أصنع طاقية الاخفاء ..

دلوعة البصريات · #1 29-07-2006, 09:50

هناك روايات وأفلام كثيرة حول شخصية الرجل الغير مرئي وامكانية تحقيقها عمليا على أرض الواقع ومن المعروف أن الرؤية تعتمد على تصرف الأجسام المرئية في الضوء والأجسام أما أن تمتص الضوء أو أن تعكسه أو تكسره فاذا لم يحدث ذلك فانك تحصل على جسم غير مرئي ومن هنا نرى الألوان فالسماء زرقاء لأنها تعكس اللون الأزرق وهكذا وعندما ينعكس الضوء وينكسر في نفس الوقت نحصل على المظهر المتألق .

والصندوق الزجاجي أقل لمعانا ورؤيته أقل وضوحا من رؤية الصندوق المصنوع من الماس وذلك لأن نسبة الانعكاس والانكسار فيه أقل مما هي عليه للماس واذا وضعنا قطعة من الزجاج العادي الأبيض في الماء وخصوصا في سائل أكثف من الماء فأنها ستختفي عن الانظار تقريبا وذلك لأن الضوء الساقط على الزجاج من خلال الماء ينكسر وينعكس بصور ضعيفة مثل تيار غاز ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين الموجودين في الماء وذلك لنفس السبب السابق .
تجربة الاخفاء ..

ويمكننا جعل الجسم الشفاف للغاية يختفي عن الانظار بالمرة وذلك باحاطته بجدران تشتت الضوء بشكل منتظم تماما أن العين التي تنظر الى الداخل من خلال فتحة جانبية صغيرة ستتلقى عندئذ من كافة نقاط الجسم كمية متساوية من الضوء كما لو كان الجسم غير موجود مطلقا وذلك لعدم وجود بريق أو ظلال يشيران الى وجوده .

ولاجراء هذه التجربة نأخذ قمعا من الكارتون الأبيض قطره 50 سم ونثبته على مسافة قليلة من مصباح كهربائي قوته 25 واط وندخل في القمع من الأسفل قضيبا زجاجيا بحيث يكون عموديا تماما قدر الامكان ذلك لأن أقل انحراف عن الوضع العمودي يؤدي الى أن يظهر القضيب الزجاجي معتما عند محوره ومضيئا عند الحافة أو العكس وتتحول هاتان الصورتان من واحدة الى أخرى عند أقل تغيير يطرأ على وضع القضيب العمودي وبعد عدة محاولات متكررة يمكن التوصل الى اضاءة القضيب بصورة منتظمة تماما وفي هذه الحالة سيبدو القضيب الزجاجي بالنسبة للعين التي تنظر اليه من خلال فتحة جانبية صغيرة لا تزيد عن 1سم وكأنه قد اختفى تماما وعند اجراء تجربة في مثل هذه الظروف يصبح القضيب غير مرئي وعلى الرغم من الاختلاف الشديد بين معامل انكسار الزجاج ومعامل انكسار الهواء وهناك طريقة أخرى يمكن بواسطتها أن نجعل قطعة مضلعة من الزجاج مثلا تختفي عن الأنظار وذلك بوضعها داخل صندوق طليت جدرانه من الداخل بطلاء براق .

الحيوانات ذات البشرة البيضاء والتي لا يغطي جسمها الصوف وهي الحيوانات التي لا تحتوي أنسجتها على المواد الملونة تمتاز بالشفافية الواضحة وقد وصف أحد علماء الحيوان ضفدعة ذات بشرة بيضاء عثر عليها في صيف عام 1934م هذا الوصف أن أنسجتها الجلدية والعضلية الرقيقة شفافة جدا بحيث يتمكن المرء من رؤية الأعضاء الداخلية .

وبخصوص قصة الانسان الغير مرئي نقول أن الأفكار الفيزيائية الخاصة بهذه القصة صحيحة علميا بمعنى أن كل جسم شفاف موضوع في وسط شفاف يصبح غير مرئي عندما يقل الفرق بين معاملي الانكسار 0.05وتمكن العالم الألماني شباللتيجولتز من تحقيق فكرة القصة عمليا ولكن من نماذج غير حية والطريقة التي اكتشفها عام 1911م تتلخص في معالجة النموذج المراد يشبع بسائل ساليسيلات الميثيل وهو سائل عديم اللون وله معامل انكسار كبير ويتم وضع النماذج من فئران وأسماك في وعاء مملؤ بهذا السائل ولكنها لن تكون غير مرئية تماما الا اذا تساوى معامل انكسارها مع معامل انكسار الهواء ولم يتوصل أحد لذلك حتى الآن ولكن حتى اذا توصل أحد لحل هذه المشكلة وتمكن بالفعل من صناعة فكرة الانسان غير المرئي فان هذا الانسان لن يكون ذو قوة خارقة بل سيكون انسان قليل الحيلة وأااعمى لأن الأشعة التي ستمر من خلال هذا المخلوق لن تنكسر ولن تنعكس ...