ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى فيزياء الـكـــــم. | ||
خلق السموات والأرض آية من آيات الله البديعة |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خلق السموات والأرض آية من آيات الله البديعة
لقد مرت حضارات عديدة على هذه الأرض اتسمت بقوة ذكاءها ونبوغها لكن ذلك لم ينفعها وانهارت وبادت لأنه لم يكن لها نور تهتدي به ، واذا تأملنا عصرنا الحالي وتتبعنا عن كثب ما آل اليه البحث العلمي على مدى قرون تبينت لنا الحكمة ناصعة ، فمجال البحث التجريبي يفيد على أوسع نطاق ان كان له مسار محكم تهذب سعيه لما فيه خير الناس ، لأن هذا الخلق مجبول في أسسه على السعة والرحمة ، وكلما تهذب سعي الانسان ولم ينحرف به الى متاهات الا وكان في ذلك الخير للانسان ، لذا فالعالم الحق هو الذي يعلم أن هذا الخلق له موجدا عليما حكيما وهو لله تعالى ، وأن الله تعالى حباه بكل هذه التوافقات رحمة منه ولخير الانسان العميم ، وما يتجاهله العلم هو أن خلق السموات والأرض آية من آيات الله البديعة ،وكنظرة متفحصة عن هذا الخلق المحكم نجد أنه مسبح لله وهذا يعني أن أسسه قائمة على نفي ما يستدعي نقصا أو حاجة مما لا يليق بساحة كماله تعالى في خلقه البديع ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الآية ، والمراد بتسبيحها حقيقة هو أن لها موجداً منزّهاً من كل نقص متصفاً بكل كمال ، وذلك مسطور في ثنائيات بناءاتها وأزواجها ونظائرها وأضدادها بكتل تساوت نسبها بانسياب محكم لأداء محكم يفوق كل التصورات والمدارك فنحن أمام آفاق علمية شاسعة خصوصا مع هذا الاكتشاف الرهيب الذي حير المختصين في علم الجسيمات الأولية لما عاينوا في مختبراتهم أن النيوترينو وهو أكثر الجسيمات تحت الذرية إثارة بالنسبة لعلماء الفيزياء الذرية و ذلك لكونه أكثرها مراوغة و غموضاً إذ من الصعب العثور عليه أو تطويقه و هو عصي تماماً على الإمساك به و تعجز كل المواد عن صده أو امتصاصه كما أنه متعادل كهربائياً و يستمتع بتبديل هيئته فله ثلاث هيئات يتنقل بينها و هو ما يسمى بتذبذب النيوترينو فمن أكسبه هذه الحرية المكتملة في نطاقه المخلوق ليكتمل دوره مع البنائيات الأخرى في أدنى الجزئيات ليظهر الأداء المكتمل على أكبر مستوى بديع مخلوق بما وسعه علم الله ورحمته في خلقه ، لذا فهذه أسس وحقائق تجعلنا نفقه مدلول قوله تعالى (وما أوتيتم من العلم الا قليلا ) الآية ، كما أن هذه الزوجية المتجلية في كل شيء مخلوق ، إنما هي صفة بثها الله بوحي منه سبحانه في كيان كل مخلوق حتى تشهد المخلوقات بإفراد الوحدانية للخالق ، فالله تعالى خلق من كل شيء زوجين حتى في أقصى تراكيب الذرة وما دونها وفي ذلك سر من الأسرار عاكس لنور المكوِّن في دلالة على تفرد الخالق سبحانه بإفراد الوحدانية وكمال الأحدية له وحده، وإضفاء صفة الزوجية على كل ما سواه، حتى يشكل الكون مرجعًا تجريبيًّا لتأسيس النماذج التفسيرية الموصلة إلى فهم حقيقة الوجود، فكان من أجل ذلك أن خُتمت الآية بقوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات:49) من قوله تعالى في محكم كتابه العزيز ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) الذاريات 49 ومن هذا الذي يستطيع أن يجيبني بصريح العلم ويخبرني بالحجة العلمية بما درسه وما أوتي من علم هل وجد في خلق الرحمن من تفاوت ؟ يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : (إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) الآية ففي هذه الآية الكريمة إثبات أنه تعالى هو القيّوم على السماوات والأرض لتبقَيَا موجودتَيْن فهو الحافظ بقدرته نظام بقائهما فالزوال المفروض في قوله تعالى ( ولئن زالتا ) المراد به اختلال نظامهما الذي يؤدي إلى تلاشيه وهذا التصوير المبدع لعملية المسك له علاقة أيضا بالزوال والفناء ( ولئن زالتا) الآية ، فلما بدأ العلم الحديث بدراسة أعماق الذرة توصل الى حقائق أربكت عقله ، والحقيقة أنه لا غرابة في علم الله الذي لا يضاهى فكل شيء خلقه الله بقدر موزون ، فالذرة وما تشمله من جسيمات خلقها الله أزواجا متفاعلة ومتألقة ومتضادة وفق غايات مسطرة وهناك ملايين الجسيمات المتفاعلة في الكون لا زالت غير مكتشفة وخفية عن العلم ، وهذا الجسيم المفترض الذي أكد وجوده العلم الكمي الحديث ما هو في الحقيقة الا حلقة مكملة لتصور أكبر عن هذا الخلق البديع و هذا النظام المتكامل في كل أسسه وجواهره المبني على السعة والرحمة لا بد من وجوده لتكتمل المعادلة في الأذهان المستنيرة فينهج بذلك العلم نهجا سويا مطردا ويعترف حقا أن هذا الخلق المحكم هو لله تعالى الذي أتقن كل شيء صنعا ، لقد ظن الانسان الغربي بغرور أنه وصل بعلمه الى مشارف الحقيقة ، وفي خضم بحوثه حدث له انبهار وذهول لما اصطدمت بحوثه وكشوفه مع علم لا يضاهى انه علم العليم الخبير الذي خلق كل شيء ، ولا يمكن الاحاطة بما لله من علم الا بما شاء ، فكل شيء خلقه الله تعالى فهو بمقدار موزون وبقدر ، ولا تجدون في خلق الرحمن من تفاوت ، ولعل هذا الاسم الجليل الرحمن يوضح لنا مغزى عمق الآية في بديع صنعه بما خصه من ألطاف الرحمة بما وسعه علمه سبحانه ، فكل شيء وسعه علمه الا وفيه الحلم والرحمة كالآية الجليلة التي تتحدث عن مسك السموات والأرض وغيرها من آيات عظيمة وجليلة ، وارتباطا بهذا الموضوع فهذه المادة المخلوقة التي سماها علماء هذا العصر الآسن بالمادة المظلمة هي طاقة حافظة تحفظ السموات والأرض من الزوال ، لذا فهذا المصطلح بعيد كل البعد عن الحقيقة ، لأن خلق الله تعالى هو خلق متكامل وبديع ولا يمكن الاضطلاع على أسراره هكذا دفعة واحدة بل عبر مراحل تترقى وفق المكنون البشري ، لذا لا بد من وقفة متأنية مع آية جليلة تشير الى هذه الحقيقة وهذه الآية ابتدأت بفعل للمجهول لنقف باجلال على بديع صنع الله وآياته في ملكوته وحكمته الجلية في خلقه وترقي العقول الراشدة لفهم كنهه المكين ، يقول عز وعلا في محكم كتابه العزيز ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) الآية ، فلا تمر عليكم أحبتي مثل هذه الآيات الجليلة والتي تشحذ أذهاننا لمزيد من التفكر في آلاء الله وبديع صنعه في خلقه وعظيم ملكوته ، فهناك عدد لا يحصى من الأجسام الأولية لم يكتشفها العلم ، وما دون ذلك من مواصفات غير ذرية ولا تنتمي لعوالم الذرة يجهلها العلم وهي لازالت غير مكتشفة وخفية بخاصياتها العجيبة والتي لها تكامل في أداء الأدور بما خصها الخالق وفق عنايته ورحمته وعلمه وارادته ، كما أن هذه الجسيمات وغيرها تشكل مايشبه الوحدة العضوية الواحدة ، وأن الكون برمته ليس الا كيانا عضويا متصلا والكون يبدو مسكونا بعدد لانهائي من وحدات وعي صغيرة ، وغير مفكرة ولكنها مأمورة ، ومسؤولة عن السير التفصيلي لعمليات الكون ، وهذا غير خاف علينا لما نقرأ قوله تعالى في محكم كتابه العزيز (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) الآية . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|