وانما مصطفى محمود لظاهرة جديرة بالاتباع
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين
فبكل حبي لوطني ولأمتي ولديني الاسلام ، أفيض بالاعلان عن حبي وتقديري ، الى من أحسست ، ومنذ سنين بكل الفخر والاعتزاز به، وهوا النابغة الذي اسمه مصطفى محمود ، والذي راح ينقل العلم ويبسطه الى الناس كافة ، في مشروع أبدعه ، وراح في خلاله يتوسم أن يذيع في الوعي العام العلم وحب العلم ، ولعله سعى أيضا من وراء ذلك الى التذكير بالخالق ، وبما للايمان من قيمة انسانية في حياة الانسان في الأرض ، الا أن النهج الذي اتبعه ، وقد كان أحرى بآخرين غيره أن يتبعوه ، وهو أن يكون العلم في عمق الوعي العربي ، وعلى اللسان ، ويمكنه هذا اللسان أن يحدث به في البيت وفي الشارع وفي المقهى ، وانها وبحق مساهمة ضرورية وواجبة ، فلقد كان ولم يزل الولع بالعلم هو المطلوب عربيا واسلاميا ، فاذا أصبح العلم ولعا هفت النفوس في المستوى الشعبي الى العلم ، فأخذت العقول دربها ، وبذلك تشق الأمم طريقها الى حضارة تحلم بها ، فالحضارة نتاج شغف وولع بالعلم أولا واساسا ، ولعل الالتفات الى الماضي ، بخفة وعدم انتباه لا يستبقي هذا الذي نلفت الانتباه اليه ، فلقد كانت أزمان مرت على العرب كان ولعهم كبيرا ، في العلوم وهو ما صعد بهم معارج الحضارة، وهو ما حاول مصطفى محمود أن يقوم به ، وانها مساهمة مصطفى محمود ، لهامة بذاتها وأيضا هامة ،من حيث دلالاتها ، وبماذا توحي به وتشير اليه ... فالى ما قام به مصطفى محمود ايها العلماء ، فهو الطريق الى وعي عام بالعلوم ، وبجعل العلم على كل لسان ، انما نؤسس لميلاد أمة العرب والاسلام التي نريدها سيدة الأرض ، ولكم أن تتخيلوا بأنه في كل جانب ، من علم من علوم الطبيعة ، هناك مثال مصطفى محمود ، وبأن الناس في كل مكان يستمعون الى كل هذه البرامج العلمية التي تغمرها التساؤلات الفلسفية ، بكل ذلك اليسر الذي كان عليه مصطفى محمود ، فماذا كان يمكنه أن يكون حال الكلام الذي يجري على ألسنة الناس ، أيان كانوا وفي أي حال كانوا ، في الوطن العربي أو في أي مكان من الجغرافية الاسلامية ، وماذا كان يمكنه أن يتوالد عن ذلك من اتجاهات نحو آفاق المستقبل الرحبة .. اننا اذا أردنا ميلاد أمة عربية واسلامية تسود الدنيا ، فعلينا بالأهداف ، نحددها ، ثم نلتفت ، ونسأل كيف يتأتى بلوغ هذه الأهداف ، ونسأل ما هو المناخ اللازم الذي يتوجب أن يسود الفضاء العمومي ، في خلال السعي الواعي والحثيث الى أهدافنا ، في حضارة عظيمة تليق بنا ، فسوف نجد بأن مصطفى محمود بما كان عليه ، انما دل على والى ما يجب عمله من أجل فضاء عمومي شعبي علمي ، ووعي متنبه الى العلوم ومتلهف عليها، فمصطفى محمود ظاهرة ، تؤشر على مناخ الضرورة ، في المستوى الشعبي لميلاد حضارة ، وهو ما لفت انتباهي اليه ، وشدني الى فكرته ، واني في هذا السياق على دربه ، لكن مجالي هو الفيزياء والرياضيات والفلك في خلالها ألف وأدور في داخل الدائرة الضيقة ( وطن رهن الاعتقال ) ، التي وجدت بها ، واني أحس ما لذلك من أثر على الأجيال الصاعدة من أبناء مدينتي وما حولها من أهلي ، وما لذلك من أثر على مستقبلنا ، وانه النهج العطاء ، والبذل ، ولا مفر منه ، طالما أننا لا يمكنا أن نحتمل الاستعمار وأعوان الاستعمار ، ونحلم بيوم نعود فيه الى شواطىء أوروبا أسيادا للبحر الأبيض المتوسط ، فهو حلم أستقيه من التاريخ وربما من الدولة الأموية على وجه الخصوص ، وأنا أبن فلسطين في السجن الكبير ومع ذلك أحلم ، ويضىء لي جانبا من حلمي هذا العلامة مصطفى محمود ، فهو بما قام به لفت انتباهي وشد على يدي وقال انما دربك صوابا ، ولم أزل أرى في مصطفى محمود النهج الضرورة الذي يوجب الاتباع ، وانه لم يتكلم وفقط ، وانما أفعاله صدقت أقوله ، فهو النموذج ، وقد كتب ، ولدي من كتبه الكثير ، وقد قرأت له ما يزيد عن عشرين كتابا ، والرائع في كل ما كتب انشغاله بنقل العلم الى الانسان البسيط ، وهو ما قلته ، فهو دوره الرائع والذي سوف يظل يطل علينا ليقول لنا.. ان الدرب من هنا ...