[ناصر اللحياني]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..

بالرغم من مشـاغل الدكتور زيـن يماني ومسؤولياته الكبيرة

فقد أستقطع لنا من وقته الثمين الكثير للردّ على المقابلة التي

أجراها معه أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب في الأسبوع

الماضي ، ليغمرنا كما عودنا بكرمه السخي وتواضعه الجم




ملأى السنابل تنحني بتواضع....والفارغات رؤوسهن شوامخ

نفع الله به ووفقه لما يحبه ويرضاه ..

للإطلاع على السيرة الذاتية للدكتور زين و أسئلة الأعضاء ، تفضل إلى الرابط التالي :

د. زين يماني

[ناصر اللحياني]

د.زين يماني

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين نبيّنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد، فأتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على منتدى الفيزيائيون العرب ، و على رأسهم الأخ الفاضل الأستاذ خلف الجميلي وفقه الله، على استضافتهم لي في هذا الحوار.

ثم، إني أرثي هذا الزمان الذي أصبح يشار إلى مثلي بـ"العالم" و الـ"جهود دعوية"..الخ.

فالله المستعان، هذا مع ضعف الحال.. و كما قيل "القرد بعين أمـّه غزال" !!

ثم إنني لم أقبل بهذا "الحوار" من باب الحديث عن الذات الذي هو مدعاة إلى الغرور و العجب، و ربما حتى ازدراء الناس لمن سمّع الآخرين بعمله. فقد قال النبي المصطفى صلى الله عليه و سلـّم "من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه و صغّره و حقّره".و إنما استجابة لطلب الإخوة الأعزاء القائمين على هذا المنتدى المبارك، و ظنهم أن في محاورتي شيء فائدة لرواده، فالله المستعان.



أنتقل للإجابة على أسئلة المقابلة:

[ناصر اللحياني]

ناصر :
1 - هل كان أختيارك للفيزياء عن رغبة ؟
2 - لاحظت عن كثب أهتمامك الدائم بمعلمي الفيزياء في التعليم العام ،
فما هي الأسباب .

د.زين يماني

بدأ إعجابي بالفيزياء من المرحلة المتوسطة حيث كنت أزور عمي (البروفسور) هاشم بن عبد الله يماني، و هو ممن نال الدكتوراة من جامعة هارفارد في الفيزياء الذرية، في بيته و يحدثني و بعض أفراد العائلة عن الأجرام السماوية و انتقال أقمار المشتري و وضع حلقات زحل، و اكتمال كوكب الزهرة...الخ. و كان عنده منظار فلكي (تلسكوب) ننظر منه أحيانا على القمر و المشتري و غيرهما. فكان هذا يرتبط بذهني بـ "الـفييزياء". ثمّ أنني، بفضل الله عز و جل، كنت متميّزا في الرياضيات في المرحلة الثانوية مما أضاف بعدا في الاستمتاع بالفيزياء عندما كنت أتجاوز الفهم الوصفي إلى النتائج الكميّة المتعلقة بالميكانيكا أو الكهرباء أو الحرارة..الخ. بالإضافة إلى ذلك، فقد وفقت بأساتذة حببوني في مادة العلوم (في المرحلة المتوسطة) مثل الأستاذ جمعة و الأستاذ محمد خضر و في الفيزياء بالذات (في المرحلة الثانوية) مثل الأستاذ محمد سليم و أخص الأستاذ زكريا (رحمه الله) و جميعهم مصريو الجنسية فبارك الله فيهم جميعا و غفر لميّتهم. و كان الأستاذ زكريا قد درسني ثاني و ثالث ثانوي و سمعته يقول "ماحدّش حيتخصص فيزياء في المدرسة ديّة إلا راجل واحد بس. ده الراجل هوّ زين يماني"!!

أضف إلى ذلك تمكني من اللغة الإنجليزية، فأنا درست الحضانة و الروضة و الابتدائية في مدارس أمريكية قبل التحاقي بالدراسة الحكومية. إن ذلك سهّل عليّ القراءة في الكتب و الموسوعات العلمية بالإنجليزية، التي تشرح الصدر بدلا من كتبنا الدراسية العقيمة التي.... (اللهم إني صائم!)
إن ذلك كله بالإضافة إلى اقتدائي باثنين من أعمامي (عمي هاشم و عمي بسـّام) و هما فيزيائيان من أسباب حبي للفيزياء و رغبة في التخصص بها.

طيّب.. ممكن أسأل سؤال: هوّ مين في الدنيا اللي ما يحب الفيزياء؟؟

أخي ناصر، أما بالنسبة للاهتمام بمعلمي الفيزياء في التعليم العام فموضوع ذو شجون!

الواحد منا، و مع تقدم العمر يتبنـّى فلسفات. أنا أرى أن وضع التعليم عندنا بالمملكة وضع غير مرضي (هذا إذا أردت المجاملة!!). و ذلك لا يعود إلى أمر "واحد" محدد و لا إلى "مسئول" أو جهة معينة، و إنما لمجموعة من العوامل و المؤثرات من داخل وزارة التربية و التعليم و من خارجها.

القضية إذا معقدة. فهل هناك أمل في الإصلاح؟

الأمل لاشك موجود، بل مجزوم به بإذن الله. {و الذين جاهدوا فينا لنهدينـّهم سبلنا, و إن الله لمع المحسنين}.

فما دوري، كعضو هيئة تدريس في جامعة الملك فهد للبترول و المعادن، التي هي من منارات العلم في ديارنا الحبيبة؟

أولا: أحاول أن أسهم في رفع مستوى الوعي بأهمية العلوم بين طلبتنا (بالجامعة). فكفانا "صَمّ" المنهج في الليل و "تزويعه" و قت الامتحان في صباح اليوم التالي, و إنما علينا بالفهم ثم التأمل ثم الابتكار و الاختراع.

ثانيا: أحاور الأساتذة (و المعلمات) في التعليم العام لتثبيت المفاهيم العلمية الصحيحة و إزالة المفاهيم الخاطئة، و رفع مستوى التمكـّن من علم الفيزياء. و التواصي معهم في إكمال دورة العملية التعليمية: فنحن بالجامعات لن نستطيع أن ننهض تكنولوجيا إذا كان طلبتنا (مخرجات التعليم العام) ضعاف علميا. كما أنّ التعليم العام لن يجد من يوظف من المعلمين و المعلمات المتميّزين إلا إذا قامت الجامعات و الكليات بدورها في تخريج المتمكنين من العلوم، الذي يحملون العلم و يؤدّونه إلى طلبتنا في التعليم العام. و بهذا تكتمل الدورة و يحصل الإصلاح بإذن الله.

من هنا أدركت ضرورة الاهتمام بمعلمي التعليم العام. لذا، فإنني أنسق سنويا (باسم جامعة الملك فهد للبترول و المعادن) دورة لمعلمي و معلمات الفيزياء في المرحلة الثانوية، وهي دورة تنشيطية نراجع خلال أيامها التسعة مناهج أولى و ثاني و ثالث ثانوي. كما أنني أشغل حاليا منصب القائم على قسم المعلمين بالجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية، و قد وضعنا أهداف القسم بالتشاور مع كوكبة من المعلمين و المعلمات، عما بأن عددا منهم من أعضاء منتدى "الفيزيائيون العرب". و نحن الآن في طور رفع الخطة الإستراتيجية و الخطة التنفيذية لإقرارها من قبل مجلس إدارة الجمعية.

بهذه المناسبة يسعدني أن أدعو كل المعلمين و المعلمات الذين لديهم همّة في محاولة إحداث تعديل و تطوير في مسيرة تعليم الفيزياء في المملكة أن يمدّوا يد التعاون إلى الجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية، و أن يراسلونني أو غيري من الزملاء و الأخوات أعضاء اللجنة الإشرافية على قسم المعلمين بالجمعية، الذين أنت (يا أستاذ ناصر اللحياني) أحدهم!


شكرا لك، أخي ناصر..

[ناصر اللحياني]

الأستاذة ربانة:
فمع توفيق الله لكم كيف هي إستراتجيتكم في وضع جدول أعمالكم وتنسيقها للقيام بها على أكمل وجه ما بين عمل الجامعة والدعوة و والله كلها اجده من توفيق الله لكم ومن ثم خطط تقومون بها فهل لكم ان تطلعون عليها.

د.زين يماني

الحمد أولا و أخيرا.. و ما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت. ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. إن ربي على صراط مستقيم.

أعتقد أن هناك أمورا يحسن لفت النظر إليها:
أولا: كما ذكرت الأستاذة، هذا من توفيق الله، رب العالمين.

ثانيا: عائلتي من أفضل من يدعمني في عملي اليومي، سواء في الانهماك في التدريس و البحث العلمي و غير ذلك من الأعمال المرتبطة بالجامعة. أو في الانخراط في الأنشطة الأخرى مثل تعاوني مع برنامج الراصد الذي يبث على قناة المجد. و إنني مهما وصفت فإنني لن أوفي زوجتي (الحافظة العاقلة، المربية الداعية، سليلة النبي المصطفى صلى الله عليه و آله و سلـّم، أم الحسنين، الشريفة: هنادي بنت طلال محسن عنقاوي ) حقها و أصف فضلها عليّ، فبارك الله فيها و في أبنائي و جعلهم المولى قرة عين لي.

ثالثا: طلبي (شيئا من) العلم الشرعي على يد الشيخ محمد المنجد (و غيره) منذ كنت طالبا في المرحلة الثانوية ثم الجامعية، كان له أثر في تقليل الوقت و الجهد اللازمين للتحضير العلمي للراصد.

رابعا: برنامج الراصد يعمل فيه مجموعة متميزة من طلبة علم الشيخ محمد الذي يحملون عنـّي الجزء الأكبر مما يطرح بالراصد. و هنا ألفت إلى فائدة العمل الجماعي. {إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى}. {و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه، و لا تعد عيناك عنهم}. فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه. و مضاعفة النشاط جماعة أعظم من مضاعفة كل منـّا نشاطه على حدة. فالعلاقة "فوق خطية" بالمصطلح الفيزيائي .

فهذه أسباب تزيد من رفع كفاءة الإنتاج.

ثم، إن ثمة أعمال (مهدرة للأوقات) أجتهد في اجتنابها منها:
1- مشاهدة التلفزيون (أصلا ما فيه تلفزيون في بيتنا).
2- متابعة الساحات (السياسية و لا غيرها) الإلكترونية
3- قراءة الجرائد. أما "الأخبار" فأستمع إليها إذاعيا على قناة القوات المسلحة الأمريكية منقولة من الـ Associated Press.
4- القيل و القال و تناقل الأخبار و انتهاك أعراض الآخرين بالغيبة و اللغو و كثرة النقاش في ما لا فائدة منه.
5- متابعة الرياضة، و لكنني أستطلع بعض أخبارها (أحيانا) لإظهار الجانب "الشبابي" من شخصيّتي لدى "الشباب"، و استخدامها في قدح بعض النقاشات في المجالس العامة.

أما تفصيل وضع الجدول، فإن لي جدولا يوميا ينتج منه جدول أسبوعي.

أبدأ يومي بعد الفجر، بورك لأمتي في بكورها, و لا أنام إلا في عز الصيف عندما يكون الفجر مبكرا جدا. أكمل عملي حتى بعيد الظهر. القيلولة مجرد خمس و عشرين دقيقة (منعشة!). بين المغرب و العشاء حظي في رضى الوالدين، أحاول أ أزورهما يوميا، و مسكنهما قريبا من خمس دقائق بالسيارة عن مسكني، و لله الحمد. و لا أسمح بالارتباطات (حتى "المهمة") بعد العشاء إلا في أيام الشتاء.

أما قيام الليل فمقصر أيـّما تقصير ، و لعل هذه النقطة مثال واضح على تضييعي شيئا من الأولويات، و الله المستعان. أسأل الله أن يصلح حالي و يعفو عني.

شكرا لك، أختي ربانة..

[ناصر اللحياني]

الأخت Ms. Physics:
اود ان اسألك ..هل اصبحت الاهتمامات حاليا في الفيزياء تتجه نحو فيزياء الجوامد ..والفيزياء الذريه والنوويه ..وحاليا النانو تكنولوجي ..هل نطلق على غير ذلك من علوم الفيزياء كالكهربيه والديناميكا انها علوم قديمه ..او لم يعد البحث فيها ذو قيمه ؟؟

ثانيا : اهتمامك الرائع بتعليم الفيزياء والقائمين عليه برأيك .. مالذي يتميز به معلم الفيزياء ؟؟

د.زين يماني

أشكرك و أستاذتك على ثنائك الذي أجزم بأنني لا أستأهله..

ملاحظة: أنا ما "تخصصت" في الفيزياء النووية، و إنما الذرية و الجزيئية (و الجوامد و النانو).

أما بالنسبة للعلوم "الأخرى" فلا غنى لنا عنها. فتقنية النانو، مثلا، تتداخل و بقوة مع الهندسة الميكانيكة خصوصا علم المواد و المواد المتداخلة (ما أدري إن كان هذا إسمها بالعربي، أنا أقصد nanocomposites) و في مكافحة التآكل و غيرها من علوم الهندسة الميكانيكية. كذلك فتقية النانو تتقاطع مع الهندسة الكهربية في الإلكترونيات و الاتصالات الكهروضوئية النانويّة nanoelectronics and optoelectronics. و بالنسبة للهندسة الكيميائية تدخل تقنية النانو في صناعة الأغشية (nanomembranes) و المحفزات الكيميائية (nanocatalysts)، و قس على ذلك.

أنا لا أنكر أن في تخصص الفيزياء بالتحديد، فقد أصبح علم الجوامد ( ومنه النانتكنولوجيا و الموصلات الفائقة و غيرهما) هو الأكثر طرقا ضمن فروع الفيزياء، فمعظم أعضاء هيئة التدريس في أقسام الفيزياء بجامعات الولايات المتحدة المتقدمة هم من علماء فيزياء الجوامد (condensed matter physics)، و لكن العالـَم محتاج العالـِم في مختلف التخصصات. و في نظري، فإن تميّز الفرد في تخصص تقني ما هو أهم من "ماهية" ذاك التخصص. و البحث نحتاجه في مختلف التخصصات.



أختي Ms. Physics.. أما ما يتميّز به معلـّم الفيزياء، فهل تقصدين المأمول و المفترض أو الواقع المعترض؟

إن الفيزيائي يفهم قوانين الطبيعة التي خلقها الله {الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل}. ثم إن الفيزيائي يسخـّر هذه القوانين (في الميكانيكا أو الكهرباء أو الضوء،...الخ) لخدمة الجنس البشري.. فكيف تعمل المروحة، المكيّف الهوائي (الصحراوي)، المكيّف الفريون، المدفئة،...الخ. لكي يرتاح الآدمي من حر الصيف و زمهرير الشتاء. و قيسي على ذلك وسائل النقل من دراجات و سيارات و طائرات، و الأجهزة التقنية من جوال، و تلفاز و حاسوب و أجهزة تصوير طبي بمختلف أنواعها. من الذي يدرك قوانين عمل هذه الأجهزة؟ بل، من الذي اخترع الترانزستور و الليزر..الخ. إنهم فيزيائيون.

و زكاة الفهم التفهيم، فالمعلم (المفترض) أن يحبب طلبته في العلوم بالشرح و التوضيح للظواهر الطبيعية و الأجهزة التكنولوجية.. و ليس إذا سأله الطالب، رد المعلـّم "هيّة كده!" 

بالإضافة إلى هذا، الأصل أن يتميّز معلـّم الفيزياء بالذكاء في الربط بين المتشابهات (في فروع الفيزياء المختلفة) و القدرة على التخيّل، و كذلك التمكن من الرياضيات. فهذا كله مما نطلبه من "الطالب" بالفيزياء، فكيف يفتقر إليه "المعلـّم" و قد قيل "فاقد الشيء لا يعطيه".

إن معلـّم الفيزياء (أكثر من معلـّم الكيمياء و الأحياء و الجغرافيا و العلوم الأخرى) يعتمد في شرحه على التوضيح و التفهيم بدلا من الحفظ و التسميع، و هذا يحتاج إلى سعة اطلاع و قوة حجة و تفهم ما قد يشكل في منطق و عقل الطالب.


أشكرك Ms. Physics

[ناصر اللحياني]

الاستاذ خالد:
لي سؤال حول الأختصاصك النانوتكنولوجي ماهيته ومجال دراسته سؤال آخر كيف يمكن لمدرس المرحلة الثانوية أن يوجه الطلبة لحب هذه المادة ودراستها

د.زين يماني

بالنسبة لتقنية النانو، فإن المنتدى ناقش هذا الموضوع في بعض ساحاته. أطلب من الأستاذ ناصر فضلا أن يوفر لنا الروابط ذات العلاقة. كما أشير إلى محاضرة أستاذي الذي أشرف على رسالتي للدكتوراة البروفسور منير نايفة و يمكن الوصول إليها على هذا الرابط:

http://www.kfupm.edu.sa/phys/News.htm

كما يسعدني أن أعيرك كتابا باللغة الإنجليزية للاطلاع العام ثم مناقشتك هاتفيا أو في مكتبي إذا احتجت مزيدا من التفصيل، و اعذرني على التقصير.

أما عن كيف نحبب الفيزياء لطلبتنا، فإنني أنصح بالتالي:
1- أطلب من كل طالب (أو مجموعة طلاب) القيام ببعض المشاريع العلمية.
2- أفهمهم كيف تعمل الأشياء مثل فرن الميكرويف، الساعة، ماجيلان، التصوير بالرنين المغناطيسي،...الخ.
3- أجيب على لماذا: السماء زرقاء، الشمس تحمر عند الغروب، السحاب أبيض، ترتيب ألوان قوس المطر بنفس الترتيب دائما.
4- الكلام عن المسافات الصغيرة جدا و البعيدة جدا و كذلك الأزمنة القصيرة و الطويلة و السرعات العالية...الخ.
5- كيف غيرت (و ستغيّر) العلوم واقع حياتنا.
6- الإعجاز العلمي في القرآن (مع شيء من التحفظ بسبب المبالغة من قبل الكثيرين في هذا المجال !)
7- دور العلماء المسلمين عبر العصور في تطوير العلوم.
8- التفريق بين العلم و الخيال العلمي من ناحية و بين الشعوذة و الدجل العلمي من جانب آخر.
9- اجعل عقوله "تفكر"، و لا تجيبهم بـ :"هيّه كدة"!!
10- أعطهم ألغازا فيزيائية
11- كثير من الطلبة يحبون استخدام الحاسب الآلي، فاجعلهم يتعلمون الفيزياء باستخدام الحاسوب مثلا باستخدام الـ physlets.
12- التركيز على مفاهيم الفيزياء وعلاقتها بالحياة اليومية
13- التمهيد للمهارات الحسابية المستخدمة خلال السنة الدراسية
14- الطرافة في التدريس
15- تسهيل توفير المراجع والأدوات المعملية


أشكرك أخي خالد على أسئلتك القيّمة و على حسن استضافة زملائنا السوريين لي عندما زرت المعهد العالي بدمشق و حضرت فيها أروع ورشة عمل في تقنية النانو حضرتها في حياتي و ذلك (أظن) في أكتوبر، 2003.

[ناصر اللحياني]

الاستاذ باسل
ماهي مجالات عمل خريج الفيزياء من كليه العلوم في المملكه غير التدريس

د.زين يماني

بشكل أساسي: إذا معك مجرد بكالوريوس، فمجالك (شبه) الوحيد هو التدريس. أما إن كانت معك دراسات عليا فبالإضافة إلى التدريس بالجامعات يمكن البحث العلمي (و هذا خير و فضل) في الجامعات و مراكز البحث و التطوير في بعض الشركات مثل أرامكو و سابك و شلمبرجير(و هي نادرة). و لكنني أتوقع للفيزيائيين أن يكون لهم وقع حقيقي في مجال البحث و التطوير إن ابتعدوا عن التنظير و تلمّسوا المشاكل و المعضلات الواقعية في مجال الطاقة، البيئة، الاتصالات، الطب و غيرها.

كذلك، فإن المملكة حاليا بحاجة إلى عشرات الفيزيائي (و الفيزيائيات) الطبي (ماجستير/ دكتوراة) ليعمل في التشخيص و العلاج الطبي.

هناك مجالات أخرى و لكن التوظيف فيها نادر مثل هيئة المواصفات و المقاييس، و العسكرية (حربية/ جويّة).

أنا نصيحتي لمكن كانت عنده القدرة العلمية و الهمة النفسية و الظروف الاجتماعية أن يكمل دراساته/ دراساتها العليا ليكون زميلا لنا في هيئات التدريس التي تفتقر بشدة إلى الدكاترة الفيزيائيين المتميّزين من الكوادر السعودية المخلصة لأمتنا الإسلامية.


شكرا أخي باسل.

[ناصر اللحياني]

الاستاذ / الاستاذة Medical Physics:

حدثني - إذا سمحت لي بذلك - عن خبرتك التي اكتسبتها من كتابة الأبحاث العلميه
و ماهي اهم الإستراتجيات التي تهديها لنا و هل من الجيد ان يقرأ الطالب الابحاث العلميه اثناء دراسته ام يؤجل ذلك لبعد التخرج..

امامي الآن كتاب فيزيائي لا أعرف كيف اقراءه حتى اتمكن من الماده المقروءة جيدا فهنالك حكمه تقول " ما كل من قرأ الكتاب فهيم "فكيف لي ان أخالف هذا القول

د.زين يماني

أما أنك تعلمت مني الكثير(يسعدني أن أعرف من أنت؟)، فلعل هذا من عاجل بشرى المؤمن. أسأل الله من فضله، و بشرك الله بالخير.

سؤال: هل المقصود كتابة الأبحاث في حد ذاتها أم القيام بالأبحاث؟

سأفترض الثاني.

يقول المثل الإنجليزي: a picture is better than a thousand words. فإذا كانت الصورة أشد وقعا من ألف كلمة فما بالك في القيام بالتجربة معمليا. ثم إن التجارب المعملية تبيّن للباحث مدى قرب (أو بعد) الواقع و الطبيعة من الشرح النظري الذي نشرحه على السبورة. كما أن البحث مجال للاستكشاف و الاكتشاف. فربما يبدأ الواحد بمحاولة الكشف عن ظاهرة محددة، لكن مع تطبيق التجربة تظهر له (بالصدفة) ظواهر أخرى!! و أحمد الله تعالى أن اكتشافي للخواص المتميزة لحبيبات السيليكون النانوية كانت بشكل أساسي من هذا القبيل. طبعا، هذا لا يعني أن الإنسان يجلس نائما في بيته و يتوقع من نفسه أن يخترع "بالصدفة"!!

أما القراءة في البحوث، فمن الجيد أن تبدأ في السنة الأخيرة من البكلريوس، و هذا أمر لازم في جامعتنا.

ثم هل يبدأ البحث المخبري أثناء البكلريوس أم بعده. أفضل الأول، على أن لا يكون ذلك على حساب المعدل المتميّز الذي يمكنك من الالتحاق إلى أفضل الجامعات في الدراسات العليا. كما أن وجود بحث منشور في المجلات العلمية المحكمة من أقوى دواعي القبول في الدراسات العليا في الجامعات المتميّزة.

أقول كما قال حبيبي المصطفى صلى الله عليه و سلـّم "سددوا و قاربوا، و لن تحصوا".

أما عن قراءة الكتاب، فلا مؤاخذة السؤال لم يتـّضح لي.

[ناصر اللحياني]

الاستاذة ربانة:
سؤال لو سمحتم عن تقنية النانو تيوب ماهي مجالات استخدامه وان كان لكم ان تشرحوها بشكل مبسط وما هو مستوى الأبحاث التي تقوم بها جامعاتنا في الصدد هل هو متقدم ام انها لازالت في طور البداية حيث ان هناك ميزانيات نزلت لتقنية النانو وهل اطلعتم على
حيثيات الجامعة الجديدة بالغربية وهي جامعة العلوم والتكنلوجيا لطلبة الماجستير فكيف تقيمون عملها كما ظهر في الصحف وما مدى خدمتها للسوق المحلي

بالنسبة لخريجي الجامعات ما هي النقائص المهارية والعلمية التي ترونها فيهم من حيث متطلبات سوق العمل

د.زين يماني

مرحبا بك مرة أخرى..
بالنسبة للنانوتيوب، فقد كان كان اكتشاف أنابيب الكربون النانوية carbon nanotubes عام 1991 على يد العالم الياباني (على ما أظن) إيجيما.

في جامعة الملك فهد للبترول و المعادن أنتجنا هذه الأنابيب النانوية عندنا في العام الماضي. و عندنا خبير في هذا المجال هو د. معتز ( يمكنك أخذ هاتفه من الأستاذ ناصراللحياني ) من قسم الهندسة الكيميائية و قد استخدمها في تطوير خواص الكفرات المطاطية.

جامعاتنا بالعموم في "طور البداية"، و لكن أطمئنك بأن جامعة الملك فهد للبترول و المعادن (و ربما الجامعات الأخرى) تسير في الاتجاه الصحيح. و للمعلومية، فإن جامعة الملك سعود ستقيم مؤتمر حول التقدم الذي حصل في جامعات المملكة في مجال تقنية النانو، و ذلك خلال الفترة 16-17 شوال.

أختي.. الفلوس بوحدها ما "تصنع" بحثا علميا و لا تطورا تقنيا. بل نحتاج كذلك إلى قوى بشرية متمكنة علميا و فنيـّا. و نحتاج كذلك إلى أمور أخرى، أفضّل تجاوزها في هذا الحوار.

أختي الفاضلة حبذا لو تخبريني بمستواك العلمي و مدى تمكنك من اللغة الإنجليزية حتى أوفر لك بعض المراجع المناسبة بإذن الله، ثم يكون النقاش الهاتفي (معي، أو الأفضل مع د. معتز) إن كان له داعي.

بالنسبة لجامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية، فإنني أدعو الله أن يوفق ولاة الأمر حتى تنضبط هذه الجامعة بالضوابط الشرعية، من الناحية المالية و الاجتماعية. و مع ذلك، أقول أنني آمل أن تكون تلكم الجامعة منارة من منارات التقنية على المستوى العالمي، و لاشك أن القائمين على إنشائها و التخطيط لها يقومون بأعمال جبارة يشكرون عليها رغم ما يعكـّر ذلك مما ذكرت سابقا، ، و الله المستعان (إفهموها زي ما تفهموها!!).

خريجو الجامعات: يعتمد، أي جامعة. مثلا يتمتع خريج جامعة الملك فهد للبترول و المعادن بالمتوسط بأربع فرص وظيفية فور تخرّجه! و لعل مما يساعد على ذلك:
1- التمكن من اللغة الإنجليزية
2- التطبيق في الشركات خلال البرنامج الدراسي (في السنة قبل الأخيرة)
3- كثرة القيام بالمشاريع خلال سنوات الدراسة
4- التدريب على تقديم العروض، و العمل الجماعي، و التفكير الإيجابي، و الانضباط المهني (و لو كطالب!) و غيرها من المهارات التي تجعل طلبتنا مهيّئين للإفادة و التطوير السريع فور دخولهم سوق العمل.


شكرا لك، أختي ربانة.

[ناصر اللحياني]

أم كلثوم:
نعلم ان للفيزياء علم واسع و متعدد التخصصات فأي فروع الفيزياء نشاط حاليا لانني سأتقدم بعد التخرج إن شاء الله لترشح لرسالة الماجستير و أريد التخصص في فرع عملي.

د.زين يماني

أنشط الفروع (في تقديري) هو فيزياء الجوامد و توابعه condensed matter physics. و لكن، أنا لا أرى أن يختار الواحد منـّا تخصصه بناء على مجرد "النشاط الحالي".
أقترح عليك و على كل راغب/ راغبة في إكمال الدراسات العليا أن يتناقشوا مع "أهل الذكر" في هذا المجال، و هم دكاترة الفيزياء المتمكنين، الجادين، الذين تثقين في نصيحتهم و حرصهم على ما ينفع أمتنا الإسلامية و هذا البلد الطيـّب. و هم كثر و لله الحمد و يمكنني أن أرشح لك بعض الأسماء من الإخوة و الأخوات إذا راسلتيني، على انفراد.

شكرا لك، أخيّتي..