النموذج المعياري أو المقياسي (Standard model):
إن النموذجَ المعياري عبارة عن إطار نظري يَصِفُ كُلّ الجزيئاتِ الأساسيةِ التي تم اكتشافها حتى الآن، ويَسْمحُ بحساب تفاعلاتِهم بدرجة عالية من الدّقة.. وقد تطورت هذه النظرية بين عام 1970 م و1973 م وهي نظرية مجالية كمية ومنسجمة مع ميكانيكا الكم والنسبية الخاصة. وحتى الآن فإن كل الإختبارات التجريبية على كل القوى التي وصفت بالنموذج المعياري ناجحة وفقاً لتنبؤاته. وعلى أية حال, فإن النموذج المعياري لم يكتمل كنظرية للتفاعلات الأساسية لأنه لم يصف القوى الرابعة وهي قوى الجاذبية.
ووفقاً للنموذج القياسي تقسم المادة إلى فيرميونات وبوزونات: فالفيرميونات (fermions) تخضع لمبدأ باولي للإستبعاد ولها عزوم نصفيه. أما البوزونات (bosons) فهي لا تخضع لمبدأ باولي ولها عزم أعداد صحيحة وتمثل حاملات القوى.
ووفقاً للنموذج المعياري فإن نظرية التفاعل الكهروضعيف يمكن دمجها مع نظرية الكم اللونية (chromodynamical quantum theory) وكل هذه النظريات قياسية وذلك يعني أنها تشكل القوى المختلفة بين الفيرميونات بإزدواجها إلى بوزونات حاملة للقوى ولكل منها لاجرانجيان خاصة ضمن تحويلات معينة تعرف بالتحويلات القياسية, ولذلك فإن هذه البوزونات الوسيطة تعرف بالبوزونات القياسية وهي :
• الفوتونات للتفاعل الكهرومغناطيسي.
• بوزون W,Z للتفاعل الضعيف.
• الأنواع الثمانية من الغليونات للتفاعل القوي.
• بوزونات الهيجز والتي تحرض على فصل التماثل التلقائي (spontaneous symmetry breaking) من المجموعات القياسية.
وتعرف المجموعة العيارية للتفاعلات القوية بـ SU(3) ومجموعة التفاعل الكهروضعيف بـ SU(2)U(1). ولذلك فإن النموذج القياسي غالباً مايعرف بـ SU(3)SU(2)U(1). أما بوزونات هيجز فهي البوزونات الوحيده في النظرية غير القياسية وهي موضوع للخلاف لدى الكثيرين.
ويعتبر الإلكترون هو الجزئ الأساسي الوحيد (fundamental) وفقاً للنموذج القياسي مقارنة بالبروتون والنيوترون المتكونين من تجمعات جزيئات أصغر هي الكواركات.
وبالنظر إلى كتل الجيل الأول للكواركات فإن النماذج الحالية وفقاً لمقياس اللونية الكمي (QCD) غير متوافقة نهائياً .ويقترح لها حالياً كتل أصغر جداً من الكتل الموجودة في الجداول التالية. ويمكن ترتيب الفيرميونات في ثلاثة أجيال ويشتمل الجيل الأول على الإلكترون والكواركات (u, d) والنيوترينو الإلكتروني وأضدادها. وعادة ما تتألف المادة من الجيل الأول للكواركات ,كما تضمحل جزيئات الجيل الأعلى (الجيلين الثاني والثالث) الى جزيئات الجيل الاول بسرعه ويمكن توليد جزيئاتهما في التجارب ذات الطاقات العالية. ويعود السبب في ترتيب الكواركات على شكل ثلاثة أجيال إلى أن الفيرميونات الأربعة في كل جيل تتصرف تقريباً مثل نظائرها في الجيلين الآخرين ويكون الفرق الوحيد بينها في الكتلة فقط. وعلى سبيل المثال ,فإن الإلكترون والميون لهما العزم والشحنة الكهربائية نفسها ولكن نجد الميون أكبر من الإلكترون بحوالي (200) مرة. ويعرف الإلكترون والنيوترينو الإلكتروني ونظائرهم في الجيلين الآخرين بــ (لليبتونات), وعلى خلاف الفيرميونات الأخرى فإن الليبتونات لا تمتلك النوعية المعروفة باللون (color) ولذلك فإن تفاعلاتها تكون ضعيفة وكهرومغناطيسية وتتضاءل سريعاً بزيادة المسافة على خلاف التفاعل النووي القوي الذي يزيد بزيادة المسافة. ودائماً ما تتواجد الكواركات في مجموعات غير ملونه (colorless) تعرف بـ (الهادرونات). وإضافة إلى ذلك توجد مجموعة (الباريونات) فهي فيرميونات مكونة من ثلاثة كواركات (وهي على الأغلب شكل مألوف من البروتون والنيوترون). اما (الميزونات) فهي بوزونات مكونة من الزوج ( كوارك وضديده) مثل البايون.