ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - سؤال صغير0بحاجة الى إجابة؟؟!
عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 19-11-2006, 22:35
الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم
غير متواجد
فيزيائي متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 302
افتراضي مشاركة: سؤال صغير0بحاجة الى إجابة؟؟!

السلام عليكم :

الأخ الكريم Hungry Wolf :

ربما عليك أن تراجع بعض منسياتك من مدلولات اللغة ...

فما رغبتُ البحث في مسألة بسط الأرض ( وهو موضوع مطوي منذ زمن , وإنما هناك من يناقش اليوم هل الأرض هي التي تدور حول الشمس أم العكس ) إلا لأدفعك إلى إعادة النظر في تصورك الذي تجلى في عبارتك التي أكدت عليها , وهي : (( فإذا اخترتم الخوض فلا يجادلنـــّــي أحدكم بالدين فهو معي .... )) لأن أعلى ما يقال في تعدد وجهات النظر في هذه المسألة , ما يسميه العلماء ( الخلاف المعتبر ) أي : إن لكل مذهب منهم دليله المعتبر عند أهل النظر , فكل منهم يقول : << مذهبي صواب يحتمل الخطأ , ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب >> وقد بينتُ لك أن وصف البسط للأرض في القرآن الكريم من الدلالات الظنية , وليس من الدلالات القطعية .. فهو مما يتسع البحث فيه ...

هذا ؛ وإنك لتجد في قول الله تعالى في أول سورة الرعد : ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً ﴾ أن البسط هو النشر والتسهيل والتذليل وليس التسوية والاستقامة , حيث قال جل جلاله ﴿ جعل فيها ﴾ ولم يقل جعل عليها .. فللجبال جذور في الأرض – كما ثبت في الدين والعلم - أي : في الأرض حفر عظيمة تحتضن جذور الجبال , وكذلك فيها أخاديد للأنهار , , فأين التسوية لمطلق الأرض ؟ وأين الاستقامة للأرض جميعها ؟ .. أضف إلى ذلك التلال والأخاديد التي تحصل للأرض من صنع الله تبارك وتعالى , من الزلازل والبراكين والعواصف والفياضانات ... ولا تنسَ تضاريس ما يحمل ماء البحار .. فكيف نؤول هذا مع الخطاب الإلهي للبشر في كل زمان حتى قيام الساعة بأن الأرض جميعها مستوية مستقيمة ؟

- - لعله من الأسلم و الأحوط لنا في هذه الأزمان ألا تثار مسألة (تسوية الأرض واستقامتها ) ما لم يأت المقبل عليها , أولاً وقبل كل شيء , بصور ثابتة ومتحركة ( فيديو ) مأخوذة من الفضاء , تنقض ما هو قائم الآن من نظائرها .. <<< وأسأل الله العلي القدير أن يهيئ مركبة فضائية يمتطيها ممن يأخذ بمذهب البسط , عله يرجع إلينا بدليل يرجح أحد المذهبين للجميع ... >>> وذلك أنه لم يعد يكفي البحث النظري في هذه المسألة بعدما وصل الأمر إلى ما وصل إليه من علوم الفضاء وتقنياتها , ولاسيما أنها في الدين من النصوص الظنية الدلالة ....

- - أما في مسألة ( القمر ) :

1 - فدلالة النكرة على الجنس لا يشترط التلفظ به ..

فعندما أقول لك : ( في داري مصباح مضاء ) فإنك تتصور من كلامي أنه أصبح في داري فرد من جنس المصابيح يتميز بالإضاءة .. فلا حاجة لي أن أقول لك : ( في داري مصباح من جنس المصابيح مضاء ) لتفهم هذا المعنى ..
ومن عبارتي تلك تستدل أيضاً على أن هناك مصباحاً أو أكثر غير مضاء قد يكون في داري وقد يكون خارجه لأن << النكرة تدل على وجود فردين فأكثر من جنسها >> ولو أنني قلت لك بعدها : المصباح الذي في داري ازدادت إضاءته , لتبادر إلى ذهنك على الفور ذلك المصباح الذي أخبرتك عنه , لأنه أضحى معرفة بالنسبة إليك , وحصوله معرفة بعد التنكير , لا ينزع عنه لزوم تعدده بغير الإضاءة , لأن الأصل لا يتبدل بالعارض .. فإن ذلك لا يجعلك تدعي أن كل مصباح في داري أو خارجه مضاء ..

فكذلك الحال بالنسبة لإخبار الله جلّ جلاله عن القمر حين الجعل ابتداءً في ذكره نكرة موصوفة , الذي يدل على تعدده بغير الإنارة , و ذِكره معرفة بعده , لا ينزع عنه صفة التعدد بغير الإنارة ... فلا يصح أن نقول : إن الإنارة صفة لازمة لكل فرد من أفراد جنس القمر .. ولا يحملنك على الاعتراض على هذا مما في قوله تعالى في الآية ( 5 ) من سورة يونس عليه السلام: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ لأن الخطاب موجه إلينا في هذه , بدليل ﴿ لِتَعْلَمُواْ ﴾ أي : جعل لكم الشمس المعهودة عندكم ضياء و جعل القمر المعهود عندكم نوراً لتعلموا ... وكذلك كل ما كان فيه من نحوها , فهو ليس كالحديث عن الجعل ابتداء في الآية ( 61 ) من سورة الفرقان : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً ﴾ ...

- ولا علاقة للاسم النكرة بالدلالة على مغايرته لغير جنسه , وإنما هذه ( المغَايرة ) لازمة لكل اسم , نكرة كان أم معرفة ..

- وتعريف العِلم للقمر بالتابع , هو تعريف اصطلاحي لكل فرد من أفراد جنسه , اتفق على لزومها لكل فرد منه أهل الاختصاص , لذلك يقولون في تعريفه : ( القمر تابع ) بالألف واللام , ولا يقولون في تعريفه ( قمر تابع ) لأن هذه الأخيرة تدل على فرد واحد منها فقط , والتعريف كما لا يخفى يبتدئ بذكر الجنس .. والجنس يكون معرفة ...

2 - النكرة قسيم المعرفة , والمعرفة سبعة أنواع أحدها : العَلم ..

- - اقتباس : " بل إن إيراد العــَـلــَم مع النكرة يدل على تفرده بعلــَـميــّــته ^^ "

- : فأين العَلم في سورة يوسف عليه السلام ؟

- - اقتباس : " و لو كان هناك أكثر من شمس و قمر لقال يوسف عليه السلام : إني رأيت ُ أحد عشر كوكباً و شمساً و قمراً رأيتهم لي ساجدين .. "

- - : لا ! ومن حيث اللغة , لا يسع القائل نحو قوله عليه السلام ذلك , إذا كان يريد تعيين هذه الشمس وهذا القمر .. فالمعرفة تعين المراد ولا تحدد العدد , بل الاسم المعرفة : هو ما دلّ على وجود فرد أو أكثر من أفراد جنسه .. <<< فأقل ما تدل عليه النكرة فردان بقرينة , وأقل ما تدل عليه المعرفة فرد واحد – بقرينة زائدة على قرينة التعريف - ولا حدّ لأعلاهما >>>

- - اقتباس : " و لكن القمرين ذكــِـرا كعلمين لأنه لا مثيل لهما من جنسهما .. "

- - : لا ! والقمران ذُكرا معرّفين بالألف واللام , ولم يذكرا علمين ... لأن الأصل في الاسم العلم أن لا تدخل عليه الألف واللام , فإذا ما دخلتا عليه لزمتاه ولا يجوز لك أن تناديه أو تَذكُره من دونهما .. << فهل يجوز لأحدنا , لغةً , أن يقول : كنت في مدينة , أو كنت في مدينة منورة , وهو يريد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ >> و القمر ذكر نكرة مرة , فخرج بها من العَلمية ..

وباختصار شديد : إن من الدلالات في القرآن المجيد على الشمس , أنها لا تنفرد بالوجود من حيث كونها سراجاً , وقد تنفرد من حيث توهجها لقوله تعالى عنها في سورة النبأ : ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ﴾

هذا ؛ و إن البحث في النكرة والمعرفة وفي دخول الألف واللام على الاسم العلم يطول , فأرجو أن يكون فيما اختصرتُ غُنْية عن الإطالة ...


- - أما ما ذكرتُه لك عن تعريف الشمس علمياً .. فنعم ! ليس له علاقة بحركة الشمس والقمر ..
ولكنه في أصل نقاشنا .. حيث قلتَ في مشاركتك رقم ( 30 ) وهي السابقة لمشاركتي الأخيرة :

" إنما أسئلتي في مجال علمهم و فيما يقولونه لا فيما أقوله أنا ^_~

فكأني أسأل سؤالاً عادياً كأي فرد هنا ^_^ "

وقلتَ : " لا أبغي أدلة ^_^ .. بل أريد أجوبة فقط ^_^' "

فلم أجد لك في هذا الملف مشاركة مبتدئاً بها بأسئلة خاصة بك – أي : ليست تعليقاً – سوى ما أحلتَ إليه في مشاركتك ذات الرقم ( 25 ) بوضعك هذا الرابط (the world MUST be REBORN !! )

فأجبتك على سؤالك الوارد فيه عن طبيعة مصدر الشمس من وجهة العِلم ... وهو لم يعاملها كحقائق مطلقة , وإنما هذه حصيلة أواخر ما توصل إليه .. وليس هناك من حقائق مطلقة في العلم إلا فيما لا زيادة عليه , كتعدد منازل القمر , و 1+1=2 ...

- - اقتباس : " رصدهم و اختباراتهم و قياساتهم و دراستهم لا تهمني في شيء .. و ليست بحجة ^^ .. و إنما الحجة عدم تعارض اقتضاءات الكلام مع الواقع و ذاك رأس الأمر ^_~ "

- - : هذا القول يؤخذ به لو أنك أحطتَ بدقائق الواقع الذي هو محل البحث عندك .. وأمكنك أن تحيط بدقائق مقتضى كلامهم في وصفهم لهذا الواقع .. بيد أن الذي ظهر لي من مقتضى مجموع ما تفضلتَ فيه لا يشير إلى ذلك ... ولو أنك حصّلت ذلك لما جئت سائلاً ومستفسراً .. بل لجئت عارضاً علينا مخالفة ما قالوه للواقع محل بحثك , ليقوم بعدها النقاش حوله .. أما أن تأخذ بنا إلى حيث تريد وأنت تحمل هذا التصور , فلن يكون هذا نقاشاً علمياً , وإنما يكون تشكيكاً بالعلم من غير منهج علمي سليم ...


ولكم تحياتي
رد مع اقتباس