ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
[ بـ أقْلامِ الآخَرين .. كَلماتٌ ذات وقعْ ] |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() عِشت في الدنيا أميراً كل أمر لي مُطاع ! منزلٌ … أهلٌ … وصحبٌ … والملاهي لي تُباع ! زُمرَة قُدسية … لي تَصونُ من الضّياع ! كم عبِثنا … كم ضحِكنا … كم لعبنا بالشمُوع ! كم هدمنا … كم بنينا … من تراكِيبِ القِلاع ! كُلُّ حلوىً ذقتها … وجَريت مَسروراً بها … ما عَدَا حَلوى الدُّمُوع ! . . كم كُنتُ أسمعُ شَيخنا … يحكي لنا … عن طعم هاتِيك الدموع ! عن ما تسبِّبه لنا … من حين تبدأ بالشرُوع ! فذهبت متجها لـ بابا … بابا … بابا … هلاّ شريت لي الدموع !؟ دَمعاً ولكن … لا كأمثال الدموع ! إني اشتَهيتُ مذَاقها … إني سمعت ُ حِكايَةً … عن طعم هاتِيك الدموع ! عن ما تُسبِّبُه لنا … مِن حِينِ تبدأ بالشروع ! فتَبسم الكهلُ الفطينُ … وضمّني … أهدى جبيني قُبلة … مزجت بإطراقٍ خَشُوع ! يا والدي … ما هذه ؟؟ قطراتُ ماء ؟؟ مسترسلاً ومجاوباً : هذي بني هي الدموع ! بفضول طفل هزني … مُدت له سبابتي … وأخذت بعض دموعه … لأسُوقَهَا سَوقاً لفِيَّ … فأنا أتوقُ لأن أذوقَ حلوىً لم أذقها … ! علّها حلوى الدموع !!! لكن … ! ببراءةٍ أطلقتُها … وبجرأةٍ مجّيتُها … يا والدي … يا والدي … حلوى دُمُوعِك مالحة …! هل هذهِ حلوى الدموع ؟!! فأجابَ ذاكَ الكهلُ صدقاً … دون كبرٍ أو خُضُوع ! هذي دُموع أي حبيبي … ليسَت بحلوى … ذي دُموع ! ما كُل دَمْعٍ طَعْمُهُ … يُكنَى لهُ : "حَلْوَى الدُّمُوْع " !!! قاطعتُه مُتعجِّلاً … مُتأفِّفاً مُتذمِّراً … ومتَى أرَى حلوى الدموع ؟؟؟ ومتى أحلِّي مَبْسَمِي … بمذاقِها من غير جوع ؟؟؟ مَسَحَ الحبيبُ دُمُوعَه … ومَضَى يقول : صَبراً … حَتْماً بُنيَّ … سَتذُوقُها … سَتذُوقُها إن ضَاقِتِ الدُّنيَا عَليك … أو ساقت المكروه فيك … سَيقُودُك الإحسَاسُ يَوماً صَوْبها … وتَذوقَ يوماً حُلوَها … لكن تذكَّرني إذا … خَطَّت بخدَّيكّ الدموع ! . . ومضى الزمانُ ولم أذُق … حلوىً … ولاَ حلوى الدموع !!! أبكِي … نعم ! حزني يغطِّيني … نعم ! دمعي تحدَّرَ مِن عُيُوني … ذُقتُ الدُّموع بملحها … بمرارها … وتقَاطَرت مِني كسَيل ! وتأزّمت حالي … وضاقت دنيتي … وبقيت أهفُو صوبَ حلوىً لم أذُقها … ! إنها حلوى الدموع !!! . . في كُربة دَهمَاء عشتُ … في ليلةٍ ظلمـاءَ كنتُ … كل ما فيها يروع ! وُئِدَ الأمَل … ضَاقَ الفضاءُ عليَّ مِن كلِّ الجِهَات … لم يبقَ لي في المجدِ غيرُ الذّكرَيات ! همتي تتضعضع … ونفسي من همي تتقعقع … شيء هناك يؤزُّني … في داخلي ويهزُّني … كفي بدَت بالإرتِفَاع ! صَدرِي يئِنُّ مِنَ الأسَى … والنارُ توقدُ في الضلوع ! نادَيتُ مِن جَوفِ الحشَا … والوَجهُ تكسُوهُ الدُّمُوع ! يا رَبِّ … يا رَبِّ … عبدُك طامعٌ في رحمتك … لا لستُ في تِلكُم قَنُوع ! يا ربِّ واشرَح خَاطِرِي … إني لإنسان جَزُوع ! بَدأت جُنُوبي ترتجف … أيضاً وتنهمر الدموع ! من خشيةِ الرَّحمنِ … ساقِي … لم تعُد تقوى الوقوف … فَسَقَطْتُ أبكِي … خاشِعاً … والكونُ يَغْشَاهُ الرُّكُوع ! لكأنَّما ربي أمَامِي … يُنادِي … يا عِبَادِي … هل مِنكمُ ينوِي الرُّجُوع ؟؟ فصَرختُ صَرخَةَ تائبٍ … متألمٍ … متحسرٍ … قد عَادَهُ ذُل الخضُوع ! غفرانك اللهم تبت !!! غفرانك اللهم تبت !!! غفرانك اللهم تبت !!! واغفِر إِلهي للذِي … قد كَان يلهمُنِي الرُّجُوع ! ذاك الذي قَد دلَّني … يوماً إلى حلوى الدموع ! وبَدأتُ أذرِف أدمعاً … ويحقُّ لي سَكبُ الدموع ! إني شَعرتُ بِطَعمِها … في الروحِ … والعينينِ … في القلبِ المنوع ! هي هذه حلوى الدموع !!! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الل عليه وسلم: ( لا يلج النار رجل بكى من خشية النار حتى يعود اللبن في الضرع ...) * من أقرب الخواطر الى قلبي واحفظها عن ظهر قلب منذ خمس سنوات ولازلت أحبها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|