ملتقى الفيزيائيين العرب > منتديات أقسام الفيزياء > منتدى الفيزياء الكونية. | ||
اخطار محدقة بالارض2(الكويكبMN4) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اخطار محدقة بالارض2(الكويكبMN4)
اكتشف الكويكب لأول مرة في حزيران/2004، ثم أعيد تأكيد اكتشافه في 19 أيلول وسمّي حينها بـ MN4-2004. وسبب أثناء تصنيفه "بلبلة" في المجتمع العلمي ليحظى باعتراف أولي على أنه "جسم يحتمل اصطدامه بالأرض"، الأمر الذي يدخله قائمة الكويكبات التي تشكل خطراً في المستقبل، فتم تحديد خطره بداية في الدرجة 2 على مقياس تورينو، وهو أعلى تقييم خطر لأي كويكب عرف حتى ذلك الوقت!
كان تقدير قطر الكويكب بداية حوالي 500 متر انخفض لاحقاً إلى 400 ثم إلى 320 متر، وبناء على آخر رصد في يوم 23 كانون أول 2004 قدر أن هذا الكويكب سيقترب من الأرض لتكون على موعد لقاء مشئوم معه يوم الجمعة 13 نيسان 2029. وكان احتمال اصطدامه بالأرض قدر حينها بـ 1/300!! زيادة الخطر وقلة الانتباه: بحلول 24 كانون أول، كان العلماء منكبين على متابعة الكويكب ومع تزايد المعلومات تضاءلت الشكوك. وكان MN4 مصمماً على الاقتراب من الأرض أكثر مما اعتقد سابقاً، حيث تضاءل الخطأ في حساب مدار الكويكب ليرتفع احتمال الاصطدام بالأرض إلى 1/60، مما يجعل تقييمه على مقياس تورينو يرتفع إلى الدرجة 4. بالرغم من أن احتمال أن يخطئ MN4 الأرض كان هو الأغلب، مع ذلك فإن علماء NEO لم يرو في ذلك أمراً مطمئناً. فقاموا بإعادة الحسابات حسب آخر المعطيات التي كانت لديهم ليرتفع احتمال الاصطدام مرة أخرى في ليلة عيد الميلاد إلى 1/47!! وفي صباح يوم 26/12/2006 ارتفع احتمال الاصطدام ثانية ليصل إلى 1/37. حتى هذه اللحظة قلة من الناس فقط كانوا مدركين لهذا الخطر غير الاعتيادي، فقد كان زلزال وتسونامي المحيط الهندي قد استحوذت على الانتباه أكثر من الكارثة الممكن حدوثها بارتطام الكويكب. ارتفاع احتمال اصطدام MN4 بالأرض إلى مستويات غير مسبوقة جعل معظم علماء NEO يعتقدون بعدم وجود أفق لحياتهم!! حتى شعروا حينها وكأن الطبيعة تذكر البشر بمن له الكلمة العليا دائماً. لكنهم تلقوا أخيراً وبمزيد من الارتياح وببعض من عدم التصديق الخبر الذي أعلنته JPL ومفاده أن "جيف لارسن" و"آن ديسكور" من مرصد Spacewatch في أريزونا قد اكتشفا آثار غير واضحة لـ MN4 على الصور الفوتوغرافية الملتقطة في آذار 2004. وإكمال هذه البيانات بالأرصاد الحديثة أثمر مداراً أدق للكويكب بمجال خطأ صغير، فاستبعد احتمال اصطدام الكويكب بالأرض. قصة الكويكب MN4 : إن MN4 هو أحد الأجسام القريبة من الأرض (NEA)، لديه مدار شبيه إلى حد ما بمدار الأرض، تستغرق دورته حول الشمس 323 يوم. وبعد أن يتجاوز MN4 الأرض يوم 13/4/2029 بمداره الجديد والذي ستكون مدة دورانه حول الشمس حوالي 426.125 يوم، ستكون الأرض على موعد معه مرة أخرى (حيث سيعود الجسمان إلى أوضاع مدارية متشابهة) بعد سبع سنوات بالضبط!! لكن MN4 سيكون قد قام بستة دورات حول الشمس، بينما دارت الأرض سبع مرات. أي أن الأرض و MN4 قد يلتقيان في موعد آخر هو يوم 13 نيسان من عام 2036 في تصادم كوني لا يحدث على الأرض إلا مرة كل 50.000 سنة!! إن هذا الاحتمال منخفض جداً (حوالي فرصة واحد من 12.000)، لكنه يبقى أمر ممكن الحدوث! هل يستحق حدث احتمال وقوعه 1/12.000 بذل الوقت والمال عليه؟ بالطبع لا، طالما أن يمكن إهمال احتمال حدوث الاصطدام. لكن في هذه الحالة، نحن إزاء جسم بطول 320 متر، وقد يسبب تسونامي في المحيط الهادي. وإن التكلفة اقتصادية التي ستنشأ عن التسونامي التي قد يسببها هذا الاصطدام ستفوق 400 مليار دولار لخسائر البنية التحتية فقط! فبأخذ احتمال تكبدنا هذه التكلفة بعين الاعتبار، فإن هناك ما يستحق أن نبذل تجاهه وقتاً وعملاً لتجنب خطر كهذا وضمان أننا قادرون مستقبلاً على تجنب كارثة كهذه. ماذا سنفعل بخصوص MN4؟ هل سيصدمنا MN4 أم لا؟ لا نعرف الجواب بدقة حتى الآن. بالرغم من أن العلماء كانوا يتعقبون هذا الكويكب بدءاً من أوائل سنة 2004 ولديهم بيانات عنه أكثر مما لديهم عن معظم كويكبات NEA المكتشفة، لكن البيانات ما تزال غير دقيقة بالقدر الكافي للإجابة على هذا السؤال. إذن "متى سنعرف ما الذي سيحدث؟" والسؤال الأكثر أهمية: "متى يجب أن نعرف؟" لتحويل كويكب يقترب من الأرض، يحتاج العلماء لمعرفة مبكرة بدرجة كافية مقدار الانحراف المطلوب تحقيقه، ويحتاجون لنظام دفع عالي الكفاءة لدفع الكويكب وتعديل مداره. أي أن العلماء يحتاجون لعقدين من الزمن على أقل تقدير لتلافي خطر الكويكب الذي "يتقصّدنا"، عبر إرسال سفينة فضائية يمكن أن تحط على الكويكب وتستمر بدفعه لمدة سنة أو اثنان. المطلب الأول، في حالتنا هذه محقق تقريباً، حيث أننا نعرف أن هناك إمكانية اصطدام MN4 في عام 2036، أي مازال لدينا أكثر من ثلاثة عقود. أما بخصوص المطلب الثاني –امتلاك نظام الدفع- فنحن، وإن كنا أنجزنا الكثير، لكننا لسنا جاهزين تماماً. مؤسسة B612 (انظر www.b612foundation.org) كانت تعمل منذ العام 2001 على مشروع حرف مسارات الكويكبات الممكن اصطدامها بالأرض. هذا العمل قد نحتاجه قريباً، وقد أوصى العلماء في هذه المؤسسة باختبار قدرتهم بحلول عام 2015 وقاموا بتصميم مهمة تمهيدية لهذا العمل. (مشروع الاختبار الذي اقترحته B612 تم نشره في مجلة "Scientific American" في تشرين الثاني 2003). عودة إلى MN4، الأسئلة التي علينا الإجابة عليها. هل سنعرف باكراً وبدرجة كافية من الدقة أننا قادرين على تحويل مسار MN4 إن احتجنا إلى ذلك باستخدام التقنية التي نمتلكها اليوم؟ الطريقة الوحيدة للإجابة على هذا السؤال أن نعمل مفترضين أن MN4 سيضرب الأرض سنة 2036، أي أن نستطيع معرفة ما نحتاج أن نعرفه وفي وقت مناسب لمنع وقوع هذه الكارثة. سنحتاج 4-5 سنوات من العمل على حرف مسار MN4 -قبل 2029- ونستغرق 3 سنوات للوصول إلى الكويكب. أي أنه علينا إرسال المركبة بحدود العام 2021. ويلزمنا حوالي 6-7 سنوات أخرى لتخطيط المهمة وتنفيذ المركبة، هذا يعني أننا نتكلم عن التزام بهذا المشروع بدءاً من سنة 2014. وهنا يبرز السؤال الكبير: "هل سنكون في العام 2014 قد عرفنا إن كان MN4 سيتصادم مع الأرض في 2036؟" نحن اليوم نفترض أننا سنعرف ذلك، لكن الإجابة ستكون "لا" إن لم نقم بعمل ما يتوجب علينا من تجميع ومراجعة ودراسة البيانات. وكما يبدو أنه يجب علينا تحديد المسافة التي سيمر بها MN4 خلف الأرض سنة 2029 بدقة حوالي 600 متر، لنتأكد من معرفتنا لما سيكون الوضع عليه في العام 2036. فإن سأل أحد ما: "هل نحن في وضع مضطرين فيه لنعرف ذلك بدقة؟ حسناً لسنا كذلك.. ذلك أننا قد نكون مضطرين لهكذا قرار فقط عندما نكون إزاء احتمال اصطدام 1/10 أو أكثر. ومع ذلك، في حالتنا هذه، واعتماداً على أفضل التلسكوبات التي نمتلكها وبأخذ أقل الاحتمالات بعين الاعتبار فإننا قادرون على التنبؤ بأن احتمال اصطدام الكويكب بالأرض لن يكون أكثر من 1/150. وستساعدنا بيانات الرادار التي نأمل أن نحصل عليها بحدود سنة 2012، لكن ربما ليس بدرجة كافية للسماح باختيار واضح. فهل نبدأ بمهمة "حرف الكويكب" إن كانت فرص عدم الاصطدام 149/150؟ أو حتى 39/40؟ بالحقيقة الأمر مستبعد الحدوث. فما العمل؟ هل يجب أن يرتفع هذا الاحتمال الضئيل كي نقوم بذلك؟ الواقع للأسف أنه لم يقم أحد بلفت نظر الحكومات لدراسة هذا الوضع أو أي وضع مشابه. فبينما نحن مقصّرين في امتلاك التقنية والمعرفة التي توفر لنا إمكانية حماية الأرض من هذه الكارثة الطبيعية، لا أحد يتحمل المسؤولية لتوفير مثل هذه الحماية!! في الوضع الحالي مع MN4، هناك قرارات حاسمة يجب أن تؤخذ، وخيارات يجب أن تدرس وإجراءات علينا اتخاذها. أحد تلك الاختيارات هي جمع كل المعلومات الممكنة وبكافة الطرق عندما يصبح الكويكب قريب كفاية لعمل شيء ما إزاءه في حال الضرورة. وبإطلاق مهمة علمية إلى MN4، يمكن لنا أن نحصل على بيانات علمية كثيرة وقيمة، بالإضافة إلى أننا سنعرف إن كان يجب علينا أن نقوم بحرف مسار الكويكب أم لا. وكيف ذلك؟ إن أردنا معرفة مدار جسم في الفضاء، فإن أدق طريقة لذلك هي تركيب مستقبل راديوي عليه. هذا ما نقوم به على سفننا الفضائية، وهو ما يمكننا من إرسال مركبة بتكلفة قليلة حتى زحل (مثلاً) وتصميم مدارات "معقدة" للمركبة، ذات الحيلة التي سيقوم بها MN4 مع الأرض في 2029. حيث يمكننا أن نعمل بعض المناورات في مدار المركبة، حيث تدور حول الزهرة و/أو الأرض في طريقها إلى الفضاء البعيد، لأننا نكون على معرفة دقيقة بموقع المركبة في الفضاء. الحل إذن هو بوضع مستقبل راديوي على MN4 لنتأكد بدقة إذا ما كان الكويكب سيكون كارثة علينا في 2036. لم يكن بيد العالم في 26/12/2004 أن يفعل شيئاً لمنع تسونامي المحيط الهندي حتى ولو كنا قد عرفنا بأمر حدوثه مسبقاً. وكذلك ليس لدينا أي وسيلة تمكننا من التنبؤ بمثل هذه الزلازل وموجات التسونامي التي قد تحدث مستقبلاً. بينما يمكننا معرفة أن هناك كارثة أسوأ بكثير في طريقها إلينا يوم 13/2036. والأكثر أهمية هو أننا نستطيع أن نمنع اصطدام الكويكب MN4 بكوكبنا الأرضي. وليس بمقدورنا فقط منع اصطدام MN4 بكوكبنا بل نستطيع أيضاً أن نحمي أرضنا من خطر كل الكويكبات القريبة من الأرض في المستقبل. ------------ * قدرت وكالة ناسا الطاقة التي سيحررها الكويكب MN4-2004 في حال اصطدامه بالأرض بـ 148 ميغاطن من الـ تي إن تي (وللمقارنة القنبلة التي ألقتها أميركا على هيروشيما تعادل 0.013 ميغاطن). * التأثيرات الناتجة عن أي اصطدام ستتوقف على بنية الكويكب وموقع وزاوية الاصطدام. وإن أي اصطدام سيسبب ضرراً كبيراً لمساحات من آلاف الكيلومترات المربعة، لكن سيكون من المستبعد أن يسبب آضراراً عالمية. * ليست الزلازل هي الطريقة الوحيدة للتسبب بـ "تسونامي" في المحيط. فقد بينت الحسابات أنه اصطدام كويكب بقطر 400 متر بالمحيط الهادي بسرعة 12.6 كيلومتر/الثانية. سيسبب بعد حوالي 4 ساعات تسونامي يبلغ علوها حوالي 17 متر تغمر الشريط الساحلي لكاليفورنيا وصولاً إلى سيبيريا. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|