ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
الثورة العلمية الحديثة...والإيمان |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الثورة العلمية الحديثة...والإيمان
الثورة العلمية الحديثة والإيمان ... بقلم الدكتور خالص جلبي مر الكون بثلاث انفجارات كوسمولوجية وبيولوجية وثقافية ويعصف به اليوم انفجار علمي يمشي على وتيرة تسارع يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار . العاصفة تكنس الطبيعة وتعيد ترتيب العلاقات ، والثورة تكنس الأوضاع وتعيد تنظيم علاقات القوة وتوزيع الثروة ، والعلم يقلب التصورات في قفزات كمية ؛ ليحدث في النهاية ثورات علمية نوعية . نحن اليوم نمشي فوق زلزال علمي يقذف حممه دون توقف . خلال فترة قصيرة تم اختراق عشرات الحقول المعرفية في قطاف شهي لفاكهة جديدة وأبَّا ؛ فتم الاعلان عن معلومات مثيرة في ( الفيزياء الذرية ) و( الكوسمولوجيا ) و( الاركيولوجيا ) و( البيولوجيا ) و( الانثروبولوجيا ) و ( الطب ) و ( البالينتولوجيا ) و ( الكيمياء ) و ( علم الخلية ) و( أبحاث الأعصاب ) و( أبحاث الجينات ) و ( التاريخ ) و( حفريات الجينات ) و ( أبحاث الفضاء ) و ( تكنولوجيا سيارة المستقبل ) و ( آخر تطورات السلاح النووي ) و ( تطور الأبحاث الروحية ) . في ( الفيزياء الذرية ) استطاع الذكاء الانساني الامساك بالظلال في تركيب ( مضاد المادة ANTIMATERIAL ) في أمكانية توليد للطاقة . إذا كان الانسان يرى وجهه في المرآة ، وظله على الأرض ؛ فإن المادة لها هذا الشبيه ، في جدلية عجيبة ومن كلِ شيء خلقنا زوجين . مضاد المادة ليس روحاً ولاظلاً لايمكن الإمساك به ، ولافراغاً معنوياً ميتافيزيقياً ، بل هي مادة مثل المادة ، في الأرض من شجر وحجر ومدر ، ولكن بشكل متناظر ، يرجع فيه التناظر الى البناء المقلوب للذرة ، وكانت معادلة الالكترون التي رسمها ( بول ديراك ) هي مفتاح الوصول الى مضاد المادة . هناك عالمان متناظران ، ولكن حُرِّم عليهما التلامس أو الاندماج وجعلنا بينهما برزخاً وحجرا محجورا . المسموح فيه فقط الحب العذري ؟! في عام 1932 م استطاع شاب أمريكي فيزيائي طموح هو ( كارل ديفيد اندرسون CARL DAVID ANDERSON ) في معهد كاليفورنيا التكنولوجي في باسادينا ( CALIFORNIA INSTITUTE OF TECHNOLOGY IN PASADENA ) وبتقنية خاصة من اصطياد ظل الالكترون المستخفي بالليل السارب بالنهار . تلقى بعدها ديراك الاعتراف العالمي للتجلي العبقري ، وفوقها إكرام جائزة نوبل للفيزياء ، كما نال صائد الظل المقلوب جائزة نوبل مثله جزاءً وفاقاً ، وتم مسح الالكترون الظل القرين باسم ( البوزيترون POSITRON ) . قال ديراك في حفلة تسلمه جائزة نوبل في السويد : من يدري لعل هناك عوالم كاملة هي نظيرنا حذو القذة للقذة ، في صورة كوبي مختلفة ، على شكل مقلوب جداً ، فلم تبق المسألة عند الالكترون الظل . كان ديراك يعني بكلماته القليلة أن الأمر لن يتوقف عند الالكترون الحائر بين السالب والموجب ، بل وجود كيان كامل للذرة على صورة معكوسة الشحنة . إذا كانت نبوءة ديراك عن شخصية الالكترون السلبي ( البوزيترون ) العجيبة المختبئة في تضاعيف الوجود احتاجت الى أربع سنوات لتحقيقها ، فإن شخصية البروتون ( سلبية الشحنة ) استغرق 23 سنة حتى أمكن الاهتداء عليه وأعلن عنه رسمياً في جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 1955 م . وهكذا بدأت ملامح صورة العالم الخفي ( مضاد المادة ) تتكامل وتسعى الى الظهور تدريجياً . كان التحدي في خروج مضاد البروتون ، في سخونة مرعبة وسرعة كلمح البصر أو هو أقرب ، فيحتاج الى كوابح تقنصه وتحافظ عليه ، فتم اختراع جهاز حصار له أخذ اسم )( لير LEAR LOW ENERGY ANTIPROTON RING ) أي حلقة مضاد البروتون منخفض الطاقة (1) يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـبع
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#2
|
|||
|
|||
رد: الثورة العلمية الحديثة...والإيمان
تم تركيب مايشبه ( مصائد الفيران ) لالتقاط البروتون السلبي ، وزجه في زواج مع البوزيترون ، يعتمد الترغيب في هذا الاقتران ، لتوليد الذرية الجديدة . ولكن عشرات السنوات انقضت ، ومئات المحاولات بذلت ، بدون نجاح يذكر ، في الاحتفال بهذا الزواج الميمون . كانت الجزيئات تظهر تمنعاً عجيباً وزهداً غير مفسر في هذا الزواج وإعلان صارم للرهبنة والعزوبية . وفي الوقت الذي آثر الفيزيائيون طريق الشقاء الطويل وكيلومترات الأوراق من الحسابات المملة لأجهزة تصم الآذان بطنينها المتجدد ، كان الأطباء أكثر حظاً ، في الاستفادة من التقنيات الجديدة ؛ فهرعوا الى ( البوزيترون ) يستفيدون من أسراره ، فأمكن تطويعه في تقنيات متقدمة ، للكشف عن وظائف الدماغ وأورام المخ والجملة العصبية عموماً ، فمع حقن السكر الذي يحمل ذرة الكربون المشعة ، يتعرض ( نظير المادة ) الى التحلل وإطلاق ( البوزيترون ) الالكترون الموجب ، الذي يفاجيء بغريمه وظله المقابل الذي يتربص به الدوائر ، فيهرعان للنزال والطعان ، بثمن مخيف من اندثار الاثنين في الصدام الموحش ، ومن تألق هذا الاصطدام يمكن تحديد أمكنة الأورام والاضطرابات المرضية . أظهرت الفيزياء النووية حقيقة مروعة عن التقاء المادة ومضادها ، في تجلي فلسفي عصي . إذا اجتمعت المادة وضدها أو جزيئاتها ، حصل ارتطام مروع قضى على الاثنين وأفنى الطرفين باندثار مرعب ومحرقة مهولة ، مع انطلاق طاقة خيالية من أشعة جاما في صورة فوتونات طاقة . إن ما عرف عن قوة الانفجار بين المادة وضدها شيء مهول يفوق كل خيال ، وهو لحسن الحظ غير متوفر ، وبين العالمين المادة ومضادها برزخ لايبغيان . إن الحريق الأعظم الذي حصل في غابات سيبريا في منطقة ( التايجا TAIJA ) عام 1908 م مع مطلع القرن أهلك آلاف الكيلومترات المربعة من الغابات الكثيفة ، في أفظع حريق عرفته الكرة الأرضية ، لم يعثر على تعليل له حتى اليوم ، فلم تظهر الأرض بقايا ارتطام نيزك أو مذنب صدم الأرض ، فليس هناك أي حفرة تشهد على هذا الارتطام . وتذهب بعض التحليلات اليوم الى أن خلف هذا الحريق تماس الأرض من سحب من نوع مضاد المادة لمست المنطقة فأدت الى هذا الحريق المروع . إن القرآن يروي لنا مظاهر تفجر البحار وانشقاق السماء وتفتت الجبال ، في تصوير خلاب لايقترب منه الا ارتطام المادة بمضادها ، كصورة من احتمالات نهاية العالم ، في عملية فناء لاتبقي ولاتذر ؛ فلمسة رأس سكين لنظيره من مضاد المادة يفجر حريقاً من حجم مائة قنبلة هيدرجينية ، تمسح مدناً عامرة بملايين السكان . يروي لنا صاحب كتاب ( سجناء العالم الذري ) أن الروس عندما اجتاحوا بعض معسكرات الاعتقال بعد اجتياح الرايخ الثالث وسقوط ألمانيا عام 1945 م ، عثروا على عالم فيزيائي مهووس بالرياضيات كان يحسب كمية الطاقة ، التي تكفي لنقل الكرة الأرضية من مدارها عبرالملكوت ، حين نفاد طاقة الشمس ، لنقلها لمدار شمس صالحة لمد الأرض بالطاقة والدفء والنور . المشكلة كانت في العثور على طاقة كافية لرحلة من هذا الحجم ؟! نعرف اليوم أن أجزاء من الغرام ( 0,147 ) غ من مضاد البروتون يكفي لحمل مركبة فضائية الى المريخ بدون توقف . وبضعة كيلوغرامات من هذه المادة السحرية تكفي لمد الطاقة على ظهر الأرض عبر القرون ؟! حاول العسكريون وضع يدهم على هذا السلاح المثير الفريد ، ولكن تبين أن إنتاج بضع ملغرامات من هذه المادة السحرية يحتاج الى كل مخابر العالم المتقدمة من مستوى ( فيرمي لاب FERMILAB في واشنطن وسيرن CERN في أوربا ) تعمل ليل نهار ولمدة 150 مليون سنة ؟! هذا على الأقل حسب المستوى العلمي السائد حالياً ، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون . عندما تشكلت وحدات الكون الأولى كانت من نوعي المادة ومضادها ، ولكن التقاؤهما كان يعني الفناء المتبادل ، ويبدو أن جزءً ضئيلاً من المادة قد كتب لها النجاة من هذه المحرقة الكبرى فشكلت كوننا الحالي الذي ننتسب إليه ، ويميل البعض كما هو في نظرية العالم السويدي ( هانيس الفين HANNES ALFVEN ) الفائز بجائزة نوبل الى نظرية ( صينية المقلاة ) حيث يرى أن إلقاء قطرة ماء على سطح الصينية لايجعل القطرة تتبخر فوراً بل تتعرض للاهتزاز والتراقص بسبب تشكل سطح حامي لها عن السطح الساخن قبل تأثرها بالحرارة وتبخرها النهائي . هذا الحاجز هو الذي يقي عالمنا عن عالم مضاد المادة . هذا على الأقل مايطرحه العلم ولكن المفاجآت أكبر من الخيال . ويرى بعض الفيزيائيين أن كوننا المتمدد ليس كل الكون ، فكما يلعب الطفل بنفث فقاعات الصابون ، فتخرج بالونات وفقاعات مختلفة سابحة في الأفق تتصاعد الى السماء قبل أن تنفجر ، هناك عوالم أخرى لايعلمها الا هو ، ومنها عالم مضاد المادة ، وهي النظرية التي ترى أن الكون متعدد ( POLYVERSUM ) وليس وحيد ( UNIVERSUM ) .
يتبع ......
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#3
|
|||
|
|||
رد: الثورة العلمية الحديثة...والإيمان
هل هناك مجموعة شمسية نظيرة مثلنا وأرض تشابه كرتنا وبشر يقابلوننا في الأشكال في تلك العوالم المخفية مثل عالم الجن الواعي المغيب عنا ؟ البعد الفلسفي في رؤية الكون من هذا النوع ، أن الوجود أعقد مما نتصور ، وأبعد عن إحاطتنا العقلية ، وأدعى لتحدي لفهمه . مهما يكن من أمر فإن عالماً جريئاً هو ( فالتر اوليرت WALTER OELERT ) في معهد سيرن للفيزياء النووية في جنيف ، أسعفه الحظ عام 1996 م ، والتقنيات المتفوقة ، والطموح الجريء ، والصبر والعناد في البحث ، وتخصيص الأموال اللازمة ، أن يصل الى تركيب أول ذرة هيدرجين من عالم مضاد المادة لم يرها مباشرة ، وإنما مرت كالشبح الهارب ؛ فأمكن ضبط آثارها ، التي لم تزد عن عشرين جزءاً من المليار من الثانية الواحدة وفي ( الكوسمولوجيا ) نعرف اليوم أن الكون ولد قبل 15 مليار سنة ضوئية من انفجار لايمكن تصوره وتذهب نظرية ( الانفجار العظيم BIG BANG THEORY ) أن الكون بدأ من لحظة ( رياضية ) متفردة ( SINGULARITY)(2) حيث تنهار كل قوانين الفيزياء ، فينعدم الزمان ويختفي المكان ، وتقف القوانين عن العمل ، وليبقى أي أثر للمادة أو الطاقة . كل الكون كان مضغوطاً في حيز أقل من بروتون واحد ، ثم انفجر في أقل من سكستليون من الثانية ( عشرة مرفوعة الى قوة 36 ) على شكل طاقة مهولة ثم برد فشكَّل كل المجرات ؛ فبدأ المكان في التشكل ، والزمان في الحركة ، والقوانين في العمل ، والمادة في الظهور ، والطاقة في التألق ، وقبل 530 مليون سنة تدفقت عديدات الخلايا تدب على المعمورة ، وقبل 200 ألف سنة بدأ الانسان الحديث الزحف من شرق أفريقيا ليسكن كل المعمورة ، في رحلة انتهت قبل 12 ألف سنة بعبور مضيق بهرنج الى آلاسكا فالأمريكيتين ، ومع مطلع 1999 م أعلن فريق من الفلكيين يضم 60 شخصاً من استراليا برئاسة النيوزيلندي ( فيليب يوك PHILIP YOCK )(3) عن كشف أرض توأم في مجرتنا تبعد عنا عشرة آلاف سنة ضوئية باستخدام تقنية متقدمة تعتمد انحراف الضوء وتجمعه فيما يشبه محرق العدسة عند مروره بجانب كوكب قبل وصول الضوء الى الأرض . ميزة هذا الكشف أنه حرك الخيال لإمكان وجود حياة فيه فهو الأول الذي يشبه أرضنا بعد أن كشف حتى الآن عن 17 كوكب كبير قريبة من شموسها لاتصلح للحياة . ورست مركبة ( الباثفايندر ) على سطح المريخ صيف 1997 م (4)بعد العثور على بصمات الحياة فوق حجر منه طاح في أجواز الفضاء ورسى قبل 13 ألف سنة على القطب الجنوبي(5) ؛ ليندلق من احشاءها عربة ( السوجرنير ) الأنيقة ، مزودة على ظهرها كسلحفاة ، بمائتي حجرة ضوئية للطاقة ، تعاين سطح المريخ بعيون ثلاثية الأبعاد ، تنحني بأنفها ، تشم سطح المريخ العابق بأكاسيد الحديد الحمراء تقول : لا المس مس أرنب ولا الريح ريح زرنب ؟! وفي 23 يناير من عام 1999 م (6) تم رصد توهج نجمي على شكل أشعة جاما من عمق المحيط الكوني للحظات ، أمكن تسجيله باثنين من أقمار الأبحاث وكامير آلية على جبال نيومكسيكو ، قدرت طاقته بما تبثه كل النجوم والمجرات مجتمعة ، وبتحليل مصدر التوهج الذي أخذ الاسم العلمي ( GRB990123 ) قدرت الطاقة التي تولدت بانفجار 2000 سوبرنوفا ؟؟ ولو حدث هذا على بعد آلاف من السنوات الضوئية في مجرتنا لأزال كل صور الحياة ، وعرف أنه صدر من عمق تسعة مليارات سنة ضوئية ، وأنه لايفوقه في طاقته الا الانفجار العظيم نفسه الذي حدث قبل 15 مليار سنة ، وأن مقدار الطاقة التي بثها تعادل كل مابثته الشمس في مدى خمسة مليارات من السنين منذ أن خلقها الله ، ولم يمكن تفسيرها الا بنجوم نترونية احترقت واستهلكت نفسها أطبق فيها الالكترون على البروتون ماسحاً كل الفراغ الذري يصل فيه قطر النجم بضعة كيلومترات تبلغ فيه ملعقة الشاي الصغيرة فيه وزن الجبل العظيم ، اقترب فيها نجمان نترونيان يدوران حول بعضهما يرقصان ثم يقع أحدهما في حضن الآخر ليتولد ثقب أسود مهول الكثافة يبث أشعة ليزر في اتجاهين فقط يعبر ثلاثة أرباع الوجود الكوني ليلتقي صدفة في طريقه بالأرض . يعلق الفلكي الأمريكي ( ستيفان ثورسيت STEPHAN THORSET) أن هذه الظاهرة ليست جديدة في عمر الأرض فالأحافير تروي لنا قصصاً شبيهة قبل 439 مليون سنة عندما تسلطت على الأرض فتفسخ غلاف الاوزون مزعاً وغرقت الأرض بطوفان من الأشعة فوق البنفسجية أهلك الزرع والضرع لـ 95% من كل الحياة النباتية والحيوانية . ونظر في النجوم الفلكي المخضرم ( الان ساندج ALAN SANDAGE )(7) بعد طول بحث في ظلمات المجرات أخذت نصف قرن فقال اني سقيم بسيطرة أفكار العدمية عليه ؛ فلما جنَّ عليه الليل بزغ الايمان في صدره وهو يتأمل ملكوت السموات ليكون من الموقنين ؛ فاعترف بعد بحث نصف قرن أن وجود المادة أمر معجز لايفسره الا قوة فوق مادية ، واستطاع أن يحدد عمر الكون بـ 15 مليار سنة ضوئية . وأعلن عن ( كوكب بيجاسوس ) يبعد 52 سنة ضوئية عن النظام الشمسي ، بتطبيق ظاهرة ( ترنح النجم )(8) فبينما كان الفلكي ( فيليب ايناريوس _ PHILIPE HENAREJOS ) يراقب النجم بيتا بيكتوريس في التلسكوب الأوربي الموجود في مدينة ( لاسيلا _ LA SILLA) في دولة شيلي لفت نظره ( خنوس ) وانطفاء ضوء النجم الذي استغرق عدة ساعات ، ليعود سيرته الأولى في اليوم التالي ، وذهب الفلكي ( فيليب هيناريوس ) مذاهب شتى في تفسير تغير اضاءة النجم ، وأقربها هو مرور كوكب أمام الشمس أدى الى هذا ( الخسوف ) الشمسي ، ولكن هذا جديد كل الجدة في علم الفلك ، واكتشاف من هذا النوع يجب أن يكون المرء فيه حذراً ، وهذا مادفع الفريق العلمي الاستمرار في أبحاثهم حتى خرجوا بالكشف الجديد ، وتبين أن هذا النجم يبعد 52 سنة ضوئية عن النظام الشمسي الذي نعيش فيه . في عام 1844 م انتبه الفلكي الألماني ( فريدريش فيلهلم بيسل _ FRIEDRICH WILHELM BESSEL ) الى هذه الظاهرة فرأى أن دوران الكوكب حول الشمس يفضي الى مجموعة من القوانين الكونية للحركة في نفس حركته ، وفي تأثر نفس الشمس التي يدور حولها ، منها أن المدار الذي يسير فيه الكوكب ليس خيطاً في منتهى الدقة ، بل وكأنه الخيط المحلزن المتعرج ، مثل حلزنة وتعرجات خطوط مرور الطلقة داخل سبطانة البندقية وهذا يتعلق بالبعد بين الكوكب والنجم ؛ فعندما نراقب نجماً لامعاً في السماء فإن بأمكاننا أن نقول أن في مداره كوكباً يرقص ، حينما نهتدي الى ذبذبة الضوء القادمة من النجم ، وتردد موجاته الضوئية التي تدل على حركة ترنحه وتغير قوة الاضاءة تبعا لذلك ، ولكن المشكلة كانت في المعدات التي يمكن أن تكشف هذه الحركة وهذا ( الترنح ) مهما صغر ، وهذا الذي وصل إليه فريق العلماء السويسري في مركز الرصد السماوي في جنيف ( ميشيل مايور MICHEL MAYOR و _ ديدي كيلوز DIDIER QUELOS) ، وتم تقديمه في اكتوبر من عام 1995 م الى المؤتمر الفلكي الأوربي السنوي في فلورنسا عن مجموعة نظام شمسي جديدة في النجم ( بيجاسوس 51 ) والذي يبعد عنا بمقدار 45 سنة ضوئية !! وبواسطة تطوير أجهزة الرصد الدقيقة التي يمكن أن تقيس ترنح النجم الى درجة سرعة ( موتورسيكل ) صغير بسرعة 36 كم \ ساعة ، أمكن رؤية ( كوكب ) مرعب يدور حول الشمس بيجاسوس وكأنه الثور الهائج ، بدورة كاملة كل أربعة أيام ، وبمسافة تبعد عن شمسه أقل بعشرين مرة من اقتراب الأرض عن الشمس ( أي حوالي 6.4 مليون ميل بدلاً من بعد الأرض عن الشمس والبالغ 93 مليون ميل ) فهو كوكب يغلي كالنار المستعرة بحرارة 1400 درجة ( قارن سطح الشمس التي تبلغ 6000 ستة آلاف درجة مئوية وفي المركز 14 مليون درجة ) ولايحوي ماء فقد تبخر كل شيء ، وسطحه ممتليء ببحار من الالمنيوم التي تنطبخ وتفور وبحجم يصل الى حجم المشتري عملاق المجموعة الشمسية . واذا كانت الامكانيات الحالية من خلال رصد ترنح النجوم تقود الى الكشف عن كواكب عملاقة ، فإن الامكانيات المتاحة حالياً لاتوفر مثل هذا الرصد بسهولة للكشف عن كواكب في مثل حجم أرضنا ، فالشمس أكبر من الأرض بمليون و300 ألف مرة ، وقطر الشمس 865 ألف ميل ، بحيث أن ( صف ) مائة وتسعة ( 109 ) من مثل أرضنا فوق بعضها البعض يوصلها الى قطر الشمس ، ووزنها أكبر من الأرض ب 333 ألف مرة ، فكتلة الشمس تبلغ 2 بليون بليون بليون ( عشرة مرفوعة الى رقم 27 والبليون هو المليار وهو ألف مليون ) طن والجاذبية على ظهرها أكبر من الأرض ب 28 مرة ، مع أن كثافة الشمس 4.1 في حين الأرض 2.5 للسنتمتر المكعب الواحد ، وتستهلك من الطاقة أربعة ملايين طن من الهيدرجين في الثانية الواحدة (9) فالأرض كما نرى كوكب صغير للغاية وكأنه ذرة غبار صغيرة في هذا المحيط الكوني المترامي ، ولكن تطوير هذه التقنية الجديدة ستتيح للعين الانسانية رؤية كواكب في مثل حجم الأرض ، وبواسطة تحري الطيوف اللونية للعناصر الموجودة على ظهر الكوكب ؛ سيتم التأكد من وجود حياةٍ على ظهرها من عدمه ، كما سيكشف عن المرحلة التي وصلت اليها الحياة على ظهر هذا الكوكب ، ولكن الإجابة عن سؤال الحياة سيقرر أهمية هذا الكوكب بشكل مصيري ، فنظرية بطليموس القديمة اعتبرت الأرض هي مركز الكون ، وكل الوجود يدور حولها ، ولكن نظرية كوبرنيكوس قلبت هذا المعيار فتحولت الكرة الأرضية الى كوكب تافه لاوزن له في هذا الكون الفسيح ، وبذا اختل مركز الانسان أيضا باعتباره مركز الخليقة ، ومن هنا ولدت فلسفات مختلفة أمام هذا التصور الكوني ، وفي الوقت الذي نكتشف أننا الوحيدون في هذا العالم ؛ فإن نظرية بطليموس سترجع ولكن ليس على الصورة الجغرافية الكوسمولوجية ، بل على الصورة البيولوجية الانسانية ، أي نظرية بطليموس المقلوبة الجديدة . وهو المطروح حالياً تحت فكرة المبدأ الانساني . ولكن على فرض الكشف عن امكانية حياةٍ على ظهر كوكب تقاس مسافة بعده عنا بالسنين الضوئية ؛ فإن التحدي الحالي هو السرعات التي نملكها للوصول الى هذا الكوكب ، فنحن في الوقت الراهن أسرى هذه السرعات الصبيانية بالنسبة لمسافات الكون ، ففي مسافات من هذا النوع وبسرعات متوفرة لدينا سخيفة يصبح الوصول الى الكواكب الأخرى ضرب من المستحيل مالم يطور أحد أمرين إما السرعة ذاتها أو طبيعة التنقل ، فالتحدي في المسافة هو في سرعة الضوء ، واذا استطاع الذكاء الانساني ان يصل الى سرعات تقفز فوق الحاجز الصوتي فليس الأمر كذلك بالحاجز الضوئي . كان قياس سرعة الصوت سهلاً أما اختراق الحاجز الضوئي فيعتبر اليوم مستحيلاً (10) فعند زيادة السرعة لتصل الى سرعة الضوء تحصل تغيرات تقلب المفاهيم التقليدية كلها ، من خلال أربع نتائج ، تنهار عندها المعطيات الرياضية الكلاسيكية كلها : (1) فيتم استخدام طاقة لانهائية (2) ، وينضغط الطول الى الصفر (3) وتزداد كتلة الجسم المتسارع الى اللانهاية (4) ويتوقف الزمن ؟!! وهذه الأفكار تولدت بالأصل من النسبية الخاصة ، وتشكل ضرباً من التحدي أمام العقل الانساني ، أو بكلمة ثانية استحالة الوصول الى الكواكب المترامية في الفضاء ، لأن العمر سيضيع بكل بساطة ، وسيحتاج الانسان الى 200 ألف سنة ليصل الى أقرب كوكب وهو لايعيش منها 200 سنة فكيف بمائتي ألف من السنين . يتبع ....
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#4
|
|||
|
|||
رد: الثورة العلمية الحديثة...والإيمان
هل نعيش لوحدنا في الكون أم توجد كائنات ذكية أخرى (11)؟؟ هل يمكن تجاوز قوانين النسبية والسفر حتى بأسرع من الضوء ؟ لقد كان آينشتاين يوجه لنفسه دوماً هذا السؤال ماذا سيحدث لي لو أنني امتطيت ظهر شعاع من الضوء ؟؟ يعكف العلماء اليوم من أجل التمهيد الى هذا اللقاء التاريخي الذي أشار اليه القرآن بشكل عابر ( وهو على جمعهم اذا يشاء قدير ) عن طريقين : فوكالة ( ناسا ) لارتياد الفضاء تقوم حالياً بمشروع ( فريسب _ FRESIP PROJECT ) حيث سيتم وضع مرقاب على ظهر القمر يراقب بنفس الوقت قرابة خمسة آلاف شمس في مجرتنا لاكتشاف ظاهرة ( الترنح ) النجمي التي أشرنا اليها فيما سبق ، ومحاولة التعرف على الكواكب التي تدور حول هذه الشموس ، ثم دراسة الطيوف اللونية التي تصدرها معادن هذه الكواكب ، وبالتالي الوصول الى معرفة وجود حياة أو حضارة في هذه الكواكب ، ورصد هذه الآلاف المؤلفة من الشموس يتم آلياً بواسطة كمبيوترات متقدمة ، تسجل مخططات بيانية طول الوقت بشكل متتابع ، بحيث أن أي ظاهرة ترنح للنجم تُعطي فوراً اشارة الخطر فتوضع للدراسة المباشرة المكثفة ، كما خطر لبعض العلماء أن وجود الكائنات الذكية مثلنا قد لاتستطيع أو لاتتمكن من اعداد وسائل النقل عبر الفضاء ، ولكنها لابد وان تكون قد اهتدت الى القوانين الكهرطيسية للوجود ، ولابد أن تكون قد استخدمت الأمواج الراديوية للاتصال بالكائنات الأخرى ، لذا عمدت الولايات المتحدة الى بناء جهاز تنصت كوني هائل في ( بورتو ريكو ) في منطقة ( آريثيبو _ ARECIBO ) يبلغ قطر الدش الكوني ( 304 مترا ) ومتصل بجهاز أقنية متعدد للتحليل ( MCSA MULTICHANNEL SPECTRAL ANALYZER ) وتبلغ طاقة الاستقبال في الجهاز عشرة ملايين موجة راديوية مختلفة بنفس الوقت ، متصلة بمخططات بيانية ، وفيها القدرة على الانتباه الى الموجات الغريبة الجديدة ، وعزلها فورا وتضخيمها مباشرة واعطاء اشارة الخطر للتنبيه لمتابعتها ، أي أن هذا الجهاز عنده القدرة على التخزين في اللحظة الواحدة مايعادل معلومات موسوعة علمية كاملة ، من نوع الموسوعة البريطانية المشهورة ( ENCYCLOPEDIA BRITANICA ). ولكن هذا الجهاز وهو ينصت بكل هذا التركيز لم يسمع سوى صوت الموت من الكون الخارجي حتى الآن ( هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟؟ ) .
اذا مضينا مع تحليلات الفلكي البريطاني ( دافيد هيوجز ) فان احتمالات وجود الحياة في الكواكب تصل الى تواجدها في أربعة مليارات كوكب في مجرتنا لوحدها ( مجرتنا تضم 100 مليار نجم ) بل ان الفلكي ( بيك ويذ BECKWITH ) من معهد ماكس بلانك في هايدلبرج يذهب الى وجودها في كل واحد من نظامين شمسيين ، أما ( اسحاق عظيموف _ ISAAC ASIMOV ) فيرى أن الحضارة على كوكب ما تأخذ في المتوسط 600 ألف سنة ، وفي توقعاته أن هناك ( 270 ) حضارة على ظهر كواكب مختلفة وصلت الى مرحلة اختراع الكتابة ، وعشرين منها فقط وصلت الى مرحلة العلم المعاصر ، وعشرة منها وصلت المرحلة الأخيرة من الثورة الصناعية ، وفي النهاية هناك فقط حضارتان وصلت مرحلة الانفجار النووي أو تجاوزتها وكلاهما يقف أمام الفناء والانتحار الذاتي !! ولكن ماذا نقول أمام الاحتمال الثاني في حال أننا الوحيدين في هذا الوجود ؟؟؟ إن هذه الفكرة تشع ظلا هائلاً : أن جنسنا هو بذرة العالم وامامه اختراق المجرة والامتداد في الكون ، وأن ماينتظره لم يخطر على قلب بشر ، وأن فردا واحدا من جنسنا أغلى من كل شيء يمكن تصوره ، بل يساوي الوجود برمته ، لأن فرداً واحداً من الذين يُقتلون في راوندا وتمتليء جثثهم في الأرض أكثر من الموز ، أو تتناثر أشلاؤهم من القنابل في افغانستان ، أو تقطع لحومهم في البلقان اليوم ، يمكن أن يكون مشروع تكاثر انساني في كامل المجرة ، فهو أفضل تجليات الوجود ، وهو من أروع المخلوقات وأتعسها بنفس الوقت ، وهو مستودع الحكمة وبالوعة الضلال ، فيه سر جدل الوجود ولكن يمكن أن تسحقه ذرة غبار ونفثة بخار أو وخزة فيروس تافه ، واذا كانت شمسنا ستعيش وسنعيش معها خمسة مليارات سنة أخرى ، فان هذا يخلع ظلاً أن التاريخ الفعلي للانسان لم يبدأ بعد ، وما ينتظر الانسان هائل من تحقيق الكمالات ، في ضوء تاريخ قصير للغاية ، فكل عمر الحضارة لايزيد عن ستة آلاف سنة . لمطالعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة المقال كاملا اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم الرابط التالي http://www.iraker.dk/v/althawra.htm ربــــــــــــــــــــــ بأعطر التحايا تحييكم ــــــــــــــــــــــــانة
__________________
https://twitter.com/amani655 |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|