ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - نظرات حول مصطلح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وتعليقات د.الطيار على نقاش الأعضاء
عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 02-03-2007, 04:38
الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم
غير متواجد
فيزيائي متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 302
افتراضي رد: تعليقات فضيلة الشيخ د.مساعد الطيار حول نقاش الأعضاء في بحث الإعجاز العلمي ...

السلام عليكم :

الأخ الكريم ناصر : أشكر لك صنيعك في التأليف وفي التصنيف وفي النقل , لكل ما تراه نافعاً ومفيداً .. وأسأل الله تعالى أن يجزل لك الأجر والمثوبة على هذا العمل المبرور وأن يزيدك من فضله وكرمه ...

فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله تعالى ..

بارك الله تعالى لك في حبك للخير وفعلك له .. وأرجوه جل جلاله أن يجعل ذلك في صحائف أعمالك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..

فضيلة الدكتور :

لا يسع من يطلع على ما تفضلتَ به عن ( الإعجاز العلمي ) إلا أن يُقر بحرصكم الشديد على تأكيد وجوب تمكن كل من يتصدى لتفسير ولو كلمة واحدة من القرآن العظيم , على وجوب تمكنه في العلوم العربية والعلوم الشرعية جميعاً , وذلك أن المفسر ( أياً كانت وجهة تفسيره ) يحاول فهم مراد الله عز وجل , فيما يقوم بتفسيره , وهذا لا يستقيم له إلا من خلال العلوم العربية التي بها نزل القرآن العظيم , ومن خلال العلوم الشرعية التي بها تُعرف وتتحقق مقاصد نزوله ..

وهذا مطلب رفيع عظيم لا يحيد عنه إلا من كان لسانه يناقض ما في قلبه ..

بيد أن ذلك يجب ألا يدفعنا إلى المبالغة في الوصف والتشخيص , إن صح التعبير ..

فبفضل الله تعالى ومنته , أصبح ( الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة ) فن قائم بنفسه , له قواعده وضوابطه , وبها يُحكم على صحة أو فساد بحث يتناول أياً من تلك القضايا ..

فإن شذ بحث ( كائناً من كان واضعه ) عن تلك القواعد والضوابط – أو بعضها – فإن النقد يوجه إلى ذلك البحث بعينه لا إلى قواعد الفن وضوابطه , كما لا يخفى ..
وإن ظهر لباحث أن في تلك القواعد والضوابط قصوراً عن القصد العام للشريعة الإسلامية الغراء , فإنه يوجه النقد والتصويب إلى مواطن القصور فيها , لا إلى القواعد برمتها ..

إن الاتفاق على قواعد وضوابط ناظمة لهذا الفن , أولى وأجدر من يعمل كل باحث , أو مجموعة باحثين , على وضع قواعد وضوابط مغايرة لأخواتها ..

واليوم نشهد بحمد الله وفضله , هيئة جليلة أخذت على عاتقها حمل أمانة هذا الفن , فأرست أسسه ودعائمه , وتعمل على تأصيل تلك الأسس وترسيخها , ولا أحسب أن فيها من يرفض أو يتجاهل أيّ نقد وتصويب يوجه إلى ما تقوم به , فالحق فوق الجميع , والمضامين فوق العنواين ..

وإذا كان لفظ ( العلمي ) في مصطلح ( الإعجاز العلمي ) يراد به فقط العلم التجريبي , فلا شك أنه يتعين حينئذ تسمية هذا الفن ب ( الإعجاز في العلم التجريبي ) .. وأما إذا كان يراد بهذا المصطلح , الإعجاز اللغوي , والبياني , والتشريعي , والتاريخي , والاقتصادي , والعلمي النظري .... إلخ , فلا ضير في هذا التسمية , وإن غلب عليها العلم التجريبي , وذلك لملامسته تصورات وأفكار مختلف فئات الناس ..

وإذا كان التفسير العلمي , هو : الكشف عن معاني الآية الكريمة , أو الحديث الشريف , في ضوء ما ترجحت صحته من حقائق العلوم ..

فإن الإعجاز العلمي , هو : إخبار القرآن الكريم , أو السنة المطهرة , بحقيقة أثبتها العلم مؤخراً , وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل المتاحة للبشرية في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..

فالإعجاز العلمي باب من أبوب الدعوة إلى الله عز وجل ..

وليس هو أعلاها ولا يميز عنها .. ولكن قد يكون بعضها في مواطن أنجع من بعض , وهذا يتطلب حصافة الداعية وبُعد نظره ..

وحسبنا من ( الإعجاز العلمي ) أنه , مع غيره , يعمل على إزالة التشويش والبلبلة الفكرية التي حلّت في تصورات الكثيرين حول توافق العلم مع الدين ..

وأنه , مع غيره , يعمل على إزالة القنوط واليأس والإحباط , من تصورات الكثيرين , بأننا غير قادرين على اللحاق بركب المدنية الحديثة ..حيث يُظهر , متكاتفاً مع غيره , أن ما لدينا أعظم وأجل وأرقى , ولكنه يتطلب الإخلاص والعزيمة والجد والعمل الدؤوب والمثابرة ..
وها هي سواعد الجد بدأت بالتشمير ..
وها هي الأموال بدأت بالتوظيف ..
وها هي الرعاية أخذت تحف كل ذلك ..

وأسأل الله العزيز الحكيم التوفيق والسداد في القول والعمل لكم وللجميع ولي ..


ولكم تحياتي
رد مع اقتباس