ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - علماء العرب والمسلمين , في قنبلة المواضيع لأخو عياش "متعوب عليه يستحق القراءة "
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12-04-2007, 05:11
الصورة الرمزية البالود
البالود
غير متواجد
المراقب العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8,801
افتراضي رد: علماء العرب والمسلمين , في قنبلة المواضيع لأخو عياش "متعوب عليه يستحق القراءة "

أولأ: اكتشاف الدورة الدموية لابن النفيس المتوفي سنة 1288 م

تجمع كتب الطب الحديث على أن اكتشاف الدورة الدموية يعتبر أعظم حدث في تاريخ الطب فقد أحدث ثورة علمية في كل النظريات الفسيولوجية وكل أساليب العلاج، وقد مر هذا الكشف بعدة مراحل وتعرض لكثير من الادعاءات حتى عرفت الحقيقة وتأكدت من جميع الهيئات العلمية الحديثة على يد الطبيب المصري الدكتور "محي الدين التطاوي " الذي حاز على الدكتوراة من جامعة برلين سنة 1924م عن رسالته "ابن النفيس المكتشف الحقيقي للدورة الدموية".

كان الإغريق يعتقدون أن الشرايين تخرج من القلب والأوردة تخرج من الكبد وكان جالينوس (ت 201 م) يقول: "إن الدم يتولد في الكبد ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن في القلب حيث تجري تنقيته وتطهيره من الرواسب في القلب ثم يسري في العروق إلى أعضاء الجسم لتغذيها. وأن هناك ثقوباً في الجدار الحاجز بين البطينين ينفذ منها الدم إلى البطين الأيسر ليمتزج بالهواء القادم من الرئتين " وقد ظلت نظرية جالينوس معمولاً بها لم يعترض عليها الرازي أو ابن سينا حتى جاء العالم الأسباني سرفيتوس سنة 1553 م فأعلن بطلانها وألف كتاباً ذكر فيه اكتشافه للدورة الدموية كما نعرفها الآن ثم جاء بعد سرفيتوس الطبيب الإنجليزي هارفي سنة 1628 فأكمل اكتشاف الدورة الشعرية بين العروق والشرايين.

كان هذا هو ما ذكرته المراجع الأجنبية والتي ظلت تمجد سرفيتوس وهارفى وتجعل منهما آلهة الطب الحديث، حتى جاء الطبيب محي الدين التطاوي (3) إلى ألمانيا سنة 1924م للتخصص في أمراض القلب، وذات يوم ذهب إلى مكتبة جامعة برلين فاستوقف نظره مخطوط عربي أصيل لابن النفيس لا توجد منه غير نسختين فقط في العالم إحداهما في مكتبة برلين والثانية في مكتبة الاسكوريال في مدريد،وبحكم أنه طبيب في أمراض القلب فقد ساقه حب الاستطلاع إلى قراءة ما كان يكتبه أجدادنا العرب في هذا الميدان.. وهنا كانت المفاجأة فقد وجد أن ابن النفيس يحطم نظرية جالينوس، ويأتي بنظرية علمية جديدة في الدورة الدموية هي نفس مانعرفه اليوم والذي ينسب الفضل فيه لسرفيتوس وهارفى وتتلخص اكتشافات ابن النفيس في النقاط التالية:

أ- في تشريح القلب:
* اكتشف خطأ جالينوس وعلماء الإغريق في قولهم أن جدار القلب الفاصل بين البطين الأيمن والأيسر فيه ثقوب أو صمام وقال في ذلك: "وليس بينهما منفذ فإن جرم القلب هناك مصمت ليس فيه منفذ ظاهر كما ظنه جماعة ولامنفذ غير ظاهر كما ظنه جالينوس ".

* كذلك اكتشف، أن القلب يتكون أساساً من غرفتين رئيسيتين هما البطينان.
وقد كان الإغريق يعتقدون أنه من ثلاثة غرف وردد ابن سينا رأيهم دون تغيير وقال ابن النفيس في ذلك "أما قوله أن فيه ثلاثة بطون فهذا كلام لا يصح فإن القلب له بطنان فقط ".

ب- اكتشاف الدورة الدموية الصغرى من القلب إلى الرئة: إلى القلب كان الإغريق يعتقدون أن وظيفة الشريان الرئوي هو تغذية الرئة بالدم، ومن هنا اختلطت عليهم الأمور فى الدورة الدموية.. وقد اكتشف ابن النفيس خطأ هذه النظرية.. وقال في ذلك : "وهذا الرأي عندنا باطل، فإن غذاء الرئة لا يصل إليها من هذا الشريان لأنه لا يرتفع إليها من التجويف الأيسر من تجويفي القلب " واكتشف أن الشريان الرئوي ينقل الدم من البطين الأيمن للقلب إلي الرئة لكي يتنقي هناك ويأخذ الروح (أي الأوكسجين منها) وبين في ذلك أن جدران أورده الرئة أغلظ من جدران شرايينها، وأن الدم بعد تنقيته في الرئة يعود إلى "البطين الأيسر للقلب. وبهذا يكون ابن النفيس قد اهتدى إلى أن اتجاه الدم ثابت في دورة دائمة من البطين الأيمن إلى الرئة ومنها إلى البطين الأيسر مرة أخرى لتوزيعه على سائر الجسم.

جـ - أول من اكتشف الدورة الدموية في الشرايين التاجية:
فقد كان الإغريق يعتقدون أن عضلة القلب تتغذى على الدم الموجود في داخل غرفة القلب مباشرة، فاكتشف ابن النفيس أنها تتغذى من الشريان التاجي.. وترجع أهمية هذا الكشف الخطير إلي معرفة أن انسداد هذا الشريان يؤدي إلي حرمان عضلات القلب من مصدر الحياة وهو ما يسمى في عصرنا بالذبحة القلبية التي تؤدي إلى الوفاة.

د- كان أول من تنبأ عن الدورة الدموية الشعرية قبل هارفي وذلك أنه أشار إشارة (واضحة دون غموض) إلى وجود اتصال بين أوردة الرئة وشرايينها بقوله "جعل بين هذين العرقين منافذ محسوسة".

وبعد أن ظهرت هذه الحقائق.. أطلع الدكتور التطاوي عليها أساتذته الألمان وتقول الدكتورة سيجربد هونكه الطبيبة الألمانية التي عاصرت هذا الحدث الخطير "وبادىء ذي بدء كان هناك فقط بضعة أساتذة ألمان استمعوا الى ما ادعاه الشاب العربي فأخرجوا من مكتبة الدولة كل المخطوطات القديمة وأشبعوها بحثاً وتنقيباً ومقارنة" ثم تقول :"وجرت حولها بحوث محمومة ومقارنات عديدة" ثم لم يكتفوا بذلك.. بل أمروا بتصوير هذه الفقرات عن الدورة الدموية من كتاب ابن النفيس وأرسلت الصور إلى عالم المخطوطات والتراث العلمي الإسلامي البروفسور دكتور مايرهوف الذي يعيش في القاهرة.. فقام بتحقيقها وأكد صحتها. وأرسلها بدوره إلى سارتون في أمريكا الذي أضافها في آخر طبعة من تاريخ العلم. وعند ذلك نصحت الجامعة الدكتور التطاوى أن يتقدم برسالة الدكتوراة بعنوان "ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية" وذلك بدلا من الرسالة التي حضر لها في علاج أمراض القلب.

الثورة المضادة:
وعندما نشرت هذه الرسالة كان لها دوي كبير في كل الأوساط العلمية، وثار العلماء الأسبان والإنجليز لمحاولة نزع تاج المجد عن بلادهم، وبلغت الثورة ببعضهم أن أنكر وجود شخص اسمه ابن النفيس في التاريخ العربي كله.. وعاد التطاوى إلى مصر وهدأت الضجة ومات الرجل سنة 1945م دون أن يهتم به أحد.. ولكن الحقيقة لا يمكن أن تموت إلى الأبد، فقد حركت هذه الرسالة التي تركها التطاوي الكثير من العلماء في باريس وفينا وأمريكا إلى المزيد من البحث، فاطلعوا على النصوص التي كتبها ابن النفيس سنة 1288 م والنصوص التي كتبها "سرفيتوس سنة 1553م فاكتشفوا حقيقة جديدة لم تكن تخطر ببالهم وهي "أن الطبيب الأسباني. قد نقل ما كتبه ابن النفيس (كلمة بكلمة وحرفاً بحرف) ونسبه كله إلى نفسه وأنه كان يعرف اللغة العربية وقرأ مخطوط ابن النفيس الموجود منه الآن نسخة في مكتبة الاسكوريال بمدريد وفي ذلك يقول المستشرق ماكس مايرهوف بعد أن حقق القضية بنفسه "إن ما أثار دهشتي أثناء المقاطع التي تخص الدوران الرئوي في مخطوط ابن النفيس هو الشبه العظيم بينهما وبين الجمل التي كتبها سرفيتوس حتى ليخيل للمرء أن المقاطع في الكتاب العربي قد ترجمت إلي اللاتينية بشيء من التصرف "

وقد دعم هذا الرأي الدومبيلى وليون بينيه عميد كلية الطب في باريس الذي قال: "إن الترجمة في بعض الفقرات كانت كلمة بكلمة وحرفاً بحرف".

وكتب العالم سارتون: "إذا ثبت كشف ابن النفيس.. فقد ارتفع مقامه ...



و هنا للاسف الشديد انقطع كلام الكاتب في النسخة التي عندي ثم انتقل للكلام عن التخدير و لعلي أجد إن وفق الله تعالى نسخة كاملة فأكمل النقص و الله المستعان
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء

فكيف نيأس ؟!!
رد مع اقتباس