ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الأسس والبنائيات في هذا الخلق المحكم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-06-2016, 17:57
الصورة الرمزية عمر الريسوني
عمر الريسوني
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 73
افتراضي الأسس والبنائيات في هذا الخلق المحكم

وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم

لقد مرت حضارات عديدة على هذه الأرض اتسمت بقوة ذكاءها ونبوغها لكن ذلك لم ينفعها وانهارت وبادت
لأنه لم يكن لها نور تهتدي به ، واذا تأملنا عصرنا الحالي وتتبعنا عن كثب ما آل اليه البحث العلمي على مدى
قرون تبينت لنا الحكمة ناصعة ، فمجال البحث التجريبي يفيد على أوسع نطاق ان كان له مسار محكم تهذب سعيه لما فيه خير الناس ، لأن هذا الخلق مجبول
في أسسه على السعة والرحمة ، وكلما تهذب سعي الانسان ولم ينحرف به الى متاهات الا وكان في ذلك الخير للانسان ، لذا فالعالم الحق
هو الذي يعلم أن هذا الخلق له موجدا عليما حكيما وهو لله تعالى ، وأن الله تعالى حباه بكل هذه التوافقات رحمة منه ولخير الانسان العميم ، وكنظرة متفحصة عن هذا الخلق
المحكم نجد أنه مسبح لله وهذا يعني أن أسسه قائمة على نفي ما يستدعي نقصا أو حاجة مما لا يليق
بساحة كماله تعالى في خلقه البديع ، والمراد بتسبيحها حقيقة هو أن لها موجداً منزّهاً من كل نقص متصفاً بكل كمال ، وذلك مسطور في ثنائيات
بناءاتها وأزواجها ونظائرها وأضدادها بكتل تساوت نسبها بانسياب محكم لأداء محكم يفوق كل التصورات والمدارك فنحن أمام آفاق علمية شاسعة خصوصا مع هذا الاكتشاف الرهيب الذي حير المختصين في علم الجسيمات الأولية لما عاينوا في مختبراتهم أن النيوترينو وهو أكثر الجسيمات تحت الذرية إثارة بالنسبة لعلماء الفيزياء الذرية و ذلك لكونه أكثرها مراوغة و غموضاً إذ من الصعب العثور عليه أو تطويقه و هو عصي تماماً على الإمساك به و تعجز كل المواد عن صده أو امتصاصه كما أنه متعادل كهربائياً و يستمتع بتبديل هيئته فله ثلاث هيئات يتنقل بينها و هو ما يسمى بتذبذب النيوترينو فمن أكسبه هذه الحرية المكتملة في نطاقه المخلوق ليكتمل دوره مع البنائيات الأخرى في أدنى الجزئيات ليظهر الأداء المكتمل على أكبر مستوى بديع مخلوق بما وسعه علم الله ورحمته في خلقه ، لذا فهذه أسس وحقائق تجعلنا نفقه مدلول قوله تعالى (وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) الآية ، كما أن هذه الزوجية المتجلية في كل شيء مخلوق ، إنما هي صفة بثها الله بوحي منه سبحانه في كيان كل مخلوق حتى تشهد المخلوقات بإفراد الوحدانية للخالق ، فالله تعالى خلق من كل شيء زوجين حتى في أقصى تراكيب الذرة وما دونها وفي ذلك سر من الأسرار عاكس لنور المكوِّن في دلالة على تفرد الخالق سبحانه بإفراد الوحدانية وكمال الأحدية له وحده، وإضفاء صفة الزوجية على كل ما سواه، حتى يشكل الكون مرجعًا تجريبيًّا لتأسيس النماذج التفسيرية الموصلة إلى فهم حقيقة الوجود، فكان من أجل ذلك أن خُتمت الآية بقوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49) من قوله تعالى في محكم كتابه العزيز ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) الذاريات 49

التعديل الأخير تم بواسطة عمر الريسوني ; 19-06-2016 الساعة 18:00
رد مع اقتباس