ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى الفيزياء العام | ||
الانفصام ما بين العبادة والأخلاق |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الانفصام ما بين العبادة والأخلاق
د. عبد الله الحريري
يعرف علماء النفس والاجتماع بأن هناك عوامل عدة للتربية ويصنفون الأسرة والمدرسة والمجتمع من أهم تلك العوامل، وإن كانت هناك عوامل تؤثر في التربية لا تقل أهمية إلا أن العوامل الثلاثة تعد عند بعض العلماء رئيسة، وغني عن القول أن الأسرة هي أقدم المؤسسات التربوية، وهي البيئة التي يفتح الطفل عينيه وسطها ويتلقى من خلالها حروفه الأولى، وبوساطتها يحكم على محيطه وكيفية نظرته إلى العالم الخارجي، ووسطها ينمو تفكيره وتتحدد معالم شخصيته. ولم يغفل العلماء هذا الدور المهم فتم وضع الدراسات والبحوث والعديد من النظريات، وجميعها تستهدف محاولة دراسة مخرجات الأسر المضطربة أو تلك القويمة، وعلى امتداد التاريخ بات هناك فهم واضح وحقيقة ملموسة متجذرة مفادها هذا الدور الخطير الذي تقوم به الأسرة والمتمثل في قدرتها على إنتاج نساء ورجال أسوياء فاعلين منتجين صالحين في مجتمعاتهم أو العكس عندما نشاهد ممارسات أخلاقية سيئة وعبثية تصدر من بعض الشباب في المواقع العامة كالأسواق أو الملاعب أو المتنزهات وغيرها، وقد يمتد هذا الجنوح ليصل إلى الانحراف والجريمة بكل تفاصيلها المؤلمة، ومرة أخرى فإن كثير من الدراسات التي أجريت في دور الأحداث والإصلاحيات على عدد من المراهقات والمراهقين والتي استهدفت معرفة الأسباب التي أدت بهذا الطفل أو المراهق إلى الانحراف تظهر دون ضبابية الأسرة ككيان مؤثر في تربيته التربية الأخلاقية القويمة ثم دورها في هذا الجنوح بتفككها أو إهمالها الجسيم وعدم تزويده بقيم وتدريبه على احترام حقوق الآخرين وخصوصياتهم بل وعدم زرع القيم النبيلة والمبادئ العظيمة في عقل وكيان طفلهم. لنلقي نظرة متجردة وعامة على بعض الممارسات التي يقوم بها بعض شبابنا على الطرقات، والتي هي - في ظني - بداية الجنوح والانحراف، ولنسأل أنفسنا: كم واحدا منا تعرض لمضايقة أثناء سيره بمركبته في الشارع من مراهق أو حتى من ناضج لا يحترم الإشارة الضوئية ولا يقيم أي وزن للأنظمة المرورية؟ وكم منا من شاهد شابا يتجاوز جميع السيارات المتوقفة عند الإشارة ثم يعرض سيارته أمامهم دون مبالاة أو احترام وتقدير لا للأنظمة ولا لمن في داخل تلك المركبات من الناس والذي قد يكون أحدهم في سن والده. فضلا عن ممارسات محزنة جدا عند مشاهدتها كمن يلقي النفايات من زجاج السيارة. هناك أيضا مشاهد تعطي دلالة على سوء التربية الأخلاقية نتاج إهمال أسري مثل أن تكون في صف طويل في انتظار خدمة، وتفاجأ بأحدهم يتجاوز هذا الصف دون أي خجل أو تردد، بل قد يدخل في ملاسنة وعراك مع الآخرين فيشتم ويسب بكل المصطلحات ''الشوارعية'' التي تعلمها. كما تبدو هناك فوارق وخلل بين العبادة والأخلاق، ويظهر ذلك جليا في أوقات رمضان، حيث تزداد التجاوزات والانحرافات والتعدي على حقوق الآخرين، قد يقول البعض إن هذه ممارسات بسيطة ولا تعد جريمة كبرى، أو انحرافا خطيرا، ومع الاحترام لهذا التبسيط فإن هذه الممارسات خطيرة وتحمل دلالات كبيرة ومؤشرات واضحة على بداية انحراف أخلاقي وسلوكي وفي الوقت نفسه هي مؤشر على انحراف فكري لدى من يمارسها فهو يحتقر أبناء مجتمعه ولا يؤمن بحقوقهم ولا يقيم أي وزن أو قيمة لهم ولا لأنظمة وقوانين المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا دون مواربة سلوك سيئ خطير. ينبع لك سؤال كبير: كيف تربى من يمارس هذه السلوكيات؟ كيف كان يتلقى تربيته من أبيه أو أمه؟ ما هو أثر القيم الدينية في السلوك؟ أعتقد أنه ما دامت هذه هي الحال فإن على المجتمع ممثلا في مؤسساته الأخرى كالمدرسة والجامعة، والمؤسسات النظامية كجهات تطبيق النظام العام، أن تتدخل للقيام بإعادة هيكلة الدور التربوي والسلوكي في تقويم هذا الخلل ومعالجة مثل هذه الانحرافات التي يراها البعض بسيطة والتي تظهر لنا في سلوكيات تخدش الذوق العام وتربك الآخرين، لكنها سلوكيات لا تبشر بالخير في دولة تسعى إلى التطور ومواكبة الحضارة الإنسانية وقد تمتد وتصل إلى الإجرام بكل أصنافه وأنواعه. أعتقد أننا نحتاج تدخلا مبكرا للوقاية، يبدأ بالأطفال منذ السنوات الأولى، وأيضا تدخلا علاجيا مع الراشدين لمن هم في المرحلة الجامعية والعمل، وأعتقد أيضا أننا لا يجب أن نعول على القيم الدينية في التغيير وكبح هذه السلوكيات فلم تمارس هذه القيم الدور الرادع بل أجدها تزداد في رمضان على سبيل المثال وبعد أداء الصلوات وفي عدم وجود رقيب، فمفهوم ''الإحسان'' كتعامل وسلوك يمر بمرحلة من الانفصام في شخصية أولئك، فالكل يعرف أهمية الإحسان في العلاقة مع الله والكل يحفظه ولكن عندما نأتي إلى التطبيق نجد العكس، وهذا يعطي دلالة على الانفصام بين العبادة والأخلاق. |
#2
|
|||
|
|||
ضعف او غياب الوازع الديني هو السبب الاساسي الذي يقف من وراء كل المشاكل والانحرافات والحل هو تقويه ذلك الوازع واعادته بقوه ليؤدي دوره في اصلاح مفاسد المجتمع وليس تهميشه واقصاؤه كما تدعو في مقالك الذي يضع السم في العسل و الذي اراه دعوه لاستكمال فساد المجتمع باقصاء الدين عن اداء دوره الجوهري في اصلاح المجتمع وقصر هذا الدور على الاسره والمدرسه وتهميش دور الدين بدعوى انه لم يؤدي الدور المنوط به في اصلاح المجتمع وهي دعوه الحاديه علمانيه معاديه للدين في رأيي الخاص .
ان الله هو الرقيب الحاضر دائما في كل زمان ومكان وتقويه الوازع الديني هو الحل لمشاكل المجتمع وليس اقصاء الدين كما تدعو في مقالك . |
#3
|
|||
|
|||
هلا والله مشكور يا أخ فراج على الرد و دفاعك عن الدين وكلامك صح 100% تقبل تحياتي لك
أسأل الله ان يجعلني وإياك من أهل الجنة يارب |
#4
|
|||
|
|||
امين يارب العالمين
اشكرك يا اخي فيزيائي وبعد : فانه لا يجب ان يغيب عن اذهاننا ابدا كمسلمين اننا امه مستهدفه من المنافقين الظلاميين ادعياء التنوير والتقدميه والليبراليه من الماسونيين وغيرهم من اتباع الشيطان الذين يحيكون لنا الدسائس والمؤامرات و يتربصون بنا الدوائر ويتحينون لنا الفرص ويتصيدون لنا الاخطاء ويخفون الانياب السامه من وراء الابتسامات الناعمه والكلمات المعسوله المنمقه لينالوا ما استطاعوا من المسلمين امه محمد صلى الله عليه وسلم خير امه اخرجت للناس في محاولات يائسه مستميته لوقف المد الاسلامي العالمي وارتفاع كلمه ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) على ربوع الكره الارضيه باكملها وهو الامر الذي يقض مضاجعهم وان المسلمين سوف يسودون العالم كأغلبيه سكانيه وثقافيه ومعرفيه كاسحه في بضع سنين . انظر الرابط التالي : المسلمون اغلبيه سكانيه وثقافيه ومعرفيه عالميه كاسحه في بضع سنين : http://www.youtube.com/watch?v=cX1rIIbH8r4 وانه مهما حاك اولئك من مكائد ومهما كتبوا من مقالات مسمومه تكاد تقطر سما زعافا للنيل من امه محمد صلى الله عليه وسلم خير امه اخرجت للناس فان كيدهم لا محاله مردود في نحورهم والدائره لا محاله دائره عليهم وان الله لامحاله بالغ امره ومتم نوره وبار بوعده وان العزه لله جميعا ولرسوله وللمؤمنين . قال تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون . ( 55 النور ) امه الاسلام امه محمد صلى الله عليه وسلم خير امه اخرجت للناس . .................................................. ................................... تفسير قوله تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } الآيات آل عمران110 درس لفضيلة الشيخ / زيد بن مسفر البحري . www.albahre.com أما بعد : فمما تلي في هذه الليلة ، قول الله تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ{110} لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ{111} ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{112} يظهر من ظاهر هذه الآية أن الخيرية لهذه الأمة انتهت ، لأنه قال { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } يعني فيما سبق ، كأن ظاهرها يدل على أن هذه الأمة لم تنل ولن تنال الخيرية في آخر حياتها وعمرها ، وهذا ليس مرادا ، فمعنى قوله تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } يعني في علم الله مما كتبه في اللوح المحفوظ ، فقد كُتب في اللوح المحفوظ أن هذه الأمة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم ، ولذا جاء عند الترمذي قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنتم توفون سبعون أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ) وفي رواية ( إنكم تتمون سبعون أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ) فهذه الأمة كأنها مستقاة ومستوحاة من بين الأمم لفضيلتها ، وما حصل لها من فضيلة فباعتبار فضل رسولها صلى الله عليه وسلم ، ثم لو تأملنا فيما بعدها ، قال عز وجل { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } كأن هذه الأمة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخرجت واصطفيت من بين الأمم من أجل أن تكون خيرا للناس ، فأنت يا عبد الله ممن تنتسب إلى هذه الأمة ، فلا يليق بك أن تعصي الله ، لا يليق بك أن يرى خلق الله من الكفار والمشركين أن يروك على غير ما يريده الله منك ، فأنت من بين هذه الأمة المصطفاة { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } فكأن هذه الأمة مطالبة بأن تسدي الخير للناس ، فما هو هذا الخير ؟ هو خير الدين ، لكن متى تحصل هذه الخيرية لهذه الأمة ؟ هي حصلت لأسلافنا من الصحابة والتابعين وفي القرون المفضلة رضي الله عنهم ، لكن متى تحصل لأواخر هذه الأمة ؟ قال جل وعلا مبينا أن الخيرية ما نالتها هذه الأمة عبثا ، ولا هي بالتمني والأهواء – لا – إنما بالفعل { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ما الصفات ؟ { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } وهذا إن دل ، يدل على أن قوام الأمم لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا بالإيمان وبالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ، لأنها إذا قامت بهذه الأشياء الثلاثة رحمها الله ، ولذا قال جل وعلا في سورة التوبة { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } ما صفاتهم ؟ { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ } ما العاقبة ؟ { أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71 { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 ، لا يمكن أن تستخلف هذه الأمة ولا يمكن أن يكون لها قوة ولا سلطة في الأرض مادامت مبتعدة عن هذه الصفات { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ولذا ما نقرأه في الصحف من بعض الصحفيين هداهم الله من اللمز والطعن في بعض منسوبي الهيئات ، هذا مما لا يريد للمجتمع خيرا ، لأن الأمة لا يمكن أن تصلح أحوالها إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولذلك أشاعها عمر رضي الله عنه قال ( رحم الله امرءاً أهدى لعمر عيوبه ) وهو عمر رضي الله عنه ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند مسلم ( الدين النصيحة ) فهذا مما يجب على الأمة أن تتواصى به [ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ] { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ثم قال جل وعلا بعدها { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم } يعني لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم ، ولا شك في ذلك ، ثم قال { مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ } كعبد الله بن سلام رضي الله عنه { وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } كمن بقي على كفره ، ثم ما الذي بعدها ؟ مما يدل على أن هناك ارتباطا بين أول الآية وبين الآية التي بعدها ، قال { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى } يعني هؤلاء اليهود { لَن يَضُرُّوكُمْ } أنتم أيها المسلمون{إِلاَّ أَذًى } باللسان ، فليس عندهم سلطة ولا قوة إلا باللسان ، وهذا يدل على أن هذه الأمة تعلوا على اليهود ، متى ؟ إذا تحققت معها هذه الصفات الثلاث { تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ولما أصاب المسلمين ما أصابهم في هذه الصفات الثلاث ، ما الذي جرى ؟ أصبحت اليهود يتطاولون علينا، مع أن الله سبحانه وتعالى وعدنا بأن اليهود لا يمكن أن يصل إلينا منهم ما يضرنا إلا باللسان { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ } ليسوا منهزمين فقط – لا – بل حكم عليهم بحكم آخر { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } ما السبب ؟ { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ } لأن الضرب فيما سبق : يقصد منه أن يؤتى بختم على قطعة معدنية ويوضع عليها حتى يكون رمزا ورسما ، مثل بعض النقود المعدنية ، عليها رسم وكتابات معينة ، هذا هو معنى الضرب ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أوقع في قلوبهم هذا الذل وهذه المهانة ؟ { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ } أينما وجدوا ، في أي مكان { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ } بأن يؤمنوا بالله عز وجل { وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ } كأن يعاهدوا المسلمين على دفع الجزية ، لكن الآن لا إيمان منهم ولا دفع جزية ، ما السبب ؟ لأننا ضعفاء ، ما سبب ضعفنا ؟ قلة إيماننا ، ضعف في الأمر بالمعروف وفي النهي عن المنكر { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ } لكن الخلل والهون فينا . { وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ } تكرر الضرب مرة أخرى و{ الْمَسْكَنَةُ } هي الفقر ، لو قال قائل : سبحان الله ! { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ } مع اليهود في هذا العصر هم أغنى شعوب العالم ، وهذا شيء معروف ، اليهود هم أغنى شعوب العالم ، فكيف يكونون فقراء ؟ قال العلماء : المقصود من المسكنة فقر القلب ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ليس الغنى غنى المال ، لكن الغنى غنى القلب ) وهذا مما يشاهد ، نرى بعضا من الناس لا يملك إلا الشيء القليل من المال ومع ذلك تجده غني النفس ، إذا نظرت إلى حاله في بيته وفي تعامله وجدت أنه من أغنى الناس ، لكرمه وخيره ولمد يده من العطاء ، بينما بعض الناس يمكن أن يكون ماله مالا وفيرا ، ومع ذلك نفسه لا ترى الخير { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ } يعني أنهم فقراء مع أنهم مليئوا اليد من المال ، وهذا شيء الآن مشاهد ، الآن تُجرى محاكمات وتنسب تهم مالية إلى رؤسائهم بأنهم اختلسوا وسرقوا ، وهذا واضح ومشاهد ممن يطلع على الأخبار في هذه الأيام وفي الأيام الماضية ، حتى الرؤساء منهم تنسب إليهم التهم بالاختلاسات والرشاوى وما شابه ذلك من هذه التهم المادية ، مع أنهم أغنياء ، لكن الغنى ليس غنى اليد ، وإنما هو غنى القلب { وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } ثم كرر مرة أخرى { ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } كأن الله سبحانه وتعالى يقول يا أمة محمد إن عصيتم واعتديتم فحالكم كحال اليهود ، ولذا لو سبرنا أحوال المسلمين في غالبهم – ونسأل الله السلامة والعصمة – نجد أن حب الدنيا قد وقر في القلب ، وهذا شيء ملحوظ ومشاهد ، الحرص على فعل الخير قليل ، ومع ذلك ما الذي حصل ؟ انقلبت الآية ، يعني متى تكون لنا العزة على هؤلاء ؟ متى يكون لنا النصر ؟ متى يكون هؤلاء اليهود أذلاء محتقرين مهانين مضروبة عليهم الذلة ؟ إذا قمنا بالصفات الثلاث{ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } متى ما أسقطنا شيئاً من هذه الأشياء أو ضعفنا في شيء من هذه الأشياء فليعلم أن الذلة راجعة إلينا ، لأنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه حسب ولا نسب ، إنما هو بالتقوى ، ولذلك لو آمن من آمن من اليهود فإن هذه الصفات المذمومة تتخلى عنهم ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالخير وبالعمل الصالح ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد . الدرس منقول من الموقع الرسمي للشيخ / زيد بن مسفر البحري في الرابط التالي : http://www.albahre.com/publish/article_2532.shtml التعديل الأخير تم بواسطة فراج ; 19-08-2012 الساعة 04:48 |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|