( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )
.
.
.
{ لهم ما يشاءون فيها } : لهؤلاء المتقين ما يريدون في هذه الجنة التي أزلفت لهم من كل ما تشتهيه نفوسهم , وتلذه عيونهم
. .
وقوله : { ولدينا مزيد } : وعندنا لهم على ما أعطيناهم من هذه الكرامة التي وصف جل ثناؤه صفتها مزيد يزيدهم إياه .
وقيل : إن ذلك المزيد : النظر إلى الله جل ثناؤه
عن أنس بن مالك , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة بيضاء , فيها نكتة سوداء
فقلت : يا جبريل ما هذه ؟ قال : هذه الجمعة , قلت : فما هذه النكتة السوداء فيها ؟
قال : هي الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا , ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ;
قلت : ولم تدعون يوم المزيد
قال : إن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض , فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين على كرسيه ,
ثم حف الكرسي بمنابر من نور , ثم جاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم تجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثب
فيتجلى لهم ربهم عز وجل حتى ينظروا إلى وجهه
وهو يقول : أنا الذي صدقتكم عدتي , وأتممت عليكم نعمتي , فهذا محل كرامتي , فسلوني , فيسألونه الرضا ,
فيقول : رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي , سلوني , فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم ,
فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر ,
إلى مقدار منصرف الناس من الجمعة حتى يصعد على كرسيه فيصعد معه الصديقون والشهداء ,
وترجع أهل الجنة إلى غرفهم درة بيضاء , لا نظم فيها ولا فصم , أو ياقوتة حمراء , أو زبرجدة خضراء , منها غرفها وأبوابها ,
فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة , ليزدادوا منه كرامة , وليزدادوا نظرا إلى وجهه , ولذلك دعي يوم المزيد " أ
’ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .. للطبري ‘
انتـهـى =)