[وردة جوري]

في العام 1938 اكتشف عالم الآثار الألماني Wilhelm Konig جرة طينية بطول 13 سم تحتوي على اسطوانة نحاسية مغلقة بقضيب حديدي وظهرت على الجرة علامات تآكل وكشفت الاختبارات الأولية وجود عامل حمضي كالخل أو النبيذ فما كان من العالمKonig الذي لم يضع وقته بالبحث عن تفسيرات بديلة لاكتشافه فبالنسبة إليه كان لا بد أن تكون هذه الجرة وما تحتويه بطارية وعلى الرغم من أنها كانت صعبة التفسير إلا أنه نشر استنتاجاته. وبعد أكثر من 60 سنة على اكتشافها بقيت بطاريات بغداد والتي يبلغ عددها حوالي 12 بطارية ضرباً في الأساطير.

لقد جذبت بطاريات بغداد الاهتمام دائماً كتحفة غربية يقول الدكتور:
Paul Cvaddock خبير استخراج المعادن في الشرق الأدنى القديم في المتحف البريطاني:"حسب علمنا إن هذه البطاريات فريدة إذ لم يجد أي شخص آخر شيئاً مثلها إنها أشياء غريبة إنها واحدة من ألغاز الحياة"

وفي هذا الصدد يقول العالمان الروسيان(داما سكين وبيتري) في كتابهما "الكيمياء الكهربائية المعاصرة" الصادر عن دار العلم في موسكو عام 1965، وفي معرض الحديث عن أصول هذا العلم التطبيقي إن المعرفة الكهربائية ربما ضربت بجذورها إلى عهود الحضارات السورية القديمة ويوضحان أن konig قد عثر في مناطق أثرية قريبة من بغداد على لقى يعود تاريخها إلى زمن سحيق في القدم منها إناء قرميدي مع حديد ونحاس وأعلن بأنها تمثل أول بطارية في العالم، وفي العام 1962 اكتشف علماء الآثار الأمريكيين في مدينة سلوفية في منطقة المدائن قرب بغداد إناءاً قرميدياً مدهشاً تتحد في داخله اسطوانة نحاسية وقضبان حديدية، وغير بعيد عن هذا المكان اكتشف آنية ونقوش فضية مطلية بصورة جيدة بغشاء من الذهب علماً بأن طلاء الفضة بغشاء رقيق من الذهب بطريقة يدوية أمر غير ممكن، وتستعمل لهذا الغرض في الوقت الحاضر عملية التحلل الكهربائي، ومع هذا لا يوجد تصور أكيد عن عدد البطاريات كما أن عمرها لا يزال موضع نقاش لكن معظم المصادر تعيد عمر البطاريات إلى حوالي العام 225 قبل الميلاد، أي إلى الحقبة التي احتل فيها الفرس الساسانيون العراق، وطبعاً لا ينسب ابتكار تلك البطاريات إليهم إذ يخلو تاريخهم من أي إنجازات علمية بارزة .