السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل طالب علم ^^ :
[ لا يخفى عليك وجه الاختلاف بين مدلولي العبارتين التاليتين : ( جعل الأرض بساطا ) و
( وجعل لكم الأرض بساطاً ) ]
نعم ^_^ .. بيد أن الأمر فيه تفصيل ^_~
[ فالأولى : , وهي ليست آية , تدل على صفة أصبحت لازمة للأرض ]
جميل ^_^
[ وأما الثانية : فهي صفة عارضة خُصت بنا لأن الخطاب في هذه موجه إلينا ( جعل لكم ) , ونحن لسنا وحدنا على الأرض , بل معنا عليها الجان والحيوان ( وقُدراتُنا ليست كقدراتهما في تحمل شدة المعاش ) , فترجَّح في هذه من معاني البسط : السعة والتسهيل لإقامة معاشنا ( لتسلكوا منها سبلاً فجاجا ) ]
أما الأولى فهي كما ذكرت َ .. و أما الثانية فتحتمل الأمرين ^_^ .. تحتمل أن تكون خاصة بنا و تحتمل أن تكون صفة لها و جاء التخصيص لذكر النعمة و ما تفضل الله به على الناس ^^
و لو أن ذكر الأرض بالانبساط اقتصر على هذه الآية لسهل حملها على ما ذكرت َ ^_^ .. بيد أن الله ذكر انبساط الأرض بمعان ٍ مترادفة في أكثر من 9 مواضع !
و منها ما كان كحال المثال الأول .. أي أنها صفة ملازمة للأرض ^_~ .. و مذكور في بداية الخلق .. و منها ما هو مشابه للثاني .. و لا تعارض بينها لأن الأمر يــُـحمل على المحمل الثاني ^_^
فإضافة ( لكم ) لن تغير من الحقيقة شيئاً ^_^
و الأرض في القرآن قرينة السماء دائماً لا قرينة الكواكب و النجوم الشمس و القمر ! فمدلول الآيات التي تتحدث عن الأرض ( لا عن صفتها ) يخالف ما يذكره العلم ^^
أضف إلى ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما ذكر بسطها في قصة بداية الخلق .. و ذكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديثه عن إعجاز الخالق في حديث الخلق .. فالآثار عن الصحابة تصرح بانبساط الأرض ^^
و لا يقتصر الأمر على القرآن و الآثار .. بل انبساطها مذكور في التوراة و الإنجيل !
فهل كل هذه الأمور تقبل التأويل O_o !!
بل الحقيقة أنها أمور يسند بعضها بعضاً لتقف حاجزاً منيعاً أمام قول العلم ^_^
[ كلمة ( قمراً ) في قوله تعالى : << تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً >> تدل على تقييده بالإنارة من بين أفراد جنسه ]
كلا ^_^ .. لم تذكر الآية وجود جنس من القمر فضلاً عن تفرده بالإنارة بين أفراد جنسه .. بل نصت على وجود قمر منير ليس بسراج و ليس بأحد البروج ^^
[ لذلك فهي تدل على وجود قمر آخر أو أكثر غير نيرين ]
إنما القمر ما يضيء ^^
و لو كان من جرم غير نيــّـر فليس بقمر لأنه لا نور له ^_^
لذلك هو قمر واحد ^_~
لكن العلم عرف الأقمار بالتوابع .. و ما التوابع بأقمار ( هذا إن وجـــِــدت ) ~_~
[ وأما ( القمر ) الذي في سورة يوسف , عليه السلام , فتدل على هذا القمر بعد أن أصبح معهوداً بإنارته بين المخاطبين ]
بل إن إيراد العــَـلــِـم مع النكرة يدل على تفرده بعلــَـميــّــته ^^
و لو كان هناك أكثر من شمس و قمر لقال يوسف عليه السلام : إني رأيت ُ أحد عشر كوكباً و شمساً و قمراً رأيتهم لي ساجدين .. و لكن القمرين ذكــِـرا كعلمين لأنه لا مثيل لهما من جنسهما ..
فالشمس واحدة .. و القمر واحد ^_^
[ وينكشف لك هذا المعنى أكثر في (مصباح و زجاجة ) من قوله تعالى : << مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ >> فتدبرْه ]
يا غفر الله لك ^_^' .. ليس القولُ ما قلت َ !
و إنما جاء تعريف المصباح بعد أن كان نكرة لأن الله بعد أن بين أن النور كمشكاة فيها مصباح بين أمر هذا المصباح الذي ذكره .. و كذا حال الزجاجة ..
فجاء ذكرها نكرة في البداية ثم صارت معرفة ^_^
و لا تشابه بين آية سورة يوسف و آية سورة النور ^_^
[ أما الشمس – علمياً - : فهي بمجموعها منبع كهرطيسي واحد لموجات متباينة ذات أشعة غالبيتها غير مرئية , وأن الجزء المرئي منها لا يرى إلا بعد انعكاسه وتشتته لمرات عديدة علي عدد من الأجسام من مثل جزيئات العناصر والمركبات المكونة للطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض , وما بها من هباءات الغبار, وقطيرات الماء, وبخاره.
ولما كان الغلاف الغازي للأرض تتضاءل كثافته بالارتفاع حتى تكاد لا تدرك, كما يتضاءل محتواه من هباءات الغبار والرطوبة بصفة عامة, توقفت عمليات تشتيت ضوء الشمس وعكسه علي المئتي كيلو متر السفلي من هذا الغلاف الغازي فقط والتي يرى فيها نور النهار, وبقي الكون في ظلام دامس , وبقي موقع الشمس علي هيئة قرص أزرق وسط هذا الظلام, كما بقيت مواقع النجوم نقاطا زرقاء باهتة في بحر غامر من ظلمة الكون الشاملة .
ويؤكد ذلك تناقص ضغط الغلاف الغازي للأرض من نحو الكيلو جرام علي السنتيمتر المربع عند مستوى سطح البحر إلي أقل من واحد من المليون من هذا الضغط في الأجزاء العليا من غلاف الأرض الغازي , وتحت مثل هذه الضغوط التي تكاد لا تدرك تبدأ مكونات الجزيئات في هذا الغلاف الغازي في التفكك إلي ذراتها وأيوناتها بفعل الأشعة الكونية القادمة من الشمس ومن غيرها من نجوم السماء, ويساعد علي قلة الضغط سيادة الغازات الخفيفة من مثل الإيدروجين والهيليوم علي حساب الغازات الأثقل نسبيا من مثل الأوكسجين والنيتروجين, ويعين علي تخلخل الهواء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تصل إلي أكثر من ألفي درجة مئوية في الجزء المسمي بالنطاق الحراري, وفي النطاق الخارجي من الغلاف الغازي للأرض, وعلي ذلك فإن الجزء المرئي من موجات الإشعاع الشمسي تكاد لا تجد ما تنعكس أو تتشتت عليه فلا ترى إلا في المئتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي للأرض حيث تتوفر جسيمات الانعكاس .. ومعني ذلك أن النهار وهو الذي يجلي لنا الشمس , أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين من أهل الأرض , وليس العكس كما ظل الناس يعتقدون عبر التاريخ , فلولا طبقة النهار( وهي المئتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي الملاصق لنصف الأرض المواجه للشمس) ومابه من كثافة غازية , ورطوبة , وهباءات غبارية , ما تجلت لنا الشمس أبدا ]
أحسبك مدرجاً هذا الكلام تبياناً لأمر النهار و عدم تعلقه بحركة الشمس أو الأرض .. أم أني أخطأت ُ فيما ذهبت ُ إليه ^_^' ؟
هذا الكلام حوى من الأمور الكثير و عاملها معاملته للحقائق .. و قد تكون حقائقاً في العلم و ليست حقائقاً عندي ^_^'
و هو لا يؤثر على أمري .. و لست ُ أود دحضه و إني لأحسب نفسي قادراً على ذلك ^^ .. و إنما امتنعت ُ لعدم تعلقه بأمر الأرض و نقاشنا ^_^ .. فهو لا يدل على أن الأرض منبسطة و لا يدل على أن الأرض كروية إلا أن يكون صحيحاً فهو بذلك يطعن في الكروية ^_~
فإن رأيت َ إلا أن أخوض فيه فعلت ُ ^^ .. و بينت ُ لك بسؤال موطن الخلل في هذا الكلام ^_^ .. إلا إن كنت َ تملك رداً على السؤال فذاك شأن آخر n_n
و الأمر إليك .. فما تقول ^_^ ؟
[ ولا تسألني كيف عرفوا ذلك ؟ ]
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لن أسألك ^_^
و لا يهمني سبيل المعرفة بل يهمني موافقة الكلام للواقع ^_~ .. فلو كان من سؤال أطرحه و يعجز هذا الكلام الذي يقتضي أمراً لا يحدث في الواقع عن إجابته كان الكلام خاطئاً ^_^
[ لأنه كله مرصود ومختبر ومقيس ومدروس ]
~_~
رصدهم و اختباراتهم و قياساتهم و دراستهم لا تهمني في شيء .. و ليست بحجة ^^ .. و إنما الحجة عدم تعارض اقتضاءات الكلام مع الواقع و ذاك رأس الأمر ^_~
^_^
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته