[ستار12]

يتم العلاج الإشعاعي للأورام الخبيثة باستخدام الإشعاعات العالية الطاقة وهي في الغالب الأشعة السينية أو إشعاعات جاما وذلك لقتل الخلايا السرطانية وتدميرها بالكامل. وهذا العلاج إنما هو علاج موضعي وهو فقط يقتل الخلايا من جسم المريض الذي سلط عليها الإشعاع وحيث أن الخلايا السرطانية حساسة للإشعاع فسيكون التلف فيها أكثر من غيرها من الخلايا السليمة التي تتأثر أيضاً بالإشعاع ولكن سرعان ما تعاود هذه الخلايا السليمة نشاطها في فترة زمنية قصيرة. أما بالنسبة للأعراض الجانبية التي عادةً ما تصاحب العلاج الإشعاعي فهي غالبا مؤقتة ونسبة بقاء هذه الأعراض لفترات أطول تكون ضئيلة. وبمقدور الطبيب المعالج تزويد المريض بتفاصيل الأعراض الجانبية وعن الأعضاء التي قد تلحق بها هذه الأعراض وقد يطلب من المريض التوقيع والإقرار بمعرفة كل هذه التفاصيل.



يعطى العلاج الإشعاعي باستخدام المواد النشطة إشعاعياً الباعثة لأشعة جاما أو باستخدام أجهزة ضخمة تسمى المعجلات الخطية وهي التي تنتج الأشعة السينية العالية الطاقة، وكلا هذه الإشعاعات تسمى بالفوتونات. كما يمكن لهذه الأجهزة إنتاج الإلكترونات العالية الطاقة وهي عادةً ما تستخدم في علاج الأورام الغير عميقة في الجسم. وهذا العلاج يتطلب دقة بالغة في وضع المريض على سرير العلاج الإشعاعي وذلك لتسليط الحزمة الإشعاعية بدقة متناهية على المنطقة المصابة من الجسم. وفي الغالب يتم تسليطها من عدة اتجاهات وتستمر الجلسة الإشعاعية الواحدة لعدة دقائق ولن يشعر المريض بأي ألم على الإطلاق أثناء الجلسة من جرَّاء الأشعة. وعادةً ما تصدر هذه الأجهزة صوتاً مزعجاً عند التشغيل لهذا على المريض الثبات وعدم الحركة. وقد يشعر المريض بالخوف والقلق عند بدء العلاج وخاصةً في الجلسة الأولى وهذا القلق والخوف عادة ما يزولان بمرور الأيام والتعود على الفريق المعالج. وقبل جلوس المريض لأول جلسة إشعاعية يتطلب حضوره إلى جلسة خاصة للتخطيط للعلاج الإشعاعي.




لابد لكل مريض قبل أن يعالج إشعاعياً أن يكون له تخطيطُ خاصُ بعلاجه يتلاءم مع حالته والعضو المصاب من جسمه. فالتخطيط الناجح هو الذي يضمن تسليط الأشعة على الورم دون غيره من الأعضاء السليمة خصوصاً الحساسة مثل الحبل الشوكي والقلب ومركز السمع والبصر.



يتم التخطيط على جهاز يدعى المحاكي وهو شكلياً يشبه المعجل الخطي ولكنه ذو طاقة إشعاعية منخفضة جداً وهذا بمثابة التمثيل المبدئي للعلاج الإشعاعي وذلك لمعرفة مدى النجاح في تسليط الطاقة العالية على الخلايا المصابة وتستغرق هذه العملية مدة زمنية لا تزيد عن خمس وأربعين دقيقة. ولدى الفنيين الطبيين (مشغلو الأجهزة) المرافقين للمريض أثناء هذه العملية المقدرة على التعامل مع المريض بصورة جيدة ويرحبون بالإجابة على تساؤلاته واستفساراته. ويقوم الفيزيائيون الطبيون بإجراء جميع الحسابات الخاصة بالجرعة الإشعاعية المناسبة لحالة المريض والتي تسلط على الخلايا السرطانية ويتم ذلك بالاستعانة بأجهزة الحاسب الآلي المتخصصة. ويحتاج الأطباء أثناء هذه العلمية الرجوع إلى الأفلام والصور التشخيصية التي أخذت للمريض من قبل وقد يطلب منه عمل بعض التشخيصات الأخرى مثل التصوير المقطعي، وأي إعدادات أخرى ستوضح للمريض في وقتها، بعد ذلك قد يتم البدء في العلاج الإشعاعي الفعلي أو قد يطلب من المريض الانتظار ربما لعدة أيام ريثما يقرر الأطباء كيفية التعامل مع حالته. عموماً، لا داعي للقلق فهذه التأخيرات واردة والتي قد يرجع كثير منها بسب أعطال في المعجل الخطي وربما يطلب من المريض الحضور لأكثر من موعد لإنهاء التخطيط للعلاج الإشعاعي، وكل جلسة قد تصل إلى الساعة أو نصفها. وبإمكان المريض الاستفسار عن ذلك مباشرة من الطبيب أومن الفني الملازم لحالته. وفي حالة علاج أورام سرطان الرأس والعنق قد يحتاج الأمر إلى خطوات أكثر وذلك كعمل قناع لتثبيت الرأس أثناء العلاج الإشعاعي وهذا يعتبر من أوائل خطوات التخطيط للعلاج.