ملتقى الفيزيائيين العرب

ملتقى الفيزيائيين العرب (http://www.phys4arab.net/vb/index.php)
-   منتدى المناسبات. (http://www.phys4arab.net/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ (http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=31931)

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 02:44

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
محمود درويش .. وسقطت قربك فالتقطني ...

بقلم: محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

استعاره الفجر للعزة أجنحة يحلق بها ، فأبقى القصيدة نهر حب ، يتدفق في عروق الوطن بأعز وفاء ، واستراح له الكلم يرسم به أجمل وقع للألحان في نفوس الشرفاء ، فبدا مثل مهرجان الشمس ساعة شروقها، يكتب على الليل فرارا من عند أقدام الضياء ، وتدفق سيرة حب وعطرا يسكبه، يروي نبات الحرية ، ليعلو الغناء أعلى فأعلى في ابداع صناعة النهار .. الوطن قصيدة حب ، أجاد رسمها ، وما كان لغيره أن يبزه في رسهما . هو الوطن والوطن يجري في دمائه ، وفي عقله وشعوره ورسمه ، هو الرسم والرسام والنغم والناي وشدو العصفور على فنن ، يتمايل بنسائم حرية تتهادى في وقعها ، كما الآمال والأحلام، في عشق الأحرار لحرية الأوطان ، هو محمود ، فكل يحمده حمدا يفيض بحب الحامد ، لحرية وطن تغنى به وشدى محمود، كما الطير محلقا بحرية في فضاء حياة ، هي الحلم الراسخ في العائد بحب ، الى حب لينمو بحب هو الحب الخالد الباقي في الأزمان ... فكيف لا تذرف القصيدة دمعا ، وقد ودعنا محمود ، وكيف لا ينشج صدر الوطن حزنا ، وكيف لا تغدو عيناك يا ابن الحرية في فصل شتاء .
أتراه الفجر يطل علينا هكذا ، من دون أن نكون له الكبد والسناء .
فما مات من تحلى النهار بوفائه ، وأعاد لوقع الخطى ، كبرياء الكرامة ، في أعز عطاء .
ولا فارق القلب قلبا ثوى اليه في أجمل رسم عرفته ذاكرة الوفاء .
ولا خفق القلب بغير ما فيه من دم ، ولا رفت أعصاب حرية ، الا بما مدها القلب من دماء .
فهذه نسائم الحرية استعارت ألحانها من كلماته ، وهذه ديمومية البذل تتدفق بسيرته من بناء الى بناء . هي الأحزان جاءت ، أقبلت وتربعت على ضفاف الآلام ، وقد ارتفع صوتها في كل دروبنا ، من كثرة ما ينزف منها من الدماء . ، وقد شاءوا ، أن تكون لنا ، الانطواء والعماء والغباء ..تعمى بها البصائر وتتغابى ، فلا ترى الآفاق ، ولا ما بها من سناء .. وأطل من قلب الجراح قلب بالغناء ، يوقد فينا جذوة الأمل وعزيمة الصبر ، ووهج الحرية في الكفاح ، وارتفع محمود بالقصيد ماجدا ، يومض له المجد ألحانا يسكبها على جنبات الأمل أصدق وفاء في أغنيات شرابها حرية ، عذوبة الماء القراح ، على شفاه تشققت من شدة جوعها ، الى حبات ليمون تستنبتها في بيارة ليمون وبرتقال ، على شاطى هناك غادره القلب مجروحا، وظل الشوق يغني به دورة الحق الذي لن يضيع مع تعاقب الأجيال .. عائدون بالقصيدة لنكتبها قصة حضارة كانت وتكون .. نعبر جسر العودة بملء المعنى في عودة الأطيار الى أعشاشها ، ونكتب حكايتنا ، كنا هنا ، والى هنا نحن نعود ، الى هنا ، الى هنا، ليس لنا غير هنا أن نكون ، أصاب أشجارنا صيب ، وها نحن تجددنا ، عدنا ، برغم كل صيب جاء يمزق في الأشجار ، لكي لا تبقى وتدوم . بقاء عانق الخلود ، فلا تسأل كيف يديم الخلود في بقاء، مجدا يتجدد فلا يزول ، كنا هنا وعدنا الى هنا .. وأما هم فقد عبروا ، بعنفوان القصيدة عبروا ، رقصوا على جراحنا ، ومروا . العابرون سواد ليل يمر ويزيله نهار قصيدة تطل بكل عنفوان الاصرار على تجديد الوجود .. ايه يا محمود يا كلمة الوطن ينطقها بكل كبرياء العزيمة التي لا تبور ..هي الكلمات وطن الوطن ينطق بالوطن، بأن العودة آمال تسيل على جنباتها الآلام والدماء ، فرسم الحكاية بعز يكتب قصيدة شوق ملتزم ببذل، يعيد كتابة السيرة الأولى للمكان والانسان ، في جدلية صراع ..لا مفر كان وكائن وآت .. فعند الآفاق آمال ، سناها يبرق لكل ذكاء في قلب ، يريد حياة الحرية في الحياة ، ويقيم في صدره للآمال عشا به حياة عطشى الى وطن حر يطل عليه الربيع ، في أبهى رداء. . تذيب الأحزان كل حر في صدقها ، وذلك لكي تقوى يد الحرية به ، فتشق به نهر الحياة .
فما هاج حب الأوطان في حنايا نفس ، الا وارتقى بها الى أعلى فأعلى في أرفع وأسمى ارتقاء ، هو محمود درويش فينا ، قصيدة حب العطاء والفداء ، هو الصدق في الأغنيات ، هو الوطن في أنشودة الحياة ، هو الصحيح فينا ، هو كينونة حق في كوامن وجودنا النازع بنا أبدا، الى تنقية النهار من كل ما ألم به ، من شوائب تثقل علينا في هذا الزمان ، هو نحن الآتون من أعماق واجب ينادي عليه محمود في شعره ، بكل بديع القول الذي لا يرقى اليه نداء ، هو القادم الذي نريد أن نكونه ، هو القصيدة التي علينا أن نكتبها بكلماته التي أبقاها لنا مسار حياة ، هو الحي الذي نلقاه أبدا في عطر الكلمات ، ساعة البذل في استخراج الأمل ورفع بنيانه، في فعل يسكب القصيدة وقودا يتلألأ بها وجه النهار . فهل نبكي محمود أم نبكي أنفسنا ، فلم يزل بوقع خطاه ماثلا أمامنا، بين أعيننا ، لم تنزل قصيدة من بين رموش قلب عاشق للألحان ، فلم يزل وقع القصيدة يلح هيا الى حقك في الحياة أيها الأنسان ، فهو الدليل الذي لم يزل دوره فينا ، بديعا في أدائه الدور ، الذي يهتف هيا الى وطن ينادي عليك .. هيا قم فلبي النداء .. فلا غير زغرودة ملؤها الحب الذي مشى في قصيدته حياة لم تزل واجبا أن تقام على ضفاف شوق يجوب شعره دفعا لأبناء شعبه الى الأمام ، نخيلا في وجه رياح تمر ..عابرة .. تعبر عبورا مؤلما ..لكنها تمر .. تلوي عنق سيرها صلابة شموخ النخيل المتحرك بكبرياء وعي بحق، في قصيدته ، فلا تدع دموع الوطن على قصيدة الوطن تأخذ من وطن القصيدة كل ماء وارادة ، ولا تترك البكاء يبعث فيك الجفاف ، فقصيدته لم تزل منهجا ، ومن حق الوطن على عاشق الوطن أن يكون اليها الوفاء ، فهي الحرية للمكان ، والحرية للانسان ، هي اعادة خلق وبناء ، هي الواجب الذي تغسله دموع الوفاء حين الوفاء .
فما مات من أبقى القصيدة حياة تنمو بها الحرية في ضلوع شعب، ماء وجوده عزة واباء ، ولا غاب عن الحرية من كان على موعد معها ، كل صباح .. هو يسري في وعي كل حر ، فكيف تراه غاب ، وهو الحاضر في ضياء القول وفي اشراقة فعل الحرية على الديار .. وهو انشودة الحرية للبر والبحر والماء والهواء ، هو في ذاكرة الأرض عائد الى بيارة برتقال .. الى أصص الورد في شرفات يكلله الندى ، تاج حرية وفخار ، وغدا نتلو قصيدته عند شاطىء ليس بعده غير الغناء ، فقصيدته شراب العشق لحياة في وطن طال شوقه الى النهار ...

astrosameh@Gmail.com

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 02:56

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شفاء

بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح )..أم الفحم ..فلسطين


شفاء سنديانة شبت في نضال وأروت ببذلها المكان نضالا . تعافت كلما بذلت جهدها، وغنت عتابا كلما زادها النضال شقاء. شربت الآمال من عيون نضال، وسكبت منها في المكان ألحانا. قالت ويدها تنزف دما ، لا كانت شفاء، ان لم تكن نضالا، ولا كان الدم ذا قيمة، اذا لم يكن للأوطان أسوار.
تلك الطائرة جاءت تقتلنها ، فهل نبوس على يديها شكرانا ، وهذه دبابات جاءت تحصدنا، فهل نرقص لها، ونغني عتابا، وهذه جرافات تمزق زرعنا، أفنبسط رموشنا لها بساطا، وهناك الأعراب والغفلة والتلفاز، والذبح فينا أشكالا وألوانا ، يفصفصون كل حكاية وقافية ، ويمرون على ذبحنا لماما .يتمرمرون وما بهم من نخوة، ولا كأن الشهامة ذاقت لهم دماء، كأن الدم العربي، لم يكن سعدا، ولا معاوية، ولا معتصما ولا ناصرا عربا . يمرون على موت أطفالنا كل يوم، وكأن الموت لن يطال منهم أحدا.
لقد قعد الموت للعرب في مفاصلهم، ولا ليقرأ السلام عليهم صبحا ومساءً، ولا ليترك ربيعا لهم في أرضهم ، لا ، فلا غير الخرائب مراتع وملاعب .
ذلك الموت ما جاء بغير ما به ، فلا سلامة لحمامة تقول سلاما .فاذا رفرف الحمام بجناحيه سلاما، تصيدته النار ومزقته أشلاء.. يا باحثا عن سلام الشجعان ابحث عن الشجاعة ، قبل أن تقول سلاما ، واحرص على نفسك من غدر، فبين حروف السلام ناب تنفث سما زعافا.
ما حط الجراد في زرع، كي يقيم مع الزرع سلاما، ولا القنابل حين تمزق بيتا تريد له بعد خرابه بناء، ولا الصواريخ وهي تمزق قلوبا تريد لها غير القبور مكانا، ولا الجرافة وهي تحصد الأشجار بأسنانها تريد لها بعد اليبس أن تعود طعاما.
ولا من أشبع رغيف الخبز رصاصا، يضيف اليه سمسما ونعناعا ، ولا من أرغم النساء أن يلدن على الحاجز يريد لهن غير المذلة وساما .ولا من استوطن أرضا بعد تشريده أهلها، يريد لهم أن يعودوا لها سكانا.
تمزقت قنينة الحليب ، وامتلأ فم الطفل بعد الحليب ترابا، وأسموا الطفل ارهابيا، والقنينة ارهابية، وشرب الحليب ارهابا . وزرعوا من الرصاصات عشرين في صدر ايمان ، وأسموا حقيبة المدرسة حزاما ناسفا ، ومشي الطفلة الى المدرسة ارهابا.
سل عن شفاء ، تجدها في مفاصل التاريخ عزا وكرامة ، تجيد رسم التاريخ ، وتعرف كيف من الجفاف تصنع ماء ، ومن الجوع خبزا ، ومن الحصار صلابة تئد به الحصار.
وتعرف كيف بدمها تخيط نضالا ، وكيف بأحزانها تؤثث للواقع آمالا، تشرب الحزن ويهيج الفكر به، ثم تسكبه في الارادة وقدا وهاجا ، كفرقد طارق ثاقب يطرق طريقه في الظلام ويصل أيان شاء.
شفاء ما رف لها جفن من وجل ، ولا ناخت لأحزان .. في مآقيها السواقي ، ومواقد نار وبين الشفتين آهات تحدث بما في الصدر من غليان، وثابة النخوة تباريها دمعتها الى جرح والهمة تسبقها الى وفاء . كلما نزف لها جرح ، وقعد اليأس عند الأقدام ، تقيم للأمل عرسا ، وتغني عتابا ومواويل . وعند ذكرها كل شهيد ، فكأن الجرح واليأس جاءا يزرعا آمالا فهي ساقية الأمل، ترى وهي مثقلة بالقيود امكان فعل محفوف بمخاطر ، يبذر أملا مطوقا بأغلال، ولا تنثني عن أن في الشدائد وعيا وحكمة ، بهما يعرف الضعيف منابت قوته ، وكيف يقيم موقفا وقوة، يقلق لهما الأقوياء . وتحس بأنها فاصلة في التاريخ ، فما تفعله الآن يؤثر في مقدرة الأبناء غدا ، ففكرها منصب على اشتقاق قواعد الزمان القادم ، فعندها مسؤولية تاريخية ، فلا محل للتلقائية.. فما كان، يكون الآن، وما هو كائن يكون غدا، هو بعينه ركود، واضافة تتجدد في تضييع ما تبقى حتى الآن ، ففي قناعاتها بأنها ابنة أمة ، هي خير أمة أخرجت للناس ، لكنها تنظر في مئات السنين ، فترى بأن الحكم لم يتجاوز حكم العائلات ، وبأن الأمية التي جرت قرونا من الزمان ، استقرت على ما هيىء للأقوياء ، أن يأتوا ويسلبوا هذه الأمة ، كل خير وكل شرف ويدوسوا على كل كرامة.
انها ترى الشقاء الذي تشقى ، نتاج تاريخ .. من فراغ في علوم الطبيعة ، وفراغ في القوة ، ما جعل الضعف خصوصية هذه المنطقة ، في مقابل قوة لا تقيم احتراما ، ولا قيمة ولا وزنا لهذه الأمة ، فتعبث بها وكأنها مائدة طعام ، فهكذا هي شفاء فكر من نضال يجوب الزمان والأحداث ، تفتش في الأسباب وتعزو الحدث الى أسبابه وتفهم ، لا تترك نأمة ولا همسة الا وتكورها ، وتنقب فيها ، تتأمل كل شيء ، وتشرب من أحزانه ، فحزن الحدث، بعض انتماء وفهم.
وعند كل خراب ينزل في الديار، تغمغم، أواه منك يا زمان، أصبحت اللبؤة فيه بلا أنياب، وحين تكون في موكب شهيد أو في المقبرة تجمجم أواه منك يا ضعف ، فأنت فرصة القاتل الى قتلي؟ فأحداث المكان ملء وعيها، فانتماؤها جعلها خلاصة الحال. فحال المكان في حالها، وحالها في حاله، فهيبتها هيبته، ولغتها لغته، فأي تحول يحل في الحال ، يحل في تعابيرها فهي مرآة حاله.
فأمطار الدماء التي هطلت من شرايين الأكباد ، اشعلت الحريق في أحشائها، ومشت رعدا في فرائصها، وتكلمت عن نفسها بتعابير وجهها، وبوقع خطاها، وبتهدج صوتها ، حين تكلمها وقد احمر بياض عينيها، وجفف الحزن الماء من شفتيها، فبدتا كسربين من قبور لما شاع بهما من شقوق، فكل شق باسط ذراعيه سائلا عن نضال.
وكذلك شفاه المكان ، فعليها الوجع ينطق بأن نضال استخلاص شفاء بنفي وجع ، فجملة النضال استنبات جملة الشفاء بنفي جملة الوجع.
واذا المكان ينزف، ورموش الكرامة دامعة، ونبضات العزة متيقظة، فشفاء ماطرة بالكرامة والدموع ، فسرعان ما يجلو البكاء يعاينه ويفصح عنها، بايماءات تعبيرية بارعة الدلالة، فهو بكاء مستنير ومتمرد، وبه انارة لسير تاريخ ، فهو يؤثث لمنهج يمشي عليه نضال الى شفاء، فثمة ثورة تتكلم باسمها دمعة ، أي أن دموع شفاء حين تتكلم، فكلامها جمال مستغرف من جمال بكاء راشد، يرشد الارادة الى نضال، وكأن دمعتها رسالة حرة مخطوطة بدماء ثورة ، فهي تستسقي الأمل وتسقيه ، تؤمل وهي حزينة ، وتبطن عاصفة اذا عضها جرح، وتحس الجرح، وتقرأ في حسها، وتقول: لو أن اسباب الجرح تعود الى الغريب لناديت يا عروبة، ذاك الغريب ينال مني لكن العروبة في سبات، وعلى رؤوسها غربان، تملأ كرسيها من أنفاس الغريب، فالى زنودي اشدد ركاب عقلي، فهي عضلات جلدي وأسواري، وبها يستيقظ النيام من نومهم، ويخرج الغافل من النعاس .
وتدور بعينيها في المكان، وتقول في نفسها، أما عرف العرب بأن التراب وديعة الاستمرار في الأرض؟! ، ثم تحدق في الحجارة اذ تراها شاخصة اليها، فتقرأ في وجومها حزنا يكلم حزنها ، وتملأ رئتيها من الهواء، فتحسه يكلمها، فتعرف بأن به زعلاً على من ماتوا، وكانوا يمدونه بقيمته، وتفهم بأنه يتمنى لو أن به اختيارًا، فما كان يدع غرباء يركبونه ليتصيدوا أبناء المكان، واذ هي على هذا الحال، تتنبه الى نداء من كل جماد ونبات يودع في وعيها، بأنه مخلوق لها ، فهو جمالها الذي عليها أن تحرسه بجمال أفعالها.
ويتداخل النداء، بنداء آخر تفوح منه رائحة عطر ، تنم على عبق الشهداء ، وتتذكر شفاء الذين ثووا الى داخل التراب، وتفطن لأول مرة بأن القبر قلب الحياة ، فهو النابض بها، ولولاه لكانت الحياة بشكل آخر، غير هذا الذي تعرفه الآن. فالقبر اذا هو حضن دافىء يغرب كابوس الاحتلال، ويتنفس المكان أنفاس العافية، التي غابت عنه منذ بدء الاحتلال.
وها هي القبور حركة وعي ، في داخل حرية متحركة في حياة المكان. وحركة الوعي هذه مضافة في تفكيك أغلال الحياة ، فالمقبرة جذور الحياة النابتة في البقاء، والناطقة بأن الشهداء أقوى الأعمدة لبيوت الكرامة في الحياة.
ولأن الحياة بعمق هذا الرحم في البقاء، ولأن الديمومة بكرامة في المكان، لها عقل وقلب ورحم مثل شفاء. ولأن الأحبة، وهم في قبورهم، لهم دورهم في اذكاء شعلة الحرية في الحياة . فلقد هجمت الصواريخ على كل ما له صلة بشفاء، ونزلت على الأحياء والأموات، وأنذرت من في القبور كوارث، اذا هم لم يخرجوا من الحياة .
ونزلت على الأسماء، أجساما كانت لها أو كانت بلا أجسام ، حسبوا بأنه بالقتل يكون فكاكهم من دوامة الأمن ، وما زادوها باراقة الدماء الا تأزما واستغلاقا ، فالحياة بها مناعة، ولا أشد منها قسوة على من سعوا بها خرابا ودمارا.
كان المكان ملاعب، دافئا قبل أن تجوسه أقدام الخراب، كان الضرع الذي شربت منه شفاء، قبل أن تغدو هادرة جائعة عطشى الى استعادة المكان كما كان.
تذوق الموت ، وفقط أن يعود . تجترع المصائب كلها وتستحلبها لبنات تعيد بها البناء.
وهذا كلامها، وسط الدمار، عندما كانت تنظر مشاهد الخيام التي كانت تمزقها من زمان.
لا عرب نأمن بهم على حياتنا، ولا القنابل تتوقف عن نزولها فوق رؤوسنا ولا مساكن نسكنها، ولا غطاء نتغطى به، ولا خبز نأكله، ولا ماء نشربه.. أخربوا بيوتنا على من كان فيها.. وخرجنا من تحت الأنقاض ، فبعضنا يتنفس الهواء، وبعضنا الآخر واريناهم التراب.. وهذه قنينة حليب، هناك انظروا اليها استمعوا لها فانها تسأل عن الطفلة التي كانت ترضع منها.. هل تعرفون أين الطفلة الآن ، انها تحت التراب ولم تكن وحدها.. أحرقوا قلوبنا.... وهذا نحن وهذا حالنا ، ورعاة القبائل العربية ، يشربون قهوة في داخل دبابة أمريكية في العراق. وهذا أنا شفاء الرحم التي سوف تملأ الأرض صبيانا وبنات. أنا من صنعت التاريخ وجعلت التتار فقاقيع صابون يمتصها الهواء. أنا شفاء الضعف ، أعرف بأن أسرار القوة كامنة في الحجر ، فبها يجف كل حزن ، ويشفى كل جرح في كرامة أمتي ، وتعود أسراب الطير بعد تشريدها لتعانق ترابا، في عناقه يكون شفاؤها من فراق أليم جاوز النصف قرن.

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 03:38

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
فاطمة

بقلم: محمد يوسف جبارين (ابوسامح) ..أم الفحم..فلسطين

سيدة المكان وجوهرة الزمان ، مكدودة بآلامها ، مغرورقة الدموع ، لم تعد تعرف الابتسامة ، ذهبت الابتسامة ، مع من ذهبوا ، اخترقهم الرصاص ، فغامت الأجواء من حولها ، وتكدرت ظروفها ، بعد أن كانت تضاء بابتسامتها ، بعذوبة ألفاظها ، برقة تعابيرها ، ولطف ودادها ، وسخاء عطائها .
لم تعد فاطمة المرأة التي كانت ، فهي ألآن ملتفة برداء أحزانها ، تعتصرها جراحاتها ، لقد زلزلت ظروف الصراع بها زلزالها ، مأساة جامحة حلت بالمكان ، فهي الآن كتلة من نار تتفلت لهبا ، لا كلمات ترسم سخونة أعصابها وأفكارها ، فالحي الذي تسكنه ، قد أتت عليه الجرافات ، بعد أن أتت على الحياة فيه الطائرات والدبابات ، وأصبح المكان قفرا ، فبيوته تكومت كتلال من بقايا فظاعة من أخرب المكان ، وعلى فداحة الخطب الذي ترتب على المعركة الضارية ، التي فرضها الاحتلال على أهل المكان .
ذهب الأحبة وبقيت فاطمة ..ذهبوا ، ولم يعد المكان كما كان ، أصبح ألآن مقبرة كبرى ..ملآى بالدماء ، وشاهدا على صلابة ، لم تعهدها أساطير من نسج الخيال .
فدبابة تهاجم زندا ، وطائرة تطارد طفلا ، ومدفع يقصف ثديا ، والبقاء في المكان، كيفما دار ولف الزمان ، معادلة اللاجىء ، الذي تعلم الدرس من زمان .. أموت واقفا مناضلا عن نفسي وترابي ، ويكون قبري تحت أقدامي ، ولا أصبح لاجئا مرة أخرى .
يتمزق الحر في مكانه ، ولا تتزحزح أقدامه الى خارج المكان . المكان مكانه ، والمغادرة تعني الموافقة بأن يقوم غيره بأحتلال المكان . لم يعد يمكنه الحر بأن يكون خارج المكان . المكان مكانه ، وليس له سواه ، فهو في مكانه باق ، فمكانه له ، حتى ولو بقي فيه ، تحت التراب .
لن تتكرر مشاهد خيام ، تحدق بعيونها من خارج المكان ، في خلال أسلاك شائكة تفصلها عن المكان ، فالى داخل المكان ، الى داخل الزمان .
ما كان قد كان . لو سألت ما كان ، عما كان ، لكان قال ، بأنه ما كان يريد أن يكون ، على ما كان عليه . والكائن الآن ، يكون في المكان ، مهما كان ، ولا يترك لما هو كائن ، أو يكون ، أمكانا ، يكون به خارج المكان . أكون قضيتي ، فقضيتي تكون . أكون شعبي ، فشعبي يكون . أكون وطني ، فوطني يكون . بلا كينونة ، لا كائن يكون . كينونتي حريتي ، أكونها فحريتي تكون .
النفس معبأة ، بمرارة الزحزحة ، من المكان . لن تتزحزح قدم من المكان . الصمود حق مجسد في حركة واجب ، ينبىء عن بداية زمن ، يشق به صاحب الحق دربه ، الى حقه ، حتى يقبض بأنامل قلبه على حقه .
الاحتلال نار تحرق الحاضر ، وتنذر بأن الرماد ما يتبقى من جنون النار ، فأو تنطفىء النار ، أو الرماد .
عندما يضيع العقل يكون الجنون . لا يفهم الجنون سوى الجنون . فاذا كان الجنون هو الحال ، الذي أوقف به الجنون ، أكون مجنونا ، وأخمد بجنوني نار الجنون .
الاحتلال معناه ، اشتعال جهنم في أنفاس الحاضر ، فبقاء الاحتلال يعني قطع زمن الحاضر ، فلا مستقبل ، فخروج جهنم من الحاضر ، ضرورة حاضر ، لكي يكون له غده ، ويكون له مستقبل . حب الوطن ، يعني أن تعيد أنتاج الوطن . الوطنية صياغة للواقع من جديد .. تجديد يعاد به التراب ، ليغدو ظروف حياة ، طعاما ، ماء ، هواء ، مكانا ، كرامة ، عزة ، شموخا ، زمانا لأبناء الوطن .
فكرامة المواطن ، من كرامة الوطن ، ومن لا كرامة له ، لا قلب له على وطن ، ولا وطن له يذيبه في حب الوطن ، فحيث الحب تكون الكرامة . الحب كرامة ، والكرامة حب ، ولا وطن في نفس خلت من حب وكرامة .
بهكذا تحديد ، تحدد فاطمة ، حقيقة من أحبتهم ، وغادروها أشلاء ، كانوا وحدهم ، صاغوا مشهدا أسطوريا .. لحم في وجه جهنم ، حاضر يحترق لينير وجه المستقبل ، شموع ذابت في انتاج نور يقيم قواعد المستقبل ، برهنوا على أن ما كان أيام زمان ، لم يعد ممكنا له أن يكون ، أسقطوا منطق الصمت ، فجعوا النذالة في تبعيتها ، أبدعوا حروفا لمنطق جديد ، أخبروا الذين سقطوا الى أعلى ، بأن سقوطهم الى أسفل ، قد أصبح وشيكا .
ومن بين نار الفجيعة ، بين رموشها ، تعرف فاطمة ، كيف تحدد طريق الكرامة ، وكيف تلمز ، من ناموا ملء جفونهم عن محاصرة الكرامة . للحب كرامة ، لا تفسح مجالا لأي نوع من احترام ، لمن لا يعرف للدم والتراب كرامة .
وتتناول فاطمة ، بقبضة يدها حفنة من تراب ، وتعتدل في مجلسها ، وتبسط يدها أمامها ، وتقول وحبات التراب تتخلل أناملها ، وامارات وجهها قد أزدادت حدة ، والشرر ينفلت من عينيها ، هذا ترابنا ، هذا نحن ، هذا دمنا ، هذه هي الكرامة ، وتنطق أسماء من ذهبوا فردا فردا ، وهي مشدودة الأعصاب وتبكي ، لا تكف دموعها عن الحفر في خدودها .. كثيرون قد ذهبوا ، ولكن كل حبة تراب شاهدة ، على أنها وجدت قطرة دم تحفظ لها كرامتها .
في هذه المعركة ، قد تم أنتاج الوطن من جديد ، الدماء رسمت وجربت الجديد ، فيا ليت أن المتفرجين كانوا من قرب يتفرجون ، ليروا بسالة الأسماء .
تدقق فاطمة ، في تفاصيل الانتماء ، وارتباطه بالصراع ، تريد أن ترى الطريق ، وقد امتدت بالوسائل الى الآمال ، التي شاغلت صدور الشهداء ، لقد أدركت من فيض الجراحات بين أقطارها ، بأن من لا يجيد صنعة التاريخ ، ليس له ، أن يدهش لماذا يجد نفسه ، في ذيل هامش من هوامش التاريخ .
فرغما عن المأساة ، التي حلت بها ، بقيت فاطمة ثابتة الفكر، مثل نجم يتلألأ وسط الظلام ، لم تفقد رشدها ، ولا أطرقت برأسها اطراقة غافلة ، ولا مزقت شعرها ، من قلة نار في صدرها ، ولا لطمت على خدودها براحتيها ، من قلة سخونة في أوجاعها ، ولا قدت ثوبها ، ونثرت التراب ، الى أعلى رأسها ، من قلة أحبة ، رأت أجسامهم معفرة بالدماء ، فآلامها تضيق بها ، وتعتصرها ، كأنما لحمها يتقلى على نار بركان ، تجوب حرارته أرجاءها ، فدموعها سخونة موقف ، والحاح ضرورة ، على نشدان الآمال .. حسرات بنت وطن ، لم يبق من أسرتها سواها ، لتبكي ويتقطع فؤادها كمدا وشوقا ، الى يوم ترى فيه حمامة السلام تحلق فوق قبور ، استودعت في كل واحد منها قلبها ..
ابكي يا فاطمة ، فالأحباب ، اذ ذهبوا ، قد زادوا الكرامة حبا في المكان.
وحدنا.. يا فاطمة طرف في الصراع ..تركونا وحدنا ، لقد استثقلوا أعباء الانتماء ، فاصطادوا أنفسهم في مصيدة النذالة ، التي لا تذر لحبيسها ، أي عقل يوزعه على موجبات الانتماء .. النذل لا أحد أختار له ، أن يكون بين الأنذال ، فما أخزى امرىء ، من مثل أختياره ، أن يكون للنذالة أمعاء لا تنام .
فأنت عطر الكرامة ، في صحراء ، أسلمت رمالها أمرها للرياح ، فهناك الذمم ، مثل البندورة ، في الأسواق ، تشرب من تبعية الفكر ، وتتنفس من هروب من الأنتماء ، قد أصبحوا يشتغلون في تليين مواقفنا ، أسترضاء لمن يذبحون حاضرنا بين أيدينا ، وتلميعا لقيمة لهم لدى الأميركان ، وأقاموا للكرامة نصبا تذكاريا ، وألزموا الناس ، بأن لا يقتربوا منها ، بأكثر من دمعة ، وأكليل من زهور ، تراجعوا مبدعين زمن انحطاط .. رجعيات ، محميات منقارها في لحوم شعوبها ، وقلبها وعقلها في رباط مع أرادة أجنبية ، فكيف ظننت ، يا فاطمة ، بأن تلمسي يوما شهامة معتصم ، في أرادات باعت الكرامة العربية .
فالبائعون كرامتهم في السراديب ، لن تتجاوز آمالهم آفاق السرداب .
فالذين أوكلوا مصيرهم لأجنبي ، فأمن حياتهم هو الغائب عن أرادتهم ، فحياتهم حلزونة ، ينهي بقاءها سيدهم ، متى يشاء ، والهاربون من النور ، ليس لهم غير الظلام يسكنون ، والذين لم تلفح النار وجوههم ، لا يعرفون قيمة الخبز الذي يأكلون ، والفاروون من الواقع الى الماضي ، كان الأجدى لهم ، أن يسكنوا الماضي ، الذي يسكنهم ، وبه وحده يرتضون .
الواقعيون هم صناع الواقع الذي عنه يبحثون ، بأدوات من واقعهم الذي اياه يعانون .
معاناة الجراحات ، وشدة الآلام ، صيحة نبل ، وبواعث حركة توليدية ، لاقالة الجراح والحؤول دون تكرارية الآلام . فلهب الدموع في الجفون ، وأوار النار ، في الصدور ، أنغام انشاء لارادة تنتشل العافية ، من أعماق الجراح ، فوعي الجرح أستدلال على أسباب وجوده ، وأنتباه ومعرفة بأسباب انتفائه ، وحاجة الى وعي الذات بقواها الدفينة وأستنهاضها في حركة ، تجمع أسباب الردع ، التي بها تنتفي الأسباب ، التي التقت على أنتاج الجرح ، وعلى ادامة ادمائه .. أنهضي من بين الدموع يا فاطمة ، فليس للزيتون غير ترابه ، وليس لزهر اللوز غير هوائه .
فالأحبة ما ذهبوا بعيدا في الزمان ، فهم في زمان الحلم ، الذي أورق بهم ، ويطل على المكان من بين أناته .
أنهضي الى وضوح الوميض ، في عينيك ، تجدين الحلم بين يديك ، ودمعة فرح تتواثب على جفنتيك ، من أعماق مأساتك .

متفائلة رغم ...!!!! 05-08-2009 04:36

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
[rainbow][align=center]جزاكم الله خيرا [/rainbow]
منتدى بالفعل رائع ومميز [/align]

ام الشباب 05-08-2009 10:42

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... لثقتكم الغالية وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم بي
... لكم مني أجمل تحية .

بهجة العلوم 05-08-2009 12:40

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ...

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 12:50

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
قلب

بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح).. أم الفحم ..فلسطين

قلب مفعم بالنور ، تنامت قواه ، تسامت وهاجت ، تدافعت وسط الأحزان ، على بحار من الأسى ، وتحت سحب تمطر هموما وشقاء .ضاجعه الهم الثقيل الكالح ، وكشر له عن أنيابه وجالسه ، فجالد الجفاف ، وما انقطع عنه الرجاء . عركته المرارة ، وعلمته كيف يحيل الضيق والمقاساة الى مكاسب انسانية ، استمرأ الصبر فصيرته المصابرة ، وسط حرارة المقلاة، تحت المطارق ، راسيا على مكنون صدره ، مثل الرواسي الجبال . يسره عسر الحال لرآفة أصارته صرخة منبثة من تحت ضلوع الفقراء . انبقرت له خبايا الدنيا ، واستمنحته بين جنبيه مكانا . داخلته الحقيقة ، فأنجبته ، اتخذت منه لها ضلعا ولسانا . مشى في بحر الأيام ، يزايل حلكة الليل عن كاهل النهار . يميس نبض فؤاده ، حياة في عروق البقاء . يداني الأمل الى أزاهير الحياة ، يتألفها على نور يضيء لها آفاقا . يملس بين القلوب املاسا ، يثري التأهب تنبها وانبعاثا ، يقول : أديل لنا لما كنا أنفسنا ، وكان لنا الحق منشأ ورباطا وأزوادا . تعالى الوفاء بالأفعال نابضا ، يثري الثرى نقاوة ، يمحو عنه قفرا بلقعا وأدرانا . نكون للصدق مرابضا ، ومن مضاء العزم السنان . فما فرح أبن أنثى بفجر ، الا اذا المحن والبلايا صقلته وأروته أنوارا . وما تهلل المجد بقلب في ساحة ، الا اذا منه سال الفجر أنهارا . وما دولة الا بنت أمل وارادة وطاقة ، اذا تلاقت ماجت الأرض أفراحا . ليس للطين في الطين حياة ، ان لم يكن الطين للطين زنادا . يا طين ، أنت نطاق فيه بركان حالم ، ان قام يقيم الدنيا وأقواما . صحوة اذا هي بك هدهدت ، شد الفجر اليك ركابا . انه فلب تخضل بالراية ، فسلخ من عمره الحياة ، وأعطاها لها أكنافا . احتوته واحتواها..كلما ضمها بين رموشه ، رفت نياط قلبه . حسها تودع في وليجة نفسه فجرا يشبه لؤلؤة تتخللها أشعة الشمس ، فتملأ بالنور اهابه . تسري بين خلجات نفسه ربيعا أخضر دافقا بشرا، وشروقا وحرارة ناعمة . ينشرح صدره وينسرح فكره . يتراءى له المستقبل صافيا يوسوس : تلك هي بشارة اللون الأبيض ، وما يلبث هنيهة حتى يتخطفه اللون الأسود .. سحب سوداء ، تسكب سموما على جلده ، تعتصر مرارة قطرانا في حلقه . يفور الرفض في أوداجه ، يحتل مزاجه . تشيع في ملامحه يقظة . تلتمع عيناه . تنشط موجات من السخط ، في بدنه . تعلو به على نفسه ، تنبهه بأنه أكبر من الظروف الموضوعية المحيطة به ، فهو حر بأن يحتمل أعباء موقفه حيالها ، انها على مخزون طاقتها السالبة ، وان شاءت تنغيصه وتركيعه وتنحيته عن موقفه ، فانه لا يأتمر بأمرها ، لأن موقفه ايجاب انتماء عنوانه الراية الى أعلى . تنبس شفتاه ، ان السالب ناقص ، عمى ، جهل وتيه حيرة ..ذبابة زرقاء ونفاية ..فكر لا يثمر ، وعمل سياسي أعمى ..أصفار زائدة ، مثل النعال البالية .. أصفار غارقة في نصفها السفلي . قنوات هضمية ، بلا قلب . قطط مسمنة . نفي النفاية نقاوة ونظافة ، طهارة ، سلامة ، نقاهة .
فكرة تجوب ذهنه ، تتقلب بين جنبيه ، يستلين الذوبان في نارها ..تستنهضه الفكرة من مكانه . يتماثل دماءه تجري في نهر خالد ، يشق سواد الليل بهديره ويرغي ويزبد . تمد الراية أكنافها ، يأخذها ، تأخذه ، ينفلت من مكانه ، ينبعث مليئا بالهمة ، في نقل خطاه ميلاد البر والنهر والبحر . في أنفاسه بشائر الفجر ، في مواجهته الأسود قاتما ، في عروقه الأحمر هائجا ، في وجدانه ، في انتظاره الأخضر باسما ، لارادته هما ونية وسائقا ، في أصلابه الأبيض دافقا زرعا زارعا زرعا زروعا أشجارا ، أطفالا ، بقاء في تراب العائدين يتدلى هناءة وشروقا ، يدندن ..أنا صيرورة الزمان والمكان والحق في ركاب الفجر ..أنا أرادة الديمومة في نبض الحياة .

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 12:51

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
ليلى


بقلم: محمد يوسف جبارين ( ابوسامح ) .. ام الفحم..فلسطين

ليلى دموع شعب يبكي ذاته ، التي باتت لحما مستباحا بأنياب جنون اللاوعي الذي أصاب بعض بنيه . تصيح يا قلب ، قد مزقتك بنادق ، كانت بالأمس مرفأ الأمان تلجأ اليها ، حين كنت تريد أن تغمض العين ، ومن شدة عناء تريد أن تستريح .
ما كانوا جند أحتلال ، وانما هم كانوا معك ، في مقاومة دبابات الاحتلال . حاصروك وأغرقوك بالنار وهدموا عليك بيتك . قتلوا أطفالك بقسوة حقد ، لم نشهد له أصلا ولا فصلا عندنا ، لكنها أشبه ما تكون بجرائم حزب الدعوة في بغداد. أيفعل البطل بمن كان بطلا سندا له ، وعلى أتم الاستعداد ، لأن يموت بدلا عنه ، ما تمناه دوما الاحتلال. هل السلطة تأخذ من البطل بطولته ، فيغدو من أجلها ناشطا في انتاج مشاهد لم تزل بين عينيه المشاهد التي شكلت مأساته .. تركوا الدبابات ، وقد كانوا في وجهها سدودا ، وجاؤوا بنار من سطوح المباني ، ومن تحتها ، ومن داخلها بعد احتلالها ، يريدون أن يقولوا لنا ، بأنهم أصبحوا بعينهم تلك الدبابات . كيف صلوا جماعة ، وكل واحد منهم يتفاخر بسفك دم ثائر من الثوار ، هل من سبيل الى معرفة قاتل ، وكيف أصبح الدفاع عن القاتل ماء وفاء.
أي أناس هؤلاء الذين يقتلون الناس ، واذا قال قائل بأنهم قتلوا ، أو وصف بالقلم ، بالفم ، تفصيلا ما فعلوا ، انهالوا عليه بالسباب .
كان آخر شيء يخطر على بال ليلى ، أن تجد نفسها وأسرتها ، في بيتها طعاما لنيران ، تطلقها جماعة ، من أبناء الوطن ، ممن كان أبوها على أختلاف معهم ، في كثير مما يتصل بسياسات ادارة الصراع ، كان يقول: هذا الوطن مثل البستان ، لا يزيده اختلاف أشجاره والورود فيه الا جمالا . لم ير بأن سما يتوارى بخضرة أعشاب ، وينتظر فرصته ليقتله . كان الأجدى له أن ينتظر في لبنان . يحلم هناك بالعودة.
كان الرصاص يغزو البيت من كل جانب . كانوا بالمئات ، وبكل جنون الرغبة في الذبح . لم تفلح نداءات أبي ولا أمي . مات أخوتي بشظايا قنابل ، وأمي حطت لها قذيفة في صدرها ، وأبي أجهزوا عليه بعد أن لاحظوا بأن به بعض رمق من حياة . لا أدري ماذا حصل لي .. في البدء حسبتهم المحتلين ، وسرعان ما عرفت ، فأصابني ذعر ، فأولئك سندي ، أبناء وطني . سقطت مغشيا علي ، وتبين فيما بعد أن أكثر من اصابة امتصت مني قدرتي ، على الحركة ، كنت أحوج ما أكون لها في ذلك الوقت . كانت ليلى تبكي بكاء ، لم يحصل أن رأيته في هيئة أحد من قبل . وقد أحسست ولأول مرة ، بأن صورة الوطن ، لم تعد هي التي كانت في سلامتها ، فمأساتها أخذتها الى مناطق من ليل بدأت تخشاها ، وتحس عميقا بأنها تشوه لها صورة وطن كان دوما يزهو لها . كانت دموعها تكوي مني كبدي ، تسيل ولسانها يشتعل فكرا، وهي تقول : أنا لا أبكي أهلي وحدهم ، بل أبكي حالنا ، فمشاهد الذبح هذه أراحت اسرائيل ، وأعطت ما تفعله ضدنا بعض مصداقية ، وأصبحنا أمام العالم بحال يستدر الاستخفاف والرثاء. كان حلم العودة يملك علينا حياتنا ، كان كل كلام أبي غزلا في تراب فلسطين ، حتى أن أمي قالت له مرة ، يا ليت أنك تحبني كما تحبها ، وكان يضحك ويقول : عندما نعود سوف نجعلها جنة ، ولما عدنا مع ياسر عرفات ، كان يقبل الأرض ويبكي . لم يكن يعرف بأن مصرعه سوف يكون بأيدي من بذل عمره من أجلهم . كان باديا بأن كل شيء بات يضج في داخل ليلى ، فثمة شيء ما من أبيها ، راح يصعد لها في داخلها ويعلو بها فوق أحزانها . سألتني وأنا معها في المقبرة ، هل تعرف لماذا أسمى أبي أختي شروق . كان يقول شروق تنزل الليل من كرسيه وتجلس النهار ، وكان يداعبها يا ربة النهار متى يزول الليل . فباشرتها بتساؤلات ، كان والدها يرددها ، أين هو الأمل الذي لم تتثاقل به الأنفاس . أين هو الحلم الذي لم تتفصده النار ، لتجعله أشلاء أشلاء . فطافت ببصرها في أرجاء المقبرة ، فكأنها تسلم على كل ساكن قبر فيها ، وتساءلت بأفصح وعي ، كيف يصح أن تكون حروف الثقافة والوعي أنيابا تنهش لحم المصير . كيف يمكن لحرية أن تطلق النار على حرية ، فاذا أطلقت النار ، فلا تكون هي ، فلا بد وأنها خلعت عنها معانيها ، ثم راحت ، وقد استحالت مفرغة ، من كونها حرية ، تطلق النار على معاني الحرية . فكيف اذا عادت من جنونها ، وأرادت أن تستعيد وجودها كحرية ، فهل حقا تكون حرية ، وماذا تفعل بذاكرة ذاتها ، التي تقول لها ، بأن على يديها دماء حرية. وماذا تفعل بازاء الذاكرة الجماعية التي تتحلق في سمائها مشاهد تنذر بالحذر . وهب بأنك شاهدت حرية تطلق النار على حرية ، فكيف تعرف بأنها حرية .. فمن تكون هي الحرية . هل تقول لنفسك بأن ما تراه صراعا على سلطة ، وبأنك أمام تراجع الحوار وتقدم النار . فثمة موقف يطلق مدافعه على آخر ، ليتراجع من أمامه ، فهذه عملية تركيع واخضاع ، وتأثيث لاستفراد واستبداد. فأين الشورى ، وأين هي الديمقراطية ، فالنار في حقيقتها تقصف الحوار ، وتقصف الديمقراطية . فكيف يتفاهم الناس بينهم . كيف يتفقون على طريق ، فاذا غاب الحوار ، فمن له رأي فليبتلعه ، أو قد تلتهمه النار ، فتزيد في مساحات المقابر ، بدلا من أن تزيد في مساحات العمران ، وتزيد في احتجاز مساحات من الأرض لسجون ومعتقلات ، بدلا عن مراكز الأبحاث والمصانع . فمن يذبح يمتلك .. يبدو بأن على عيد الأضحى ، أن يفتش عن العدل ، ويحاسب أناسا كثيرين ، فكل ما تعلموه منه ، أن يذبحوا ليأكلوا . فمن يذبح خروفا يسهل عليه أكله ، ومن يذبح ليطغى ، يقهر ويستبد ، ومن يذبح شعبا يسهل عليه استيطان جغرافيته ، فالذبح آلية استفراد وسيطرة ، وليست بحال آلية شورى أو ديمقراطية.
وأخذت من ليلى كلامها ، فهي على ماعرفته عنها، نبات الحرية في بلادي ، واستتبعته باضافة ، بعد أن لاحظت بأن مأساتها هيأت لها تراب الفكرة التي تستنبتها ، وقلت : فأول ما تستوطنه النار الكلمات ، ثم تتحرك بها البنادق ، ويجب أن ننتبه الى أن الثقافات تنشيء الجماعات ، وشيء رائع أن ينتظم المجتمع ، ولأمر طبيعي أن يأخذ الصراع الاجتماعي مجراه ، فيضج المجتمع بالحوار، ويتنامى الوعي الصحيح ، ولكن الخطر يأتي من ثقافة يتشكل بها وعي جماعة ، فكل من ليس معها فهو عدوها ، وليس فقط مختلفا معها وبينه وبينها حوار ، وتنزع الى حسم هذا الصراع لصالحها ، حتى ولو كان ذلك بأرخص ما يوجد في اللغة من كلمات .. قلة حياء ، اذ كيف يستطيع من يرى نفسه بطلا ، وتراه جماعته قائدا لها ، أن يصف بطلا حقيقيا ، بالتبعية والتآمر ، وما شابه من ألفاظ .. أما يكفي بطلا ، قبرا يتراءى له كل يوم بين عينيه ، حتى ينهض له ، من هو، من لحمه ودمه ليصنع له قبرا معنويا آخر في الحياة ، فهذه بذاءة من ظلام ثقافة ، واذا لم تجد من يوقفها عند حدها ، فهي في طريقها لتصير نارا ، كمساهمة منها في تدمير الذات .
وهنا اختطفت ليلى مني سياقي ، لم تدعني أكمل كلامي ، وبذكاء لماح ، وبلسان وضاح ، ارتفع صوتها ، يا أبتي ، لقد أكتشف ياسر لب الجريمة ، عرف القاتل الحقيقي . لم يكونوا بشرا الذين قتلوك يا أبت بل هي ثقافة . هكذا ياسر يرى ، فمن سواد هذه ، جاء خراب بيتنا ، وأصبحت يتيمة . ثم دمعت عيناها ، وبكت بكاء مرا ، أحالني بغمضة عين الى دامع الطرف الذي يتماسك ، وبرغمه يتنفس له حزنه بدموع تتندى من بين رموشه . ثم انخلع قلبي من مكانه ، فنشيج صدر ليلى ، وهي تشهق بالبكاء ، وتنتفض من ضربات الحزن في أرجاء نفسها ، قد سلبني صبري ، وبدأت أغلي ، وعلى غير ارادة مني ، دنوت من ليلى وطوقتها بذراعي ، وملت بها على صدري ، بحنان ما عرفته في نفسي من قبل ، وبرقة لم أتذوقها في حياتي ، وبحس واجب ، جمع لي الرجولة كلها دفعة واحدة في كياني .
فخالجني شعور بأن الحياة تنادينا ، فراودني المعنى الكامن في ثمار هذه الأشجار النابتة في المقبرة ، التي تتدلى ، ولا تمتد يد انسان اليها ، فلا بد وأن فيها اشارة ، الى شيء ما في الانسان يتحرك ، فيأبى عليه ، أن تمتد يده اليها ، ليأكلها ، فهي من تراب في حقيقته ، قد يكون بقايا أنسان . وتذكرت قول والد ليلى ، حين كنت معه نجمع أشلاء أخوة لنا في خلال التصدي للاحتلال .. كانت ملحمة ، ذهب فيها كثيرون ، فاذ ذاك ، قال لي عمي محمد ، والدموع تملأ عينيه ، أنظر يا ياسر ، الى هذه الأشلاء ، كانوا مختلفين في الحياة ، والآن سوف يلتقون في القبر . أيكون التلاقي في القبر ممكنا ، ولا يكون ممكنا في الحياة.. كيف ، أنحتاج الى عقل يعمل بالمقلوب لكي نفهم . فتراءى لي ياسر عرفات ، فكأنه أمامي ، بين عيني ، فأطل الوطن من داخلي يسألني ، أين أحلامنا ؟، وهاج بي عزم يقبض على الجمر ويلح ، لن نتركه يضيع .
وفجأة علت زقزقة عصافير ، من على أفنان شجرة دانية الثمار ، فكأنها جاءت تقول لحياة يشقها الأسى ، على من خرجوا من الحياة بالموت ، بأن ثمة أملا لا ينقطع بالموت .
وأذا بليلى تأخذ بجماع نفسها وتتمالك وتسألني ، لمن هذه الأطيار تغني ، يا ياسر ..تخيل وطنا بهذا الحال الذي نحن فيه ، اللاعقل يغني ، والعقل يبكي ، والآخرون موتى ، تحت التراب كانوا أو فوق التراب .
فأمتد بصري الى وجه ليلى ، وقد غسلته الدموع ، فبدا أجمل من ورد يبلله الندى ، فناولتها منديلا ، استخرجته من جيبي ، واستأذنتها ، أن هيا .. وما كدنا نبتعد خطوة أو أثنتين ، عن قبور الأسرة ، حتى قالت : أنا يا ياسر ، هو كل ما تبقى من الأسرة في الحياة ، أنا ترابها الوحيد الذي يمشي على قدمين ، فأرفقت قولها بقولي ..هذا التراب مادة بستان نبذر فيه بذورنا ، فتشب رياحين وأشجار تصون الوطن وتحميه ، فمدت يدها نحوي ، فأمسكتها برفق ، بينما هي تقول : وحدتنا ، يا ياسر ، ضرورة استمرارنا وسيطرتنا على المصير .

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 12:52

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
وردة

بقلم محمد يوسف جبارين( أبوسامح) .. أم الفحم..فلسطين

وردة يانعة ، رائعة ، ما أجملها ، تنتعش الصدور لمرآها . تبدو عند الصباح ، وقد افترشتها قطرات الندى ، وزاورتها أشعة الشمس ، ريانة ، فرحانة ، مرصعة باللالىء ، تتمايل بها النسائم الناعمة ، تلاعبها فترقصها ، فتبهر الأنفاس ، تأسر النفوس ، تخلب الألباب ، انها آية من الجمال الآسر، فسبحان من خلق الجمال فسواه نعمة وهناءة وسرورا .
وردة بيضاء أوراقها خضراء
ريحانة شماء أريجها ضياء
تحيا في خميلة غناء ، وارفة الظلال ، يأتيها الاطفال ، كل نهار ، يتحلقون حول الوردة الجميلة ، يتأملون ، يرقصون ، يتغنون يصدحون :
نغني للحياة ، نقرأ الحياة ، نفهم الحياة.
تحيا القراءة
نبتسم للحياة ، بنا الحياة تبتسم .
نبني الحياة ، بنا الحياة ترتسم .
أقرأ الحياة ، تفهم الحياة ، تحب الحياة.
تحب الابتسامة.
وفي يوم من الايام ، بينما النهار يتثاءب ، جاء الى الخميلة طفل غرير ، وأسمه سامح ، رأى الوردة الجميلة ، فطابت نفسه لمرآها ، اشتم عطرها ، فانتعش صدره ، جرت في وجهه بشاشة ، رسمت شفتاه ابتسامة ، غناها أغنية الزهور .
وسوست له نفسه ، اقتلعها من موضعها ، خذها ، ازرعها عندك ، تبقى لك وحدك دون غيرك ، تراها ، تهنأ بشذاها في كل الأوقات .
طابت له الفكرة ، مد يديه الى الوردة ، نبش التراب من حول جذورها ، اجتثها ، احتملها بين راحتيه ، وخف بها الى داره ، وهناك زرعها في تراب آخر ، واهتم بها كثيرا .
ويوما بعد يوم ، راح الذبول يعتريها ، وشذاها ينضمر ، فارتاع من ذلك ، وطفق حائرا مدهوشا ، لا تلمع في وجهه بارقة ابتسام .
وانه لكذلك ، اذ لمحه ابوه ، فسأله عما ينغصه ، فقال سامح ، وهو حائر النظرات ، مشتت الذهن ، تعلو جبينه سحابة من الكآبة والحزن ؛ يا أبتي ، انها وردتي تذبل على عظيم اهتمامي بها ، وانني أذوب في حبها ، أحب لها الحياة .
ردد أبوه نظره في وجهه هنيهة ، وقال ورنة الحكمة في صوته ، يا بني ، لا تزرع نبتة في غير ترابها فكل نبات وله تراب .
توترت أعصاب سامح ، وأرسلت عينه دمعة ساخنة ، ثم أخفى وجهه في راحتيه وبكى بكاء مريرا ، فالتاع ابوه لحاله ، فاجتذبه من قميصه ، احتضنه الى صدره ، وقال والحنو يشيع في محياه ، لو كنت سألتني ، وأخذت رائي ما ندت عينك دمعة واحدة ، على شيء تعلقت نفسك به ، ولو أنك ترهف السمع ، تسمعني وتطيعني فيما أنصحك فيه ، لتمنيت عليك أن توافقني الرأي ، تنهض الآن فتعيد النبتة الى ترابها ، فما زالت أوراقها خضراء ، فيها الحياة ، لم يفترشها اصفرار ، وان مسها ذبول ، فلعلها تزهر وتثمر وتطرح بذورها في ترابها ، فتضمن استمرارها في الزمان .
رفع سامح رأسه ، ومسح دمعته بأنامله ، وسأل بلهفة ، أحقا تحيا ، ان أنا عدت بها الى ترابها وأجوائها الجميلة في الخميلة ؟! .
قال أبوه نعم ، هيا ، قم ولا تتبلد . وما تلبث سامح لحظة ، انطلق من فوره ، وهو يقول في نفسه ، لقد ارتكبت خطأ فظيعا حين أرغمت النبتة على الحياة في الغربة والشتات ، كيف فعلت ذلك ؟!.
تبا للانانية ، انها هي السبب ، أنا مفارق الانانية – بعد الآن- الى الأبد ، فهي التي باعدت بيني وبين أصدقائي ، وكادت تقتل الوردة فأبكتني .. بعد دقائق معدودات تكون الوردة في ترابها فتحيا ، فنفرح بها جميعا ، أنا وغيري ..
لكي أفرح ، لا يجب أن أسترق الفرح من عيون الآخرين .

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 12:53

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
القدس ..عروس المدائن

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين


منذ أن هدأت الأرض ، وبدأت تنفلق فيها بذور الحياة ، كانت نواة وجودي تتململ في تراب القدس ، تنفلق ، تضرب جذورها ، تحرك التراب ، تباعده ، تفتش فيه ، ويأخذ عودها الأخضر طريقه الى الهواء ، يعانق الشمس ، ويملأ الروابي جنائن للحياة .
فما تنفس نهار في مجرى الزمان ، أو ضم رموشه وأغمض عينيه ، سامحا للفكر لكي يحرث في زينة السماء ، أو تكاثفت الغيوم وهطلت الأمطار ، فأنزلت بشارة الرخاء في الوجدان ، أو أطل شروق يتوعك ، تلوح في قسماته أمائر امتعاض وألم . أو مشى الجفاف ، أو بعضه في السهول والجبال والوديان ، وكادت تتصدع الصخور والحجارة من قلة الماء . أو دوى أنين الناي في الروابي . أو صاحت الديكة وشدت الأطيار من وداعة وامتلاء ،
أو مرت ظروف تتقلب بين هذا وذاك ، فما كفت يداي ، عن نبش ترابها ، وتقليب حجارتها وشق صخورها ، ولا عرف الزمان فاصلة ، في سيولة بذلي ، ودأبي على استنبات ربيعها ، واستخراج مقومات وجودي ، من وجودها .
فأنا بذرة الحياة الدائمة الوجود في زمانها .
فيا من بيده العلم ، وقد ناخ له كل ادراك وفهم ، وعرف كيف يفتش في التراب ، ويعرف كيف يقرأ ، كل علامة دالة على الوجود ، الذي رسم وجودها . هيا ، قم من فورك ، وأسأل ترابها ، استعمل كل أدواتك وعقلك ، ودعها تتكلم عن نفسها ، دع القدس تتحدث عن الدماء التي سالت ، مثل الأمطار ، في عز الشتاء . اسأل التراب عن الذين تحولت لحومهم وعظامهم ، الى هوية للتراب .. الى لغة يتكلم بها التراب .. دع التراب يتكلم ، دعه يروي حكايته ، وأصخ السمع ، واترك الصخور ، والعلامات عليها ، تشهدعلى الأنامل والأظافر وقد برت ، حتى ضاء للقدس ضياؤها ، ولمع سناها ، فأسرت الألباب ، وهوت اليها أفئدة البرية من كل واد .
دعها .. دع عروس المدائن ، تخترق بك حاجب الزمان ، فتعرف ما كان ، فتدلك على ما هو آت ، وانتبه الى قولها ، وهي تبث طمأنينة وتبعث أملا بقولها ، بأنه ما نزل فيها غبار ، حملته الرياح العاتية الآتية ، من الأصقاع البعيدة ، وحط صيبا أو وباء في أنفاس الحياة ، أو رجسا تمادى ، وراح يقلب عينيه في عينيها ، أو يزرع سكينا في نحرها ، الا وقعد له القلق ، مثل الجمر ما بين جانحيه ، حتى اذا ما نام ، فر به الفزع من نومه ، أو اذا استراح أراحته الهواجس من راحته ، أو اذا ركب ومشى احتواه الرعب ، وظن الموت ينتظره ، في كل ركن يدانيه أو يركن اليه .
فلا تجد له فهما ، لخلاصه مما هو فيه ، سوى استغراقه في اللعب بالنار ، وفي المزيد من جرائمه ، وما دري ، ولن يدري ، بأن كل قوة لو اجتمعت للغريب ، ما لها أن تخلصه ، من احساسه بغربته ، فما استراح قلب لنزف دمه ، ولا استكان كريم لهدم بيته ، ولا لاقتلاع زيتونه ، ولا لاهتراء ثيابه ، وقتل أطفاله وخلانه ، ولا لسحب الأرض من تحت أقدامه ، ولا تناهى ترتيب الأمور الى جمال يبهر النفوس ويجتذبها ، اذا ما وضع كل أمر في غير موضعه ، وذلك لأن للجمال بهاء ، لا يكتمل له ، الا بعودة كل أمر الى موضعه ، وما قام اللاعقل بتأسيس نظام ، الا وكان هو بعينه اللانظام قياسا على العقل ، ولا صفا للصفاء صفاؤه ، اذا ما دارت غيمة سوداء في سمائه ، أو حط غبار على خده ، ولا نبت وهم في حقيقة ، ولا تخرجت حقيقة من كذب ، ولا أقال الكذب صاحب الحق من حقه ، ولا استولد الكذب حقا، لمن هو ليس من أهله ، ولا ارتقى الكذب بحال ، الى حال ليس من حاله .
تراب الصفاء صفاء ، وصفاء التراب تراب . لا يمكنه عابر سبيل أن يبدل ، في هوية تراب ، فهوية التراب تراب ، فلا يصح تعريف ترابي ، من دون أن يقال فيه ، بأنه هو ذاتي .
ذات القدس ذاتي ..أمي ، أبي ، جدي ، جدتي ، دمائي ، لحمي وعظامي ، في مجرى الزمان .
لست طارئا على ذاتي ، ولا مرت أو تمر ذاتي ، في سماء ذاتي ، كما يمر السحاب ، ولا ضاقت ذاتي بذاتي ، ولا تمنت ذاتي ، أن تخرج من ذاتي .
هي أنا ، حتى لو لم أجد حفنة من تراب ، أقف عليها ، في طريق عودتي الى ذاتي .
فمن أول ما جرت ، في ربوع القدس حياة ، وأنا في فيافيها ، أشرب من ضرعها ، حليب الحياة .
فأنا بذرة الحياة الأولى ، أول من شرب من ماء عيونها ، وأول من ملأ أنفاسه من هوائها ، ومتع ناظريه بنجوم سمائها ، وأوقد نارا وشوى اللحم ، وطبخ وعجن ، ورعى الخراف والماعز والأبقار ، وساس الخيل فيها ، وأول من سلك الماء في بساتينها ، وجمع حجارتها ، ورفع مأوى لحياة الانسان ، وأول من صلى ورفع بناء لعبادة خالق الخلق فيها .
أنفاسي في أحشاء روائعها ، ما تزال تحكي حكاياتي ، وتقص قصة ابداعي .
ابتسامتها من طين ابتساماتي ، وأناتها تتكلم بآهاتي ، وما حزنها سوى أحزان ، تموج ما بين أقطاري .
فهي يبوس ، أورسالم ( مدينة سالم ) ، القدس ، الاسم الذي رسمته ، أبدعته ، فعرفته الدنيا من لساني .
هي عين الوجود ، وماء الهوية ، وراسم اتجاه الحرص على الذات . هي البدايات والنهايات في تاريخ عروبة ، ما استتب لها أمن ، في كل وقت ، كانت القدس فيه تئن من الآلام .
ما كنت وهما ولا سرابا ، ولا ريشة ، في جناح طير يفر ، من مناخ الى مناخ . ولا كنت نباتا في قوارة ، تباع في الأسواق ، لتذبل في وقت ، من الأوقات في الشرفات . ولا أرقت دما من أجل قروش ، أو كساء أو طعام تلوكه عضلات قلبي ، فتستعيد به بعض الدماء ، ولا خطر على بالي يوما ، أن أحمل عصاي ، وأشق بها فرح الآخرين ، حين كانوا نياما ، أو في شواغلهم ، أو في حفل عرس أو ميلاد . ولا استوى لي ضمير ، على راحة ، كلما وقعت عيناي ، على مرارة تموج ، في وجه انسان . ولا عربدت قوة بيدي ، ولا أفرغني غرور ، من عدل ومن حياء .
حكايتي في الزمان ، عدل سابح في مجرى الحياة ، وما ارتخى لي عود ، في أحلك ظرف ، مررت به تحت السماء . وما انفرط لي عقد محبة ، ولا تخللني شك ، في وجوب استواء العدل ، على مشارب الحياة .
لو كنت وهما ما ضجت آهاتي ، ولا ضمني ألم ، ولا سبحت النار في أحشائي ، ولا تناهت الى مسامع الدنيا أناتي ..
أضعت في مرحلة من الزمان نفسي ، وتلك كانت فرصة الغرباء ، للرقص على جراحي .
تلك أسوار القدس ، وروائع التاريخ تساورها ، تحكي قصة العقل الفاعل والابداع ، وتقول بأن العقل ، حين كان فاعلا ، فلم يبزه أحد ، في دنيا الأنام ، وبأن جفون القدس ما تشققت ، ولا التراب بكى على التراب ، الا بعد أن تم اقصاء العقل ، عن ارتياده صنعة الابداع .
لن تجف الدموع ، وتعلو البشاشة أسوار القدس ، وتضحك باحات الأقصى ، اذا لم يحترف العقل ، صنعة الحرية في صيرورتها ، في الزمان ، ولن تطل اشراقة ابتسامة ، على مداخل الأقصى ، من تأقلم وتخندق في أسوار الحصار والانتظار .
يعود العقل بعد اقصاء له عن دوره . يعود الى ابداعاته ، ويتربع سيدا لكل ابداع . وتعود ابتسامة القدس ، زغرودة النهار ، على لسان البشارة ، بزوال الحصار والانتظار ، من جغرافية مواطىء أقدام الانبياء .

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 14:26

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
وهات شروقا

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

هات أسقني من شفاه الحرية وجودا
لعلي على أجنحة الوطن أليك اطيرا
فأنا في العذاب تائه أتوق لكي أثورا
وأرى شروق الوعي يبدل بي أمورا
أنا الشقاءالذي يتمنى أن يرى شروقا
كيف يا شروق أرى نهاري مسرورا
فهذا الليل دامس بحرف القهرمكتوبا
فأو أزول أو أكون عبدا تافها مخبولا
لا يا ليل فعلى عتباتك أحسها شروقا
وقع أقدام حرية تدق وأحسها عطورا
في نور النجوم أرى الشروق مكفولا
سائل شروق تقل الليل حتما يزولا
لا مفر من زوال يعانق قهرا ملعونا
بيدها قلم يلامس النهار بحرفه فيكونا
وفكرها حرية تشرب الكائنات نورا
ومن عينها بريق يحيل الليل مدحورا
وفي قلبها وطن بالحب بالعز مصونا
تزرع في تراب الفقر ورودا وحبورا
تطعم الفقر من كل وعي مثابر ثبورا
أواه أيتها الكرامة يا وطنا ملؤه نخيلا
هات أسقني من حرية أغدو بها جميلا
هات يدا وأدحري ليلي وهات شروقا

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 14:28

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
مأخوذ أنا بسحر عينيك

بقلم محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

مأخوذ أنا بسحر عينيك وحلاوة رسمك
أحبك و قلبي ونبضه يخفق بحروف أسمك
عيوني كيفما دارت ترى الاشياء بلون حبك
كلما رف صوت هفا بي الشوق الى صوتك
وما أحتلني مثل عطر معطر بحلاوة ثغرك
شفتاك شهوة تسلبني عقلي فأظل أهذي أحبك
سناء ضياء يأسرني وأهيم الى منابته في خدك
أنفاسي مبللة بمرءاك بهمسات عينيك وعطرك
وأكتافي وما عليها من ذكريات كتبتها بشعرك
وكلماتي وما فيها من رحيق شربته من قدك
فاتنتي عمري حياة حياتي يا حياتي أحبك
أنا ظمآن وقد سبيتني بخطفة برق من عينك
فأنا ما عرفت الحب يا حبيبتي قبلك ولا بعدك
ولا رفت أجنحة روحي ولا قلبي طربا بغيرك
فدعيني أبوس الأرض التي أنبتت زهرة مثلك
أصبح لي وطن أنت سناه من ساعة ما عرفتك
في قلبي أنت وأبحث عن عز يضنمي ويضمك

الوطن أنت شروقه حريتة ونهاره ينطق أحبك
شروق الحرية نهار تقول الشفاه فيه أنا مجدك
الحب ماء الوجود جوهرة الحرية تسكن وطنك

هذا العيد جاء والظلم ما زال يتكاثف في أرضك
غزة في الحصار والضفة يلتهمها الغزاة فما قولك
وأكباد في القيد تئن من عذابات وقهر فهات ردك
سألت الحرية فقالت بأنها الحياة وحبك وثوبك
ونظرت فيك فاذا قولك بأن حرية الوطن مهرك
عجبت للقاء في زمن لا أدريه وتهت في أمرك
كيف يكون السبيل الى شد أزر الحرية وأزرك
هل بغير وطن يسند وطنا تكون الحرية لحبك
لولا شروق النهار على الدنيا ما عرفت ظلك
ظلك في النهار يعني أنك موجودة على أرضك
كيف نستخرج ظل الوطن فينا من دون حملك
أنت الشاطيءحين موج البحر يضرب رملك
وأنت التراب وبذرة الحياة تنفلق في جوفك
تضرب جذورها وتشرب الحرية من جذعك
وأنت النماء أمل الحياة في البذور في رحمك
رائعتي أنت كما الارض بدء الحياة من جوفك
تعانقين البذور ترعين نموها تسقينها من لحمك
الوطن أنسان تلدينه تسقينه الحرية من نبضك
الحرية وطن يولد تشبعينه رضاعة من ثديك
الحب يا حبيبتي وطن حرية تنير بالعز وجهك
بدء الحياة حب شروق نهار العزة على وطنك
مواسم البذار حياة في شروق يضاء بها زمنك

كل عام وأنت شروق وطن راياته تشد أزرك
تسقين الوطن زنودا تزيدك فخراعلى فخرك

وتشرقين مزنرة بالراية والحرية تكلل رأسك
وتأمرين و تهمسين أكتب لي وأنا طوع أمرك

محمد يوسف جبارين 05-08-2009 14:40

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شروق

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

شروق ريحانه ثقافة ووعي، يتعطّر بها الوطن، وبروائحها ، يود لو يجعل حياته خضراء، مثل بساط الربيع في نيسان، وبيضاء في صفاتها مثل بشائر الأمل في ثقافة الأحرار.
فقد عصفت موجات ظلام سوداء بالوطن، وما زالت رياحينه تعاركها، فتسيل من عروقها دماء حمراء، فتتجلى مثل شفق أحمر بين طياته شروق، يسبق ميلاد النهار. ما جعل شروق أحلى كلمة، وأعذب لحن في فم كل حر أجهدته مهماته ، ويهيم به الشوق الى ما يتوجب فعله، فقد طال انتظار شروق الحرية وابتسامة نهارها في الحياة..
شبت في ظروف، لم يبق فيها شبر من الارض، الا وقد حطّ عليه نير احتلال، وضاقت المساحة تحت أقدام العيش، فلاح العلم كطريق من مأزق المعاش. فعرفت شروق طريقها، وأقبلت على العلم وأليه ، تزيد في ثقافتها ووعيها، ترقب حركة الحوادث، ترى وتسمع وتبني موقفا، الى أن اصبحت غايتها أن يتم سحب كل شبر أرض من تحت أقدام الاحتلال.
شربت شروق من حركة الحوادث ما جعل لها بصيرة نافذة تحيط وتدقق في أدق التفاصيل، وتعرف الأسباب ثم تبني موقفا. انتهت الى أن من مقتضيات الحرية، أن تتغذى وتنمو – لا أن يتم اختزالها بقوى تضعفها أو تنفيها. ما دعاها الى المجاهرة بالمناداة بلزوم التفريق بين الثقافة ، وبين ثقافة هي أحوج ما تكون الى الاعتقال، أي الى مصانع تنقية تزيل ما التاثت به، وله خطورة على ضرورات الوطن. فعلى حد تعبير شروق، فحاجتنا الى العقل، أن يعقل الظروف صحيحا، وأن يقدر الموقف صوابا، فعلى ذلك يترتب فعل ارادة، وما يليه من ردود فعل، فتنقية ما تضر فئات ان تدعوها ثقافة، انما هو ضرورة واستقامة عقل واداء ارادة، في السير بالوطن صحيحا الى الامام. ولعل أول كلمات حطّت من فم شروق على جوارحي، قد جاءتني، مثل خطفة البرق لتضيء لي جانبا من شخصية هذه الفتاة، وصفحة من وعيها وثقافتها وما لها من صياغات لتفاعلاتها بقضايا الوطن، وكانت فرصتي هذه قد حلت في وقت كانت النيران فيها قد تراجعت، تاركة وراءها أشلاء ودماء وبيوتا ممزقة، وجمعا يغمر المكان . فإذ ذاك لفتت انتباهي فتاة فارعة الطول، شقراء، رومية المحيّا، مزنّرة بالحطة الفلسطينية ومعصوبة الرأس بالراية وعلى ثيابها دماء كما على يديها، فدانيتها مشدودا اليها بقوة انفعالها بمشهد غاب عن الأنظار بقوة الدمار، واقتربت حتى أصبحت أمامي، فتراءى لي بأنها بانفعالها وكلماتها تلد وطنا. وقلت آنذاك في نفسي، بأن وطنا فيه هذه الفتاة لا يمكن له أن ينكسر.
وعلى غير انتظار مني أحسست بأن هذا الاسم، شق أحزاني بزهرة فرح، رحت أحرص عليها أن تتغذى وتنمو في مستقبل أيامي.
وبينما انا تحت وقع انفعال جارف بما حل بالمكان، وبأصوات ملؤها مرارة وغضب، وأين انتم يا عرب.. استوقفني قول شروق بكل غضب تسعه الكلمات.. ليست دبابات الاحتلال وحدها تمزقنا وتردينا اشلاء، اشلاء، او اذلاء، اذلاء، لا والف لا.. هنالك من وقعوا في مصائد تخلّف ورجعية متحالفة مع الاستعمار، واصبحوا بثقافة داخلها السم يتوهمون بأنهم يقيمون اعمدة مستقبل، ولكنهم في شوارع الوطن يفعلون الآن ما تفعله دبابات وطائرات الاحتلال.. فكلها أحقاد وكلها نيران تلتقي في صدورنا.
وبين اول شروق لشروق على نافذة عقلي، وشروق جاء بعده، هدرت في ارجاء الوطن عواصف هدم، وتلاحقت كما تفعل جرافة ببيت عربي في القدس، لا تترك عملها حتى لا تدع وراءها أي اثر يدل على ان عربيا كان في بيت هناك. ما يدل على ان صراع الوجود ينطوي على صراع، على الدلالات، فمحو الدلالة بفم جرافة يسقط به حق الوجود. وتنسى الجرافة بأنها تكتب زيفا، وبان القوة يمكنها ان تكتب فصلا داميا، وبان تبرره بأصلف زيف. ولكنها تبقى عابرة، ولكنها تبقى عابرة، زيفا داميا، فصلا في كتاب شرق طالما كساه الليل.. فكان الشروق، وكان النهار.
وتقلبت شروق على أكف عذابات الوطن وآماله، بين فعل تريد ان توقف به زحف جرافة تهجم على بيت او على زيتونة، او على دلالة، وبين فعل تريد به ان توقف تقدم نيران، لا تهنأ بغير دماء تنسكب واشلاء تتطاير مثل شظايا قنابلها عند الانفجار، هكذا هي شروق، فالوطن اولا، فاذا لا أمن لوجود، فهذا الوجود بين انياب الطامعين.
وتراها وهي ترى الموت، ولا عقال له، تهب صائحة، ذلك الموت جاء يعلن ميلاد الحياة. وحين رجت الارض من وقع الظلام في بيت حانون، انتصبت قامتها، وهاجت بما بها من فهم لمجرى موجات الظلام في النهار، وصاحت، لا يبدد الظلام سوى علو قامات الضياء. وتنظر اليها، فتراها مثل لبوءة تنقل خطاها وهي قابضة على ان تلغي جوعها بانيابها، فاصداء مشاهد الاشلاء في وعيها تضج بالنداء.. تنادي عليها، خذي مكاني، فأنا أم، وأنا طفولة، وأنا في مهد احلامي، وانا الحلم والتاريخ، فخذيني واشرقي صبحا يخط على الارض ربيع احلامي. خذيني الى الوعي واكتبيني نخيلا، شروقا يفيض شمسا في انفاس بلادي. إرميني نعناعا في شاي يسر به قلب استراح من عناء مشوار، اراح به الاشجار، من اشواك تقض المضاجع. اذكريني دماء كتبت على الليل تراجعا، في مهرجان شروق يعبق ببشائر النهار.
تزرع شروق الآمال في صفحات الآلام، وترفرف بشوق الى كسر كل قيد يكبل زند حرية، وترسم الابتسامة في عيون معذبة بانتظارها عودة حبيب.
وكلما اجتمع لها وقت،تبحث في خريطة القرى المدمرة، وتطير لترى اين كانت مواطئ اقدام، ارغمتها القوة على الغربة بعيدا عن الوطن في مخيمات اللاجئين، ويا لحصاد ذهولها مما يجتمع لها بين جفونها، وبين عيون عقلها من المأساة. فكأن غيوم الاحزان تتلبد في نفسها لتمطر من عيونها دموعا، تكلم التراب حين تقبّله بأنها حيث لا مفر، تعود حياة فارقت مكانها مكرهة، فهي على موعد مع نفسها ان تعود.
ولو سألت شروق، عن الصبر والى اين امتداده، لقالت هو بامتداد اللانهاية. لا نهاية لصبر على العودة حتى تأتي.
وما هو الصبر؟ انه ممانعة العزة، وآلية الاستقواء التي بها ينبلج صبح ابداع واستواء على مادة رد الفعل، واستذراء بها الى مرتبة عندها تتبدل الادوار، فمن جاء يدوس الكرامة، ويريد لها ان تنسلخ من دورها، يجد هذه الكرامة تقدم له، ما هو به يرتدع، ويرتد الى الوراء وبطريقة لم تخطر له على بال.
سقاها الوطن صبرا، وثّاب التحدي على كل جرح، وسقاها الغناء بمعنى التحدي، فثمة زغرودة من قلب حزن، علامة قول لا، واصرار على التحدي. تضم ام الشهيد وتقول: هيه في الغناء.. غني، وأَسمِعي الدنيا فرحتك بشهادة أعز نفس اليك في الحياة.
وأتذكر بان حظي رقص لي، في لقاءات عديدة التقيتها فيها، ما ساعدني ان اعرف عنها كل ما سعيت اليه. وكانت اول مرة اتحدث فيها مباشرة معها، قد سبقت التحاقها بالجامعة بعامين. فعلى غير ميعاد التقى نظري بها، وكانت بين اكوام من بقايا دار انزلتها صواريخ طائرة من طولها. وقد كانت تفتش في البقايا، فدانيتها وبوجع رفض لما آلت اليه هذه الدار، وبألم لا يختلف عن مثله في نفوس اهل الدار، سألتها ماذا تفعلين، قالت: ابحث عن كتبي ودفاتري، فلعلي اجد بعضها. قلت: ما اسمك، قالت والابتسامة تعلو محياها. الا يكفي ان تعرفني بأني شروق.. اسمي وقت ميلادي، فدى، اعطوني للوطن، بقراءة من عيون رأت أمامها مستقبلا ينتظر هذه التي لا تزال في المهد صغيرة. قلت: هل تكتبين شيئا مما يمر بك، قالت وقد وضعت راحتيها على خاصرتيها، ورفعت رأسها الى السماء، وملأت صدرها بالهواء، ثم تنهدت وفاهت، لولا هذه الذاكرة التي تساعدني على كتبي ووظائفي، لما عرفت كيف اجد سبيلي الى علم اريد تحصيله، على اية حال، مثلي يفعل والخير في امثالك، فانتم اقلام الحركة البانية لحرية هذا الشعب.
سألتني عن اسمي، فهذا الاسم ربطني بالشمس، فحازت على اهتمامي تلك البقع السوداء، فبرغم ظهورها المتتالي على سطح الشمس وعلى اختلاف عددها، تظل الشمس تملأ الدنيا اشراقة وضياء. لكن المجتمعات، بكثرة البقع السوداء فيها. لا يمكنها ان تضيء. تنشغل بصراعاتها الداخلية، وتتطاحن، ولا ادري، ان كنت تلاحظ الخطر الذي بدأ يلوح في مجتمعنا من جراء كتلة سوداء هنا واخرى ربما تظهر غدا. انا اريد ان اقوم باجراء بحث عن هذه البقع، فهل تساعدني؟ فقلت: فهذا شاغلي الذي يشقيني ويبعث في داخلي مخاوفي.
ثم قامت من مقعدها، وراحت تدور في غرفتي التي تغطت جدرانها برفوف كتب، تجمعت وتكدست بمرور السنين، فتارة تمر برموشها على اسياد كتب، وتارة اخرى تقلب بأناملها في صفحات كتاب، بينما انا والصمت يلفني في مكاني، افكر بما اشغلت به بالي. حتى اخرجتني من انسراحي ودهشتني بقولها، وبيدها كتاب عنوانه ناجي العلي، لو ان كل قلم بصفاء ريشة هذا، لما كنا بحاجة الى الفهم متأخرا، بان يافطة يجب ان توضع امام كل مكتبة او كتاب، وعليها حاذر من ان تصطادك ثقافة الظلام.
وخطت شروق خطوتين، واذا هي بجانب خريطة القرى المدمرة الممتدة على احد احواط مكتبتي، ادارت رأسها، وزرعت عيونها فيها وأطالت، ثم عادت وحددت البصر نحوي، فاذا بها شحوب، هو ما أبقت اصداء النكبة في وجهها، بعد ان مرت عليها برموشها. وشاع صمت في الغرفة. لا يلحظ العقل فيه سوى نظرات في الواقع تُسائل نظرات في النكبة. ثم شقّت شروق الصمت بتساؤلاتها، لماذا هم عرفوا كيف يصنعون لنا مأساتنا، ولماذا نحن لم نعرف كيف نحفظ أمننا في ديارنا. لماذا هم برغم التباين في عروقهم وثقافاتهم والتراكيب الاجتماعية التي انحدروا منها، عرفوا كيف يأتون من كل بقاع الدنيا، وعرفوا كيف يخرجوننا من بيوتنا، ويقيمون دولة كانت الفكرة وكانت الثروة، وكانت العلاقات مع العالم، يؤتقون بها الى ما يريدون، وكانت الدولة. كانت القوة تقابل ضعفنا، وحلّت المأساة.
لماذا هم يتبادلون السلطة، ودخان حواراتهم ملء أ سماع الدنيا، ولا حوار بالنار على رأي ولا على موقف.. حوار وفقط حوار. فماذا تفعل النيران في شوارعنا، تتصيّد رأيا، موقفا، لحما.. لماذا أصبح في شوارعنا، الآخر يخاف السلاح بيد أخيه. كيف تكون دولة، والنار بيد رأي تأكل من لحم صاحب الرأي الآخر!! هل دماء موقف يجب ان تسيل من اجل ان يستبد ويطغى موقف آخر؟!! فماذا يكون حال الانسان وكيف يكون حال الوعي والثقافة؟!! يصبحا مقيدين وأسيرين بيد بندقية، ويصبح لدينا أسرى بيد احتلال وأسرى بيد وعي وثقافة، تطل من عيونهم النار علينا.
والى هنا راح يتلبد الحزن في وجه شروق، فقد شقها ألم شديد، وهي تقول: دمروا العراق بعد شموخ البناء.. سقط الامن القومي تحت اقدام الامريكان. وفي شوارعنا، ناسنا تائهون، خائفون، حيارى بين ألسنة النيران، فهذا يأكل بالنار من لحم هذا، كيف يتأتى لقلب قتل طفل، كيف تحاصر مئات البنادق بيتا وتقتل الرجل وأطفاله.. تفعل ما يفعله الاحتلال.. هل هي رخيصة الى هذا الحد هذه الدماء؟؟ هل هذا هو وعي يقيم صرح بناء؟!!
وندت من عينها دمعة، ونشج صدرها، ثم اجهشت بالبكاء وتاهت بي حيرتي وتململتُ في مكاني، وقد كان بودي ان أقوم من مكاني، وأن اضمّها الى صدري في عناق بين جيلين، اجتمعا على حب يجددان به حاضرا ، يرسمان به قبلة على أبتسامة شروق شمس الحرية.


ملاحظة : هذا نص مختصر لمقال شروق ،قد خطه الكاتب بقلمه ليسهل للقارىء قراءة هذه السيرة الرائعة لهذه العبقرية الوطنية شروق ، ومن يرغب بالسيرة بنصها الكامل فعليه ، أن ينتظر نشرها ، فالكاتب في اكباب على اعادة صياغة لها بسبب من اضافات تثريها ، وتقلل من كونها كائن حبري لتغدو كما هي في الواقع

abu-khalil 05-08-2009 19:01

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
الى اخي محمد جبارين ( ابو سامح ) مشكوووووووور على الكلمات الرائعة الجميلة وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم
اعطوني شوية وقت لاني مشغول كثير هذه الفترة

abu-khalil 05-08-2009 19:04

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
تشغيل الفلاش من هنا

maan 05-08-2009 21:01

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
بارك الله فيكم
تحياتي

حـب حسـيـن جنـنـي 05-08-2009 21:19

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
هل تريد يا حـب حسـيـن جنـنـي
أن يكون يكون هذا الوسام من نصيبك ؟ هل تريد أن تكون العضو المميز لشهر فبراير؟

ادري طاف الوقت بس ان شاء الله الجياات اكثر آسفه لعدم دخولي لفترة الاختبارات النهائيه والحين تخرجنا وفترة التسجيل بالجامعه وان شااء الله نرجع للمنتدى ونشارك مثل قبل واشكر كل الاساتذه على معلوماتهم الطيبه وجهودهم المبارك في ميزان حسنااتكم

قمر موسى 05-08-2009 23:30

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
أتمنى ذلك وبوركتم على جهودكم

زيد كاظم 06-08-2009 00:59

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
اشكركم على هذه الخطوه المشجعه وانشاء الله اكون عند حسن ظنكم والله ولي التوفيق
[rainbow]اخوكم زيد كاظم[/rainbow]

[BIMG]http://yfrog.com/9ezaidkadumj[/BIMG]

abu-khalil 06-08-2009 01:18

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شكرا جزيلا لك على تنبيهي جزيت خيرا سأحاول جاهدا للوصول إلى ذلك
وستكون قريبا مشاركات مميزة ان شاء الله

محمد يوسف جبارين 06-08-2009 15:26

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
تحيرني

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

حيرتني هذه الرائعة التي اسمها شروق
خلبت لبي وجمعت لي الدهشة كل شروق
أنثى يسبقها العقل الى كل ما لها يروق
أنوثة في فكر وعقل يجري في العروق
تتناهى بفكرها برقة ودقة تحير المخلوق
وتزهو بأنوثة من كمال لا يعتريه شقوق
دائمة الطلعة بزهو وجمال يبهركل ذوق
تتدفق لها أنوثتها في ايماءات ولفتات تروق

تتندى بفكرها تملس به كوردة بيدها رحيق
تترقرق بابتسامتها وتنطق بأعذب ريق
تنافس الماء في سيولة ينجو بها الغريق
يأخذ عنها كل راغب في تهاد وكل انيق
قوية الحجة تضيء بفكر حاد به بريق
تبدد الظلمة اذا نطقت وتحسم بسرد رفيق
أصيلة وذات صدق ووفاء ثري وصديق
لطافة الورد منها وكل من له شقيق
تحفظ الود وهو عندها رباط صدق وثيق
وفي الذاكرة لوتفتش ترى كل عتيق
ليست أي انثى ولا أي فكرفي فريق
هي الانوثة والفكر الذي فاق العقيق

محمد يوسف جبارين 06-08-2009 15:29

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
هاجري

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم ..فلسطين

هاجري أيان شئت فأنت تزوريني
فأنت في نفسي من قبل أن تعرفيني
وأنت في فكري من قبل أن تكوني
في حسي كنت دوما وبين رموشي
وأنت التي ساكنتني روحا لروحي
حورية من جنة شاغلت روحي
كما أنت الآن لاحت قبل أن تكوني
فما أنا بلا روحي يا روح روحي
غارق أنا بنشوى تكلمني وترويني
ويأتيني زعل يجففني وتجافيني
ويلوعني الورد شوقا الى عطوري
وينفطر قلبي لوعة تسابق دموعي
فما حياتي فجر يأتي بما يضنيني
انما الحياة طيب وحب به تغسليني
كائنة أنت من ورد فلماذا تصديني
فزعل ابن زعل يزعلك وتزعليني
أنت وردة طيب وبالطيب تطيبيني
فلا تباعدي واقتربي من مكاتيبي
في كتابي أنت حبري وأزاهيري
وأنت طيف في خيال فيه تراقصيني
على أفنان الحب نلتقي وتنشديني
وأعدو في الدروب فتأتي تسابقيني
وآخذ بيدك ونمشي في هناء بحوري
فأيان ذهبت فأنت في ضوء عيوني
فأنت نسائم الهوى تعانق وجودي
وأنت تغريدة بلبل تغنيها سنوني
تواقة نفسي بأن تراك في ربوعي
فأحيا مثل الطير أغرد أغاريدي
أتمايل على فنن نشوان بشروقي
وأكتب لها على ثغرها لا تزعليني
وأغني لها شروق يا نور جنوني
يا شوق الوفاء لهزم ليل بين جفوني
لا تزعلي فأنت التي عمري تنيري
كفاني من الليالي ما يكاد يرديني
ابتسمي وأتركي شروق تنجيني
هي أغنيتي ألحاني فدعيها تغنيني
أتركيها للناي والغناء وسامحيني
سامحت مسامحة سماحة تناغيني
سامحتني واني أسمع شدوها يناجيني
أحبها وبحبي لها تشرق علي شروقي
كيف تكون زعلانة هي مقصودي
أينقصني زعلان ينغصني ويضنيني
وكيف الورود تمزق عطرها وتبكيني
فسامحيني برقة وكما أحبك أحبيني
وتعالي على كفيك الورد تجامليني
وأقتربي مني ولا تباعدي وقبليني
واجمعي أوراقي وأقلامي وأرسميني
وكلماتي أهمسيها في أذني وأحضنيني
ودعيني وألاشواق تلوعني لجنوني
وفارقي كل فرقة وأمسحي ذنوبي
سامحت الهوى وسامحني فسامحيني

الفيزياء ابتساماتي 06-08-2009 16:35

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
ايه والله ليه لا امنيه والله ماتقصر اذاخلتني كلك ذووووووووقك وش معني انامختارني احم احم ادري اهبل طيبوبه ونشيطه في المنتدى ومقدمااقول لنفسي كللووووووووووووووووووووووووووووووووووووش

ومشكور عقبال مانلبب في عرسك بس هم ولايهمك من الحين اقولك مقدما كلووووووووووووووووووووووووووووووش موافقه موافقه بي 3 اني اناالعضوالمميز ان شاءالله كل ايامي مميزه ويافرحتي بيكم يااحلى واروع منتدي شفت والله ان خيال هالمنتدى حتى في المنام احلم فيه عساكم دوم ع التقدم والازدهار مع احلى ابتسامه ههههههههههههههههههههههههه وضحكه عاليه لكم اسعدتوني والله ههههههههههههه

الفيزياء ابتساماتي 06-08-2009 16:41

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
والله يامحمد وش حلوك ممتاز مجتهد في الموضوع استمر ع هذاالاجتهاد وان شاءالله تاخذالاول في جميع مراتب حياتك انسان مثابر وياليت انامثلك اناكسوله ومااحب اتعب نفسي بس زاق قلبي على شاطرتك في التنزيل برافوياحمادي بهديك اغنيه حماد حمادى يام الشهاده سلم ع امه يبي حلاوه هديه مني لك سلالالالالالالالالالالالالالام لك

الحزينه 06-08-2009 20:46

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
رررررررررررررررررائع الله يجزاك خير

محمد يوسف جبارين 07-08-2009 14:10

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شروق
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم

يسألني الفجر عن بهاء طلعته وما به من سناء
قلت يا فجر هذه شروق خلعت عليك رداء
من عيونها أسقتك حلاوة ومن رموشها بهاء
ومن لحاظها شربت سناء وكان بك ضياء
فهذه أهدابها بها زهو يسكب في عينيك غناء
ويا لرقة مبسمها وما نثرته فيك من رجاء
وفكرتها ما ابدعها أغنتك بها على استحياء
رائعة هذه الفتاة فمن جبينها شربت أباء
وشعرها كيف علمك السباحة في الفضاء
استعار الذهب منه لونه واليك أهدى صفاء
كرامة شروق وعزة نفسها وما بها من كبرياء
وما بها من شوق الى نهار يكنس كل الغرباء
وما أنار درب حياتها بكل عزم وعزة واباء
صفت نفسها لوعي تقيل به كل عنت وعناء
وأقبلت وطنية أبية تزرع فيك عبقرية الأداء

محمد يوسف جبارين 07-08-2009 14:16

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
كما الطفلة ضاعت منها لعبتها

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين


هذه حروفي لماذا تنزلي فيها غادرتها من زمن ولم تعودي اليها
خلعت نفسك باسمة من رحيقها فماذا يدعوك الى النزول فيها
كنت بعطرها الفواح تزجيها تملأين ما بين جانحيها رحيقا
ترسمين شدوها حلاوة فيها تسكبين الجمال بهاء وطيبا
تغردين على أفنانها كل آن وتشبعين حناياها حنانا رفيقا
غادرتها كاظمة لا تعرفين الى أين ولا وعيت لماذا تروعيها
أزعلت نفسك وما تعرفين لماذا وأبقيت حروفي باكية أمانيها
أذهلت قلبك بحس لا يناسبه وأزعجت روحا أنت تبكيها
تعصبت لحال لا فائدة منه فهل في جنبيك ما لا يعبق طيبا
أنت طيبة وأطيب منك جذوة توقد لك روائع الحياة أناشيدا
كما الطفلة ضاعت منها لعبتها فراحت بدموعها تود لو تلاقيها
فر منك الجفن فتاه الرمش في أمره وبانت العين وما يضنيها
تاهت منك الحواس وجابك تيه وما عرفت أيان النفس ترسيها
أنت وردة والحياة بك هائجة والهناء يدري أيان يرسيك ويرسيها
في الظل تلامسين من الهناء كل حقيقة وحين يأتي البوح تجافيها
تدور بك هواجس في غير محلها وتخشين نفسك من لقاء يجليها
هذه حروفي لم تزل روائحك فيها أنزليها وساكنيها وغني أغانيها

عين الشرينقان 12-08-2009 05:56

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

كليبر 12-08-2009 09:00

رد: يا كليبر،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
زملائي الاحبه

انني اشعر بالحياء من لطف ترحابكم بي ومهما حاولت جاهدا ان انتقي من فصيح العبارات لن اوفق في التعبير عن ما تستحقونه من شكر,
أما الاخ محمد يوسف جبارين فسوف اهديه موضوع خاص بمكانة القدس الشريف عند رب العالمين وفيه شيء جديد, واليك هذه الابيات للجواهري رحمه الله

أحقا بيننا أختلفت حدود وما أختلف الطريق ولا التراب

ولا وجوه عن وجوه ولا الضاد الفصيح ولا الكتاب

محبة الفيزياء وأهله 12-08-2009 12:46

رد: يا محبة الفيزياء وأهله،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووووووووووووووور أخوي الموضوع جدا رائع

محمد يوسف جبارين 12-08-2009 14:35

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
فتاة عربية
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

فتاة عربية أشبه ما تكون بعطر يفوح من ورود ندية
اذا مشت فكلام قدميها مع الأرض نداء صحوة وردية
واذا شربت أو أكلت عزت عليها جموع الجياع في الأرض القربية والقصية
تمنت وحبة الماء على رأس لسانها أن تجف ألسنة الشر الردية
وارتفع في صدرها النداء يا جياع الأرض توسدوا العلم وافترشوا الحرية
سيروا في الارض أعلاما ترفرف بالمجد تغدو الحياة بكم زهرية
فتاة تعصب رأسها براية بلادها وتتزنر بحطة فلسطينية
تنطق ثيابها بما بها من وعي وآمال تعمر نفسها الزكية
كأنها برمزيتها تلبس القضية تريد أن تعلن للدنيا بأنها الوطنية
هي نبات شب في تراب القضية فالرمزية لديها لغة وطنية
فتاة شربها الوفاء وعاد بها رائعة تتواثب في فجر الحرية
شروق شرقية فيها ملامح القلاع وأسوار عكا وحطين وبلقيس والزباء الابية
كلما مرت في خاطري عجبت لامة كيف لا تسود الارض وفيها مثل هذه البهية
سلاما عليك يا شروق سلاما عليك يا ابتسامة نهار قادم بالحرية

محمد يوسف جبارين 12-08-2009 14:38

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
أنا وطن الجراح

بقلم: محمد يوسف جبارين( ابوسامح).. أم الفحم..فلسطين

ذبيح أنا يا اخوتي . يحفرون الخنادق في وجنتي . يحزون السكين في رقبتي . يكسرون مني ضلوعي ، ويمزقون قلبي ورئتي وكبدي . دمائي تغطي وجهي وصدري ، يداي وأرجلي . أمشي أسبح في دمي ، ولا خل ، ولا قمر ، يأتي يزيح عني قاتلي ، ويوقف نزف دمي .
دمائي نازفة ، لا تكف عن النزيف . في كل يوم مذبحة ، ذبيح تلو ذبيح . لا يغادرنا يوم الا وحرارة الدمع من شدتها تكفي لتوقظ الرجولة من غفوتها ، في بلاد قيل لنا عنها ، بأن كل من فيها أخ لنا وصديق . لا يتوقف الموت عن حصاده ، ولا حفار القبور يكف عن حفره المأوى ، تلو المأوى ، لشهيد في أعقاب شهيد .
ملبدة سمائي بالغيوم السوداء ، فلا أرى فرجا ، لكن ذلك لا يعني أن رجائي انقطع ، أو صبري نفد ، فصبري لم يبلغه أحد ، ولا حد له مهما بلغت تعاستي وشقائي .
فما تمزق لحمي وعظمي ، الا لأني أمد الكرامة بالحياة ، لكي تعيش ، فمن ضرع الرجولة ، اعتادت أن تشرب حليبها ، وهذا أنا وحالي ، لا أكل ولا أمل ، فمهما اكفهرت أيامي واسود عيشي ، وارتفعت حرارة دمعي ، ونزف دمي ، فأنا كما أنا الرجولة ، لسان قضية المصير . لن يفلح الضغط علي ، مهما تعالى واشتدت شوكته ، ولن أفقد زمام السيطرة على ادارة دفة المصير .
لو أحكي قصة النزيف ، لا أتوقف عن السرد في مدة عام أو يزيد . أما ما شاهدته في الأقصى ، فلعلي أكتفي الآن بأن ألمس ما رأيته ، لأعود اليه تفصيلا مرة أخرى . كنت خاشعا في صلاتي ، وفي قلبي يتململ وطني وحبي لأهلي وشعبي ، أدعو الله ، أن يريحنا من الظلم وأن يتيح لنا ، أن نحيا أحرارا في أرضنا ، فاذا بهم يفتحون النار علينا . رصاصة استقرت في رأس صاحبي ، وهو راكع ساجد لله أمامي .. كانوا يطلقون النار علينا ، بلا داع ولا سبب ، سوى أن وجودنا في المسجد الأقصى ، ينشىء في وعيهم نوعا من الاحساس بفقدان السيطرة ، وهذا يستثير حنقهم ، ويستفز الغيظ في صدورهم ، ويومىء لهم بأن السيطرة على هذا المكان، وعلى القدس ، انما هي سيطرة في مرتبة الوهم الذي لن يتعدى حدود كونه وهما . أقول لكم بأني لم أعرف في قراءاتي كلها نظام حكم يفعل ما رأته عيناي ... اطلاق نار على مصلين ، وبقرار من أعلى مرتبة في الحكومة . رأيي بأن هذا هو أعلان الحرب على هوية المسجد الأقصى . بدأت معركة هوية هذا المكان . بدأت بأطلاق النار على هذه الهوية .
ارتفع النداء في رحاب الأقصى ، حي على الفلاح ، فلبيت نداء هويتي . كيف لا ألبي النداء ، وكينونتي نسيج هويتي ؟ . كيف أعرف نفسي ويعرفني صاحبي وأخي ، والناس كل الناس ، كيف يعرفون أنفسهم ، وبعضهم البعض ، أو يجتمعوا ويكون لهم كيان ، اذا لم يعرف أحد لأحد هوية . أنا مثل كل الناس الذين امتلأت أنفاسهم برائحة الوطن ، أعرف هويتي ، واني أحفظها بروحي ودمي .
المسجد الأقصى وطن ، هوية الوطن ، هويتي ، حاضري ومستقبلي ، قلب القدس ، يبوس ، ايلياء ، مدينة سالم ، عاصمة دولتي ، القادمة من روحي ولحمي وعظمي ودمي . لهذا يحاصرونني ، ويعلنون الحرب على عزتي وكرامتي ، ويسعون الى تدمير ارادتي ، وتحطيم اصراري على هويتي .
هويتي نور عيني وقلبي ، نبض حياتي وقمري وشمسي ، أرى بها كياني الآتي ، الذي لا أكف عن تشكيله ، في وعي ، وفي أرادتي ونشاطي .
يرتفع عندنا النداء ، في كل آن ، يعلو ويعلو في كل زاوية ومكان ، تنخلع القلوب للنداء . نداء ات من أعماق الزمان . نداء ينادي به المنادي في كل آن .. روائح الفجر هبت .. هيا الى القدس .. الى الأقصى ، حيث مواطىء أقدام التاريخ تحكي ، تقول : الى هنا جاء ويأتي كل من به قلب يحب الحياة ورفعة شأنها في أعظم درس .. من بين أنفاس الكرامة جاءوا ، وكل حبيب الى حبيبه يطير ، من حيث كان أو يكون ويأتي ، ترف قلوب الأحبة من شدة لوعتها ، فكيف اذا دق الأذى ، على عتبات الحبيب ، أو داهم باحاته بالعنف والرجس .
ينخلع قلب المحبين شوقا اليك – يا أقصى – وهذا الذي ترى منهم ، هو الحب الصادق الدافىء ، الذي لا يفتر ، فاذا حرارة الخشوع أمطرت دمعا بلل الساحات ، فان زنود الوفاء في دفع الأذى عن شموخ الأمويين ، وقد سال على جوانبها الدم .. دماء الوفاء توزعت في الساحات ، مثل قواوير الورد ، انتشرت ليحيا الجمال ويشقشق الأمل .
يزرع العاشق في أعماق اليأس وردا ، وذلك لكي ينمو الأمل ويعلو ويبزغ الفجر . فعهد المحب أذا ما أنخدش منه القلب طار اليه بالدواء يحميه ويحفظه . أواه كم تمنى المحب أن يكون هو الذي ينخدش ، أو اذا نال منه الأذى وهو يحامي عن قلبه فاضت مشاعره فرحا بالبذل الذي يبذله ، وكلما نزف الدم من الصدر أكثر غزارة ، فكلما كان زنده للأذى أدفع .
اذا سكب الأمويون في البناء ماء ، فانا قد بذلنا في صرح البناء ، من الدماء ما يزيد ويفضل ، أو جمعوا الحجارة لتأخذ في المكان المبارك مكانها ، فانا من اللحوم والعظام قدمنا ما يعلو بالبناء أعلى فأعلى ويجعله أفخم .
في روابينا الفتيات يحلمن بطفل يهبنه لصرحه الخالد فلعله يتحرر . أحلام الصبايا أن يرين البنين وقد سمو الى مرتبة الوفاء السامي الذي لا يعدله شيء ولا شيء منه أرفع .
عمر بن الخطاب زارنا والعهد باق ، تألفه كل الأنفاس ، وقد نذرت نفسها لتحرسه .
مشيت في رباك ، لا أعرف للدمع صمتا ، ولا لأنات القلب من خفوت . تاهت مني المفارقة في الحزن بيننا ، فكل شيء من حولي وأنا باكي ، كأني اذا نظرت في أحوالك ، عرفت كل شيء عن حالي .
حال هذا المسجد من حال أمة اذا هي نامت أمتدت أنياب الصغار لتنال منها ، وقد علا شخيرها في كل وادي .
أمة أكبرت الصغير وما أدركت ، بأن العصا اذا أهتزت عاد الصغير الى لعبته في اللطم على وجهه والبكاء على حاله .
تعرف العروبة على أي وجه تدير وجهها ، لكن البلادة لم تدع للكرامة وجها يحكي .
حالي من حالك ، وحالنا من حال الكرامة ، التي ندت عيناها على حال آل اليه عرب وأعراب .
رأيت الدمع في عينيها ، وقد جاءت تسألني ، أن أحمل عنها جرحها الدامي ، قلت لها هذا جراح الأقصى ، جرحي أنا ، وأنا حامله فهل في ساحات العرب غيري أنا وحدي يحمله .
أنا وطن الجراح وما حطمني جرح ، ولا مصائب الدنيا ، وأثقالها التي ناخ بها الزمان على أكتافي .
ذلك حالي وألأحزان قد رتعت في نفسي ، فلا تكف عن تقطيع أحشائي .
وسط النار أحيا ، وثغري يفتر عن أبتسامة ، تحكي للدنيا عن عذوبة غدي الآتي .
من ضرع الكرامة ارتويت ، فاشربي يا عزتي ، من عافية ريانة ، بحب الأقصى ، وهذا التراب الغالي . اشربي وقري عينا ، فهنا عافية ترتوي من عزيمة ، لو زرعوا الفأس في رأسها ، لنبتت مكان الفأس أحلام وآمال وصبايا وفتيان ، تقول بلا كلام ، أرض آبائي وأجدادي ، تراب أرض الاسراء والمعراج ، ترابك يا أقصى ، أغلى علينا من حياة تمر مر السحاب .
هو نبل الحقيقة التي ارتوت بها النفوس ، فلما داهمتها الأحزان ، تخرجت من بين دموعها ، وأصبحت صقورا ، لا يطفىء بريق عينيها موت ولا خوف ، ولا جعل أيامها ليلا كثير السواد .
مبلل أنا بالدماء ، وقد تسابقت مع دموعي ، في أيها يغسل جراحي .
وحيد أنا ، من لحمي أصنع الدروع لصدر أحبة ، أواه – يا أقصى – هل أقل من لحمي أقدمه لك درعا يق صدرك العاري .
آه يا درة الدرر ، ويا درة الشواهد وألأدلة والحقائق التي تضيء حقيقتي ، لترى الدنيا ما حل بي ، وكيف كان ذبحي ، وكيف تشكلت مأساتي .

أكسيد الزئبق 16-08-2009 10:04

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
شكرا لك يأخي وشكرا لكل الذي أفادونا
وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم

البلبلة 16-08-2009 14:54

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
[align=center] [rainbow]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على هذا التحفيز و أرجوا أن أكون عند حسن ظنكم بي[/rainbow].[/align]

الشيخ احمد 16-08-2009 15:35

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
بالتأكيد الكل يحب يكون متميز شكرا على الترحيب والتحفيز لكن أنا مقبل على الثاني عشر ولا أستطيع أن أتواصل كثيرا لكن بمشاركاتكم أستطيع أن أحقق التميز وإن شاء الله أحاول أن أضيف كل ما هوجديد لدي
شكراااااااااااااااااااا

الشيخ احمد 16-08-2009 15:48

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
قرأت هذه المعلومات : (في العام 1976 قام العلماء بتجربة للتأكد من صحة تمدد الزمن بالنسبة لجسم ما إذا تعرض لمجال جاذبي قوي وكانت التجربة عبارة عن وضع ساعات هيدروجينية في صاروخ وصل إلى ارتفاع عشرة آلاف كيلومتر عن سطح الأرض عند مستوى سطح البحر وتم مقارنه إشارات ساعة الأرض مع التي على الصاروخ ، وطبعا كما هو متوقع كانت الساعة على الصاروخ أسرع منها على الأرض بمقدار يتفق بشكل مذهل مع التنبؤات النسبية العامة لعبقرية ألبرت أينشتاين لان الصاروخ معرض لمجال جاذبية أضعف من الذي معرض له الأرض.)
الأسئلة:
1) لماذا استخدمت الساعات الهيدروجينية و في تجربة أخرى استخدمت الساعات الذرية للسيزيوم؟
من خلال إطلاعي ما فهمته هو أن هناك إختلاف بين مفهوم ألبرت آينشتاين حول فكرة السفر عبر الزمن وبين الفكرة الشائعة لدينا من الأفلام الكرتونيةو أفلام الخيال العلمي ، فما نراه هذه الأفلام هوأننا ننتقل إلى فترات زمنية منقضية ومكان آخر يختلف عن المكان الذي نعيش فيه حاليا ربما عشنا فيه سابقا أو ننتقل لمكان آخر سنعيش فيه في المستقبل وطبعا هذا غير واقعي إنما من الخيال بينما فكرة آينشتاين هو أن الإنسان على الأرض تمر عليه فترات زمنية منتظمة محسوبة بوحدات زمنية متعارف عليها كالسنة مثلا إذا أراد شخص السفر عبر الزمن ليحقق ما يطرحه آينشتاين في نظريته فسيذهب في رحلة بسرعة الضوء أومايقاربه إلى ارتفاع عالي فيؤثر ذللك على ساعته نظرا لتأثير الجاذبية الأرضية الضعيف على الساعة فتكون الدقيقة لديه طويلة أطول من الدقيقة على سطح الأرض فإن هذا الشخص سيقوم برحلة مثلا وفقا لحساباته يوم واحد بينما مثلا على الأرض تكون حسابات شخص آخر والناس على الأرض لهذه الرحلة هي على سبيل المثال سنة فالساعةالبيلوجية للإنسان الذي قام بالرحلة تجعله يشعرأنه سافر لمدة يوم كما رأى في ساعته بينما مدة الرحلة التي قام بها هي سنة كاملة فعندما يعود إلى الأرض يجد أنه مر عليها سنة كاملة فيعتقد أنه تقدم إلى المستقبل فهنا برأيي ليس سفر عبر الزمن كما في الأفلام إنما اعتقاد الشخص بأنه سافر عبر الزمن والحقيقة هو أنه كما نقول أن واحد متر يساوي مائة سنتيمتر كذلك هذه( اليوم تساوي سنة كاملة هذا للمثال فقط ) وان مايدعمه ويؤيد ظنه هو حسابات الساعة.
السؤال هو هل كل مافهمته صحيح أحتاج التأكيد أو توضيح الخطأ إذا وجد
3) في حالة استخدام الساعات الرقمية ، فهل سيحدث فيها تغير أو تأثير؟
***أحتاج من كل شخص من الإخوة الكرام التكرم بالرد المنطقي مع ذكر مصدر موثوق لما يطرحه من رأي في حالة وجود مصدر (سواء كان مقتبس من عالم أو من كتاب علمي أو موقع موثوق) ، لأني أحتاج المعلومات بشكل عاجل لإتمام بحث علمي بهذا الشأن ، مع خالص الشكر والتقدير.

مصطفي الاسيوطي 16-08-2009 21:09

رد: يا مصطفي الاسيوطي،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
[gdwl][السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين امابعد*****/
شـكــ ـــرا لك . وبارك الله فيك.. لك مني أجمل تحية اخي الكريم
نحن دائما نسعي للعلم فهو طريق التميز فمن سعى للعلم سعى التميز لهوانا اعدكم بان اكون عضوا متميزا من خلال ما ينفع الناس
لا من خلال المنشيتات العريضه وحسب وسوف افاجىء الجميع بموضوع له سحره الفيزيائي ولكن انا الان مبتعد قليلا عن الفيزياء لظروف خاصه وضروريه
وفى النهايه لايسعنى الا شكرك اخى الكريم واهديك هذا الشعر لانه يناسب كرمكم وتواضعكم
[ كن كالنجم يعلو فوق صفحات شيمه وهو رفيع
ولاتكن كالدخان يتعالى على النجم وهو وضيع
الاسيوطي[/gdwl]

nagam20 17-08-2009 17:33

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
كيف يمكن أن أكون العضو المميز يعني ماذا أفعل؟

محمد يوسف جبارين 19-08-2009 02:35

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
ملاحظة : عن التساؤل عن علاقة الزمن بالجاذبية ، فالمتسائل ، يذكر الزمن والجاذبية ، ويذكر الساعةالذرية ، وأنا أعد بأن أكتب عن هذا الجانب مستقبلا ، فأنا أفهمه ممتازا ، وأما الآن هنا فاني أقول للأخ الكريم : نعم هناك علاقة وثيقة بين الزمن والجاذبية ، وقد أجريت تجارب أيدت هذه العلاقة ، والنظرية النسبية العامة تعطينا شرحا وافيا لهذه العلاقة بين الزمن والجاذبية ، وأما ذكر (ساعة ذرية ) ، فهي الساعة التي بوسطتها يمكنا أن نقيس أجزاء صغيرة جدا جدا من الثانية الواحدة ، فاستعمال ساعة كهذه في تجارب تبحث عن علاقة بين الزمن والجاذبية ضرورية ، فبدونها ، لا يمكنا أن نقيس جزءا صغيرا جداجدا من الثانية ، فأما سؤالك عن كتاب ، فكتاب عن النظرية النسبية العامة يمكن أن تجد فيه هذه المادة ، وهناك كتب مبسطة في هذا الجانب ، يمكن البحث عنها ، وغالبا ، ما يوجد مثال كهذا الذي تريده فيها ، فمثلا كتاب Einstein's Universe..NIgel Calder
تذكر دوما بأن الجاذبية كلما كانت شديدة أكثر فكلما كان بامكانها أن تتسبب في ابطاء الزمن أكثر في أكثر ، أو كلما سار جسم في الفضاء بتسارع أعلى فأعلى كان الزمن ( زمنه ) أصغر فأصغر ، فكلمة جاذبية وتسارع ، رديفان .. وانظر هذا الموقع
http://www.perimeterinstitute.ca/Out...ty_Slow_Time?/

وهذا الموقع
http://en.wikipedia.org/wiki/Gravita..._time_dilation

وحيث الجاذبية تكون كبيرة جدا ، فالزمن بطيء جدا ، فما حال الزمن في ثقب اسود Black hole ..الجواب صفرا ، فالساعة تتوقف لا يمكنها أن تتحرك .

محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم فلسطين
astrosameh@Gmail.com

محمد يوسف جبارين 19-08-2009 16:13

رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
 
ليس بالضرورة أن يبدأ المسلمون في الأرض صيامهم في يوم واحد

بقلم : محمد يوسف جبارين ( أبوسامح) ..أم الفحم..فلسطين

المسلمون مكلفون باتباع دينهم ، باتباع نص القرآن ، لا بملاءمة أنفسهم لرغبة هنا أو هناك ، ولا بأن يكونوا على ما يتفق لغيرهم ، من الذين يتبعون في دورة الزمان نظاما فلكيا مختلفا ، وعقائد مختلفة ، فالتقويم الفلكي الذي يقوم عليه تحديد أزمنة رمضان ، بدايته ، أيامه ، نهايته يستند الى دورة القمر حول الأرض، والتقويم الهجري قائم على اساس دورة القمر ، اي التقويم القمري ، فعلى هذا الاساس يتحدد الزمن ، فأما التقويم الميلادي أو الجريجوري ، فانه لا يقوم على دورة القمر وانما على دورة الأرض حول الشمس ، فاذا كانت الشمس على الدائرة الاستوائية السماوية ، على خط الاعتدال الربيعي ، بالنسبة للنجوم البعيدة ، بدأت السنة ،ثم ان اليوم في حال كهذا يبدأ منتصف الليل ، بينما التقويم القمري نظام مختلف ولا يصح بحال أن يطالب أحد بمطابقة هذا النظام للنظام الشمس أو النجمي ، فهي دورة كواكب ونجوم ، ولا يملك الانسان أن يتحكم في سيرها ، وانما ، فهم الانسان لحركاتها هو الذي أتاح له ، أن يقيم تقويما للزمن أتاح له بالاعتماد عليه أن ينظم أوقاته ، وحياته .
وحتى في اليوم القائم على النظام الميلادي ( الجريجوري ) فان منتصف الليل ( بداية اليوم) ، أو حتى الغروب ، والشروق ، لا يتفق أن تكون في ساعة واحدة ، وما كلمة مراعاة فروق التوقيت الا نابعة من هنا .
لكن اليوم القمري ، القائم على دورة القمر ( تحديد الزمن قائم بناء على دورة القمر حول الأرض ) ، فانه يبدأ ساعة الغروب ، فمن هنا يبدأ اليوم القمري ، لا في منتصف الليل ، أي أن طول اليوم القمري يتحدد في ضوء ذلك ، ثم ان الشهر القمري ، يبدأ من لحظة ظهور القمر كهلال على الأفق ، فمن هنا يبدأ اليوم الأول في الشهر القمري ،فمن لحظة ظهوره على الأفق وحتى الفجر أو لنقل صلاة الصبح عند المسلمين ، فان رؤية القمر من جانب المسلمين ، انما هي بدء اعلان او اشعار أو قرار ببدء الشهر فاذا كان ذلك شهر رمضان ، كان ذلك بدء شهر الصيام ،
ومن الناحية الفلكية ، أي من ناحية رصد أو حسابات فلكية قائمة اصلا على الرصد ، لحركة القمر حول الأرض ، فانه من ساعة غروب الشمس ( ساعة بدء اليوم في التقويم القمري..عند المسلمين ) ، وحتى آذان الصبح ، تكون مرت عدة ساعات ، فاذا تمت في خلالها رؤية القمر (كان هلالا على الأفق ) ، يبدأ الصيام مباشرة بعد آذان الصبح ، وينتهي صيام اليوم ساعة غروب الشمس ليبدأ يوم قمري آخر ، فاذا تمت رؤية القمر ساعة بعد صلاة الصبح لا يجوز صيام ذلك اليوم ، وعلى من أراد الصيام أن يباشر صيامه في اليوم التالي لأول يوم صيام قد صام فيه من تأت له رؤية شهر رمضان قبل صلاة الصبح تلك .
وهنا السؤال هل دورة القمر حول الأرض تقول لنا من وجهة نظر علمية (فلكية ) ، بأن القمر يمكنه أن يظهر هلالا لكل سكان الأرض قاطبة دون استثاء أي مكان من الأرض ، وذلك (الظهور هلالا للقمر ) ، ما بين ساعات تمر مثلا من ساعة غروب الشمس في مكة وحتى آذان الصبح في نفس المدينة ، علما ( من وجهة نظر الدين الاسلامي ) أن ظهورا كهذا هو بمثابة اعلان عن بدء شروع بالصيام بعد صلاة الصبح مباشرة . وتذكيرا بأن كل المناطق من الأرض التي يظهر فيها الهلال في هذه الساعات تستطيع أن تبدأ بالصيام .
الاجابة على هذا السؤال قاطعة فلكيا ، لا .. لا..لا ، اذن تبقى هناك مناطق من الأرض ، يظهر لها القمر هلالا بعد تلك الساعات ، مباشرة بعد صلاة الصبح حيث يكون المسلمون من تلك المناطق التي شاهدوا فيها القمر هلالا قد شرعوا بالصيام ، فأما المناطق الأخرى ، فان القمر يمكنهم أن يروه هلالا في خلال وقت يكون فيه الذين سبقوهم الى رؤيته قد شرعوا في الصيام ،
فكل الذين يرون الهلال بعد صلاة الصبح تلك وحتى صلاة الصبح التي تليها من اليوم التالي يباشرون صيامهم.
نتذكر هنا بأن اليوم حسب التقويم القمري (للمسلمين ) يبدأ ساعة غروب الشمس ، فصلاة المغرب ، ثم صلاة العشاء ثم الآذان لصلاة الصبح ، ويبدأ صيام ، وينتهي مع غروب الشمس ، فيوم كهذا يبدأ مع بدء الليل ، فنصفة (تقريبا ..كلمة نقولها مع العلم بعدم دقتها علميا ) ، ونصفه الثاني نهار ( ويكون فيه الصيام ).
نتوصل من ذلك كله ، الى أنه وفق دورة القمر حول الأرض ، فان القمر ، ليس بالضرورة أن يظهر لكل سكان الأرض ، هلالا ، في ساعات تسبق صلاة صبح يوم واحد ، ليتأتى للمسلمين كافة في الأرض أن يبداؤا صيامهم في يوم واحد .
واني أؤكد على أن هذا الذي أقوله انما هو نتاج علم بدورة القمر حول الأرض ، وبالتقويم القمري وفق هذه الدورة .
وبعد أن حسمنا في الأفهام مسألة العلم بفلك القمر وما يتصل به من تحديد للزمن ، وما يتصل بذلك من صلة الصوم به لدى المسلمين ، من وجهة نظر فلكية بحتة ، نأتي الى ما يجري من قال وقيل ، وهي داخلة في جملة التيه في البحث عن صواب موقف .
فماذا يقال ، في القرآن آية كريمة تحدد بدء الصيام ، ( صوموا لرؤيته ...) ، فهذا قرآن ، وهذا جامع العقيدة والمسلمين ، ولا محل من الاعراب ، لقول بغير ما قال القرآن ، الا أن يكون القول مفسرا لكلمة ( رؤيته) التي جاءت في القرآن ، فما تعني قول رؤيته ، بالعين المجردة ، فماذا عن النظارات ، وما الفرق بين نظر من خلال تلسكوب ضوئي ، ونظارات ، وما الفرق بين حسابات فلكية ، ونظر بالنظارت أو التلسكوب ، وهل ثمة فارق في النتيجة ، وأين تكمن اشكالية الحيرة ، في داخل هذا الوعي الممتد بطول وعرض الجغرافية الاسلامية ، فأولا القياسات الفلكية قائمة على رصد فلكي ، بواسطة تلسكوب ضوئي ، وأيضا يمكن استعمال تلسكوب يعتمد على أشعة الراديو ، في معرفة مكان القمر وتحصيل قياسات لدراسة دورته ، لتكون هذه القياسات بعد احاطة بدورته ، اساسا لبناء نموذج ، قابل لكي يعطينا مكان القمر في أوقات من سنوات قادمة ، بعد عشرة أعوام وأكثر ، واننا بذلك نملك تحديد نسبة الخطأ ، فمعرفة مكان القمر في السماء ، لا يمكنها الا أن تكون صحيحة .
ولعلنا نفيد اذا قلنا هنا بأنه في أيام تتلبد فيه الغيوم في السماء وتسد الأفق لأيام ، فان تلسكوب الراديو ، والحسابات الفلكية ، تحل في محل كل اللاممكن وهو العيون التي لا يمكنها أن ترى بسبب من عدم امكانية الرؤية ، اذ كيف ترى عين هلالا على أفق تسده الغيوم ، أو يسده الغبار الكثيف في الهواء .
فالقول بأن العين المجردة يجب أن ترى فيه تجاوز لمستجدات يمكنها أن تطرأ على الطبيعة ، فتحيل مقدرة العين على الرؤية الى مرتبة الصفر . ناهيك الى أن اعتماد التقويم القمري ، يجعل من رمضان يدور بدورة القمر على مدار فصول السنة كلها ، ولعل في ذلك حكمة لمن يريد أن يعتبر ، اذ الصيام في مجرى العمر يكون تحت كل ظروف من صيف الى خريف الى شتاء الى ربيع .
فثمة حوار بين ضرورة رؤية بالعين لتحقق طاعة لآية كريمة..لذكر حكيم ، قال بها من قال ولم يزل يقول بها من يقول ، وليقل ، فمن يرى بواسطة تلسكوب يستطيع أن يأتي بهذا ويجعله يطل من داخل تلسكوب ، فليس مثل المسلم مأمورا بالعلم ، فهو بنص القرآن .
فأين المشكلة ، لنقل بانها بين رؤية بالعين ، وبين رؤية بالعلم تؤيد العين بأن ترى بوسائل يمكنها من الرؤية ، فرؤية بالعلم ، محققة تحت كل ظرف بما تتحقق به من وسائل من أجهزة ، تلسكوب ضوئي ، تلسكوب راديو ، أو حتى بواسطة اشعة الايزر ( ولكن تحت ظروف ملاءمة ) ، فبالعلم ترى العين ، فلماذا عقل لا يريد بالعلم أن يرى ، فتلك مسألة تفسح المجال الى الحوار ، ويا ما أقرب علماء الدين المسلمين الى العلم ، هم دعاة الى العلم ، فذكروهم بآيات العلم ، قولوا لهم أين هذه الآيات في القرآن ، فلعلهم يدعون بها فينهض هذا العالم الاسلامي الراكد في ما لا فائدة له به .
وماذا بعد الرؤية ، انه الصيام . ( فمن شهد الشهر منكم فليصمه...) ، فهي الآية الكريمة التي لا يمكن تجاوزها ، فهنا العقيدة ، الطاعة ، أي التقيد بنص الآية ، فاذا الرؤية تحققت بدأ الصيام ، وحيث لا تتحقق فلا صيام ، وحيث أنه لا يمكن لكل سكان الأرض معا ، أن تتحقق لهم الرؤية بالضرورة ، ( من وجهة نظر فلكية )، وقد بينا ذلك من قبل ، فليس بالضرورة أن يصوم من لم تتحق رؤيته لهلالا بدء شهر رمضان ، اذ يبدأ الصوم بتحقق الرؤية ، وذلك شرط تحقق طاعة آية كريمة .
ومع ذلك هناك جهل مطبق بدورة القمر ، وتحت ظلال هذا الجهل ، ترى المسلمين حائرين ، فهم يرون أنفسهم أمة واحدة ويحبون أن يصوموا معا ويعيدوا معا ، كما أنهم يحجون بيت الله الحرام معا .
ويفيض الجهل وتتغذى به هذه الرغبة الجامحة ، فترى في كل مكان مرارة ، لماذا لا يتفقون ، فمرة المرارة تنسكب على العلماء ومرة على الحكام ومرة ، على ...، حيرة ، تيه ، رغبة قوية بأن يشرعوا بالصيام معا ، لكنهم أولى لهم بأن يلتزموا نص القرآن فان فيه راحتهم ، فالصيام ، لرؤية القمر ، فمن شهد الشهر فليصمة ، وليس بالضرورة أن يبدأوا معا ، فكذلك خالق الخلق الذي يعبدونه يريد ، فلماذا ؟! هل هم يريدون طاعته ومخالفته في آن واحد .
انه التقويم الهجري ، القائم على دورة القمر حول الأرض ، ولا أحد يملك تبديلا في هذه الدورة . فدورة الصيام متصلة بهذه الدورة ، فتلك مشيئة الله .
ولنقترب من التقويم الميلادي ( الجريجوري) ، أي الرزنامة التي بين أيدي كل الناس ، ولنقل الآتي ، لو أن لدى المسيحيين ، صيام اسبوع من ساعة شروق الشمس وحتى مغيبها ، فهل يتأتى لهم صيامهم معا ( على افتراض انهم موجودن في كل بقعة من الأرض )، فحيث تشرق الشمس تكون قد غابت في مكان آخر ،فاذ يبدأ جانب مع شروق بالصيام ، يكون على سكان الجانب الآخر أن ينتظروا شروق يوم ، ليباشروا صيامهم، وحيث أن اليوم في تقويم كهذا يبدأ منتصف الليل ، فبدء صيامهم لا يتأتى بشروق يوم .
ولقد ظهرت من قبل دعوة تقول بأن يتفق المسلمون مثلا على أن هلال أول يوم من شهر رمضان ، فيما لو ظهر لأهل مكة ، فليكن ذلك بدء صيام المسلمين كافة ، وهذه دعوة متوهمة حلا لا يجوز أن يكون حلا ، فكأن المسالة مشتقة من خلافات ، أو كأنها بعض خلافات حكام وعلماء ، فبازاء ذلك أسأل هؤلاء ، فماذا يفعل مسلمون في أميركا الذين يكونون قد شاهدوا هلالا اول يوم من رمضان ، أفلا يصوموا قبل أهل مكة التزاما باملاء القرآن ، صوموا لرؤيته .
فخلاصة القول أمران ، فهم دورة القمر ومعها الانتباه بأننا كبشر لا نملك تبديلا في حركة القمر ، والتزام النص القرآني ، وترك ما عدا ذلك من تهافت على رغبات لا صلة لها بتعريف ماهية أمة . وليذكر كل ذي عقل بأن القمر قريب منا ، من الأرض ، ولهذا التقويم القمري أقرب الى أن يكون أصوب من كل تقويم آخر غيره ، وبأن ربط الصيام بالقمر ، مسألة غاية في العظمة ، فبوجود علم فلك وبدونه يمكنه انسان الأرض أن يعرف بدء الصيام ، وذلك من خلال مراقبته بعينيه للقمر ، فلدينا دين هو في جملة علاقته بالطبيعة يحمل لنا الخير كله ، وفقط أن نعتدل ونصدع بالحق فلعلنا نبلغ رشدا .

ملاحظة ( لمزيد من الوضوح ) : ( 1 ) : عندنا التوقيم الهجري ، والتقويم القمري ، فأما الأول فهو الرزنامة التي بنيناها ، لأنفسنا ، كمسلمين ، وذلك بدءا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا التقويم نقوم دوما بضبطه وفق التقويم القمري ، الذي نقوم بتحصيله من خلال رصد دائم ( بواسطة التلسكوب ) ، ومتابعة لا تنقطع ، فبواسطته ، نعرف بالضبط أين يوجد القمر في كل لحظة بالنسبة للأرض ، فهو التقويم القائم على الرصد وعلى الحسابات الفلكية التي يسمح بها الرصد ذاته ، وبناء على هذا نقوم بضبط التقويم الهجري ، فمثلا بين التقويم القمري والهجري فرق في الزمن ، وهذا يعادل أحد عشر يوما ، في كل ثلاثين عاما ، ولذلك نحن نضيف هذه الايام الى التقويم الهجري ، ليكون مضبوطا ، فلكيا ، ولو ترك التقويم الهجري من دون ضبط مستمر لاستحال الى تقويم لا فائدة منه . فعلى ذلك التقويم القمري ، أو الرصد والحساب الفلكي هو الأساس الذي نعرف به الزمن ، وما التقويم الهجري الا خصوصية نحن رغبنا بها وارتضيناها ارتحنا لها ، لتميزنا ، فكل ما يتصل بنا يمتاز بما يدل علينا .
( 2 ) : القمر يدور حول الأرض ، في مسار اهليليجي (ليس دائريا ، وانما بيضوي .. في الهندسة المستوية نقول قطع ناقص ، والقمر في أحدى بؤرتيه ) ، بينما الأرض والقمر كمجموعة واحدة تدور حول الشمس ، ويميل مسار الأرض مع دائرة البروج ( مسار الأرض حول الشمس ) ، بزاوية مقدارها 5.1 درجة ، فاذا حسبنا زمن الدورة الكاملة للقمر حول الأرض بالنسبة لنا نحن الأرض ، نجده زمنا مختلفا عن زمن دورة القمر بالنسبة للنجوم البعيدة ، فالاختلاف مسألة قياس ، لكن دورة القمر هي واحدة ، ونسمي هذا الزمن باسم ، وذاك الزمن باسم آخر ، واذا تابعنا دورة القمر في خلال شهر فلا نجد يوما يساوي يوما بالتمام ، ولا شهرا يساوي شهرا بالتمام ، وكل ذلك يتم مراعاته في التقويم ، وبناء الرزنامة ، فمسالة الزمن والتقويم ، تحتاج الى متابعة ودقة .
( 3) : ظهور القمر على الأفق يعني أن يكون على دائرة البروج ، فاذا ذاك يبدأ بالظهور كهلال ، معلنا بدء شهر في التقويم الهجري ، فاذا رأه الناس قالوا هذا هلال رمضان وبذلك اعلان بدء الصيام . فأين الاشكالية ، ( لقد أتينا عليها في المقال ) ، وهنا يكفي التذكير ، بأنه هناك احتمال أن يظهر القمر على الأفق بعد صلاة صبح يوم ، ومن هنا الاحتمال أن يصوم كل المسلمين معا ، ذلك بأن فرصتهم الى رؤيته تكون كبيرا جدا ، ولربما قائمة .
فأما اذا ظهر القمر على الأفق ، مثلا ساعة قبل صلاة الصبح ، (فمن شهد الشهر فليصمه ) ، لكن هناك الآخرون من المسلمين الذين لن يروا القمر الا في اليوم التالي ، فلا يصوم المسلمين معا ، فمن هنا طاعة أمر الله أولى بالاتباع من رغبة في صيام معا .
( 4 ) : يجب أن ننتبه الى أن القرآن يقول للمسلمين بأن يصوموا ( لرؤيته ) ، فان في ذلك ربط المسلمين بالمشاهدة الفلكية ، وهنا ما يبهر ، ويستدعي الفخر بالدقة القرآنية ، اذ أن الأصل في كل تقويم فلكي للزمن ، انما يقوم على المشاهدة الفلكية ، وكل تقويم يجب تعديله بضبطه بناء على المشاهدة والقياس ، فاذن دعوته تعالى ذكره : لرؤيته ) ، هي دعوة التصاق بالطبيعة ، دعوة التزام المشاهدة والقياس القائم على المباشرة في استقاء المعرفة بالزمن من أصوله ، من دورة القمر الماثلة أمام العين الآن ، لا ما في الأوراق من تقويم كان ، وهذا بحق رائع ، لما ينطوي عليه من دعوة متابعة دورة القمر ، توخيا للدقة ، فالمشاهدة والقياس الآن ، الآن ، لا الاعتماد على مشاهدة كانت وقياس كان ، وهذا هو ضمان التوخي المستمر للدقة في معرفة الزمن ، في كل ما يتصل بتقويم هجري أو قمري .

فيزياء فلكية astrosameh@Gmail.com


الساعة الآن 13:44

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir