الرادار في الطيران التلقائي

ياسمين · #1 05-06-2007, 17:36

لقد تنوعت الأجهزة الرادارية والأجهزة اللاسلكية لتأمين الطيران وكثرت
كثرة يعجز الإنسان عن الإحاطة بها وأكثر هذه الأجهزة يعمل بالأشعة التوجيهية
التي تطلقها محطات أرضية والتي تنبئ الملاح بمكانه وبالاتجاه الذي ينبغي عليه
أن يسلكه

وتقوم هذه الطريقة على جهازين للإرسال ، جهاز رئيسي وجهاز فرعي أو
جهازين فرعيين تصنع بأشعتها التوجيهية في مكان انطلاق الطائرة أو في مكان
هبوطها مثلثاً لا تراه العين ، أما الملاح الجالس أمام الشاشة أو الجالس إلى
أجهزة القياس الأخرى فهو يستطيع أن يراه وأن يحدد مكان طائرته وقد ابتكر
البحاثة البريطانيون في أثناء الحرب العالمية الثانية طريقة أسموها طريقة ديكا ذاعت
في أوربا على الأقل حيث اعترف لها بالدقة في تأمين الطيران ، فهي تحدد

مكان الطائرة بأبعاد ثلاثة : خط العرض وخط الطول وخط الارتفاع وتستخدم
هذه الطريقة أربعة أجهزة إرسال ترسم شكلين هندسيين على هيئة القطع الزائد
قوامها الأشعة التوجيهية ، ويستطيع قائد الطائرة أن يقرأ النتيجة التي تصل إليها
عندما ينظر إلى عداد أمامه فيحصل على أرقام دقيقة لا يداخلها إلا القليل من
الخطأ الذي لا يجاوز بضعة أمتار ويرجع الفضل في ابتكار هذه الطريقة إلى
اثنين من علماء الفيزياء الشبان هما هارفي شفارتس وويليام أوربرين
عملا في معمل لندن ومعامل هوليوود .

وقد ابتكر مهندسو شركة ماركوني اللاسلكية وآر سي أيR . C. A
بعد الحرب العالمية الثانية طريقة أسموها طريقة دوبلر لاتحتاج إلى
محطة أرضية. تعتمد هذه الطريقة على ظاهرة اكتشفها العالم الفيزيائي النمساوي كريستيان دوبلر
في النصف الأول من القرن الماضي ، وتتلخص في أننا إذا لاحظنا قاطرة تطلق صفيراً
في أثناء سيرها وجدنا أن الصفير تتزايد شدته كلما اقتربت منا ، وتنخفض كلما ابتعدت عنا

وليست هذه الظاهرة قاصرة على ذبذبات الصوت ، بل أنها تشمل كذلك الذبذبات
الكهروطيسية - مثل الذبذبات الضوئية واللاسلكية – فهي تصلنا عالية إذا كنا قريبين
من مصدرها وتزداد خفوضاً كلما ابتعدنا عنها .

وتعمل طريقة دوبلر الملاحية في توجيه الطائرات بجهاز إرسال موضوع
أسفل الطائرة يخرج منه أشعاعان توجيهيان لاسلكيان إلى الأرض بحيث يلمس الشعاع الأمامي
الأرض قبل مقدم الطائرة ويلمس الشعاع الخلفي الأرض وراء مؤخرة الطائرة
ويغير كل شعاع توجيهي اتجاهه في الثانية الواحدة مرتين من اليسار إلى اليمين .
ويرتد الشعاع الأمامي بعد ملامسته الأرض إلى الطائرة فيلتقطه جهاز الاستقبال بالطائرة
وقد زاد تردده زيادة تتناسب مع سرعة الطائرة ، ويرتد الشعاع الخلفي إلى جهازا لاستقبال وقد
انخفض تردده انخفاضاً متناسباً مع سرعة الطائرة أيضاً ويقيس جهازدوبلر المركب في الطائرة
الفروق بين الترددات قياساً تلقائياً ويطالع الملاح بسرعة الطائرة وزاوية الانحراف حتى
يستطيع أن يعدل مساره .

هناك أساليب للتوجيه والهبوط التلقائي تجري تجارب عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
تستهدف استبعاد الأخطاء البشرية نذكر من بين هذه التجارب تجربة الطائرة ذات التوجيه التلقائي
التي اجتازت المحيط الأطلسي لأول مرة في عام 1947 ، وكانت طائرة أمريكية ذات أربعة محركات
أطلق عليها اسم " سكايماستر " – ظلت هذه الطائرة طوال رحلة جوية طولها 4000 كيلومتر تطير
تلقائياً دون ما تدخل من البشر ، فقد ضغط الطيار على زرار في البداية شغل " عقلاً " تلقائياً ،
يعمل من تلقاء ذاته ، تولى التحكم في كل شئ ، من إقلاع وصعود وضبط للمسار ونزل وهبوط وتسكين
المحركات وتوقيف العجلات .

وقد تزودت اليوم طائرات مدنية وحربية كثيرة بهذه الأجهزة الملاحية التلقائية وإن لم تترك لها
مهمة التوجيه الكامل طوال مدة الطيران وهناك طرق يسمونها " الطيران العمياني "

الطيران العمياني :

ذاع استخدام هذا الطيران وتعتمد على وحدتين لاسلكيتين على جانبي ممر الإقلاع والهبوط بالمطارات
ترسلان موجات تحت القصيرة ومن المحتمل أن تنتشر طريقة التوجيه العمياني وتصبح هي الطريقة
المعمول بها بدلاً من طريقة التوجيه التقليدية التي يتبعها برج المراقبة الأرضي مستعيناً بأجهزة اتصال
هاتفية لاسلكية وهناك طريقة للطيران العمياني من ابتكار معهد بحوث الطيران البريطاني تمتاز بدرجة
عالية جداً من الأمان ، وتستخدم هذه الطريقة كابلين ممدودين إلى يمين وإلى يسار ممر الهبوط
وإلا قلاع يغذيهما تيار كهربائي يلتقط جهاز الاستقبال بالطائرة موجاته ، مما يتيح للطائرة هبوطاً
في وسط الممر تماماً . ويتولى جهاز لاسلكي مهمته قياس الارتفاع عملية التوجيه التلقائي للطائرة حتى
تصل إلى مسافة نصف متر فوق ممر الإقلاع والهبوط ، عند ذاك تتدخل مجموعة من محركات الهيمنة
تتحكم فيها إشارات لاسلكية متوالية وتقوم بالمرحلة الأخيرة من الهبوط ودون أن يتدخل الملاحون بشئ .

فوائد الطيران العمياني :

ستؤدي أجهره الهبوط العمياني إلى تخلص العاملين في برج المراقبة من جانب كبير من عمل
عظيم المسئولية ، وستؤدي بالتالي إلى تمكنهم من وضع اهتمامهم وانتباههم كله على
شاشات الرادار التي تنقل إليهم صورة عن العمل في الميناء الجوي كله .
وكذلك تزودت بعض سفن أعالي البحار بأجهزة ملاحية تلقائية يسمونها الملاح التلقائي ، تمكنهم من
اتخاذ مسار أكثر دقة من المسار الذي يستطيع الملاح لإنسان اتخاذه .

والجهاز الملاحي التلقائي
جهاز صغير الحجم لا يزيد حجمه على الآلة الكاتبة ويعتمد على بوصلة لا تتأثر بالارتجاجات ويعمل
على أساس الأشعة التوجيهية التي تنطلق من محطات إرسال على الشاطئ أو أساس بيانات مسارية
تسجل فيه مسبقاً ويصدر هذا الجهاز بناء على متطلبات الملاحة أوامره إلى الآلات مباشرة فلا يضيع
الوقت الذي يضيع عادة في الطريقة التقليدية التي تستخدم برقيات ينقلها جهاز يدوي ولقد أثبت
" الملاح الالكتروني " التلقائي أنه لا يضل ولا يخطئ في أثناء العواصف واضطرابات البحر .