بسم الله الرحمن الرحيم الحي القيوم لا اله الا هو وهو على كل شيء قدير وصل اللهم وبارك على سيدنا ومولانا محمد عبدك ورسولك وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد:
السلام عليكم اخي العزيز، ان المشكلة الاساسية في بعض المفاهيم الموروثة عن ادراكنا للعالم المرئي و كما طرحت ما يخص مفهوم درجة الحرارة و كمية الطاقة الحرارية المفهومان الاحصائيان من وجهة نظر الفيزياء الكلاسيكية فتعريف درجة الحرارة مثلا على انها مقدار فيزيائي يمثل حالة نظام ما ناتج من تفاعل مختلف اجزائه مع المحيط الخارجي بطريقة لا يمكن معها حسابه بطريقة رياضية كاملة تقليديا - هنا نذكر ان الاجزاء المتناهية في الصغرمن وجهة نظر الفيزياء الكلاسيكية لا تدخلها الاثار الكمومية وانه يمكن معالجتها كلاسيكيا كذلك - وانها مرتبطة ارتباطا وثيقا بباقي المقادير الاخرى كالضغط و كمية المادة و وجود طريقة ميسرة لقياس هذا المقدار - قياس طول الزئبق عند ملامسته للنظام - هو ما ادى الى ادخال مفهوم درجة الحرارة كمفهوم مفيد عند دراسة علم الترمودينمكس مثلا.
لكن لنلقي نظرة من قرب عن اصل الشعور بدرجة الحرارة : على المستوى المجهري تتحرك مختلف الجزيئات الملامسة لجسمنا بسرعات مختلفة و قد تم وضع النظرية الحركية للغازات و هي نظرية كلاسيكية لاحصاء حركة هذه الجزيئات وقد وجد من خلالها ان درجة الحرارة متناسبة مع متوسط طاقة حركة هذه الجسيمات وثابت التناسب يدى ثابت بولتزمان ، اذن فان درجة الحرارة ماهي الا احساس ناتج عن حركة جماعية لجسيمات صغيرة يختفي بمجرد النزول الى مستوى اللبنةالاساسية للمادة اذ لا جدوى من ادخال مفهوم احصائي لمعالجة جسيمة منفردةو لو اردنا التدقيق و التخلص من المفاهيم الاحصائية في معادلاتنا لوجب علينا حساب مسارات هته الجسيمات وهو ما لا نستطيع الحصول عليه كلاسيكيا لكون هته الجسيمات تخضع لمبدا عدم الدقة الكمي ولا يمكن التعامل معها حاليا باي شكل تقليدي كما تفترض ذلك النظرية الكلاسيكية ، هذا طبعا ان وجد عالم رياضيات بارع قادر على حل هذا العدد الهائل من المعادلات حلا تحليليا صريحا - مول واحد من المادة به 6.023. 10اس23 جزيء - كذلك الحال بالنسبة لمفهوم الطاقة الحرارية فلو تفحصنا مفهوم الاحتكاك مثلا المعرف على انه تحديد لنسبة فقدان الزخم الجسم نتيجة لتلامسه مع الارضية ، و حاولنا معرفة الالية التي تجعل الارضية تكسب الزخم الخاص بالجسم المتحرك لقلنا ان هتة الارضية متكونة من عدد كبير من جزئيات تلقى زخما من الجسم المتحرك بذات الطريقة التي تحدت عند تصادم كرتين لكنها تتحرك في اتجاهات مختلفة تجعل معها الارضية ثابتة و لكن لكبر عدد هذه الجزئيات فاننا ندخل مفاهيم احصائية ولا نتكلم الا عن معامل الاحتكاك الذي يعطينا فكرة عن كمية الزخم المتسرب الى المادة التي صنعت منها هته الارضية او تلك ولو شئنا التعبير الرياضي الدقيق عن كمية الزخم الفردي لكل جزيئة لوجب اخذ الاعتبارات الكمية وبالتالي الخروج ما الايطار الكلاسيكي للمسالة .
اما عند دراسة درجة الحرارة مثلا بشكل كمي في حالة وجود عدد كبير من الجسيمات الكمية فما عليك الا اختيار المقادير الفيزيائية المتلائمة معها وعندئذ يمكنك تحديد مفهوم درجة الحرارة بشكل كمي ولكن مع فقدان معلومات التي كان يمكن الحصول عليها الى جانب درجة الحرارة فيما لو درس الاشكال بشكل تقليدي ، و يوجد علم خاص بدراسة هذه المسائل يدعى الفيزياء الاحصائية الكمية وهو من اروع فروع الفيزياء النظرية و اكثرها تحديا.
اما من يبقى له التاثير الفيزياء الكلاسيكية ام الكمية؟ فالاجابة تحملها الايام فان كان بقي حد ادنى لاي تغير ملاحظ في الطبيعة - ثابت بلانك - فان الاصل لفيزياء الكم ، اما اذا اثبتت التجارب انه يمكن ملاحظة تغيرات صغيرة بشكل الذي نشاء تولدت لدينا معرفة العالم دون الذري بالمنطق الذي يولد معنا واعتاده .
شخصيا ، مثلك مؤمن بأن الفيزياء علم مبني على البساطة ولا داعي للتعقيد ولكن للعالم الكي فلسفة غريبة بعض الشيىء لما نعتدها بعد .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تم بعون الله و حفظه و الحمد لله رب العالمين