ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ما سر الطاقة المظلمة في الكون ؟
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2016, 21:17
الصورة الرمزية عمر الريسوني
عمر الريسوني
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 73
افتراضي ما سر الطاقة المظلمة في الكون ؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين


ما سر الطاقة المظلمة في الكون ؟
Quel est le secret de l'énergie sombre dans l'univers
What is the secret of dark energy in the universe

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أحبتي الكرام ، لقد ظن الانسان الغربي بغرور أنه وصل بعلمه الى مشارف الحقيقة ، وفي خضم بحوثه حدث له انبهار وذهول لما اصطدمت بحوثه وكشوفه مع علم لا يضاهى انه علم العليم الخبير الذي خلق كل شيء ، ولا يمكن الاحاطة بما لله من علم الا بما شاء ، فكل شيء خلقه الله تعالى فهو بمقدار موزون وبقدر ، ولا تجدون في خلق الرحمن من تفاوت ، ولعل هذا الاسم الجليل الرحمن يوضح لنا مغزى عمق الآية في بديع صنعه بما خصه من ألطاف الرحمة بما وسعه علمه سبحانه ، فكل شيء وسعه علمه الا وفيه الحلم والرحمة كالآية الجليلة التي تتحدث عن مسك السموات والأرض وغيرها من آيات عظيمة وجليلة ، وارتباطا بهذا الموضوع فهذه المادة المخلوقة التي سماها علماء هذا العصر الآسن بالمادة المظلمة ، فهذا المصطلح بعيد كل البعد عن الحقيقة ، لأن خلق الله تعالى هو خلق متكامل وبديع ولا يمكن الاضطلاع على أسراره هكذا دفعة واحدة بل عبر مراحل تترقى وفق المكنون البشري ، لذا لا بد من وقفة متأنية مع آية جليلة تشير الى هذه الحقيقة وهذه الآية ابتدأت بفعل للمجهول لنقف باجلال على بديع صنع الله وآياته في ملكوته ، يقول عز وعلا في محكم كتابه العزيز ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) الآية ، فلا تمر عليكم مثل هذه الآيات الجليلة التي تشحذ أذهاننا لمزيد من التفكر في آلاء الله وبديع صنعه وعظيم ملكوته ، فهناك عدد لا يحصى من الأجسام الأولية الغير المكتشفة بخاصياتها العجيبة والتي لها تكامل في أداء الأدور بما خصها الخالق وفق عنايته ورحمته وعلمه وارادته ، كما أن هذه الجسيمات تشكل مايشبه الوحدة العضوية الواحدة ، وأن الكون برمته ليس الا كيانا عضويا متصلا والكون يبدو مسكونا بعدد لانهائي من وحدات وعي صغيرة ، وغير مفكرة ولكنها مأمورة ، ومسؤولة عن السير التفصيلي لعمليات الكون ، وهذا غير خاف علينا لما نقرأ قوله تعالى في محكم كتابه العزيز (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) الآية، فكلما ترسخت المعارف لدى الانسان انقشعت لديه الحجب والغيوم ووصل بوعيه وادراكاته الى الأسمى والأرقى وصحح تصوراته عن الكون والانسان والقرار، وتبينت له خيوط الحقيقة جلية مما يضفي سكينة على سماته السيكولوجية والعقلية وواكب مسارات حياته بتعقل وبصيرة مدركا كل الأبعاد المحيطة به بحقائقها الظاهرة والباطنة
وبحر المعرفة لا يبلغ منه غاية ولا نهاية ، فكيف تحيط المعرفة بمن لا تلحقه الفكرة ولا تحيط
به العقول والمدارك ولا تتوهمه الأذهان ، فكل عالم فبعلمه
علم ، وأولياؤه في أعلى المعرفة من غير أن يبلغوا منها غاية ولا نهاية ، وعظيم
المعرفة هي مكنونة في القلوب بعظيم القدروالاجلال والقدرة النافذة والعلم المحيط
والجود والكرم والآلاء ، فعظم في قلوبهم قدره وقدر جلالته
وهيبته ونفاذ قدرته ، وجزيل ثوابه وكرمه ونعمه
واحسانه فأجلوه وهابوه وأحبوه وأعطوه المجهود من قلوبهم وأبدانهم ، فلما
ظهرت منهم هذه الأخلاق علم أنه من كان بالله أعرف وأعلم صدق فيه
قوله تعالى ( انما يخشى الله من عباده العلماؤ) الآية
فاذا عظمت المعرفة بالله القلوب استقرت ولزمت وصارت يقينا قويا فنال
به عظيم المعرفة بعظيم القدر والجلال ،
فلابد من التأمل والتدبر والتفكر في خلق الله
كيف خلقهم وأتقن صنعتهم وفي مقاديرالاحكام كيف قدرها بعلم متناه
وحكمة متعالية ، وهذا الخلق لهو أكبر من خلق الناس ، لذا فعلم الخلاق
العليم أبهر العقول وأخذ بالألباب ، فلينظروا كيف اتسقت الهيآت التي هيأها
بألطافه المنعمة والأوقات التي وقتها كيف قدرها ودبرها على ارادته ومشيئته
فلم يمتنع منها شيء عن قدرته وهيمنته وعلمه المحيط في آيات خلقه البديع
ولنا وقفة متأنية لما انتهت اليه بحوث علماء هذا العصر ، فحسب الفيزياء
الكلاسيكية فنحن عبارة عن آلات وماكينات صماء تخضع لمعادلات رياضية دقيقة ، لكن
بتطور علوم ميكانيكا الكم وعلم الجسيمات الأساسية ، أصبحت المساحة شاسعة لتجربة
واعية أكبر تفوق الخيال ، والانسان بعدما كان مراقبا في الكون أصبح مشاركا ، فخصائص هذه
الجسيمات البديعة بينت علمها الحضوري لتلهمنا تصورا ادراكيا شاهدا ومشهودا ليتصحح لدينا الفهم والاعتقاد ولنكون من الموقنين ، ويصبح علمنا علما يقينيا حقا مشاهدا ببديع صنع الله وآياته وعلمه الحاضر في عظيم ملكوته

بقلم : عمر الريسوني
رد مع اقتباس