ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى المناسبات. | ||
يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() القدرة شرط الحرية
بقلم: محمد يوسف جبارين( أبوسامح).. أم الفحم..فلسطين السير نحو الحرية عملية تاريخية ، تستوي فيها كلمة الحرية على كلمة الدولة ، بكل ما تعنيه ، من جغرافية وشعب ونظام للسلم الاجتماعي والعيش الكريم ، بما يتصل به من فكر وآليات ، تقيم التقدم وتلاحق التطور ، بعزم على تحقيق السبق على من سبقوا الى المستقبل . وما بين ظروف يعانيها شعب شب من رقاده باحثا عن حريته ، وبين ظروف يسعى اليها كي تكون ، ليستوي بها على غاياته ، تمتد معاناته بطول المسافة التي تستغرقه ، في ابداع امكانياته وقدراته التي يحتاجها ، في مغالبة الصعوبات التي تعترضه ، وتحول بينه وبين اقتداره على فرض ذاته على الواقع ، وتتويج سعيه بدولة ، هي النظام الذي به يغدو سيد ذاته في أرضه . وكما أن غلب الصعوبة يحتاج الى القدرة الكفيلة بذلك ، فأيضا الرسو على الغايات ، يقتضي القدرة ، أن تكون فاعلة في تحقيق حتمية البلوغ للأهداف المرحلية التي تتتالى وتتصل ، الى أن يتم الدنو ، فالاستواء على الغايات بتحقيقها . وذلك يستدعي ثقافة تبني وعيا يقيم سيرا كهذا ، فالقدرة ليست شيئا سهل المنال ، فأول شرط لتوافرها ، هو اجتماع القدرات الفردية والجماعية كافة ، على الفعل المترتب على الموقف الذي يتم اتخاذه ، عن وعي بحقائق الواقع ، وعن فهم محيط بادارة الصراع ، فكل فعل يستجاب به لموقف ، لا بد وأن يؤدي الى اجراء تبديل في ظروف قائمة . كذلك ضمان الاقتدار الدائم على الصعوبة ، يعني الاستطاعة الدائمة ، ما يعني التزام الاضافة المستمرة في القدرة ، ما يوفر ديمومية الاستواء على الأهداف ، وهذا ممكن الحدوث ، حين تقترن القدرة بمنهج تنساق به الجموع نحو هدف واضح ، يهدي اليه فكر هو بالأصل نتاج الجدل الدائم بين العقل والظروف السائدة من حوله ، وفي حال كهذا فان فاعلية الارادة الشعبية تعرف اتجاهها ومستقرها ، فبها نية حددتها المعرفة بأحوالها ، بما بها من مقدرة على التأثر والتأثير ، وبها الاستعداد للاستجابة بالفعل ، لكافة المتغيرات التي ينضح بها الواقع ، وهو ما يؤثث دوما لاستكناه حقائق الواقع ، ومن ثم بناء موقف وتحريك فعل في أداء واجب . وهذه العلاقة بين القدرة وتوظيفها ، وبين الوعي بها وبين الواقع ، بذاته الجدل الذي به يتجدد الوعي ، بتجديد التبديل في الواقع ، كنتاج من تدخل الارادة في عملية تغيير لا تنقطع . ما يدل على أن السياسات التي تقيم موقفا وتسير الارادة ، لا تكون مطلقة ، فلا وجود للمطلق في نطاق تغير دائم . كذلك الدبلوماسية التي تتقدم السياسات وتؤثث لها ، انما تقوم على منطق التأهيل لمجرى سياسة يراد اتباعها . فالى ذلك الحرية تقتضي استخلاص الحياة من قيودها ، وترميمها ووضعها في نظام تتفاعل به مع ذاتها ، فتزيد في مقدرتها على النمو ، بايقاظ ما بها من قدرات ذاتية كامنة ، لتمضي في تغيير جذري في ظروفها ، وتنتقل من حال الى حال أحسن منه حالا ، وهو اللازم لها ، لزوم شروق الشمس ، لكي يهرب الليل ويأتي النهار . فاذا أصبحت الجماهير الشعبية على هذا الحال وطنا للحرية ، فكل فرد منها بثقافة ووعي تفصح عنها أفعاله وأقواله ، ولها وجه دلالة على أن الحرية تستوطنه . يعيش معانيها نفسيا وفكريا ، وفي علاقاته بالأشياء من حوله ، وفي رؤيته لحركة الحوادث ، ومشاركته في التأثير عليها . واذا هي الحرية تحدد ممشاه وأهدافه وأولوياته ، فالتحرر من ربقة الاستعمار أولا ، فان هذه الجماهير بمجمل أفرادها ، يصح القول فيها ، بأنها وطن الحرية ، وبما بها من طاقات تتساند في قدرة تفعل بها من أجل حرية الوطن . فهي الجماهير الواعية للمرحلة التي تمر بها ، فوحدة الأهداف ترسم سيرها ، فلا تقيم عقبات تحد لها من بذلها ، ولا تدع قيامة لاختزالات تضيع بها طاقاتها التي تصبها في أفعالها ، ولا تتلهى بما لا ينسجم مع القول والفعل الذي تحقق به حريتها ، فشاغلها خلاصها من الاستعمار ، فهو سالب سيادتها ، وعليها بنفسها أن تستعيد هذه السيادة ، وأن تمتلك زمام السيطرة على مصيرها ، فتقرير هذا المصير هو شأنها ، لأنه يخصها بذاتها ، وعليها أن لا تدع لغيرها أي شكل من أشكال السيطرة على هذا المصير . فلا تقاسم وظيفي مع غيرها على نفسها في مسألة السيادة ، فأي جزء منها ، اذا هو تحت سيادة غيرها ، ففي نطاق هذا الجزء هي ليست حرة ، وتتحرك تحت تأثير قيود ترفضها ، فالحرية هي الحرية ، ولا وجود لها حيث العبودية ، سوى في هيئة متمرد ، في داخل المقهور الذي يتحين فرصته ، ليتمرد على الأغلال التي تقيده وتسلبه انسانيته . وكي تصير الجماهير الى ما تريد أن تكونه ، فلا مفر من أن تحرر ارادتها بنفسها ، وأن تتقدم بها الى ما تريد أن تصيره ، وهي تعلم بأن الحرية ليست ابتعاث الارادة فحسب ، وانما هي التوظيف لهذه الارادة في كسر القيود وتذليل العقبات ، وتجاوز الخلافات بين أبناء الشعب الواحد صاحب المصلحة في التحرر ، وجمع كل الامكانيات والأفعال والأقوال في صيرورة واحدة ، تصير بالجماهير الى امتلاك سيطرة مطلقة على مصيرها ، فلا ينازعها أحد على قرارها المتعلق بأمورها. وحيث أن هذا يستدعي مواجهة سافرة مع الاستعمار ، وعلى كل صعيد ، ويوجب صراعا لا محل فيه لتردد أو نكوص أو تلكوء ، أو تخاصم وتشرذم ، فثمة صراع أهم ما فيه القدرة التي بها يتأتى حسم الصراع ، فالوطن ينادي على كل أبناء الوطن ، وليست الوحدة الوطنية كمظهر واجب ، وحدها الضرورة التي تصر عليها حتمية الخلاص ، بل وماهية هذه الوحدة ، وما بها من آليات ، فكل انسان في دوره الذي يلائمه ، ويستطيع أن يؤديه بأداء لا يقدر عليه غيره . وليست المحاصصة الحزبية في حال كهذا ، سوى العامل المرفوض ، ذلك أن حقيقة الصراع ، تستوجب تراجع الحزبية، أمام حقيقة الأعباء التي توجبها طبيعة المرحلة . فالوحدة شرط القدرة ، وكلاهما شرط الامكان حتى يصبح ممكنا . فمن تراه يجعل الحلم حقيقة ، وهل هناك غير الجماهير تعاني وتحلم ، وتريد أن ترى معاناتها ، وقد أصبحت ذكرى في واقع يموج بالحرية ، فالجماهير لا بد لها وهي تنحاز الى مصلحتها في الحرية ، أن تعمل جاهدة على استنهاض كل طاقاتها الدفينة ، وأيضا أن تستنهض كل تلك التي دخلت بالوهم الى ثلاجة . وعليها أن تلتفت الى تلك الطاقات التي تحيد بها ، عن دورها الريادي ، وتشغلها بما ينتقص من قدرتها على أداء واجباتها ، فثمة قوى اخترال بها عقلية ، تستوجب علاجا ..تستوجب مساهمة فاعلة تستخرجها ، من كونها مبددة للطاقات الى مضيفة طاقاتها في الجمع لا في السلب ، في التكامل لا في التفكيك ، في الوحدة لا في الانقسام ، فهنا جهد يتوجب بذله في تعديل رؤية هكذا عقلية للعمل الجماعي وضروراته التي يمليها الصراع من أجل الحرية ، ولا بد من ايلاء ما لذلك من أثر بالغ في تشكيل قدرة الشعب على بلوغ مرادة ، فهذه عقلية مركبة وبها اشكاليات ، وهي في حد ذاتها ، وبما هي عليه من معتقدات وسياسات ، تشكل اشكالية في عين عملية التحقيق للوحدة الضرورة للقدرة الجامعة لكل الشعب على موقف ، فحقيقة هذه العقلية هي بأنها تستحضر ما تستظرفه من الماضي الغائر في القدم ، وتلبس لباسه ، وتنشىء به انفصالية عن أداء الدور مع الآخرين في عملية التحرير ، ايغالا منها في أنها وحدها ، وبما تحمله من ألفاظ وشعارات ، هي الحل لمشكلات الواقع ، وفي حقيقتها لا تقدم حلا لأي شيء ، فليس لديها سوى كلمات متقاطعة ، لا تشكل جملة مفيدة في أي حل صحيح لأي اشكالية ، من اشكاليات الحرية . فثمة عقلية كهذه غارقة بما تسديه على ذاتها ، من أوصاف صاحبة الجلالة ، وبأنها الصحيح ، وفي الحقيقة هذا الصحيح الذي لا وجه له في صحة ، بل هو بعينه يزيد البحث عن الحل الصحيح لأشكاليات الواقع تعقيدا ، ويزيد في القدرة ضعفا ، يتباعد بها عن مقدرتها على تحقيق آمال معلقة عليها ، فالجماهير مطالبة بالخروج من ابتساماتها ، الى محاسبة هذه العقلية ، لتبلغ بها الرشاد ، أي أن تخرجها من مراهقتها الفكرية . ففي الوقت الذي فيه ، لا يزال الامكان منتصب القامة ، تحت أجنحة الآمال يمشي مختالا في الوعي ، وفي الألفاظ ، ويود لو يكون ممكنا ، لا فائدة من الاستنقاع بين الامكان والممكن . فالى هنا ولا الى هناك ، انما يفيض بالضرر لا بالنفع على القضية . فجملة الروح الهائمة على بحار من العجز والآلام ، وتحت سحب تمطر رجاء وأحزانا .. كنا وسوف نكون ، تستدعي صور قدرة كانت ومن أقاموها ، من داخل الكتب والقبور ، لكنهم مكانهم ، بما فعلوا في الماضي يبقون ، ولا يأتون ، لكن ذكراهم ، وما تستبقيه في بيولوجيا من يستدعونهم ، تبعث على الامكان الذي يلزمه ابتعاث الارادة ، وحشد الامكانيات ، ووعي يتفاعل مع الواقع ، بحال يبعث على نشأة جديدة لظروف تهيء له أن يكون ، وليس كنا وسوف نكون بحالها ، بانقطاعها عن كل صلاتها بواقع ، وحدها في الخطاب كافية ، لاحداث تغيير في ظروف لا تقيم للامكان قوائم يقوم عليها ، لكي يستحيل الى ممكن . بل القطيعة مع الواقع ، بتأصيل الفرار من مسؤوليات تلح وتستصرخ ، باغراق الناس بملفوظات تفور النفوس ، وتعينها على الهروب من كوابيس ظروفها الى ما كان ، وليس له أثر في واقع الحال ، بذاته البناء لقيود معنوية تقيمها الألفاظ للارادات ، وتزجها في وعي انفصالي يفصلها عن ظروفها ، فترى الناس غارقين في ألفاظ تسبح في ماض ، ولا يجتمعون على ارادة تبدل في ظروفهم ، فلا هم يفلتون من آمالهم في التغيير ، ولا هم يكفون عن دلق المرارة في صدورهم ، فكيف تأتى للألفاظ أن تزج أناسا في سجن معنوي بعيدا عن خدمة آمالهم ، في وقت لا يأل الاحتلال جهدا في زج أبناء الوطن في السجن استبعادا لهم عن العمل على طرده . فالامكان لا يتأتى بهرب من ابداع مستلزمات الضرورات ، التي يستوجبها البذل الممتد ، من تبديل في ظروف قائمة الى قيامة ظروف ، بها ينشأ الفعل الذي هو أصبحنا . كذلك نسخ ماض غائر في القدم ، على حاضر لكي يصبح مستقبلا هي عملية لفظية ، تستدعي ما لايستدعى ، وتدعي ما لا يجوز ، وكل قسر لقول على حال ليس له ، لا يستوي على تحول مقبول . وليس الرأي أو الحكم المتصل بظرف كان ، هو حكم يمكن اصداره بشأن ظروف قائمة ، فمعرفة الظروف بما بها من متغيرات هي مناط نشأة الرأي المتصل، ببحث عن حل لاشكالية في هذه الظروف . فالتغيير في الواقع ، بتقريب فجر الحرية ، بارغام الاستعمار على الرحيل عن الأرض ، هو بعينه نتاج القدرة التي تزحزح الاستعمار عن مواقعه ، موقعا تلو آخر ، وهذا الاقتضاء الذي يغدو حقيقة التغير في الظروف ، هو بالضرورة نتاج الوعي الذي يسير ارادة الجماهير بفاعلية تؤدي اليه . ما يقرر بأن مرحلة التحرر ، من الاستعمار لها ضروراتها التي تنبثق منها املاءاتها ، التي تستدعي الوعي ، الذي يوظف العلم والثقافة في استجماع القدرة ، بكل مكوناتها المحلية والعالمية ، في صياغة حتم ، يحكم الظروف ، في الاتجاه الصاعد بعملية تاريخية ، تقدم عليها الارادة ، وتسعى بها الى انتاج ظروف الميلاد للدولة على الخريطة السياسية للعالم . فالحرية للوطن ، هو شعار المرحلة ، فما زال تحت الاحتلال . وطالما أن الارادة الاستعمارية لم ترغمها ارادة على الرحيل ، وطالما هي تعربد ، وتفعل ما تشاء .. تطارد من تشاء ، وتستوطن أين تشاء ، وتغتال من تشاء ، وتودع السجن من تشاء ، فمشيئة الاحتلال هي التي تشاء ، فكيف ومتى اذا شاءت ، لا تستطيع أن تنفذ مشيئتها ، هو بعينه سؤال الوحدة الوطنية ، وسؤال القدرة ، فوظيفة الوحدة هي هذه القدرة ، التي بها تستطيع الجماهير أن تشاء ما لا يشاء الاحتلال ، وبهذه القدرة تستطيع تفكيك الاحتلال ، فمتى وكيف تغدو الوحدة الوطنية الصهريج العظيم الذي في نطاقه تنصهر الطاقات ، ولا شاغل لها سوى انتاج القدرة والمضاعفة الدائمة في طاقاتها وتوظيفها ، وكيف تغدو السياسة آلية التوظيف لهذه القدرة ، ومتى يكون الوعي على قدر المرحلة . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|