتهم له , فلقنهم عذر يعتذرون به اذا قتلوا يوسف دون ان يعلم وهو ان يأكله الذئب .. وعندما عادوا الى ابيهم عشاء يبكون كان عذرهم ان يوسف اكله الذئب .

الطموح 23-12-2010 12:46

رد: شيء من تأويل ..
 
{ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }

أي‏:‏ لما ذهب إخوة يوسف بيوسف بعد ما أذن له أبوه، وعزموا على أن يجعلوه في غيابة الجب، كما قال قائلهم السابق ذكره، وكانوا قادرين على ما أجمعوا عليه، فنفذوا فيه قدرتهم، وألقوه في الجب، ثم إن الله لطف به بأن أوحى إليه وهو في تلك الحال الحرجة،,,

‏{‏لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ‏}

أي‏:‏ سيكون منك معاتبة لهم، وإخبار عن أمرهم هذا، وهم لا يشعرون بذلك الأمر، ففيه بشارة له، بأنه سينجو مما وقع فيه، وأن الله سيجمعه بأهله وإخوته على وجه العز والتمكين له في الأرض‏.‏

‏{‏وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ‏}‏
ليكون إتيانهم متأخرا عن عادتهم، وبكاؤهم دليلا لهم، وقرينة على صدقهم‏.‏

فقالوا ـ متعذرين بعذر كاذب ـ ‏{‏يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ‏}‏ إما على الأقدام، أو بالرمي والنضال،
‏{‏وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا‏}‏ توفيرا له وراحة‏.‏ ‏{‏فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ‏}‏ في حال غيبتنا عنه في استباقنا ..
‏{‏وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ‏}‏
أي‏:‏ تعذرنا بهذا العذر، والظاهر أنك لا تصدقنا لما في قلبك من الحزن على يوسف، والرقة الشديدة عليه‏.‏



فــــوائــــــد : ^^

* تبين كذب اخوة يوسف اثناء تقديم العذر لأبيهم بقولهم { ‏وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ‏ } ,, ومن هنا يتضح ان من يكذب يكثر حديثه وتبريره عن كذبته الى ان يقع في حديث يتضح من خلاله انه كاذب .. والصادق لا يحتاج الى كثرة الكلام لتوضيح صدقه ( ^.^ )

* دعونا نتخيل الموقف العصيب الذي مر به يوسف ..
( كل واحدة منا تتخيل انها مكان يوسف ):(
صغير في السن ذهب مع اخوته الكبار الذي امن على روحه معهم .. ينظر اليهم وهم يجتمعون ويتشاورون عليه ايهم يلقيه في الجب ( البئر الجافه ) لا يعلم مايدور حوله لكنهم انفردوا بالحديث عنه ,,
وبعد ذلك يأتوه مجتمعين ويدفعونه في البئر .. تخيل مدى خوفه واضطرابه وهو يتمسك بهم ويطلب النجده الا يفعلوا هذا به .. وهم لا ترق قلوبهم لذلك الصغير ولا يتوقفوا عن ظلمهم وقسوتهم :(

* ومع كل هذه المواقف الحرجه التي مر بها يوسف ( عليه السلام ) كان لطف العظيم المنآآآن يرافقه .. كانت رحمة الله تحفه ,,
فأنبئه الله وهو لازال صغيرآآ انك سوف تنجوا .. وسوف تخبرهم وتعاتبهم بما فعلوا معك ..
وهذا تطمين ولطف من اللطيف بذلك القلب الصغير في ذلك المكان الموحش ..

* ومن لطف الله جل جلاله .. ان البئر كانت جافه وإلا لغرق يوسف .. لكنها رحمة البارئ ..

لا اله الا هو سبحانه ..

الطموح 23-12-2010 12:55

رد: شيء من تأويل ..
 
فــــــــــــــــآآئــــــــــــده ^^ :
من المهم ان نعرفها من قبل ولا يجب ان نغفل عنها ...

أن العبرة في حال العبد بكمال النهاية، لا بنقص البداية، فإن أولاد يعقوب عليه السلام جرى منهم ما جرى في أول الأمر، مما هو أكبر أسباب النقص واللوم، ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح، والسماح التام من يوسف ومن أبيهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، وإذا سمح العبد عن حقه، فالله خير الراحمين‏.‏

ولهذا ـ في أصح الأقوال ـ أنهم كانوا أنبياء لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ‏}‏

وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر وذريتهم، ومما يدل على ذلك أن في رؤيا يوسف، أنه رآهم كواكب نيرة، والكواكب فيها النور والهداية الذي من صفات الأنبياء، فإن لم يكونوا أنبياء فإنهم علماء هداة‏.‏

الطموح 23-12-2010 13:06

رد: شيء من تأويل ..
 
{ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }

ولكن عدم تصديقك إيانا، لا يمنعنا أن نعتذر بالعذر الحقيقي، وكل هذا، تأكيد لعذرهم‏.‏ ‏{‏وَ‏}‏ مما أكدوا به قولهم، أنهم ‏
{‏جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ‏}‏
زعموا أنه دم يوسف حين أكله الذئب، فلم يصدقهم أبوهم بذلك، و
‏{‏قَالَ‏}‏ ‏{‏بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا‏}‏ أي‏:‏ زينت لكم أنفسكم أمرا قبيحا في التفريق بيني وبينه، لأنه رأى من القرائن والأحوال ‏[‏ومن رؤيا يوسف التي قصَّها عليه‏]‏ ما دلّه على ما قال‏.‏

‏{‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏}‏
أي‏:‏ أما أنا فوظيفتي سأحرص على القيام بها، وهي أني أصبر على هذه المحنة صبرا جميلا سالما من السخط والتَّشكِّي إلى الخلق، وأستعين الله على ذلك، لا على حولي وقوتي، فوعد من نفسه هذا الأمر ,,

وشكى إلى خالقه في قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏}‏ لأن الشكوى إلى الخالق لا تنافي الصبر الجميل، لأن النبي إذا وعد وفى‏.‏

فــــــوائـــــد : ^^

* ‏ {جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ‏ } وصف الله سبحانه الدم الذي على قميص يوسف بأنه دم كذب .. لأن القميص اتى سليم ليس به اي آثار لعراك مع الذئب او مقاومه له ..
ويذكر ان يعقوب قال : ماهذا الذئب اللطيف الذي أكل ابني ولم يمزق ملابسه ..

* { ‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } الصبر يكون جميلاآآ اذا لم يتبعه تسخط او تشكي .. وانا الشكوى تكون لله سبحانه ..

الطموح 24-12-2010 21:42

رد: شيء من تأويل ..
 
{‏وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ * وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ‏}‏

أي‏:‏ مكث يوسف في الجب ما مكث، حتى ‏{‏جَاءَتْ سَيَّارَةٌ‏}‏ أي‏:‏ قافلة تريد مصر، ‏{‏فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ‏}‏ أي‏:‏ فرطهم ومقدمهم، الذي يعس لهم المياه، ويسبرها ويستعد لهم بتهيئة الحياض ونحو ذلك، ‏{‏فَأَدْلَى‏}‏ ذلك الوارد ‏{‏دَلْوَهُ‏}‏ فتعلق فيه يوسف عليه السلام وخرج‏.‏ ‏{‏قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ‏}‏ أي‏:‏ استبشر وقال‏:‏ هذا غلام نفيس، ‏{‏وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً‏}‏ وكان إخوته قريبا منه، فاشتراه السيارة منهم، ‏{‏بِثَمَنٍ بَخْسٍ‏}‏ أي‏:‏ قليل جدا، فسره بقوله‏:‏ ‏{‏دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ‏}‏

لأنه لم يكن لهم قصد إلا تغييبه وإبعاده عن أبيه، ولم يكن لهم قصد في أخذ ثمنه، والمعنى في هذا‏:‏ أن السيارة لما وجدوه، عزموا أن يُسِرُّوا أمره، ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم، حتى جاءهم إخوته فزعموا أنه عبد أبق منهم، فاشتروه منهم بذلك الثمن، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب، والله أعلم‏.‏


فــــــوائد : :(

* ليكاد الفؤائد أن يتفطر من قصتك يانبي الله .. عليك السلاآآآم ..

كم هو مؤلم لك ,, وانت صبي صغير ,, وتملك نصف جمآآآل الدنيا ,,, وقد اتآآك الله من العلم والتأويل ,, ونبأك وانت صغير ,,,
ومع ذلك تباع رقيقآآ .. تصبح عبدآآ وانت نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي ..
ما اعظم صبرك ..
وما اعظم ربك اللطيف بك العآآآلم بأحوالك ..
ورغم كل المواقف التي مرت بك ..
إلا ان اصعبها ان تباااع رقيقا :(
ولا زال لطف اللطيف الحنان يحفك ...

الحلم المنتظر 24-12-2010 22:34

رد: شيء من تأويل ..
 
سبحااان اللطيف ..

متابعة بأشد ما يكون من الشغف..

الطموح 25-12-2010 19:23

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

متابعة بأشد ما يكون من الشغف..
سعدت بكِ يّ غآآآآليهـ

كوني بالقرب ^^

الطموح 25-12-2010 19:26

رد: شيء من تأويل ..
 
{قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ }

قيل ان الذي رأى يوسف استبشر وقال يابشرى ... وقيل ان مرافقه الذي معه اسمه بشرى وانه ناداه ويخبره انه وجد غلام ..^^

والله اجل واعلم ..

الطموح 25-12-2010 20:03

رد: شيء من تأويل ..
 
‏{‏وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏

أي‏:‏ لما ذهب به السيارة إلى مصر وباعوه بها، فاشتراه عزيز مصر، فلما اشتراه، أعجب به، ووصى عليه امرأته

وقال‏:‏ ‏{‏أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا‏}‏
أي‏:‏ إما أن ينفعنا كنفع العبيد بأنواع الخدم، وإما أن نستمتع فيه استمتاعنا بأولادنا، ولعل ذلك أنه لم يكن لهما ولد، ‏

{‏وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ‏}‏
أي‏:‏ كما يسرنا له أن يشتريه عزيز مصر، ويكرمه هذا الإكرام، جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الأرض من هذا الطريق‏.‏

‏{‏وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ‏}
إذا بقي لا شغل له ولا همَّ له سوى العلم صار ذلك من أسباب تعلمه علما كثيرا، من علم الأحكام، وعلم التعبير، وغير ذلك‏.‏ ‏

{‏وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ‏}‏
أي‏:‏ أمره تعالى نافذ، لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب، ‏

{‏وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏
فلذلك يجري منهم ويصدر ما يصدر، في مغالبة أحكام الله القدرية، وهم أعجز وأضعف من ذلك‏.‏


فـــــوائد :^^

كل ابتلاءات يوسف عليه السلام مقرونه بلطف الله سبحانه وتعالى ..
فعلى الرغم من صعوبة موقفه عليه السلام حيث بيع رقيقاً ... الا أن الذي اشتراه هو عزيز مصر ..
ومعنى ذلك انه سيعيش مدلل لأنه قال نتخذه ولدا .. وكان لا ينجب .. ^^

الطموح 25-12-2010 20:19

رد: شيء من تأويل ..
 
‏{‏وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏}‏

أي‏:‏ ‏{‏وَلَمَّا بَلَغَ‏}‏ يوسف ‏{‏أَشُدَّهُ‏}‏
أي‏:‏ كمال قوته المعنوية والحسية، وصلح لأن يتحمل الأحمال الثقيلة، من النبوة والرسالة‏.‏
{‏آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا‏}‏
أي‏:‏ جعلناه نبيا رسولا، وعالما ربانيا، ‏{‏وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏}‏ في عبادة الخالق ببذل الجهد والنصح فيها، وإلى عباد الله ببذل النفع والإحسان إليهم، نؤتيهم من جملة الجزاء على إحسانهم علما نافعا‏.‏



فــــوائد ^^ :
قال الله سبحانه وتعالى عن موسى :
{ ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين }

‏{‏وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ‏}‏ من القوة والعقل واللب، وذلك نحو أربعين سنة في الغالب، ‏{‏وَاسْتَوَى‏}‏ كملت فيه تلك الأمور ‏{‏آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا‏}‏ أي‏:‏ حكما يعرف به الأحكام الشرعية، ويحكم به بين الناس، وعلما كثيرًا‏.‏

وقال عن يوسف:
{ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ‏ }
قوله تعالى : " حتى إذا بلغ أشده " ( في سورة الاحقاف ) قال ابن عباس : ثماني عشرة سنة

ودل هذا، على أن يوسف وفَّى مقام الإحسان، فأعطاه الله الحكم بين الناس والعلم الكثير والنبوة‏.‏
وهو في سن صغيره .. وهذا ايضا من لطف المنان ..

الهَياء 25-12-2010 21:38

رد: شيء من تأويل ..
 

جميل جداً ،
بورك سعيكم () . .
.
.


الطموح 26-12-2010 20:33

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

جميل جداً ،
بورك سعيكم () . .
.
.
شآآآآكره إطلالتكم ^^

الطموح 26-12-2010 20:44

رد: شيء من تأويل ..
 
‏{‏وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ *}

هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته،,,
وصبره عليها أعظم أجرا،,, لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها...
وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار،,,
بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها،

وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك،

أن ‏{‏رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ‏}
أي‏:‏ هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر‏.‏

‏{‏وَ‏}‏ زادت المصيبة، بأن ‏{‏غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ‏}‏ وصار المحل خاليا، وهما آمنان من دخول أحد عليهما، بسبب تغليق الأبواب، وقد دعته إلى نفسها

‏{‏وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ‏}‏
أي‏:‏ افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ، ومع هذا فهو غريب،
لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه،..
وهو أسير تحت يدها،..
وهي سيدته،
وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك،..
وهو شاب عزب،
وقد توعدته، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن، أو العذاب الأليم‏.‏..

فصبر عن معصية الله، مع وجود الداعي القوي فيه،,,
لأنه قد هم فيها هما تركه لله،
وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء،
ورأى من برهان ربه ـ وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله ـ ما أوجب له البعد والانكفاف، عن هذه المعصية الكبيرة،

و ‏{‏قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي‏.‏

فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة، وهذا من أعظم الظلم، والظالم لا يفلح، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه، وصيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه،,,

وكذلك ما منَّ الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه، يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر، ..

والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم، الذين أخلصهم الله واختارهم، واختصهم لنفسه، وأسدى عليهم من النعم، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه‏.‏

الطموح 26-12-2010 21:00

رد: شيء من تأويل ..
 
{ وَاسْتَبَقَا البَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا البَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }

ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة، ,,
ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب ليتخلص،,,
ويهرب من الفتنة، فبادرت إليه، وتعلقت بثوبه، فشقت قميصه،,,
فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال،...
ألفيا سيدها، أي‏:‏ زوجها لدى الباب،
فرأى أمرًا شق عليه،
فبادرت إلى الكذب، أن المراودة قد كانت من يوسف، وقالت‏:‏ ‏{‏مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا‏}‏ ولم تقل ‏"‏من فعل بأهلك سوءا‏"‏ تبرئة لها وتبرئة له أيضًا من الفعل‏.‏

وإنما النزاع عند الإرادة والمراودة ‏{‏إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ أو يعذب عذابا أليما‏.‏

فبرأ نفسه مما رمته به، وقال‏:‏ ‏{‏هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي‏}‏
فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم يعلم أيهما‏.‏

ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات وأمارات تدل عليه، قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها،

فمنَّ الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما، تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام،,,
فانبعث شاهد من أهل بيتها، يشهد بقرينة من وجدت معه، فهو الصادق،

فقال‏:‏ ‏{‏إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ‏}‏
لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها، المراود لها المعالج، وأنها أرادت أن تدفعه عنها، فشقت قميصه من هذا الجانب‏.‏

‏{‏وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏}‏

لأن ذلك يدل على هروبه منها، وأنها هي التي طلبته فشقت قميصه من هذا الجانب‏.‏

‏{‏فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ‏}‏
عرف بذلك صدق يوسف وبراءته، وأنها هي الكاذبة‏.‏

فقال لها سيدها‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ‏}‏
وهل أعظم من هذا الكيد، الذي برأت به نفسها مما أرادت وفعلت، ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام، ...

فــــــوائد :^^ * ‏{‏مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا‏}
شكوى : من كلمةسوء..
تبرئه : من كلمة اراد ولم تقل يفعل

* {‏إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏
وضعت هي الحكم .. لأن زوجها عزيز مصر يستشيرها ويسمع لها في كل اموره ..
قدمت السجن على العذاب الاليم ... لانها تحب يوسف وقد شغفها حبا فلا تريد له الأذى .. واكدت على ليسجنن ..

* {‏هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي‏}‏
من هذه الايه يتضح لنا جواز الدفاع عن النفس اذا رمي الانسان بتهمة او بليه فليدافع عن نفسه ويزيل من حولها الشبهات ..

* ورغم هذا الابتلاء والمحنه العظيمه ليوسف ... إلا ان لطف الله لا زال يحفه ويلازم له ...
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا
قيل انه شيخ كبير .. وقيل انه صبي في المهد انطقه الله وشهد ..


يــــــــــــــــــــاربي مآآآ أعظمك ...

لودي* 26-12-2010 22:52

رد: شيء من تأويل ..
 
الطموح

جُعل ماسطرته يداك كالجبال في ميزان حسناتك 00

أسعد الله قلبك

بوركتِ ياحبيبة

الحلم المنتظر 27-12-2010 00:12

رد: شيء من تأويل ..
 
ولازلت أتلذذ ...
.وفي كل فائدة عجب عجاب من فضل الباري ولطفه ..
وكنا قبل تدبر اياته " نجهل "كثيرا من معاني لطفه وعظمته
ولازلنا عند تدبر ايات ربنا .".نعجز "عن ادراك مدى عمق حلمه ولطفه ..
ولانجد إلا شفتان " تسبحه تسبيحا "يليق بجلال عظمته ..
سبحانك ..

الطموح 27-12-2010 19:22

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لودي* (المشاركة 532791)
الطموح

جُعل ماسطرته يداك كالجبال في ميزان حسناتك 00

أسعد الله قلبك

بوركتِ ياحبيبة

اللهم آآآمين ..
سعيده جدآآ بتواجدك ي غالــــــــــيهـ
ولك ضعفها بأذن الله

الطموح 27-12-2010 19:32

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحلم المنتظر (المشاركة 532866)
ولازلت أتلذذ ...
.وفي كل فائدة عجب عجاب من فضل الباري ولطفه ..
وكنا قبل تدبر اياته " نجهل "كثيرا من معاني لطفه وعظمته
ولازلنا عند تدبر ايات ربنا .".نعجز "عن ادراك مدى عمق حلمه ولطفه ..
ولانجد إلا شفتان " تسبحه تسبيحا "يليق بجلال عظمته ..
سبحانك ..

سبحآآآآآآن الله ..

ولا زالت اناملي تتناغم مع مفاتيح الكيبورد وانا اكتب كل يوم ما ينتعش به فؤادي ..
وأعلم يقينا ان فؤادك ينتظره بأحر شوووق ..

كيف لا وهو مدارسة كتاب المنان .. كتاب اللطيف سبحآآآنه ..

لاحرمك الله الاجر .. وبوركتي حيث ما كنتي ,,

فالفضل بعد الله يعود لك ايتها الحُــــــــلم ..^^

الطموح 27-12-2010 19:44

رد: شيء من تأويل ..
 
فـــــــــــــــــــــــــآآئده ^^:
فائده عظيمه ها هنا ... انصاف لنا معشر النساء ..
فأرعوا اسماعكم هنا يامعشر الرجـــــــــــــــــال ^^ ..


فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
قال عزيز مصر لزوجته ان كيدكن عظيم ..

وقال تعالى : { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }

يستدل بعض الرجال بهذه الايات ..
لبيان ان النساء ذات مكر وكيد ..
ويقول ان الله قال في محكم تنزيله ان كيد الشيطان كان ضعيفا وهو شيطان !!!
وقال عنكن ان كيدكن عظيم ..

نقول لكم مهلآآآ ::
الذي قال ان كيدكن عظيم هو عزيز مصر لزوجته .. رجل مثلكم .. ^^
والذي قال ان كيد الشيطان كان ضعيفا .. هو رب الارض والسموآآآت .. العدل المنصف ..

فلا يقـــــــــــارن البته كلام الحي القيوم .. مع كلام البشر .. ^^

الطموح 27-12-2010 19:54

رد: شيء من تأويل ..
 
ثم إن سيدها لما تحقق الأمر، قال ليوسف‏

:‏ ‏{‏يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي‏ ‏لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ‏ ‏}‏
أي‏:‏ اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد، طلبا للستر على أهله،
‏{‏وَاسْتَغْفِرِي‏}‏ أيتها المرأة ‏{‏لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ‏}‏ فأمر يوسف بالإعراض، وهي بالاستغفار والتوبة‏.‏


فوائد :^^يتضح ان عزيز مصر كان قليل الغيره او معدوم الغيره ..
فالموقف الذي حصل من زوجته لم يتصرف معها اي تصرف الا ان امرها بالاستغفار ..
وحتى يوسف عليه السلام طلب منه ان يعرض عن هذه القصه ولا يذكرها لأحد طلب للستر ..

الطموح 27-12-2010 20:03

رد: شيء من تأويل ..
 
فوائد ^^ ... لما سبق :

* الحذر من الخلوة بالنساء التي يخشى منهن الفتنة، والحذر أيضًا من المحبة التي يخشى ضررها،
فإن امرأة العزيز جرى منها ما جرى، بسبب توحّدها بيوسف، وحبها الشديد له، الذي ما تركها حتى راودته تلك المراودة، ثم كذبت عليه، فسجن بسببها مدة طويلة‏.‏

* ومنها‏:‏ أن الهمَّ الذي همَّ به يوسف بالمرأة ثم تركه لله، مما يقربه إلى الله زلفى، لأن الهمّ داع من دواعي النفس الأمارة بالسوء،
وهو طبيعة لأغلب الخلق، فلما قابل بينه وبين محبة الله وخشيته، غلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى‏.‏
فكان ممن ‏{‏خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى‏}

ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أحدهم‏:‏ ‏"‏رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال‏:‏ إني أخاف الله‏"‏
وإنما الهم الذي يلام عليه العبد، الهم الذي يساكنه، ويصير عزما، ربما اقترن به الفعل‏.‏

* ومنها‏:‏ أن من دخل الإيمان قلبه، وكان مخلصا لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه،

وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه لقوله‏.‏ ‏
{‏وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ‏}‏
على قراءة من قرأها بكسر اللام، ومن قرأها بالفتح، فإنه من إخلاص الله إياه،
وهو متضمن لإخلاصه هو بنفسه، فلما أخلص عمله لله أخلصه الله، وخلصه من السوء والفحشاء‏.‏

* ومنها‏:‏ أنه ينبغي للعبد إذا رأى محلا فيه فتنة وأسباب معصية، أن يفر منه ويهرب غاية ما يمكنه،

ليتمكن من التخلص من المعصية، لأن يوسف عليه السلام ـ لما راودته التي هو في بيتها ـ فر هاربًا، يطلب الباب ليتخلص من شرها،

*
ومنها‏:‏ أن القرائن يعمل بها عند الاشتباه،

فلو تخاصم رجل وامرأته في شيء من أواني الدار، فما يصلح للرجل فإنه للرجل، وما يصلح للمرأة فهو لها، إذا لم يكن بينة،,,
وكذا لو تنازع نجار وحداد في آلة حرفتهما من غير بينة، والعمل بالقافة في الأشباه والأثر،

من هذا الباب، فإن شاهد يوسف شهد بالقرينة، وحكم بها في قد القميص،,,
واستدل بقدِّه من دبره على صدق يوسف وكذبها‏.‏

والله تعآآآلى اجل وأعلم ..

الحلم المنتظر 27-12-2010 23:11

رد: شيء من تأويل ..
 
بارك الله بك ..
ورفع قدرك ..

واللذة اليوم مشوبة بعزة ..^^

الحارث 27-12-2010 23:27

رد: شيء من تأويل ..
 
ما شاء الله أيتها الطموح
جهود مباركة ان شاء الله
وجعلها في موازين حسناتك

الطموح 28-12-2010 19:57

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحلم المنتظر (المشاركة 533346)
بارك الله بك ..
ورفع قدرك ..

واللذة اليوم مشوبة بعزة ..^^


وبك بآآآآرك الأله أخييه ..

^^
" نحن قوم اعزنا الله بالاسلاآآآآآم واذا ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله " ..


احسن الله بك ^^

الطموح 28-12-2010 19:58

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحارث (المشاركة 533354)
ما شاء الله أيتها الطموح
جهود مباركة ان شاء الله
وجعلها في موازين حسناتك


سعدت بوجودك غآآليتي ..
احسن الله بك ^^

الطموح 28-12-2010 20:19

رد: شيء من تأويل ..
 
‏{‏وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ *}

يعني‏:‏ أن الخبر اشتهر وشاع في البلد، وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها،

ويقلن‏:‏ ‏{‏امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا‏}
أي‏:‏ هذا أمر مستقبح، هي امرأة كبيرة القدر، وزوجها كبير القدر، ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه،‏.‏ومع هذا فإن حبه قد بلغ من قلبها مبلغا عظيما‏.‏

‏{‏قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا‏}‏
أي‏:‏ وصل حبه إلى شغاف قلبها، وهو باطنه وسويداؤه، وهذا أعظم ما يكون من الحب، ‏

{‏إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏}‏
حيث وجدت منها هذه الحالة التي لا تنبغي منها، وهي حالة تحط قدرها وتضعه عند الناس، وكان هذا القول منهن مكرا، ليس المقصود به مجرد اللوم لها والقدح فيها، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام إلى رؤية يوسف الذي فتنت به امرأة العزيز لتحنق امرأة العزيز، وتريهن إياه ليعذرنها، ولهذا سماه مكرا،,,


فــــــــــــوائد : :(

* ‏{ وَ قَالَ نِسْوَةٌ } :
قال اتى الفعل مذكر مع ان الفاعل مؤنث ..
من البلاغه عن العرب ..
انه اذا اتى الفعل مذكر مع الفاعل المؤنث دلت على القوة مع القله ..

والعكس اذا اتى الفعل مؤنث مع الفاعل المذكر ..
دل على الضعف مع الكثرة ..
مثل قوله تعالى : { وقالت الأعراب } ..

من هذه الاية العظيمة ...
التي استوقفت كل حواسي وانا أتأمل مدى اعجآآز البارئ ..
والمح تحذيرات من القوي العزيز .. في عدم التهاون في اعراض الناس والقدح فيها حتى ولو كان حقآآ

لمحت في هذه الآية الكريمه ..
ان الفعل الذي قدم عليه النسوه وهو القول على امرأة العزيز اتى مذكر دليل على جرم وقوة وعظمة هذا الفعل وجرأته ..
اتي معه الفاعل مؤنث وهن النسوه دلت على القله ...
أي ان الذي تجرأ وتكلم في عرض أمرأة العزيز هن قلة في ذاك الزمان ..

وانظروا الى حالنا في هذا الزمان :
كم تساهلنا في الحديث عن اعراض الناس ..
وكم يستلذ البعض في المجالس بنهش اعراضهم ..
كم اصبح الحديث في هذا الخصوص سهلآآ ..
دون ادنى مراعاه او ادنى رقيب ..

نسأل الله العفو والعافيه والمعافآآآة الدائمه في الدين والدنيا والاخرة ...:(

الحارث 28-12-2010 20:40

رد: شيء من تأويل ..
 
بارك الله فيك وجزاك كل الخير

maj 28-12-2010 23:07

رد: شيء من تأويل ..
 
جميل جدا ما دون هنا

http://www.mekshat.com/pix/upload02/...lhfeekkofy.gif

الحلم المنتظر 28-12-2010 23:21

رد: شيء من تأويل ..
 
اقتباس:

التي استوقفت كل حواسي وانا أتأمل مدى اعجآآز البارئ ..
لله درك ..


الساعة الآن 03:37

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir