بسم الله الرحمن الرحيم

سأسمح لنفسي بمخالفة غالبية الإخوة فيما ذهبوا إليه من تعليقات ..
فأولاً أرى أننا - العرب والمسلمين - دائماً ما نميل إلى أن ننسب كل شيء لنا .. ولكن في الماضي، أي وكأننا ما نزال نعيش في الماضي .. أما في الحاضر فلا نكاد نستطيع أن نشير بالبنان إلى إنجاز نُفاخر به بين الأمم. صحيح أن هناك من العرب والمسلمين من برز وتميز على المستوى العالمي، ولكنه بروزٌ وتميزٌ فردي .. أي يخص هذا العالم أو ذاك ممن نالوا شرف السبق، وليس لنا كأمة. ولا أرى دليلاً على ما أدَّعيه من أن من برز وتميز ما كان له ذلك لولا ذهابه إلى الغرب وتعلمه وعمله هناك.

ثانياً من قال إن العلم منبتٌ عما سبقه؟!! ما كان لعالمٍ أي يأتي بجديد لولا أنه بنى على ما أسسه سابقوه، ولعل نيوتن كان الأكثر تركيزاً على هذه النقطة في مقولته الشهيرة:

If I have seen further it is by standing on ye sholders of Giants.

أي: "ما كان لي أن أرى بعيداً لولا أني أفق على أكتاف عمالقة"
ولا يعني هذا أن أحداً يسرق إنجازاً لآخر وينسبه لنفسه ولا أن نقول أن التالي لم يفعل إلا أن أخذ من السابق، فكل - كما ذكرت - يبني على ما بناه سابقه، فيضيف إسهامه، الذي سيغدو بدوره أساساً لمن سيلي وهكذا.
أعطي مثلاً واحداً بارزاً .. جميع من درس الفيزياء سمع، بل درس - وربما كره - معادلات ماكسويل Maxwell، ولكن المدقق لا يكاد يجد في هذه المعادلات إلا إعادة ترتيب لقوانين غاوص Gauss وفاراداي Faraday وأمبير Ampere في الكهرباء والمغنطيسية .. فهل يمكننا القول بأن ماكسويل لم يأت بجديد؟ قطعاً لا فتجميع هذه المعادلات مع بعضها وتوضيح أنها توصيفٌ لظاهرةٍ واحدة وليس ظواهر متباينة هو بحد ذاته إنجازٌ يُحسب له.

أخيراً فيما يخص القانون الثالث أجد اختلافاً كبيراً بين النصوص العربية المذكور وبين قانون نيوتن. النصوص العربية تُشير إلى قوتين متعاكستين بالجهة ومتساويتين بالشدة، الأمر الذي ينجم عنه توازن الجسم الخاضع له، وهاتان القوتان مولدان من قِبلنا، فالمصارعان يشد كل واحدٍ منهما الآخر. ما تحدث عنه نيوتن هو قوة رد الفعل التي تتولد في الجسم عند تأثير قوة عليه، أي عندما يشد أحد المصارعين - مثلاً - الآخر، حتى وإن لم يُبد هذا الأخير أية مقاومة له.

أرجو أن أكون قد أوضحت وألا أكون قد أطلت.. ويظل الموضوع على بساط البحث.