{ وَاسْتَبَقَا البَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا البَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }
ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة، ,,
ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب ليتخلص،,,
ويهرب من الفتنة، فبادرت إليه، وتعلقت بثوبه، فشقت قميصه،,,
فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال،...
ألفيا سيدها، أي: زوجها لدى الباب،
فرأى أمرًا شق عليه،
فبادرت إلى الكذب، أن المراودة قد كانت من يوسف، وقالت: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} ولم تقل "من فعل بأهلك سوءا" تبرئة لها وتبرئة له أيضًا من الفعل.
وإنما النزاع عند الإرادة والمراودة {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: أو يعذب عذابا أليما.
فبرأ نفسه مما رمته به، وقال: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}
فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم يعلم أيهما.
ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات وأمارات تدل عليه، قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها،
فمنَّ الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما، تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام،,,
فانبعث شاهد من أهل بيتها، يشهد بقرينة من وجدت معه، فهو الصادق،
فقال: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها، المراود لها المعالج، وأنها أرادت أن تدفعه عنها، فشقت قميصه من هذا الجانب.
{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
لأن ذلك يدل على هروبه منها، وأنها هي التي طلبته فشقت قميصه من هذا الجانب.
{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ}
عرف بذلك صدق يوسف وبراءته، وأنها هي الكاذبة.
فقال لها سيدها: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
وهل أعظم من هذا الكيد، الذي برأت به نفسها مما أرادت وفعلت، ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام، ...
فــــــوائد :^^ * {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا}
شكوى : من كلمةسوء..
تبرئه : من كلمة اراد ولم تقل يفعل
* {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وضعت هي الحكم .. لأن زوجها عزيز مصر يستشيرها ويسمع لها في كل اموره ..
قدمت السجن على العذاب الاليم ... لانها تحب يوسف وقد شغفها حبا فلا تريد له الأذى .. واكدت على ليسجنن ..
* {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}
من هذه الايه يتضح لنا جواز الدفاع عن النفس اذا رمي الانسان بتهمة او بليه فليدافع عن نفسه ويزيل من حولها الشبهات ..
* ورغم هذا الابتلاء والمحنه العظيمه ليوسف ... إلا ان لطف الله لا زال يحفه ويلازم له ...
وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا
قيل انه شيخ كبير .. وقيل انه صبي في المهد انطقه الله وشهد ..
يــــــــــــــــــــاربي مآآآ أعظمك ...