[ناصر اللحياني]

الأستاذة احلام العلم:
أطلب من الدكتور أن يفيدنا نحن معلمات الثانوية من علمه الواسع وذلك بتنظيم دورات في كافة المناطق .. خصوصاً وهو مطلع على المناهج ومحتواها ..
والسؤال ياليت يادكتور تعطينا رأيك عن مناهج الفيزياء في الثانوية وطريقة تدريسها النظرية مع عدم الاهتمام بالمعامل في الكثير من المدارس ؟؟؟

د.زين يماني

أختي أحلا م العلم: يقول النبي صلـّى الله عليه و سلـّم: "إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، و إن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه". و إني أسأل الله أن تكون مفاتيح الخير بيدك.

التزمي معي بجديّة خمس عشرة معلمة فيزياء (فأكثر) في حضور جاد لدورة فيزياء مكثفة، و أنا آتي إلى بلدتكم (غير الشرقية/ الرياض/ جدة) و أحاضر اثنتا عشرة ساعة دسمة يوم خميس من الفجر إلى المغرب. و لا أطلب منك أي تكاليف سفر و لا سكن، سوى تهيئ المكان (المناسب فنيّا و شرعيّا ) و التزام الأخوات (قبل و أثناء و بعد الدورة) فقط! و يمكن أن نتفق على محتوى الدورة لاحقا. أبشري!

أما بالنسبة لمناهج الفيزياء و التدريس النظري فإشكال كبير، و جزء من المشكلة (بالإضافة إلى انعدام المعامل) يكمن في ضعف التأهيل لدى المعلـّم ذاته و انعدام التأهيل. و حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه فلا نتوقع من المعلم أن يركز على التطبيقات و هو أصلا ما تمكن من التجارب وقتما كان طالبا في إعداد المعلمين أو كلية التربية. و لكن أبشرك بأننا خرجنا في ختام دورة "معلمي و معلمات الفيزياء للمرحلة الثانوية" في وسط شعبان المنصرم بتوصية أرجو أن تجد من يتبنـّاها، و هي كالتالي:

قطار علمي يتنقل بين مدارس ومناطق المملكة لنقل المعرفة وتحميس الطلبة

لا يحسن أن يقتصر اهتمام المدارس بتعليم الفيزياء كمقرر دراسي بل لابد أن يتجاوز ذلك، وذلك بتنظيم فعاليات علمية فيزيائية تهدف إلى تحبيب هذا العلم في نفوس الطلاب ونشر الوعي بين الطلاب بالدور الذي تلعبه الفيزياء في حياتهم.

ومن هنا جاءت فكرة مشروع معرض الفيزياء المتنقل (Physics Van)
و الفكرة كالتالي:

1- استهداف طلاب وطالبات المرحلة الثانويّة و المتوسطة و حتى المرحلة الابتدائية كما هو حاصل في الولايات المتحدة على سبيل المثال (أنظر الوصلات أدناه) في المملكة بمختلف المناطق لتوضيح أهمية الفيزياء وتكوين نفسيـّات ايجابية نحو مادة الفيزياء وربطها بالحياة فبهذا المعرض المتنقل نستطيع الوصول إلى الطلاب والباحثين عن المعرفة في كل المدارس وكل المناطق القريبة والبعيدة والتي لم تتح لها الفرصة من قبل للتواصل المعرفي والعصف الذهني وتبادل الأفكار.

2- أيضا استهداف مدرسي ومدرسات الفيزياء في كل أنحاء المملكة والوصول إليهم وتحديثهم بالمعلومات الجديدة والتجارب المفيدة والتدريب السريع في ما يتعلق بالجزء العملي والتطبيقي لمناهجهم.

3- بث روح الوعي العلمي عند عامة المجتمع.

ويتم ذلك من خلال:
1- محاضرات عامة (10% من وقت اللقاء)
2- عروض فيزيائية عامة (60% من وقت اللقاء )تتضمن عرض لجميع فروع علم الفيزياء.
3- عمل تجارب فيزيائية كاملة تتضمن تغطية لبعض المبادئ الفيزيائية الأساسية التي تم عرضها في المنهج الدراسي(30% من وقت اللقاء).


تبني المشروع:
1- مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية: تتولى تجهيز المعرض و تتحمل تكلفة تدريب المشرفين على المعرض و شراء السيارة و الأجهزة/ المعامل، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية.
2- وزارة التربية و التعليم: تعيّن المشرفين و المشرفات من مختلف المناطق للتدرّب على تشغيل المعرض (50 ساعة تدريب)، و القيام الفعلي بتشغيله طوال العام الدراسي كجزء من وظيفتهم الرسمية (في النشاط العلمي أو التطوير التربوي أو غير ذلك)، كل في منطقته، و تكون الوزارة مسئولة عن تفعيل المعرض من خلال البرامج المدرسية و غير ذلك.
3- الجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية: تقوم بالتدريب عن طريق أصحاب الخبرة المتمكنين من الجامعات المختلفة أو غيرهم. كما تقوم بمتابعة تنفيذ المشروع و تطويره من الناحية العلمية و التطبيقية.

للاطلاع:

http://van.physics.uiuc.edu/
http://www.aps.org/programs/educatio...urces/road.cfm
( and links therein)
http://web.hep.uiuc.edu/home/mats/Talks/pab_02.ppt
http://www.csu.edu/chemistryandphysi...svan/index.htm


و لا يخفى ميّزات كون المعرض متنقلا بدلا من كونه في بلدة واحدة لسنوات عديدة، حيث يصعب على الكثيرين في أرجاء المملكة الواسعة الوصول إليه (خصوصا من النساء)، و يفقد ببقائه في مكان واحد رونقه و وظيفته الدعائية، كما أنـّه يزيد التكاليف (المكان/ الإدارة/ التشغيل) عند الجهة المضيفة.

و كما قيل: "ليس الهدف عمل عرض ولكن أن نوفر حرية للفضول قدر الإمكان"

و أنا من خلال هذا المنبر المبارك، أنادي و أبحث عن من يضع يده بيدي لتفعيل هذا المشروع خلال العام الحالي. و مع يقيني بأن اليد الواحدة لا تصفـّق كما يقولون، أجزم بأن هذا المشروع لن يفلح إلا بوجود المخلصين من إخواني و أخواتي الذين أخذوا على عاتقهم إصلاح الحال و الرفع بمستوى الأمة في مجال العلوم و التقنية، كل بما وهبه الله من علم أو وقت و مجهود أو مال أو مواهب أو علاقات...الخ.

فلا تبخلوا علينا بالنصيحة.


أشكر الأخت أحلام العلم.