ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى المناسبات. | ||
يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟ |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() السماء ذات الحبك
بقلم : محمد يوسف جبارين (ابوسامح) .. أم الفحم .. فلسطين قراءة متبصرة ، في حركة مجرة درب التبانة ، عبر الفضاء الكوني ، وما تشمله من حركات نجوم وكوكب ، وغيوم من مواد مختلفة في عناصرها ومبانيها ، تكشف لنا ، عن أنه ما من نجم أو كوكب تابع لهذه المجرة ، الا وله مسار أو فلك يسبح فيه . أكثر من ذلك اندفاع المجرة عبر الكون ، يدل على أن ذلك النجم ، أو ذلك الكوكب انما يستمر في حركته الدورانية ، خلال اندفاعه مع المجرة عبر الكون . ولأن مجرتنا تدور حول نفسها ، خلال اندفاعها عبر الكون ، فان هذا الكلام ، ينطبق على أي جزء ، من مادة تابعة للمجرة ، ولأن المجرات كلها تدور حول نفسها خلال اندفاعها عبر الكون ، ولأن المشاهدات الفلكية تقول لنا ، بأنه ان كانت هناك مادة في هذا الكون ، فان لها فلك أو مسار تسبح فيه ، اذن فلا وجود لمادة ساكنة في الكون ، وذلك بالطبع بالنسبة لخلفية هذا الكون . اذن انتفاء السكونية ، يقتضي تلازما بين المادة والحركة ، ثم ان الحديث عن حركة المادة ، يقتضي الحديث عن أفلاكها ( مساراتها) ، فاذا استبدلنا كلمة الكون بكلمة السماء( كل ما علاك فأظلك فهو سماء لك ، فهذا هو معنى كلمة سماء على اطلاقها ) ، فان هذا الكون أو هذه السماء ، انما هي ذات الطرائق . أي أنه لكل مادة في هذه السماء طريقة أو فلك تسبح فيه . ثم اذا بحثنا عن أشكال هذه الطرائق ، أو هذه الأفلاك التي تسبح فيها المادة الكونية الموجودة في هذه السماء ، وجدناها محبوكة وذلك بالنسبة لخلفية الكون ، فمثلا القمر يجري في مساره حول الأرض ، في وقت يجري هو والأرض ، كل في طريقه حول الشمس ، ويحدث هذا في نفس الوقت الذي يجري فيه ، كل من القمر والأرض والشمس ، حول مركز مجرة درب التبانة .. في وقت تجري فيه هذه المجرة عبر الكون ، ولذلك نقول بأن مسار كل من القمر أو الأرض أو الشمس ، انما هو محبوك بالنسبة لخلفية الكون ، ومن حيث أن فكرتنا عن الكون تؤكد لنا بأن كافة النجوم وكافة الكواكب ، بل كل مادة في هذا الكون ، انما هي تجري في مسار محبوك بالنسبة لخلفية الكون . لذلك هذا الكون أو هذه السماء ، انما هي السماء ذات الطرائق ، أو على الأصح نقول ذات الحبك ، فاذا كانت هناك سبع سموات ، أو كانت هناك أكوان أخرى غير كوننا هذا ، الذي نعنيه عندما ننطق كلمة الكون ، فمن الجائز أن تكون ( ذات الحبك ) صفة تمتاز بها هذه السماء عن غيرها ، من السموات السبعة ، التي لا نعلم عنها ، غير التصديق بوجودها . فتعال بنا نتذكر الآية الكريمة (( والسماء ذات الحبك .. آية 7 الذاريات )) ، ونحن نحاول أن نتصور ، أو نرسم طرائق أو مسارات نجوم ، أو مواد سابحة في الفضاء ، بالنسبة لخلفية هذا الكون أو هذه السماء . |
#2
|
|||
|
|||
![]() يارب أكون أنا بس يحتاج شوية مجهود
|
#3
|
|||
|
|||
![]() والله فكرة رائعة تستحق بذل الجهد من اجلها وان شاء الله سنسعى لتحقيق الغاية من الفكرة نحن وجميع الاعضاء باذن الله
مشكوووووووور اخوي ويعطيك العافيه |
#4
|
|||
|
|||
![]() رمي الجمار
بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح) ..أم الفحم ..فلسطين الحجارة أغنية الحياة عند بوابة المخيم ، بها تتغنى ارادة الحياة وتحقق ذاتها ، وتؤكد اصرارها على حقها في السيادة على أرضها ، وعلى ادارة دفة المصير في ربوع هذه الأرض الطيبة . الحجارة كانت أداة ابراهيم ( أبو الأنبياء ) عليه السلام ، لما صدى بها للشيطان الذي راح يعترض طريق ارادة الحق ونزوعها نحو الفداء ، والحجارة اليوم في أرض الاسراء والمعراج أداة الارادة الفلسطينية الواعية والفاعلة في اتجاه الحق والخير والمجد والسؤدد . لقد كان رمي الجمار نموذجا جهاديا تطبقيا ، بدأ تطبيقه بأبي الانبياء ، ليدخل الرمي للجمار في العقيدة الاسلامية ، وينمو في العقلية المؤمنة ضرورة تقتضيها سطوة الحق في الحياة الدنيا ، والزاما يتحتم على المسلم نفاذه جهدا يبذله في فعل المقاومة والتصدي للظلم والعصف والقهر والاستبداد ، ولكل محاولة اعتداء من جانب الشيطان على حرية الارادة المؤمنة بحقها في ممارسة ايمانها بعدالة قضيتها . وما تداخل رمي الجمار في ركن أصيل من أركان الاسلام وهو الحج الا ليكون الرمي فعلا عقائديا أصيلا واجب النفاذ صونا للشرف الانساني ، وحفظا للاتجاه بالحياة وطاقاتها المادية والفكرية الكامنة فيها نحو الحق والعدل والحرية ، وذلك كله انما يقتضي بالضرورة توفير أداة الرمي ، ومن ثم الرمي حتى يتم للمسلمين دحر الشيطان وفلول ظلامه وظلماته التي تزحف واياه ومن حوله ومن خالفه . وأما أداء حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمرات، فذلك تكرار الفعل الذي يجعل من معاني الفعل اياه تستطرق في أفعال المؤمنين عبر الزمان ، وفي كل مكان يتوجب فيه الصدام مع الشيطان . وما تكرارية الأداء الجماهيري لرمي الجمرات ، الا وتعني وجوب استجابة الجماهير الشعبية المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها وانبعاثها ، بكل طاقاتها في اتجاه واحد نحو بذل طاقاتها في أفعال جهادية تتساند في فعل واحد هو فعل المقاومة الضارية لعدو الاسلام والمسلمين . وليست النكوصية في الذود عن حياض الأوطان الا دليل عجز عن استحضار المعاني العظيمة لرمي الجمار . وهي المعاني التي يتوجب توظيفها في السلوك الانساني الهادف الى تدمير العلاقات الظالمة داخل المجتمع ، والهادف أيضا الى توفير الأمن للجماعة الاسلامية ، وذلك من خلال سحق كل محاولة عدوانية شيطانية على هذه الجماعة أو على أوطانها . ان السلبية يا أيها الناس دليل غياب العزم الايماني على تنفيذ آيات القرآن الكريم فعلا جهاديا يرسم اطلالة الفجر الجديد كرامة وعزة وفخارا . ان رمي الجمار عمود من بين أعمدة متينة يقوم عليها بنيان المدرسة الجهادية في الاسلام . وهي مدرسة عظيمة ، تخرج منها رجال ونساء ، جعلوا الحرية تهب من قلب القرآن الكريم لتصدح في مشارق الأرض ومغاربها عدلا وخيرا وسعادة ، فها هو أبو بكر يدفع بجند الله في كل اتجاه والى فلسطين ويدنو من عمرو بن العاص يقول له ( كن عادلا واقلع عن الشر والظلم فالامة التي لا تحكم بالعدل لا يمكن أن تفلح وتنتصر على أعدائها ) ، ويأتي عمرو غزة ويطرد الاستعمار الأجنبي منها ويثبت راية الاسلام فوق ربوعها . واسألوا قيسارية عن جند الله وعن معاوية ، واذكروا شرحبيل بن حسنة جيدا في كل حين تذكرون فيه بيسان ، ولا تنسوا يبوس ، أورسالم ، مدينة سالم ، أول الموحدين بالله في هذه المدينة التي يكاد يكون ترابها من لحوم الرجال .. وتسألون ما يبوس ، ومن بناها ، أقول لكم اليبوسيون هم من وضعوا أول حجر في بنيانها ، فهي لنا ، كلها لنا . هي بيت المقدس ، وهي ايلياء وهي القدس حبيبة المسلمين . بين أحضانها يتربع المسجد ، ومن أحضانه عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء ، ومن حب الله وحبها انبثق الوفاء والعطاء والفداء . فهذا شيخنا حسن سلامة عانقت روحه الطاهرة روح الشيخ عبد القادر الحسيني حبا في الله ومن أجل حياة العزة والفخار على أرضها ، وهذا أبو عبيدة وعمر بن الخطاب وصلاح الدين كل يدق على أبوابها ، وانظروا هذا سيف الدولة يتصدى للغزوات الأوروبية ويظل يصول ويجول من أجلها . وفي يعبد قف يا مسلم واقرأ الفاتحة على روح الشهيد الشيخ عز الدين القسام فعلى ترابها الغالي فاضت روحه وهو يقاتل الاستعمار البريطاني . وقالوا مات ، لكن الشهداء عند ربهم يرزقون . وكان تم في زمان عمر تطهير أرض فلسطين من الشيطان وزمرته ، وجعل الفاروق علقمة بن حكيم على نصف فلسطين وأسكنه الرملة ، وجعل علقمة بن مجزز على نصفها الآخر وأسكنه ايلياء . وقامت دولة فلسطين ترفرف فوق ربوعها رايات الاسلام وتعمر فيوضات الانسانية العلاقات بين الناس ، وتغني نسائم الحياة العدل والحرية . وكانت الحرية السياسية ميزة أساسية يمتاز بها نظام الحكم ، وكانت الحرية الاجتماعية تأصيلا حقيقيا ومباشرا للممارسات الاسلامية لأبناء فلسطين .. واليوم وفي هذا الزمان الأغبر نجد الشيطان يتساءل كيف ومتى كان للعرب وللمسلمين دولة في فلسطين . ولا يجب أن ننسى حنظلة وهو يقول : ( أنا حنظلة من مخيم عين الحلوة أبي من فلسطين .. وعد شرف أن أظل مخلصا لقضيتي وفيا لها ) ، فأبواب عين الحلوة وشوارعها وبيوتها ، تحكي لك كلها ملحمة الخلود ، ملحمة البطولة والاستشهاد ، التي قادها الشيخ الحاج ابراهيم امام مسجد عين الحلوة ..وفي زمن كان فيه الفلسطينيون يجتاحون الاجتياح الاسرائيلي للبنان ، وكانت معارك المقاومة الفلسطينية في عين الحلوة ضارية ، وكان الشيخ ابراهيم نموذجا جهاديا أصيلا ومتألقا للقائد الذي يعرف الحق والحقيقة ولا يساوم ، ويرتضي الجنة يدخلها من باب الاستشهاد ، ولا يرتضي لأطفال فلسطين في عين الحلوة الا المقاومة حتى الرمق الأخير من الحياة ليكون اللقاء في الجنة . وليتحطم صلف العدوان على الانسانية ، ولتنغرس عين الحلوة وبطولاتها في أعماق الفقراء والمحرومين من أبناء فلسطين ، ولتتوحد الآلام والدماء الزكية الطاهرة التي سالت من جراحات فلسطينية في كل بقاع العالم لتتصاعد كلها بابن فلسطين نحو الثورة على الظلم . وتعود تلك الدماء تعانق دماء الأحرار من أبناء فلسطين في شوارع المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية في الضفة والقطاع . فسيل الدم قد طوى الخوف ودمره وحقق للانسان الفلسطيني ارتقاءه روحيا في ذاته كان له كنزا لا يفنى وقوة دافعة جعلته ينتفض كما الآساد الضواري ليدخل حربا شعبية ضارية ضد الاحتلال الصهيوني ..وكلما دخل شهيد الجنة زادت دماؤه العزم مضاء والايمان رسوخا وفعل المقاومة طاقة يبذلها الأحرار في الاصرار على تحقيق الاستقلال الوطني ، فهكذا زادت مواكب الشهداء شعلة الحرية ضياء ، فاذكروهم جميعا ، اذكروا أبا جهاد وأبا اياد ويحيى عياش ، ....، فكلهم في جملة الاصرار على الحرية التي صدح بها سيد الشهداء ياسر عرفات وهو منتصب القامة على تراب فلسطين وعيناه تنبسط صوب القدس ، وهو يهتف بالجموع الشعبية " على القدس رايحين شهداء بالملايين " . وليس عجبا أن يكون هناك من الناس من يدافع عن حريته وانسانيته ، ولكن العجب كل العجب والغرابة كل الغرابة أن يكون هناك حيوان مفترس في شكل ابن آدم يمارس العدوان على الآخرين ويزعم لنفسه وأمام الناس أنه من بني الانسان . ولا تقل لي بأن هناك أكثر بشاعة من الاستعمار الاستيطاني ، وذلك لأن هذا الاحتلال يستهدف فرض السيادة على الأرض واستلاب الانسان جهده وحياته ، كأنما قوانين الوحوش في الغاب هي دستوره خلال تعامله مع الآخرين ، فلا عرف التاريخ بشاعة بمثل بشاعة هذا النوع من الاحتلال ، ولا ألد عداء للانسانية من الاحتلال عدو الحرية ، فاذا كان الاحتلال ، انتفت الحريات كلها وأصبحت الانسانية معذبة مهددة بالزوال ، فاذا قامت ارادة الانسان بدور الوفاء للانسانية فلا أقل من الحجارة ترمي بها أعداء الحرية وأعداء الانسانية ، وأعداء الحياة العزيزة الكريمة . |
#5
|
|||
|
|||
![]() اخي محمد يوسف انا وهناك الملايين يحزنون لألم فلسطين،ولكن انا هنا سأحكي مافي قلبي...كلما ذكر فلسطين احس بالحزن وبأني اعيش في ضعف،كلما رايت برامج وثائقي عن فلسطين الحبيبة،ابكي وتدمع عيني.ولهذا اذا اردت رؤية برنامج عن فلسطين اكون لوحدي...وفلسطين ستعود ان شاء الله لكن اذا غابت شمس حياتي ولم ارى فسأشعر بالحزن.........اللهم احفظ اهل فلسطين واحميهم وتقبل شهدائهم في عليين
|
#6
|
|||
|
|||
![]() محمود درويش .. وسقطت قربك فالتقطني ...
بقلم: محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين استعاره الفجر للعزة أجنحة يحلق بها ، فأبقى القصيدة نهر حب ، يتدفق في عروق الوطن بأعز وفاء ، واستراح له الكلم يرسم به أجمل وقع للألحان في نفوس الشرفاء ، فبدا مثل مهرجان الشمس ساعة شروقها، يكتب على الليل فرارا من عند أقدام الضياء ، وتدفق سيرة حب وعطرا يسكبه، يروي نبات الحرية ، ليعلو الغناء أعلى فأعلى في ابداع صناعة النهار .. الوطن قصيدة حب ، أجاد رسمها ، وما كان لغيره أن يبزه في رسهما . هو الوطن والوطن يجري في دمائه ، وفي عقله وشعوره ورسمه ، هو الرسم والرسام والنغم والناي وشدو العصفور على فنن ، يتمايل بنسائم حرية تتهادى في وقعها ، كما الآمال والأحلام، في عشق الأحرار لحرية الأوطان ، هو محمود ، فكل يحمده حمدا يفيض بحب الحامد ، لحرية وطن تغنى به وشدى محمود، كما الطير محلقا بحرية في فضاء حياة ، هي الحلم الراسخ في العائد بحب ، الى حب لينمو بحب هو الحب الخالد الباقي في الأزمان ... فكيف لا تذرف القصيدة دمعا ، وقد ودعنا محمود ، وكيف لا ينشج صدر الوطن حزنا ، وكيف لا تغدو عيناك يا ابن الحرية في فصل شتاء . أتراه الفجر يطل علينا هكذا ، من دون أن نكون له الكبد والسناء . فما مات من تحلى النهار بوفائه ، وأعاد لوقع الخطى ، كبرياء الكرامة ، في أعز عطاء . ولا فارق القلب قلبا ثوى اليه في أجمل رسم عرفته ذاكرة الوفاء . ولا خفق القلب بغير ما فيه من دم ، ولا رفت أعصاب حرية ، الا بما مدها القلب من دماء . فهذه نسائم الحرية استعارت ألحانها من كلماته ، وهذه ديمومية البذل تتدفق بسيرته من بناء الى بناء . هي الأحزان جاءت ، أقبلت وتربعت على ضفاف الآلام ، وقد ارتفع صوتها في كل دروبنا ، من كثرة ما ينزف منها من الدماء . ، وقد شاءوا ، أن تكون لنا ، الانطواء والعماء والغباء ..تعمى بها البصائر وتتغابى ، فلا ترى الآفاق ، ولا ما بها من سناء .. وأطل من قلب الجراح قلب بالغناء ، يوقد فينا جذوة الأمل وعزيمة الصبر ، ووهج الحرية في الكفاح ، وارتفع محمود بالقصيد ماجدا ، يومض له المجد ألحانا يسكبها على جنبات الأمل أصدق وفاء في أغنيات شرابها حرية ، عذوبة الماء القراح ، على شفاه تشققت من شدة جوعها ، الى حبات ليمون تستنبتها في بيارة ليمون وبرتقال ، على شاطى هناك غادره القلب مجروحا، وظل الشوق يغني به دورة الحق الذي لن يضيع مع تعاقب الأجيال .. عائدون بالقصيدة لنكتبها قصة حضارة كانت وتكون .. نعبر جسر العودة بملء المعنى في عودة الأطيار الى أعشاشها ، ونكتب حكايتنا ، كنا هنا ، والى هنا نحن نعود ، الى هنا ، الى هنا، ليس لنا غير هنا أن نكون ، أصاب أشجارنا صيب ، وها نحن تجددنا ، عدنا ، برغم كل صيب جاء يمزق في الأشجار ، لكي لا تبقى وتدوم . بقاء عانق الخلود ، فلا تسأل كيف يديم الخلود في بقاء، مجدا يتجدد فلا يزول ، كنا هنا وعدنا الى هنا .. وأما هم فقد عبروا ، بعنفوان القصيدة عبروا ، رقصوا على جراحنا ، ومروا . العابرون سواد ليل يمر ويزيله نهار قصيدة تطل بكل عنفوان الاصرار على تجديد الوجود .. ايه يا محمود يا كلمة الوطن ينطقها بكل كبرياء العزيمة التي لا تبور ..هي الكلمات وطن الوطن ينطق بالوطن، بأن العودة آمال تسيل على جنباتها الآلام والدماء ، فرسم الحكاية بعز يكتب قصيدة شوق ملتزم ببذل، يعيد كتابة السيرة الأولى للمكان والانسان ، في جدلية صراع ..لا مفر كان وكائن وآت .. فعند الآفاق آمال ، سناها يبرق لكل ذكاء في قلب ، يريد حياة الحرية في الحياة ، ويقيم في صدره للآمال عشا به حياة عطشى الى وطن حر يطل عليه الربيع ، في أبهى رداء. . تذيب الأحزان كل حر في صدقها ، وذلك لكي تقوى يد الحرية به ، فتشق به نهر الحياة . فما هاج حب الأوطان في حنايا نفس ، الا وارتقى بها الى أعلى فأعلى في أرفع وأسمى ارتقاء ، هو محمود درويش فينا ، قصيدة حب العطاء والفداء ، هو الصدق في الأغنيات ، هو الوطن في أنشودة الحياة ، هو الصحيح فينا ، هو كينونة حق في كوامن وجودنا النازع بنا أبدا، الى تنقية النهار من كل ما ألم به ، من شوائب تثقل علينا في هذا الزمان ، هو نحن الآتون من أعماق واجب ينادي عليه محمود في شعره ، بكل بديع القول الذي لا يرقى اليه نداء ، هو القادم الذي نريد أن نكونه ، هو القصيدة التي علينا أن نكتبها بكلماته التي أبقاها لنا مسار حياة ، هو الحي الذي نلقاه أبدا في عطر الكلمات ، ساعة البذل في استخراج الأمل ورفع بنيانه، في فعل يسكب القصيدة وقودا يتلألأ بها وجه النهار . فهل نبكي محمود أم نبكي أنفسنا ، فلم يزل بوقع خطاه ماثلا أمامنا، بين أعيننا ، لم تنزل قصيدة من بين رموش قلب عاشق للألحان ، فلم يزل وقع القصيدة يلح هيا الى حقك في الحياة أيها الأنسان ، فهو الدليل الذي لم يزل دوره فينا ، بديعا في أدائه الدور ، الذي يهتف هيا الى وطن ينادي عليك .. هيا قم فلبي النداء .. فلا غير زغرودة ملؤها الحب الذي مشى في قصيدته حياة لم تزل واجبا أن تقام على ضفاف شوق يجوب شعره دفعا لأبناء شعبه الى الأمام ، نخيلا في وجه رياح تمر ..عابرة .. تعبر عبورا مؤلما ..لكنها تمر .. تلوي عنق سيرها صلابة شموخ النخيل المتحرك بكبرياء وعي بحق، في قصيدته ، فلا تدع دموع الوطن على قصيدة الوطن تأخذ من وطن القصيدة كل ماء وارادة ، ولا تترك البكاء يبعث فيك الجفاف ، فقصيدته لم تزل منهجا ، ومن حق الوطن على عاشق الوطن أن يكون اليها الوفاء ، فهي الحرية للمكان ، والحرية للانسان ، هي اعادة خلق وبناء ، هي الواجب الذي تغسله دموع الوفاء حين الوفاء . فما مات من أبقى القصيدة حياة تنمو بها الحرية في ضلوع شعب، ماء وجوده عزة واباء ، ولا غاب عن الحرية من كان على موعد معها ، كل صباح .. هو يسري في وعي كل حر ، فكيف تراه غاب ، وهو الحاضر في ضياء القول وفي اشراقة فعل الحرية على الديار .. وهو انشودة الحرية للبر والبحر والماء والهواء ، هو في ذاكرة الأرض عائد الى بيارة برتقال .. الى أصص الورد في شرفات يكلله الندى ، تاج حرية وفخار ، وغدا نتلو قصيدته عند شاطىء ليس بعده غير الغناء ، فقصيدته شراب العشق لحياة في وطن طال شوقه الى النهار ... astrosameh@Gmail.com |
#7
|
|||
|
|||
![]() شفاء
بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح )..أم الفحم ..فلسطين شفاء سنديانة شبت في نضال وأروت ببذلها المكان نضالا . تعافت كلما بذلت جهدها، وغنت عتابا كلما زادها النضال شقاء. شربت الآمال من عيون نضال، وسكبت منها في المكان ألحانا. قالت ويدها تنزف دما ، لا كانت شفاء، ان لم تكن نضالا، ولا كان الدم ذا قيمة، اذا لم يكن للأوطان أسوار. تلك الطائرة جاءت تقتلنها ، فهل نبوس على يديها شكرانا ، وهذه دبابات جاءت تحصدنا، فهل نرقص لها، ونغني عتابا، وهذه جرافات تمزق زرعنا، أفنبسط رموشنا لها بساطا، وهناك الأعراب والغفلة والتلفاز، والذبح فينا أشكالا وألوانا ، يفصفصون كل حكاية وقافية ، ويمرون على ذبحنا لماما .يتمرمرون وما بهم من نخوة، ولا كأن الشهامة ذاقت لهم دماء، كأن الدم العربي، لم يكن سعدا، ولا معاوية، ولا معتصما ولا ناصرا عربا . يمرون على موت أطفالنا كل يوم، وكأن الموت لن يطال منهم أحدا. لقد قعد الموت للعرب في مفاصلهم، ولا ليقرأ السلام عليهم صبحا ومساءً، ولا ليترك ربيعا لهم في أرضهم ، لا ، فلا غير الخرائب مراتع وملاعب . ذلك الموت ما جاء بغير ما به ، فلا سلامة لحمامة تقول سلاما .فاذا رفرف الحمام بجناحيه سلاما، تصيدته النار ومزقته أشلاء.. يا باحثا عن سلام الشجعان ابحث عن الشجاعة ، قبل أن تقول سلاما ، واحرص على نفسك من غدر، فبين حروف السلام ناب تنفث سما زعافا. ما حط الجراد في زرع، كي يقيم مع الزرع سلاما، ولا القنابل حين تمزق بيتا تريد له بعد خرابه بناء، ولا الصواريخ وهي تمزق قلوبا تريد لها غير القبور مكانا، ولا الجرافة وهي تحصد الأشجار بأسنانها تريد لها بعد اليبس أن تعود طعاما. ولا من أشبع رغيف الخبز رصاصا، يضيف اليه سمسما ونعناعا ، ولا من أرغم النساء أن يلدن على الحاجز يريد لهن غير المذلة وساما .ولا من استوطن أرضا بعد تشريده أهلها، يريد لهم أن يعودوا لها سكانا. تمزقت قنينة الحليب ، وامتلأ فم الطفل بعد الحليب ترابا، وأسموا الطفل ارهابيا، والقنينة ارهابية، وشرب الحليب ارهابا . وزرعوا من الرصاصات عشرين في صدر ايمان ، وأسموا حقيبة المدرسة حزاما ناسفا ، ومشي الطفلة الى المدرسة ارهابا. سل عن شفاء ، تجدها في مفاصل التاريخ عزا وكرامة ، تجيد رسم التاريخ ، وتعرف كيف من الجفاف تصنع ماء ، ومن الجوع خبزا ، ومن الحصار صلابة تئد به الحصار. وتعرف كيف بدمها تخيط نضالا ، وكيف بأحزانها تؤثث للواقع آمالا، تشرب الحزن ويهيج الفكر به، ثم تسكبه في الارادة وقدا وهاجا ، كفرقد طارق ثاقب يطرق طريقه في الظلام ويصل أيان شاء. شفاء ما رف لها جفن من وجل ، ولا ناخت لأحزان .. في مآقيها السواقي ، ومواقد نار وبين الشفتين آهات تحدث بما في الصدر من غليان، وثابة النخوة تباريها دمعتها الى جرح والهمة تسبقها الى وفاء . كلما نزف لها جرح ، وقعد اليأس عند الأقدام ، تقيم للأمل عرسا ، وتغني عتابا ومواويل . وعند ذكرها كل شهيد ، فكأن الجرح واليأس جاءا يزرعا آمالا فهي ساقية الأمل، ترى وهي مثقلة بالقيود امكان فعل محفوف بمخاطر ، يبذر أملا مطوقا بأغلال، ولا تنثني عن أن في الشدائد وعيا وحكمة ، بهما يعرف الضعيف منابت قوته ، وكيف يقيم موقفا وقوة، يقلق لهما الأقوياء . وتحس بأنها فاصلة في التاريخ ، فما تفعله الآن يؤثر في مقدرة الأبناء غدا ، ففكرها منصب على اشتقاق قواعد الزمان القادم ، فعندها مسؤولية تاريخية ، فلا محل للتلقائية.. فما كان، يكون الآن، وما هو كائن يكون غدا، هو بعينه ركود، واضافة تتجدد في تضييع ما تبقى حتى الآن ، ففي قناعاتها بأنها ابنة أمة ، هي خير أمة أخرجت للناس ، لكنها تنظر في مئات السنين ، فترى بأن الحكم لم يتجاوز حكم العائلات ، وبأن الأمية التي جرت قرونا من الزمان ، استقرت على ما هيىء للأقوياء ، أن يأتوا ويسلبوا هذه الأمة ، كل خير وكل شرف ويدوسوا على كل كرامة. انها ترى الشقاء الذي تشقى ، نتاج تاريخ .. من فراغ في علوم الطبيعة ، وفراغ في القوة ، ما جعل الضعف خصوصية هذه المنطقة ، في مقابل قوة لا تقيم احتراما ، ولا قيمة ولا وزنا لهذه الأمة ، فتعبث بها وكأنها مائدة طعام ، فهكذا هي شفاء فكر من نضال يجوب الزمان والأحداث ، تفتش في الأسباب وتعزو الحدث الى أسبابه وتفهم ، لا تترك نأمة ولا همسة الا وتكورها ، وتنقب فيها ، تتأمل كل شيء ، وتشرب من أحزانه ، فحزن الحدث، بعض انتماء وفهم. وعند كل خراب ينزل في الديار، تغمغم، أواه منك يا زمان، أصبحت اللبؤة فيه بلا أنياب، وحين تكون في موكب شهيد أو في المقبرة تجمجم أواه منك يا ضعف ، فأنت فرصة القاتل الى قتلي؟ فأحداث المكان ملء وعيها، فانتماؤها جعلها خلاصة الحال. فحال المكان في حالها، وحالها في حاله، فهيبتها هيبته، ولغتها لغته، فأي تحول يحل في الحال ، يحل في تعابيرها فهي مرآة حاله. فأمطار الدماء التي هطلت من شرايين الأكباد ، اشعلت الحريق في أحشائها، ومشت رعدا في فرائصها، وتكلمت عن نفسها بتعابير وجهها، وبوقع خطاها، وبتهدج صوتها ، حين تكلمها وقد احمر بياض عينيها، وجفف الحزن الماء من شفتيها، فبدتا كسربين من قبور لما شاع بهما من شقوق، فكل شق باسط ذراعيه سائلا عن نضال. وكذلك شفاه المكان ، فعليها الوجع ينطق بأن نضال استخلاص شفاء بنفي وجع ، فجملة النضال استنبات جملة الشفاء بنفي جملة الوجع. واذا المكان ينزف، ورموش الكرامة دامعة، ونبضات العزة متيقظة، فشفاء ماطرة بالكرامة والدموع ، فسرعان ما يجلو البكاء يعاينه ويفصح عنها، بايماءات تعبيرية بارعة الدلالة، فهو بكاء مستنير ومتمرد، وبه انارة لسير تاريخ ، فهو يؤثث لمنهج يمشي عليه نضال الى شفاء، فثمة ثورة تتكلم باسمها دمعة ، أي أن دموع شفاء حين تتكلم، فكلامها جمال مستغرف من جمال بكاء راشد، يرشد الارادة الى نضال، وكأن دمعتها رسالة حرة مخطوطة بدماء ثورة ، فهي تستسقي الأمل وتسقيه ، تؤمل وهي حزينة ، وتبطن عاصفة اذا عضها جرح، وتحس الجرح، وتقرأ في حسها، وتقول: لو أن اسباب الجرح تعود الى الغريب لناديت يا عروبة، ذاك الغريب ينال مني لكن العروبة في سبات، وعلى رؤوسها غربان، تملأ كرسيها من أنفاس الغريب، فالى زنودي اشدد ركاب عقلي، فهي عضلات جلدي وأسواري، وبها يستيقظ النيام من نومهم، ويخرج الغافل من النعاس . وتدور بعينيها في المكان، وتقول في نفسها، أما عرف العرب بأن التراب وديعة الاستمرار في الأرض؟! ، ثم تحدق في الحجارة اذ تراها شاخصة اليها، فتقرأ في وجومها حزنا يكلم حزنها ، وتملأ رئتيها من الهواء، فتحسه يكلمها، فتعرف بأن به زعلاً على من ماتوا، وكانوا يمدونه بقيمته، وتفهم بأنه يتمنى لو أن به اختيارًا، فما كان يدع غرباء يركبونه ليتصيدوا أبناء المكان، واذ هي على هذا الحال، تتنبه الى نداء من كل جماد ونبات يودع في وعيها، بأنه مخلوق لها ، فهو جمالها الذي عليها أن تحرسه بجمال أفعالها. ويتداخل النداء، بنداء آخر تفوح منه رائحة عطر ، تنم على عبق الشهداء ، وتتذكر شفاء الذين ثووا الى داخل التراب، وتفطن لأول مرة بأن القبر قلب الحياة ، فهو النابض بها، ولولاه لكانت الحياة بشكل آخر، غير هذا الذي تعرفه الآن. فالقبر اذا هو حضن دافىء يغرب كابوس الاحتلال، ويتنفس المكان أنفاس العافية، التي غابت عنه منذ بدء الاحتلال. وها هي القبور حركة وعي ، في داخل حرية متحركة في حياة المكان. وحركة الوعي هذه مضافة في تفكيك أغلال الحياة ، فالمقبرة جذور الحياة النابتة في البقاء، والناطقة بأن الشهداء أقوى الأعمدة لبيوت الكرامة في الحياة. ولأن الحياة بعمق هذا الرحم في البقاء، ولأن الديمومة بكرامة في المكان، لها عقل وقلب ورحم مثل شفاء. ولأن الأحبة، وهم في قبورهم، لهم دورهم في اذكاء شعلة الحرية في الحياة . فلقد هجمت الصواريخ على كل ما له صلة بشفاء، ونزلت على الأحياء والأموات، وأنذرت من في القبور كوارث، اذا هم لم يخرجوا من الحياة . ونزلت على الأسماء، أجساما كانت لها أو كانت بلا أجسام ، حسبوا بأنه بالقتل يكون فكاكهم من دوامة الأمن ، وما زادوها باراقة الدماء الا تأزما واستغلاقا ، فالحياة بها مناعة، ولا أشد منها قسوة على من سعوا بها خرابا ودمارا. كان المكان ملاعب، دافئا قبل أن تجوسه أقدام الخراب، كان الضرع الذي شربت منه شفاء، قبل أن تغدو هادرة جائعة عطشى الى استعادة المكان كما كان. تذوق الموت ، وفقط أن يعود . تجترع المصائب كلها وتستحلبها لبنات تعيد بها البناء. وهذا كلامها، وسط الدمار، عندما كانت تنظر مشاهد الخيام التي كانت تمزقها من زمان. لا عرب نأمن بهم على حياتنا، ولا القنابل تتوقف عن نزولها فوق رؤوسنا ولا مساكن نسكنها، ولا غطاء نتغطى به، ولا خبز نأكله، ولا ماء نشربه.. أخربوا بيوتنا على من كان فيها.. وخرجنا من تحت الأنقاض ، فبعضنا يتنفس الهواء، وبعضنا الآخر واريناهم التراب.. وهذه قنينة حليب، هناك انظروا اليها استمعوا لها فانها تسأل عن الطفلة التي كانت ترضع منها.. هل تعرفون أين الطفلة الآن ، انها تحت التراب ولم تكن وحدها.. أحرقوا قلوبنا.... وهذا نحن وهذا حالنا ، ورعاة القبائل العربية ، يشربون قهوة في داخل دبابة أمريكية في العراق. وهذا أنا شفاء الرحم التي سوف تملأ الأرض صبيانا وبنات. أنا من صنعت التاريخ وجعلت التتار فقاقيع صابون يمتصها الهواء. أنا شفاء الضعف ، أعرف بأن أسرار القوة كامنة في الحجر ، فبها يجف كل حزن ، ويشفى كل جرح في كرامة أمتي ، وتعود أسراب الطير بعد تشريدها لتعانق ترابا، في عناقه يكون شفاؤها من فراق أليم جاوز النصف قرن. |
#8
|
|||
|
|||
![]() فاطمة
بقلم: محمد يوسف جبارين (ابوسامح) ..أم الفحم..فلسطين سيدة المكان وجوهرة الزمان ، مكدودة بآلامها ، مغرورقة الدموع ، لم تعد تعرف الابتسامة ، ذهبت الابتسامة ، مع من ذهبوا ، اخترقهم الرصاص ، فغامت الأجواء من حولها ، وتكدرت ظروفها ، بعد أن كانت تضاء بابتسامتها ، بعذوبة ألفاظها ، برقة تعابيرها ، ولطف ودادها ، وسخاء عطائها . لم تعد فاطمة المرأة التي كانت ، فهي ألآن ملتفة برداء أحزانها ، تعتصرها جراحاتها ، لقد زلزلت ظروف الصراع بها زلزالها ، مأساة جامحة حلت بالمكان ، فهي الآن كتلة من نار تتفلت لهبا ، لا كلمات ترسم سخونة أعصابها وأفكارها ، فالحي الذي تسكنه ، قد أتت عليه الجرافات ، بعد أن أتت على الحياة فيه الطائرات والدبابات ، وأصبح المكان قفرا ، فبيوته تكومت كتلال من بقايا فظاعة من أخرب المكان ، وعلى فداحة الخطب الذي ترتب على المعركة الضارية ، التي فرضها الاحتلال على أهل المكان . ذهب الأحبة وبقيت فاطمة ..ذهبوا ، ولم يعد المكان كما كان ، أصبح ألآن مقبرة كبرى ..ملآى بالدماء ، وشاهدا على صلابة ، لم تعهدها أساطير من نسج الخيال . فدبابة تهاجم زندا ، وطائرة تطارد طفلا ، ومدفع يقصف ثديا ، والبقاء في المكان، كيفما دار ولف الزمان ، معادلة اللاجىء ، الذي تعلم الدرس من زمان .. أموت واقفا مناضلا عن نفسي وترابي ، ويكون قبري تحت أقدامي ، ولا أصبح لاجئا مرة أخرى . يتمزق الحر في مكانه ، ولا تتزحزح أقدامه الى خارج المكان . المكان مكانه ، والمغادرة تعني الموافقة بأن يقوم غيره بأحتلال المكان . لم يعد يمكنه الحر بأن يكون خارج المكان . المكان مكانه ، وليس له سواه ، فهو في مكانه باق ، فمكانه له ، حتى ولو بقي فيه ، تحت التراب . لن تتكرر مشاهد خيام ، تحدق بعيونها من خارج المكان ، في خلال أسلاك شائكة تفصلها عن المكان ، فالى داخل المكان ، الى داخل الزمان . ما كان قد كان . لو سألت ما كان ، عما كان ، لكان قال ، بأنه ما كان يريد أن يكون ، على ما كان عليه . والكائن الآن ، يكون في المكان ، مهما كان ، ولا يترك لما هو كائن ، أو يكون ، أمكانا ، يكون به خارج المكان . أكون قضيتي ، فقضيتي تكون . أكون شعبي ، فشعبي يكون . أكون وطني ، فوطني يكون . بلا كينونة ، لا كائن يكون . كينونتي حريتي ، أكونها فحريتي تكون . النفس معبأة ، بمرارة الزحزحة ، من المكان . لن تتزحزح قدم من المكان . الصمود حق مجسد في حركة واجب ، ينبىء عن بداية زمن ، يشق به صاحب الحق دربه ، الى حقه ، حتى يقبض بأنامل قلبه على حقه . الاحتلال نار تحرق الحاضر ، وتنذر بأن الرماد ما يتبقى من جنون النار ، فأو تنطفىء النار ، أو الرماد . عندما يضيع العقل يكون الجنون . لا يفهم الجنون سوى الجنون . فاذا كان الجنون هو الحال ، الذي أوقف به الجنون ، أكون مجنونا ، وأخمد بجنوني نار الجنون . الاحتلال معناه ، اشتعال جهنم في أنفاس الحاضر ، فبقاء الاحتلال يعني قطع زمن الحاضر ، فلا مستقبل ، فخروج جهنم من الحاضر ، ضرورة حاضر ، لكي يكون له غده ، ويكون له مستقبل . حب الوطن ، يعني أن تعيد أنتاج الوطن . الوطنية صياغة للواقع من جديد .. تجديد يعاد به التراب ، ليغدو ظروف حياة ، طعاما ، ماء ، هواء ، مكانا ، كرامة ، عزة ، شموخا ، زمانا لأبناء الوطن . فكرامة المواطن ، من كرامة الوطن ، ومن لا كرامة له ، لا قلب له على وطن ، ولا وطن له يذيبه في حب الوطن ، فحيث الحب تكون الكرامة . الحب كرامة ، والكرامة حب ، ولا وطن في نفس خلت من حب وكرامة . بهكذا تحديد ، تحدد فاطمة ، حقيقة من أحبتهم ، وغادروها أشلاء ، كانوا وحدهم ، صاغوا مشهدا أسطوريا .. لحم في وجه جهنم ، حاضر يحترق لينير وجه المستقبل ، شموع ذابت في انتاج نور يقيم قواعد المستقبل ، برهنوا على أن ما كان أيام زمان ، لم يعد ممكنا له أن يكون ، أسقطوا منطق الصمت ، فجعوا النذالة في تبعيتها ، أبدعوا حروفا لمنطق جديد ، أخبروا الذين سقطوا الى أعلى ، بأن سقوطهم الى أسفل ، قد أصبح وشيكا . ومن بين نار الفجيعة ، بين رموشها ، تعرف فاطمة ، كيف تحدد طريق الكرامة ، وكيف تلمز ، من ناموا ملء جفونهم عن محاصرة الكرامة . للحب كرامة ، لا تفسح مجالا لأي نوع من احترام ، لمن لا يعرف للدم والتراب كرامة . وتتناول فاطمة ، بقبضة يدها حفنة من تراب ، وتعتدل في مجلسها ، وتبسط يدها أمامها ، وتقول وحبات التراب تتخلل أناملها ، وامارات وجهها قد أزدادت حدة ، والشرر ينفلت من عينيها ، هذا ترابنا ، هذا نحن ، هذا دمنا ، هذه هي الكرامة ، وتنطق أسماء من ذهبوا فردا فردا ، وهي مشدودة الأعصاب وتبكي ، لا تكف دموعها عن الحفر في خدودها .. كثيرون قد ذهبوا ، ولكن كل حبة تراب شاهدة ، على أنها وجدت قطرة دم تحفظ لها كرامتها . في هذه المعركة ، قد تم أنتاج الوطن من جديد ، الدماء رسمت وجربت الجديد ، فيا ليت أن المتفرجين كانوا من قرب يتفرجون ، ليروا بسالة الأسماء . تدقق فاطمة ، في تفاصيل الانتماء ، وارتباطه بالصراع ، تريد أن ترى الطريق ، وقد امتدت بالوسائل الى الآمال ، التي شاغلت صدور الشهداء ، لقد أدركت من فيض الجراحات بين أقطارها ، بأن من لا يجيد صنعة التاريخ ، ليس له ، أن يدهش لماذا يجد نفسه ، في ذيل هامش من هوامش التاريخ . فرغما عن المأساة ، التي حلت بها ، بقيت فاطمة ثابتة الفكر، مثل نجم يتلألأ وسط الظلام ، لم تفقد رشدها ، ولا أطرقت برأسها اطراقة غافلة ، ولا مزقت شعرها ، من قلة نار في صدرها ، ولا لطمت على خدودها براحتيها ، من قلة سخونة في أوجاعها ، ولا قدت ثوبها ، ونثرت التراب ، الى أعلى رأسها ، من قلة أحبة ، رأت أجسامهم معفرة بالدماء ، فآلامها تضيق بها ، وتعتصرها ، كأنما لحمها يتقلى على نار بركان ، تجوب حرارته أرجاءها ، فدموعها سخونة موقف ، والحاح ضرورة ، على نشدان الآمال .. حسرات بنت وطن ، لم يبق من أسرتها سواها ، لتبكي ويتقطع فؤادها كمدا وشوقا ، الى يوم ترى فيه حمامة السلام تحلق فوق قبور ، استودعت في كل واحد منها قلبها .. ابكي يا فاطمة ، فالأحباب ، اذ ذهبوا ، قد زادوا الكرامة حبا في المكان. وحدنا.. يا فاطمة طرف في الصراع ..تركونا وحدنا ، لقد استثقلوا أعباء الانتماء ، فاصطادوا أنفسهم في مصيدة النذالة ، التي لا تذر لحبيسها ، أي عقل يوزعه على موجبات الانتماء .. النذل لا أحد أختار له ، أن يكون بين الأنذال ، فما أخزى امرىء ، من مثل أختياره ، أن يكون للنذالة أمعاء لا تنام . فأنت عطر الكرامة ، في صحراء ، أسلمت رمالها أمرها للرياح ، فهناك الذمم ، مثل البندورة ، في الأسواق ، تشرب من تبعية الفكر ، وتتنفس من هروب من الأنتماء ، قد أصبحوا يشتغلون في تليين مواقفنا ، أسترضاء لمن يذبحون حاضرنا بين أيدينا ، وتلميعا لقيمة لهم لدى الأميركان ، وأقاموا للكرامة نصبا تذكاريا ، وألزموا الناس ، بأن لا يقتربوا منها ، بأكثر من دمعة ، وأكليل من زهور ، تراجعوا مبدعين زمن انحطاط .. رجعيات ، محميات منقارها في لحوم شعوبها ، وقلبها وعقلها في رباط مع أرادة أجنبية ، فكيف ظننت ، يا فاطمة ، بأن تلمسي يوما شهامة معتصم ، في أرادات باعت الكرامة العربية . فالبائعون كرامتهم في السراديب ، لن تتجاوز آمالهم آفاق السرداب . فالذين أوكلوا مصيرهم لأجنبي ، فأمن حياتهم هو الغائب عن أرادتهم ، فحياتهم حلزونة ، ينهي بقاءها سيدهم ، متى يشاء ، والهاربون من النور ، ليس لهم غير الظلام يسكنون ، والذين لم تلفح النار وجوههم ، لا يعرفون قيمة الخبز الذي يأكلون ، والفاروون من الواقع الى الماضي ، كان الأجدى لهم ، أن يسكنوا الماضي ، الذي يسكنهم ، وبه وحده يرتضون . الواقعيون هم صناع الواقع الذي عنه يبحثون ، بأدوات من واقعهم الذي اياه يعانون . معاناة الجراحات ، وشدة الآلام ، صيحة نبل ، وبواعث حركة توليدية ، لاقالة الجراح والحؤول دون تكرارية الآلام . فلهب الدموع في الجفون ، وأوار النار ، في الصدور ، أنغام انشاء لارادة تنتشل العافية ، من أعماق الجراح ، فوعي الجرح أستدلال على أسباب وجوده ، وأنتباه ومعرفة بأسباب انتفائه ، وحاجة الى وعي الذات بقواها الدفينة وأستنهاضها في حركة ، تجمع أسباب الردع ، التي بها تنتفي الأسباب ، التي التقت على أنتاج الجرح ، وعلى ادامة ادمائه .. أنهضي من بين الدموع يا فاطمة ، فليس للزيتون غير ترابه ، وليس لزهر اللوز غير هوائه . فالأحبة ما ذهبوا بعيدا في الزمان ، فهم في زمان الحلم ، الذي أورق بهم ، ويطل على المكان من بين أناته . أنهضي الى وضوح الوميض ، في عينيك ، تجدين الحلم بين يديك ، ودمعة فرح تتواثب على جفنتيك ، من أعماق مأساتك . |
#9
|
|||
|
|||
![]() [rainbow][align=center]جزاكم الله خيرا [/rainbow]
منتدى بالفعل رائع ومميز [/align] |
#10
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... لثقتكم الغالية وان شاء الله اكون عند حسن ظنكم بي ... لكم مني أجمل تحية . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|