ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى الفيزياء العام | ||
العلم..مشكلة وحل |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() العلم ..مشكلة وحل
تطور العقل البشري خلال القرون الماضية أمر مثير للاهتمام، فقبل آلاف السنين كانت حياة الإنسان وطريقة معيشته وتعامله مع أبسط المشاكل اليومية مختلفة تماماً عما هي عليه الآن. سيطرت الخرافات والأساطير والتعلق بأتفه الأشياء زعماً منهم بأن لها قدرة ونفع وضر جميعها على اهتمام الإنسان. مظاهر التخلف هذه لم تكن مقصورة على نطاق جغرافي معين، بل كانت تعم جميع أركان الأرض. يتسلط الأغنياء والمتنفذين ورجال الدين- في بعض الأديان- ولم يكن للإنسان قدرة أن يعترض أو أن يفكر بالاعتراض. لا يعلم بأن له كرامة وله حقوق كفلها الرب. كانت الحروب والدمار تعم العالم وتجر ويلاتها على الشعوب. لم يكن للحوار والنقاش مكان في ذلك الوقت. يولد الذكر لكي يموت في الحرب والأنثى تدفن في مهدها أو في أحسن الأحوال وسيلة لإشباع غرائز الرجل. هكذا كانت الحياة. فما الذي تغير؟ هل كان ذلك العصر أقل مرتبة من الإنسان الحالي؟ هل كان العقل في ذلك الوقت ليس كما هو الآن؟ خلق الله الإنسان وميزه بالقدرة على التفكير والتحليل والاستنتاج والاعتراض وخلق الملائكة وميزها بالتسليم والانقياد التام له. فلا يلام الإنسان إن استعمل ما آتاه الله من خصائص بل يلام إن عطلها. بدأ تمرد الإنسان والاستقلال بعقله ضد الأديان،إما ضد فكرة الأديان بالمجمل أو ضد السلطة المطلقة الممنوحة لمن يعرفون باسم رجال الدين. أنف الإنسان أن يكون عبدا ذليلا لرجل الدين الذي يدعي أن له الوصاية على الخلق. أنف الإنسان أن تستغل كرامته وحريته من فئة تتاجر بالدين ومبادئ الدين الذين هم أبعد ما يكونون عنها. استقل الفكر البشري في ذلك الوقت تماماً. فأخذ يعيد النظر في الكون وبدايته وكيف ستكون النهاية بعيدا عن ما كان يعرف بالمسلمات والتي لا ينبغي التفكير فيها. أطلق العنان لحرية فكره ولم يتقيد بحدود. فناقش كروية الأرض وأوجد أسباب لعديد من الظواهر الطبيعية وحاول بقدراته وإمكاناته البسيطة معالجة ما يصيبه من أمراض. هنا كانت الشرارة الأولى، وثق الإنسان بنفسه وبقدرة عقله على تفسير ما يحدث من حوله والحصول على إجابة شافية لكل ما يثير فضوله وأن يحل مشاكله صغيرها وكبيرها بما منحه الرب من قدرة. وضع فرضيات في أمور معقدة جداً ،كنشأة الكون ومكونات أصغر جزء في الأشياء وما يحدث داخلها. اكتشف المعادن واستخداماتها، اكتشف تحت الأرض مادة سوداء نتنة الرائحة فاستطاع استخدامها على أكمل وجه. صنع ما يسهل له التنقل من مكان إلى آخر، ابتداءً بالعجلة وانتهاءً بالصواريخ التي تستطيع نقله خارج الأرض تماماً. وجد علاج لأغلب الأمراض وطرق الوقاية منها. بل وصل به الأمر إلى الاستنساخ وصنع الآلات التي يستطيع التخاطب معها. لم أرد القول بأن سبب ثورة العقل البشري كان في تمرده وخروجه عن الدين مطلقا. بل كنت أقصد سطوة الكنيسة وتغييبها للعقل في أوروبا. أي أن انطلاقة العقل كانت في تحرره من القيود أياً كانت هذه القيود وأيا كان واضعها. وُجد الإنسان وفي داخله غريزة قوية لمعرفة سبب حدوث الأشياء وكيفية حدوثها والعديد من الأسئلة الأخرى، وخلق الإنسان أيضا ولديه غريزة العبودية والانقياد والطاعة. فمتى اكتفى الإنسان بأحد هذه الغريزتين فقد فقد إنسانيته وحرم لذة السعادة. إن الحافز الباعث على الاستزادة من العلم هو إدراكك بأن ما يميزك عن البهائم قدرتك على طرح السؤال والبحث عن إجابة له،عدا ذلك فأنت والبهيمة سواء. أدرك العالم بأن العلم هو الأقدر على التغيير. فالدولة التي تمتلك مراكز بحث أكثر وعلماء أكفأ تعد من الدول المتقدمة التي تستطيع توظيف سكانها وتوفير الحياة الكريمة لهم. والفرد صاحب الشهادة والمعرفة الأكثر يعيش في بحبوحة من العيش. ولهذا تسابقت الدول على افتتاح الجامعات ومراكز الأبحاث واستقطاب العلماء والبذل بسخاء عندما يتعلق الأمر بالعلم. فالعلم بالنسبة للدولة هو الاقتصاد، هو ضمان للسياسيين بالبقاء في كراسيهم. وللفرد هو ما تستطيع من خلاله أن تتزوج وتسكن بيت وتقود مركبة ومن خلاله أيضاً تتقاضى دخلا مرتفعا آخر كل شهر. هنا ازداد وعي الناس بأهمية العلم. فأغلب البشر الآن يجيد القراءة والكتابة. وأعداد ضخمة تتعامل مع التقنية بكافة أنواعها. تجد الشاب لم يكمل العشرين إلا أنه يتحدث لغة أجنبية ولديه خلفية في مختلف العلوم والفنون. حدث كل هذا عندما ارتبط التعليم بالمادة، بالاقتصاد، بالدخل الوفير. أغلب سكان الأرض مثقفين وملمين بالعلوم المختلفة. باعتقادي هنا تكمن المشكلة، فلا أرى أي تطور يلوح بالأفق . فعجلة الإبداع في العلوم المختلفة أصبحت أبطئ مما كانت عليه بالسابق. ازدادت ثقافة الغالبية وقل إنتاج وإبداع النخبة. لو استمر الحال كما هو عليه الآن فكيف سيكون الوضع بعد مئة سنة؟ كيف ستكون الفيزياء والكيمياء والطب والعلوم الأخرى. أنا أدرس الهندسة لأن معدلي أدخلني هذا التخصص. أضغط على نفسي وأجاهدها خمس سنوات وكأنني في حرب لأتخرج بمعدل مرتفع وفهمي وإبداعي في هذا العلم يقارب الصفر فأحصل على وظيفة بمرتب عالي وينتهي الأمر. هذا حال من يوصفون بالمتعلمين الآن. فأي تعليم هو هذا؟ إن لم يكن طلبك للعلم نتاج شغف ورغبة قوية في أن تجد إجابة لتساؤلاتك فابحث عن مكان آخر تجد فيه شغفك . فليس ذنبك إن لم تولد عالماً ولا يجب عليك أن تكون. فمن أسباب ضعف عجلة التقدم في بعض العلوم هو دراسة غير الراغبين فيها لها. فمن يعشق الأدب ويكره الرياضيات والفيزياء يدخل الهندسة وهو يريد أن ينهي هذه الخمس سنوات لتنتهي رحلته مع الهندسة نهائياً، وقس على ذلك بقية العلوم. فالحل هو أن توفر الدولة فرص وظيفية ورواتب مجزية لجميع المجالات، من الأدب حتى الطب. وأن يدرك الفرد بأن حياته غالية فلا يضيعها في ما لا يحب وأن لديه قدرات عظيمة فليضعها في مكانها. محمد سعود الشمري- كلية الطب |
#2
|
|||
|
|||
![]() فعجلة الإبداع في العلوم المختلفة أصبحت أبطئ مما كانت عليه بالسابق. ازدادت ثقافة الغالبية وقل إنتاج وإبداع النخبة. لو استمر الحال كما هو عليه الآن فكيف سيكون الوضع بعد مئة سنة؟ كيف ستكون الفيزياء والكيمياء والطب والعلوم الأخرى.
أنا أدرس الهندسة لأن معدلي أدخلني هذا التخصص. أضغط على نفسي وأجاهدها خمس سنوات وكأنني في حرب لأتخرج بمعدل مرتفع وفهمي وإبداعي في هذا العلم يقارب الصفر فأحصل على وظيفة بمرتب عالي وينتهي الأمر. هذا حال من يوصفون بالمتعلمين الآن. فأي تعليم هو هذا؟ إن لم يكن طلبك للعلم نتاج شغف ورغبة قوية في أن تجد إجابة لتساؤلاتك فابحث عن مكان آخر تجد فيه شغفك . فليس ذنبك إن لم تولد عالماً ولا يجب عليك أن تكون. اتفق معاك .. ارى مبدعا مقبل .. استمر ... |
#3
|
|||
|
|||
![]() والله ان كلامك لمس شيئاً من الواقع الذي نعيشه واعرف كثيرا في تخصصات لا يرغبونها ولكن من اجل الوظيفة
|
#4
|
|||
|
|||
![]() مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|