ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
ادخل لتعرف ما هو الزمكان؟؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ادخل لتعرف ما هو الزمكان؟؟
الزمكان (الزمان -مكان) هو مصطلح حديث منحوت من كلمتي الزمان والمكان لتعبر عن الفضاء رباعي الأبعاد الذي أدخلته النظرية النسبية ليكون فضاء الحدث بدلاً من المكان المطلق الفارغ في نظرية الكم.
في هذا الفضاء الرباعي الأبعاد تميز كل نقطة برباعية (س,ع,ص,ز) حيث ترمز س,ع,ص إلى الاحداثيات المكانية و يرمز ز إلى الإحداثي الزمني. فهو المزج بين الزمان و المكان في إطار واحد بحيث لا يتم الفصل بينهما عند إجراء الحسابات الفيزيائية. ظهرت هذه الأطروحة بواسطة عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين في نموذجه النسبي الخاص. الزمكان مصطلح لم تألفه عيوننا,وآذاننا,ولم تدركه عقولنا,ربما حتى لحظة كتابة هذه السطور,على الرغم من انه مصطلح علمي بحت,يتم استخدامه(واستعدوا للمفاجأة) ،منذ عام 1905م... نعم....انك لم تخطيء قراءة التاريخ,فالمصطلح مستخدم علميا بالفعل,منذ عام 1905م...أي منذ ما يقرب من قرن كامل من الزمان.... ففي ذلك العام نشر عالم شاب,يدعى(ألبرت أينشتين) ،نظرية علمية جديدة,اعتبروها ثورة عنيفة في عالم الفيزياء والرياضة,وأطلق عليها اسم(النظرية النسبية الخاصة).... وفى تلك النظرية استخدم(اينشتين) ،وربما لأول مرة,ذلك المصطلح العجيب المثير...الزمكان.... والمصطلح-ببساطة شديدة-يعنى السفر عبر الزمان والمكان في آن واحد... أو بمعنى أكثر شمولا,يعنى تفجر خيال العلماء إلى حد أو نحو لم يبلغه,أو ينجح في بلوغه أحد,قبل أن يطرح(اينشتين)نظريته المثيرة ...جدا... ففى ذلك الحين,كان السفر عبر الزمان وحده,يعد ضربا من خيال جامح,فجره الأديب,والروائي,والصحفي الإنجليزي(هربرت جورج ويلز) ،خريج جامعة لندن,والمغرم بمطالعة العلوم,عندما نشر تحفته الرائعة(آلة الزمن) ،عام 1895م.... ففى تلك الرواية,وثب بطل(ويلز)عبر الزمن,لينتقل من خلال آلته العجيبة,إلى المستقبل البعيد,الذى رسم له المؤلف-حينذاك-صورة ذهنية عبقرية,بدأت بما يشبه المجتمع المثالى,حيث يعيش السكان المنعمون,في عالم انيق جميل,يحيط به الانهار والزهور والحدائق الغناء من كل جانب,قبل ان يكشف البطل وجود عالم آخر تحت الارض,سكانه من اشباه الوحوش,الذين يعملون بلا كلل أو ملل,للإبقاء على عالم ما فوق الارض,الذى اتضح في النهاية انه مجرد مزرعة طعام لهم,حيث يختطفون سكانه,ليأكلوهم كالأغنام... وتلك الصورة أفزعت عالم نهايات القرن التاسع عشر,وبهرتهم في الوقت ذاته,خاصة ان(ويلز) كان أول من أشار إلى تفوق جنس العمال,في المجتمعات الصناعية,مع مرور الزمن...... وأول من تحدث ايضا عن آلة الزمن......... تلك الآلة المعجزة,التى خلبت لب المؤلفين,منذ زمن(ويلز) ،وحتى يومنا هذا,لما تمتلكه من قدرة فريدة مدهشة,على ان تخترق براكبها نهر الزمن,وتنقله إلى اى زمن يشاء,في طرفة عين.... وبعد(ويلز) ،تفجر خيال الكتاب,والمؤلفين,ورجال الفن ايضا,وانهمرت علينا عشرات التخيلات والافكار,وسرح خيالنا مع الفكرة,و....... وفجأة خرجت إلى العالم نظرية النسبية الخاصة,وأطلق(البرت اينشتين) مصطلحه الجديد,مع معادلات رياضية مؤكدة,تفتح عيوننا على ظاهرة جديدة,وتعديل جوهرى لكل ما عرفه العالم من قواعد قبلها........ فلأول مرة,أضاف(اينشتين) إلى الابعاد الثلاثة المعروفة,الطول,والعرض,والا? ?تفاع,بعدا رابعا,لم يشر اليه عالم واحد من قبله...... الزمن......... وفى نظريته المدهشة,التى حيرت علماء جيله,أثبت(اينشتين)أن الزمن بعد رئيسى في الحياة,وفى كل القياسات الجادة,في الرياضيات والفيزياء,وباعتباره كذلك,فهو ككل الابعاد الاخرى,يمكن السير فيه إلى الامام والخلف ايضا....... وكانت هذه مفاجأة مذهلة,سواء للعلماء,أو للعامة ايضا.... فمع النظرية الجديدة,لم تعد قصة(ويلز)عن السفر عبر الزمن مجرد خيال محض.... لقد صار احتمالا علميا منطقيا ايضا.... واعترض علماء بدايات القرن العشرين,واستنكروا,واستهجنو ا,ورفضوا كل ما جاء به(اينشتين)....... أما الادباء والمفكرين,فقد فجر الامر خيالهم أكثر وأكثر,وأطلق في أعماقهم الف فكرة,ومليون إحتمال,راحوا ينقلونها جميعا إلى الورق,ليمتعونا بسيل من الروايات,والخيالات الجامحة,التى تصورت فكرة عودة البعض إلى الماضى,لإحداث تغييرات,تؤدى بدورها إلى تغيير أحداث جوهرية,تمتليء بها كتب التاريخ........ وفى الوقت الذى اقنع(اينشتين)كل العلماء بنظريته وعبقريته,وخرج اليهم بنظرية النسبية العامة,عام 1915م,كان فريق من الادباء قد تبنى بالفعل فكرة السفر عبر الزمن,وآمن بأمكانية حدوثها,بل وصار يحلم بهذا ايضا,ويدافع عنه بحماسة واستماتة لا حدود لهما.... ففكرة السفر عبر الزمن مثيرة حتما,وتمنح الانسان املا خياليا في تغيير حاضره,ومستقبله,بل وربما مستقبل العالم ايضا... ولأنه من الطبيعى ان يكون لكل فعل رد فعل,مساو له في القوة,ومضاد له في الاتجاه,فقد تبنى فريق من العلماء فكرة عكسية,ترفض بعنف احتمالية السفر عبر الزمن,وتصفه بالخبل الوهمى......... ولقد استند العلماء الرافضون إلى نظرية علمية فلسفية,اطلقوا عليها اسم نظرية(السببية)...... وتلك النظرية تعتمد على أن العالم كله وحدة واحدة,فلو تمكن شخص ما من السفر عبر الزمن إلى الماضى,وأحدث تغيرا-مهما بلغت بساطته-فسيؤدى هذا إلى حدوث موجة متزايدة من التغيرات,يمكن أن يتغير معها تاريخ العالم كله,مما يهدد وجوده هو نفسه في المستقبل....... ثم أن قدرة المرء على إحداث تغيير في المستقبل,تمنحه قدرات هائلة,لا يمكن أن تتوافر لبشرى,مهما بلغت قوته أو مكانته.... فلنفترض مثلا أن أحد العلماء وقد رأى أن الحرب العالمية الثانية كانت لها ويلات رهيبة,وأن هذا كان بسبب أفكار(هتلر)وتعنتاته,فاستخد? ? آلة زمن وهمية,وسافر إلى الماضى,وقتل(هتلر) ،قبل ان يتبوأ منصبه في الحزب النازى,فهل يمكن ان ينتهى الامر عند هذا الحد؟!!. مستحيل.... فعدم اندلاع الحرب العالمية الثانية سيغير مصيرالعالم كله,وتوازناته,وأعداد سكانه,وقدراته التكنولوجية والعلمية,مما يعنى ان آلة الزمن,التى سافر هو بها,لن تتاح له في الغالب,مما يمنعه من السفر,وتغيير الماضى,و..... هكذا ندخل في دائرة مفرغة غريبة,لا يمكن حسمها,او فهمها,او الاقتناع بإمكانية حدوثها أبدا.... ثم ماذا لو سافر آخر,وأنقذ(هتلر)... وجاء بعدها ثالث,لينفيه إلى (روسيا).... عندئذ سيرتبك التاريخ كله,على نحو اشبه بالعبث,الذى لا يمكن أن يسمح به الخالق(عز وجل)..... إذن فالفكرة نفسها عبثية,وهمية,خيالية,يستحيل حدوثها في عالم الواقع..... ولقد تابع(اينشتين)كل هذه المحاورات والمداورات,والمناظرات الحامية,بين مؤيدى ومعارضى فكرة السفر عبر الزمن,دون أن يعلق على هذا أو ذاك بحرف واحد,لأن نظريته لم تكن تسعى خلف هذه السخافات والترهات.... ثم أنه لم يشغل نفسه لحظة بعملية السفر عبر الزمن وحده.... بل بالسفر عبر الزمكان.... أى عبر الزمان والمكان في آن واحد..... ولكى نفهم ما يعنيه هذا,ينبغى أن نتخلى عن فكرة السفر عبر الزمن,ونركز كل تفكيرنا على السفر الفضاء..... نعم عبر الفضاء الكونى,فهذا بالضبط ما كان يعنيه(اينشتين) ،عندما أطلق مصطلحه الجديد المثير هذا,فقد جاءت نظريته لتفتح الطريق,امام فكرة السفر عبر الفضاء,إلى مسافات لم يبلغها العقل البشرى بعد,عن طريق السفر في الزمان والمكان معا......... فمنذ تطور علم الفلك,في النصف الثانى من القرن التاسع عشر,ظهر مصطلح محبط,لكل من كانوا يحلمون بالسفر إلى النجوم البعيدة حينذاك..... مصطلح السنة الضوئية........ وهذا المصطلح يعنى المسافة التى يقطعها الضوء,لو انطلق في الفضاء, لمدة سنة زمنية كاملة,باعتبار ان سرعة الضوء تساوى 186000 ميل,في الثانية الواحدة..... هل يمكنك أن تتصور أذن المسافة التى يمكن أن يقطعها الضوء في سنة كاملة؟!! انها 16 مليار,و70مليون,و400000 ميل,أى حوالى 25 مليارا,و862 مليونا,و801 ألف,818 كم... هل أزعجك الرقم,وبدا لك ضخما أكثر مما ينبغى؟!استعد للمفاجأة إذن,فهذه المسافة الهائلة تساوى وحدة فلكية واحدة,في قياس المسافات الكونية,وتحديد بعد النجوم الاخرى عن مجرتنا(سكة اللبانة)....... ولو أن أقرب النجوم الينا يبعد عنا وحدة فلكية واحدة,أى سنة ضوئية واحدة,فهذا يعنى أن وصولنا اليه يحتاج إلى سفينة فضائية خاصة,يمكنها أن تنطلق بسرعة الضوء,لمدة سنة كاملة,دون أن تتوقف,أو تخفض سرعتها لحظة واحدة... والاحتمال يبدو,من الناحية المنطقية,والرياضية ايضا,أمرا مستحيلا بكل الوجوه....... لهذا كانت المفاجأة الجديدة,اننا نستطيع بلوغ ذلك النجم المفترض,في زمن أقل من هذا بكثير,ودون حتى أن نبلغ سرعة الضوء..... وهذا القول علمى تماما. 2-الثقوب السوداء.. عندما فجر(اينشتين)مصطلح الزمكان,في نظريته النسبية,كان السفر عبر الزمان والمكان مجرد حلم مستحيل,وخيال جامح غير منطقى...... ولكن(اينشتين)وضع امامنا معلومة علمية جديدة مثيرة للغاية,وأطلق عليها اسم(تمدد الزمن)... وفى نظرية(اينشتين) ،نجد انه لو سافر رائد فضاء,في مركبة تنطلق بسرعة الضوء,إلى نجم يبعد عنا سنة ضوئية واحدة,ثم عاد إلى الارض,فسيجد أن العامين,اللذين قضاهما في رحلته,قد اصبحا نصف قرن من زمن الارض.... وبمعنى أكثر وضوحا,لو أن لذلك الرائد شقيق توءم,بقى على الارض,وودع شقيقه وكلاهما في العشرين من العمر,عند بدء تلك الرحلة الخرافية,فسيعود الاول من رحلته,وهو في الثانية والعشرين من عمره,ليجد توءمه في السبعين من العمر!!! والتفسير الذى وضعته نظرية(اينشتين)لهذا,هو أن عقارب الساعة سترتبط بالزمن الذى تنطلق به سفينة الفضاء,أى أنها ستسير بنفس السرعة,في حين أن الساعة الثابتة على الارض,ستتوافق مع سرعة دورانها حول نفسها وحول الشمس فحسب.... ولو أردت نصيحتى,فلا ترهق ذهنك في محاولة فهم واستيعاب هذا الامر المعقد,فقد اثبته العلماء رياضيا وعمليا,خلال قرن من الزمن,ويكفينا أن نمنحهم ثقتنا فحسب........ المهم ان هذه الفرضية كانت أول إشارة إلى السفر عبر الزمان والمكان,أو عبر الزمكان كما أسماه(اينشتين)...... ولكن نظريته اشارت ايضا إلى أمر آخر,اعتبره العلماء أكثر اهمية وخطورة بكثير,في عملية السفر عبر الزمكان..... إلى الثقوب السوداء..... وهذا المصطلح حديث نسبيا,فأول من أستخدمه هو الفلكى الامريكى(جون هويلر)عام 1969م,ليصف به نظرية قديمة,تعود إلى أكثر من قرنين من الزمان... وبالتحديد إلى عام 1793م....... ففى ذلك الزمن,نشر(جون ميتشل) ،الجيولوجى,ورئيس جامعة(كامبريدج) ،بحثا جديدا,أشار فيه إلى أن بعض النجوم لها كثافة عالية جدا,مما يمنحها قوة جذب هائلة,تمنع الضوء نفسه من الفرار منها,مما يجعلها تبدو اشبه بفراغات سوداء,بالنسبة لأى شخص يحاول رصد الكون....... ولقد اكتفى(جون ميتشل)بقوله هذا,ولم يحاول التوغل في الامر أكثر,ربما لقلة المعلومات الفلكية المتاحة في عصره,أو لنقص الامكانيات العلمية حينذاك..... ثم جاءت نظرية النسبية,لتحمل الينا مبدأ علميا جديدا,وهو أن الضوء لا يسير في خطوط مستقيمة,كما كنا نتصور,بل انه ينحنى,عندما يمر إلى جوار نجم عالى الكثافة.... وعندما تبلغ كثافة النجم اقصاها,فإن الفضاء نفسه يتحدب حوله,مما يجذب الضوء اليه في عنف,على نحو لا يسمح له بالإفلات من جاذبيته الشديدة,فيبتلعه النجم في شراهة مالها من مثيل..... ولأن الضوء يفشل في الإفلات من الجاذبية الهائلة,فهو لا يصلنا قط,لذا فكل ما نراه هو ثقب اسود,يختلف حجمه من مكان لآخر... ولو اردت ان تفهم فكرة الثقوب السوداء أكثر وأكثر,راقب مصفاة حوض المطبخ..... فلو أنك ملأت الحوض عن آخره بالماء,ثم سحبت سدادة المصفاة,فستراها تبتلع المياه في سرعة وقوة.... ها بالضبط ما يفعله الثقب الاسود بما حوله,بافتراض وجود مصدر دائم للمياه,يغذى الحوض,وجهاز شفط قوى في قلب المصفاة..... ولقد جذبت الثقوب السوداء انتباه واهتمام العلماء لسنوات وسنوات,كظاهرة مثيرة في الفضاء الكونى,قبل أن تخرج نظرية مدهشة جديدة..... نظرية تقول أن ما تجذبه الثقوب السوداء اليها,وما تبتلعه في مركزها بلا هوادة,لا يفنى أو يتلاشى داخلها,وإنما يعبرها إلى نفق ذى اتجاه واحد,ليخرج من نهايته,عبر ثقب ابيض كبير,في عالم آخر..... أو مكان آخر....... وكانت هذه النظرية أشبه بقنبلة علمية,تفجرت بمنتهى العنف,في كل الاوساط........ فالنظرية تعنى,وبكل حسم,أن عبور ثقب اسود,سينقلنا عبر الزمان والمكان إلى بقعة أخرى في الكون....... بقعة ربما تبعد آلاف,بل ملايين السنوات الضوئية...... وهذه طفرة علمية واتصالية على كل المستويات....... سفينة الفضاء التى تنطلق نحو ثقب اسود,وتخترقه,ستنتقل عبر الزمان والمكان إلى مناطق أخرى بعيدة..... بعيدة جدا..... إلى مجرات وأكوان لا يمكننا حتى أن نرصدها,قبل مرور ملايين السنوات على فنائها........ وقوة هذه النظرية تكمن في أنها الحل الأكيد والمدهش,للسفر إلى النجوم البعيدة جدا جدا,في هذا الكون اللانهائى........ وأول ما سيتبادر إلى الاذهان الآن,هو,مادام العلماء قد توصلوا إلى هذا,فلماذا لم يرسلوا رحلات إلى هذه النجوم البعيدة جدا؟!! والجواب بسيط للغاية,ويكمن في ثلاث نقاط رئيسية........ أولها أن ما بلغناه من تقدم تكنولوجى وصناعى,لا يكفى بعد لأنتاج سفينة الفضاء القوية,التى يمكنها بلوغ ثقب أسود,واختراقه ايضا,لأن هذا يحتاج إلى طاقة هائلة,قدرها العلماء بمليون ضعف لما تستهلكه الولايات المتحدة الأمريكية كلها من الطاقة,طوال عام كامل... وليس من الضرورى أن نؤكد هنا ان الحصول على مثل هذه الطاقة مازال مستحيلا بكل المقاييس,في زمننا هذا.... والنقطة الثانية,هى ان العلماء لا يمكنهم-حتى هذه اللحظة-تحديد المكان الذى ستنتقل اليه سفينة الفضاء الخيالية تلك,عبر الكون الفسيح,فعلى الرغم من قدرتهم على تحديد مواقع بعض الثقوب البيضاء بالفعل,إلا أن أحدا لا يمكنه قط تحديد أيها سيكون مخرجا لأى ثقب أسود في الكون...... والنقطة الثالثة ترتبط تماما بالثانية,فالسفينة التى ستعبر الثقب الاسود,لتبرز في مكان ما من الكون,لن يمكنها إجراء أية اتصالات بالارض,منذ وصولها إلى مجال الثقب الاسود,حيث لن تنجح أية اشارات في الافلات من جاذبيته الرهيبة,مهما بلغت قوتها....... وعنما تصل السفينة إلى المخرج,سيبع موقعه عن ارضنا بآلاف,وربما ملايين السنوات الضوئية,وأية إشارة أو معلومات ترسلها,من موقعها هذا,ستحتاج إلى آلاف أو ملايين السنين,لنلتقطها على ارضنا........... وحتى لو افترضنا اننا نعلم بالضبط الموقع الذى ستخرج منه السفينة الوهمية,وأننا قد ركزنا كل مناظيرنا ومراصدنا الفلكية نحوه,وأنه يبعد عنا مليون سنة ضوئية فحسب,فهذا يعنى أننا سنرصد السفينة بعد وصولها بمليون سنة,وهو الزمن الذى تستغرقه,صورتها للوصول الينا بسرعة الضوء...... هل رأيت كيف يستحيل هذا لأكثر من سبب؟!! ولكن ما ترونه انتم لم يحبط العلماء,بل شحذ عقولهم,وفجر خيالاتهم وطاقاتهم,ودفعهم للبحث عن حلول منطقية وعلمية لهذه المشكلة...... وفى البداية جاء الحل بسيطا للغاية.... فعندما تصل سفينة الفضاء الوهمية إلى هدفها,سيكون عليها أن تبدأ مهامها بالبحث عن ثقب اسود آخر,قريب من موقع هبوطها,ينتهى بثقب ابيض قريب من ارضنا....... بمعنى ابسط وأدق,البحث عن طريق للعودة,مماثل لطريق الذهاب,وعبر طريق العودة هذا,يمكن لسفينة الفضاء الوهمية أن ترسل اشاراتها إلى الارض,وأن تروى للمتابعين كل ما وجدته,ورأته,وخبرته,في رحلتها الفريدة هذه....... في هذه الحالة,ستبلغ الاشارة ارضنا,في نفس الوقت الذى استغرقته السفينة في رحلتها تقريبا,وليس الوقت الفعلى,الذى يفصلنا عنها...... وهذه صورة مثلى للسفر عبر الزمكان........ صورة ارضت فريقا من العلماء,وأثلجت صدره,وجعلته يسترخى,متصورا أن الحل قد جاء على طبق من العبقرية...... ولكن فريقا آخر لم يرض بهذا الحل ابدا,وقال انه يحوى مجموعة من الافتراضات,لا يمكن التأكد منها قط,فماذا لو لم تجد سفينة الفضاء الوهمية ثقبا أسود عكسيا؟!! بل وماذا يضمن أن تصل السفينة إلى منطقة تحوى ثقوبا سوداء من الاساس؟!!! وماذا ايضا لو افترضنا أن الثقوب السوداء,في منطقة الهبوط,ستقود إلى مناطق أبعد وأبعد,في الكون السرمدى؟!!! وفى الوقت الذى تناحر فيه الجانبان,وكل فريق يسعى لتأكيد وإثبات وجهة نظره,برز فريق ثالث بكشف مذهل...... كشف قلب كل المقاييس والموازيين رأسا على عقب.... وبمنتهى القوة. 3-ديدان في الفضاء.. في منتصف الثمانينات,من القرن العشرين,خرجت إلينا السينما الأمريكية بسلسلة من أروع وأنجح أفلام الخيال العلمى التى ابدعها المخرج(ستيفن سبيلبيرج) تحت عنوان(العودة إلى المستقبل)... وفى هذه السلسلة,كان البطل الشاب(مارتى)يسافر عبر الزمن,إلى الماضى والمستقبل,بوساطة سيارة زمنية,ليغير طبيعة اسرته,وينقذ والده,ثم أبنائه فيما بعد........ ويعود جزء من نجاح الفيلم إلى الابهار التكنولوجى والخدع السينمائية المتقنة,في حين يعود الجزء الأكبر إلى الفكرة المثيرة,التى تمنح بشرى فرصة تغيير الاحداث,مع سفره عبر الزمن...... ومن المؤكد أن كل من شاهد سلسلة الافلام تلك,وكل من انبهر بها,ومن اعجبته واسعدته فكرتها,قد تعامل مع الامر باعتباره خيالا محضا........... ولكن المدهش أن هذا ليس رأى العلماء,في زمننا هذا...... فمنذ سنوات عديدة,توصل فريق من العلماء إلى أن الكون يحوى ما يمكن أن نطلق عليه اسم(الأنفاق الزمنية الدودية)..... وتلك الأنفاق,لتى تحمل اسمها من شكلها,الذى يبدو أشبه بالدودة,ذات طبيعة خاصة جدا,فكل ما يعبرها يكتسب طاقة سالبة,بحيث يخرج منها في زمن سابق لتاريخ دخولها.............. أو بمعنى أدق,يسافر عبر الزمن إلى الماضى.......... وهذا كلام علمى بحت....... إذن,فبهذا الكشف المدهش,لم يعد السفر عبر الزمن محض خيال,وإنما صار حقيقة علمية,لها ما يؤيدها ويثبتها......... والعلماء يؤمنون,على نحو ما,بفكرة رؤية الماضى هذه,وبالذات علماء الفلك,فعندما يرصد احدهم نجما,يبعد عنا 100 سنة ضوئية,فهو يعلم انه إنما يرصد في الواقع ما كان عليه ذلك النجم,منذ 100 سنة,وليس ما هو عليه الآن بالفعل....... إذن فهو يرصد-عمليا-ماضى ذلك النجم,وليس حاضره............ ولو افترضنا أن ذلك النجم مأهول بحضارة عاقلة,وأنه لدينا راصد أكثر قوة بآلاف المرات,فهذا سيعنى إذن اننا سنستطيع أن نرصد في حاضرنا,كل الاحداث على ذلك النجم,منذ مائة سنة............... أى اننا سنرصد ماضيه,وتاريخه............. وهذا مع-شيء من المرونة- نوع من السفر عبر الزمن............ ومن الناحية العلمية,هو نوع من السفر عبر الزمان والمكان معا......... أو عبر الزمكان.......... وعندما كشف العلماء أنفاق الزمن الدودية هذه,ثارت موجة عنيفة من الجدل,وعاد الحديثمرة أخرى عن السببية,وعن استحالة انتقال بشرى إلى الماضى,مهما كانت المبررات العلمية.......... وهنا خرجت نظرية أخرى,لتجعل الامر أكثر قبولا.............. فالمسافر إلى الماضى,وفقا للنظرية الجديدة,سيسافر كمشاهد,وليس كمشارك............. أى بمعنى أدق,سيمكنه رؤية ما حدث في الماضى,بكل الدقة والتفاصيل,ولكن كما تشاهد انت فيلما قديما على شاشة تلفاز حديث............. ولكن لن يكون باستطاعته التدخل في الاحداث قط....... أنه حتى لن يجد الماضى في صورة مادية,بل مجرد صور ضوئية,لأحداث وقعت وانتهت منذ عشرات,أو آلاف,أو حتى ملايين السنين........... ثم ان السفر إلى الماضى,عبر الانفاق الزمنية الدودية تلك,هو امر نظرى فحسب,إذ أنه من الضرورى أن ينطلق المسافر عبرها,بسرعة تزيد فعليا على سرعة الضوء,وهذا مستحيل تماما,حتى بالنسبة للنظرية النسبية الخاصة,والعامة ايضا..... فوفقا للنظريتين,ستزداد كتلة الجسم,مع زيادة سرعته,حتى يبلغ سرعة الضوء,وعندئذ ستصبح كتلته لا نهائية,مما يعنى انها ستحتاج ايضا إلى طاقة لا نهائية لدفعها.......... والامران مستحيلان تماما...... إذن فلا داعى للقلق والغضب والاعتراض,إذ ان السفر عبر الزمن قد صار ممكنا نظريا,ومستحيلا عمليا....... ولكن مهلا...دعونا نستخدم كلمة(كان) ،بدلا من كلمة(صار) هذه......... فقبل حتى بداية التسعينات,من القرن العشرين,كان الجزء الخاص بسرعة الضوء,من نظريات(اينشتين) ،التى اعتبرتها السرعة القصوى,مستحيلة البلوغ,في الكون كله قد تراجع كثيرا,مع الكشوف الحديثة..... وأول هذه الكشوف,كان ظهور اجسام كونية,تتحرك اسرع من الضوء......... نعم....إنك لم تخطيء قراءة العبارة,ولم تخطيء في تفسيرها....... هناك بالفعل أجسام كونية,تتحرك بسرعات تفوق سرعة الضوء...... ليس هذا فحسب,ولكنها لا يمكن أن تخفض سرعتها ايضا إلى سرعة الضوء أو أقل,وإلا فنيت وتلاشت على الفور..... وهذا يضرب نظرية(اينشتين) من جذورها,في هذه النقطة بالتحديد.......... ولقد جاء كشف تلك الجسيمات الاسرع من الضوء بالمصادفة البحتة,ولكن العلماء تأكدوا من وجوده ثلاث مرات على الاقل,قبل ان يعلنوا كشفهم هذا......... ولقد فسر ذلك الكشف بعض الغموض,الذى احاط ببعض التسجيلات,التى لم يمكن فهمها في الماضى............. بل وتحقق معمليا ايضا,في أواخر القرن العشرين,من خلال تجربة معملية علمية,تم قياسها بالفمتوثانية,وبأجزاء من المليون من الثانية.......... ففى المعمل,تم إطلاق جسيم دقيق,بسرعة تفوق سرعة الضوء,حتى أنه قد بلغ هدفه,قبل أن ينطلق من مصدره......... ودعنا نعيد العبارة مرة أخرى,حتى لا يتصور أحدكم أنه قد أخطأ قرائتها......... لقد بلغ الجسم الدقيق(هدفه),قبل أن ينطلق من(مصدره)............... وبدقة أكثر نستطيع أن نقول أن ذلك الجسيم قد سافر عبر الزمن بالفعل إلى الماضى........... والتجربة نشرتها كل المراجع العلمية,وأشارت اليها كل الصحف العالمية,باعتبارها فتحا مذهلا في عالم السفر عبر الزمكان......... بل هى أول تجربة علمية معملية,يتحقق فيها هذا بوضوح تام,وعلى نحو لا يقبل الجدل أو الشك....... ولكن الواقع أنها ليست أول تجربة في هذا الشأن على الاطلاق............ المهم أن تلك التجربة قد اعادت فتح باب التساؤل المهم,المثار طوال ما يقرب من قرن كامل من الزمان....... هل السفر عبر الزمن حقيقة أم خيال؟!! هل يمكن أن يأتى وقت,يتمكن فيه البشر من السفر عبر الزمن,إلى الماضى أو المستقبل,كما أشارت قصة(ويلز) ،في أواخر القرن الماضى؟!! أعنى هل يمكن أن يتحقق هذا فعليا وعمليا؟!! ولأن التساؤل ظل مطروحا,فجهود العلماء ظلت مستمرة ايضا............ وفى ثلاث قارات على الاقل,راحت فرق من العلماء تسعى جاهدة,وتعمل ليل نهار,للتوصل إلى جواب السؤال الأزلى........ ومع الجهود,ظهرت حلول رياضية عديدة,للتغلب على صعوبات,أو فلنقل مستحيلات السفر عبر الزمن,من خلال الانفاق الزمنية الدودية......... ومن أشهر تلك الحلول,وصف وضعه العلماء لمادة خاصة,يمكن أن نطلى بها جدران أنفاق الزمن الدودية,بحيث توقف كل تأثيراتها العنيفة,على أى شيء ينطلق عبرها......... ووفقا للنظرية,ولكل المعادلات الرياضية والفيزيقية,أصبح عبور تلك الأنفاق الزمنية الدودية ممكنا,بعد طلاء جدرانها بتلك المادة....... ففى تلك الحالة,تنتفى الطاقة السلبية داخلها,ولا يحتاج عبورها إلى تلك السرعات الفائقة جدا,والتى تتجاوز سرعة الضوء........ كل شيء سيصبح مثاليا,مع مشكلة واحدة بسيطة........ أن تلك المادة لا وجود لها على الإطلاق........ ليس في الماضى,أو الحاضر....أو حتى في المستقبل القريب...... باختصار,تلك المادة مجرد فرضية علمية,ولا يوجد شبيه لها على كوكب الارض كله,بل ولا توجد حتى وسيلة علمية أو تكنولوجية,أو تقنية,تتيح صنعها,أو صنع أى بديل مناسب لها........ ولا تجعل هذا يزعجك أو يخنقك,فكل العلوم والنظريات المدهشة التى غيرت تاريخ الارض ومسار العلم,بدأت هكذا..... مجرد فرضية جدلية,تتحول إلى مجموعة من المعادلات الرياضية,ثم إلى حقيقة واقعة,بجهود وعقول علماء آخرين....... لذا فقد راجع العلماء أوراقهم,بحثا عن فكرة جديدة,أو آثار فكرة قديمة,تتيح لهم فرصة السفر عبر الزمن....... وهنا كانت أمامهم مفاجأة..... مفاجأة لم تخطر ببالهم...... أبدا. 4-السؤال.. في بداية الثمانينات,كان حلم العلماء الأول هو بلوغ مرحلة,أعتبروها ذروة الاتصالات والانتقالات في الكون,وأطلقوا عليها أسم(الانتقال الآنى)...... ومصطلح(الانتقال الانى) هذا يعنى الانتقال في التو واللحظة,من مكان إلى آخر,يبعد عنه بمسافة كبيرة....أو بمعنى أدق الانتقال الآن ،وفورا........ وهذا الانتقال هو ما نراه في حلقات(رحلة النجوم)...تلك السلسلة التلفزيونية الشهيرة,التى تحولت إلى سلسلة من أفلام الخيال العلمى الناجحة,بالأسم نفسه,والتى نرى في كل حلقاتها شخصا على الاقل,يدخل إلى انبوب زجاجى,لينتقل بوساطة شعاع مبهر إلى انبوب آخر,في مكان آخر........ فكرة مثيرة مدهشة,تختصر الزمان والمكان إلى أقصى حد ممكن,وكل فكرة مثلها,نجحت في إثارة إهتمام وخيال العلماء,الذين يتعاملون مع كل أمر باعتباره ممكن الحدوث,لو نظرنا اليه من زاوية ما......... وبينما اكتفى المشاهد العادى بالانبهار بالفكرة,أو الاعتياد عليها,كان العلماء يكدون ويجتهدون,لإيجاد سبيل علمى واحد اليها....... وعدنى أنك لن تشعر بالدهشة والمفاجأة,عندما أخبرك أنهم قد نجحوا في هذا,إلى حد ما...... نعم نجحوا في تحقيق ذلك الانتقال الانى في المعمل,ولكن هذا لم ينشر على نطاق واسع.....السؤال هو لماذا؟!! ماداموا قد توصلوا إلى كشف مذهل كهذا,فلماذا لم ينشر الامر,باعتباره معجزة علمية جديدة,كفيلة بقلب كل الموازين رأسا على عقب؟!! والجواب يحوى عدة نقاط مهمة كالمعتاد.......... فالإنتقال,الذى نجح فيه العلماء,تم لمسافة90 سم فحسب,ومن ناقوس زجاجى مفرغ من الهواء,إلى ناقوس آخر مماثل,تربطهما قناة من الالياف الزجاجية السميكة التى يحيط بها مجال كهرومغناطيسى قوى........ ثم أن ذلك الانتقال الانى,تحت هذه الظروف المعقدة,والخاصة جدا,لم ينجح قط مع أجسام مركبة,أو حتى معقولة الحجم......... كل ما نجحوا فيه هو نقل عملة معدنية جديدة من فئة 5 سنتات أمريكية,من ناقوس إلى آخر...... ثم أنه لم يكن إنتقالا آنيا على الاطلاق,إلا لو اعتبرنا أن مرور ساعة وست دقائق,بين إختفاء العملة من الناقوس الاول,وحتى ظهورها في الناقوس الثانى,أمرا آنيا!!! لذا,ولكل العوامل السابقة,اعتبر علماء اوائل الثمانينات ان تجاربهم,الخاصة بعملية الانتقال الآنى قد فشلت تماما........ ولكن علماء نهاية التسعينات نظروا إلى الامر من زاوية مختلفة تماما......... فمن وجهة نظر بعضهم,كان ما حدث انتقالا عبر الزمكان,أو عبر الزمان والمكان معا,وليس انتقالا آنيا بالمعنى المعروف....... ومن هذا المنطلق,أعادوا التجربة مرة أخرى,ولكن من منظور مختلف تماما,يناسب الغرض الذى يسعون اليه هذه المرة........ ولتحقيق الغرض المنشود,رفعوا درجة حرارة العملة المعدنية هذه المرة,وقاسوها بمنتهى الدقة,وبأجهزة حديثة للغاية,وحسبوا معدلات انخفاضها,في وسط مفرغ من الهواء,ثم بدءوا التجربة....... وفى البداية,بدا وكأن شيئا لم يتغير...... قطعة العملة اختفت من الناقوس الاول,ثم عادت إلى الظهور في الناقوس الثانى,بعد ساعة وست دقائق بالتحديد....... ولكن العلماء التقطوا العملة هذه المرة,وأعادوا قياس درجة حرارتها بنفس الدقة,ونفس الاجهزة الحديثة للغاية...... ثم صرخوا مهللين......... فالانخفاض الذى حدث,في درجة حرارة العملة المعدنية الصغيرة,كان يساوى,وفقا للحسابات الدقيقة,اربع ثوان من الزمن فحسب....... وهذا يعنى أن فرضيتهم الجديدة صحيحة تماما........ فتلك السنتات الخمسة قد انتقلت,ليس عبر المكان وحده,ولكن عبر الزمان ايضا....... أو بالمصطلح الجديد عبر الزمكان...... فعلى الرغم من أن الزمن الذى سجله العلماء فعليا,لانتقال تلك العملة,من ناقوس إلى آخر,هو ساعة وست دقائق,إلا أن زمن الانتقال,بالنسبة لها هى,لم يتجاوز الثوانى الاربع...... انتصار ساحق لنظرية السفر عبر الزمن........ ولكنه يحتاج إلى زمن طويل آخر,لوضعه موضع الاعتبار,أو حتى لوضع قائمة بقواعده,وشروطه,ومواصفاته.... ... فالمشكلة,التى مازالت تعترض كل شيء,هى أن تلك النواقيس المفرغة مازالت عاجزة عن نقل جسم مركب واحد,مهما بلغت دقته,أو بلغ صغره........ لقد حاول العلماء هذا........ حاولوا,و حاولوا,و حاولوا....و حاولوا... وفى كل مرة,كانت النتائج تأتى مخيبة للآمال بشدة,فالجسم المركب,الذى يتم نقله,تمتزج أجزاؤه ببعضها,على نحو عشوائى,يختلف في كل مرة عن الأخرى....... ليس كما يمكن أن يحدث,لو أننا صهرنا كل مكوناته بعضها مع البعض,ولكنه امتزاج من نوع عجيب,لا يمكن حدوثه في الطبيعة,حيث تذوب بعض الجزيئات في بعضها,لتمنحنا في النهاية شيئا لا يمكن وصفه...... ووفقا لهذا,فالسفر عبر الزمن مازال يحمل تلك الصفة المزدوجة المتناقضة,التى تثير حيرة الكل بلا استثناء....... أنه ممكن ومستحيل,في آن واحد...... ممكن جدا,بدليل أنه يحدث من آن إلى آخر....... ومستحيل جدا,لأنه لا توجد وسيلة واحدة لكشف أسرار وقواعد حدوثه,في أى زمن......... بل ولا توجد حتى وسيلة للإستفادة منه........... ولقد كان الامر يصيب العلماء باحباط نهائى,لولا أن ظهر عبقرى آخر,في العصر الحديث,ليقلب الموازين كلها رأسا على عقب مرة أخرى...... أنه(ستيفن هوكنج) ،الفيزيائى العبقرى,الذى وضع الخالق(عز وجل)قوته كلها في عقله,وسلبها من جسده,الذى اصيب في حداثته بمرض نادر,جعل عضلاته كلها تضمر وتنكمش,حتى لم يعد باستطاعته حتى أن يتحرك,وعلى الرغم من هذا فهو استاذ للرياضيات بجامعة(كامبريدج) البريطانية,ويشغل المنصب ذاته,الذى شغله(اسحق نيوتن) ،واضع قوانين الجاذبية الاولى,منذ ثلاثة قرون....... والعجيب أن(ستيفن هوكنج)قد حدد هدفه منذ صباه,ففى الرابعة عشرة من عمره,قرر أن يصبح عالما فيزيائيا....... وهذا ما كان...... ولقد كشف(ستيفن هوكنج)عن وجود أنواع أخرى من الثقوب السوداء,أطلق عليها اسم(الثقوب الاولية) ،بل وأثبت أن تلك الثقوب تشع نوعا من الحرارة,على الرغم من قوة الجذب الهائلة لها......... ومع كشوفه المتتالية,التى قوبلت دوما باستنكار أولى,ثم انبهار تال,فتح(هوكنج)شهية العلماء,للعودة إلى دراسة احتمالات السفر عبر الزمكان الكونى,لبلوغ كواكب ومجرات,من المستحيل حتى تخيل فكرة الوصول اليها بالتقنيات المعروفة حاليا....... وهنا ظهرت إلى الوجود مصطلحات وكشوف جديدة,مثل أنفاق منظومة الفضاء والزمن,والدروب الدوارة,والنسيج الفضائى,وغيرها,وكل مصطلح منها يحتاج إلى سلسلة من المقالات لوصفه,وشرح,وتفسير ابعاده المعقدة,واهميته المدهشة في عملية السفر عبر الزمان والمكان...أو عبر الزمكان....... وأصبح ذلك المصطلح يضم قائمة من العلماء,إلى جوار(البرت اينشتين) ،مثل(كارل شفارتز شيلد) ،و(مارتن كروسكال) ،و(كيب ثورن) ،و(ستيفن هوكنج)نفسه....... وبالنسبة للمعادلات الرياضية,مازال السفر عبر الزمن ممكنا,ومازال هناك احتمال لأن يسير الزمن على نحو عكسى,في مكان ما من الفضاء أو الكون,أو حتى في بعد آخر,من الابعاد التى تحدث عنها(اينشتين) والآخرون....... ومازالت هناك عمليات رصد لأجسام مضادة,تسير عكس الزمن,وتجارب علمية معملية,تؤكد احتمالية حدوث هذا الامر الخارق للمألوف,تحت ظروف ومواصفات خاصة ودقيقة جدا......... ومازال العلماء يجاهدون,ويعملون,ويحاولون...? ?لكن يبقى السؤال نفسه,حتى لحظة كتابة هذه السطور...... هل يمكن أن تتحول قصة(آلة الزمن) يوما إلى حقيقة؟!!! وهل يتمكن البشر يوما من السفر عبر الزمكان,إلى الماضى السحيق,أو المستقبل البعيد؟!!! منقول _03bad_1::s_thumbup: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
العرض الشجري |
|
|