نعم أخي "عاشق الفيزياء"؛ بالنسبة إلى "الصدى":
فلنبدأ ببيان المعنى أو المبدا المقصود بسؤالك: فكلمة الصدى تعني الصوت المرتد الذي يسمعه صاحبه بعد فترة زمنية قصيرة (أكثر من 1\10 من الثانية) وينتج هذا الصدى عن انعكاس صوت المتكلم عن أسطح صلبة تكون في المكان حوله. ولكي يحدث الصدى لا بد أن تكون المسافة بين المتكلم والسطح العاكس أكثر من 17 مترا! لماذا؟! - حسنا تعليل ذلك كما يلي: لكي يستطيع الإنسان أن يسمع ويميز كلامه مرة أخرى فلا بد من انقضاء فترة زمنية محددة (من خواص تمييز الأذن البشرية بالارتباط مع الدماغ) على الأقل وهذه الفترة هي عشر ثانية (1\10ثانية) بين الصوت الصادر من الفم والصوت الواصل مرة أخرى إلى الأذن بعد الارتداد :::أي الصدى. طبعا يسمع الإنسان كلامه الذي يقوله بالعادة بشكل مباشر من الفم إلى الأذن ولكن يحدث ذلك خلال فترة زمنية قصيرة جدا (أقل من عشر ثانية) ولذلك لا يميزه كصوت آخر أو صدى. حسنا والآن لكي تنقضي فترة العشر ثانية بين صدور الصوت من الفم وارتداده عن حائط صلب مثلا ومن ثم رجوعه إلى الأذن فإننا نحتاج إلى مسافة معينة يحددها سرعة الصوت (340 م\ث تقريبا) ولو قمت بحساب المسافة التي يقطعها الصوت خلال عشر ثانية لوجدت أن هذه المسافة = السرعة X الزمن = 340 ضرب 0.1 = 34 مترا (لمسار ذهاب الصوت وإيابه) ومنها تجد أن المسافة بين المتكلم والسطح العاكس يجب أن تكون 34\2 = 17 مترا على الأقل لكي يحدث الصدى.
أما المبدأ الأعم والمقصود بالسؤال فهو الانعكاس (وطبعا الصدى ظاهرة من ظواهر الانعكاس) : ويحدث الانعكاس لجميع الأمواج المعروفة سواء الصوتية أو الفوق صوتية - أمواج اهتزازية ميكانيكية- وكذلك للأمواج الكهرومغناطيسية المختلفة والتي من ضمنها أشعة إكس وأمواج المايكروويف (وهذه هي أمواج الرادار والأمواج التي تستعمل في استقبال البث الفضائي والتي تستعمل في الهواتف الخلوية أيضا) وأمواج الضوء المرئي؛ ولكن تختلف طبيعة وشدة انعكاس الأمواج الكهرومغناطيسية المختلفة بحسب تردداتها (أو لنقل أطوال أمواجها) فأمواج المايكرويوف جيدة الانعكاس عن أي سطح تقريبا ولذلك تستعمل في الرادار مثلا، أما أمواج الضوء المرئي فتنعكس جيدا عن السطوح المصقولة فقط وتتشتت عن الأسطح الخشنة، وأشعة إكس وأشعة جاما تعتبران إشعاعات قوية جدا في الغالب ما تخترق الأسطح التي تسقط عليها ويتم امتصاصها مع احتمال وجود انعكاسات جزئية منها (قد تكون هذه الانعكاسات بأمواج مغايرة عن التي سقطت من حيث التردد!).......الخ
تحياتي
عطا الشطل