ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - أرجو المساعدة سريعاً
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17-01-2006, 22:20
الصورة الرمزية ستار12
ستار12
غير متواجد
مشرف منتدى الفيزياء المسلية ومنتدى الكهربية والمغناطيسية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,144
افتراضي مشاركة: أرجو المساعدة سريعاً

هذا مقتطفات عن العالم بوهر ارجو ان تفيدك في بحثك اخي الكريم
كان بوهر من أوائل مؤسِّسي الميكانيكا الكوانتية quantum mechanics. ولقد عمَّم هذا العلم مفهومَ الموضع الطبيعي. ويرى أتباع المدرسة الكوانتية أنه لا توجد في العالم أسباب ونتائج وفق الصورة التقليدية للعالم. على العكس، يتجسد العالم، وفق هؤلاء، في حالٍ من مجمل من الأحوال؛ ولكلِّ حال احتمال محدد. إن الحال السائدة هي الحال الأكبر احتمالاً، ولعلها تقابل الموضع الطبيعي، كما فهمه ابن سينا. واقع الأمر أن لهذا المفهوم موقعاً في الميكانيكا الكوانتية. وتتحدد طاقات الأجسام لدى تفاعلها بعضها مع بعض بسويَّات معينة تبعاً لاشتراطات الميكانيكا الكوانتية. من ذلك، مثلاً، أن الإلكترون لا يدور حول نواة الذرة في مدار من مجموعة من المدارات، بل يُحتجَز في سويَّة طاقية من أصل جملة من السويَّات الطاقية. وضمن سويَّة معطاة لا يظهر الإلكترون في مكان محدد بسرعة معينة؛ فالسويَّة الطاقية المعطاة تُعرَّف بقيمة احتمالية، هي "غيمة" رياضية مجردة، تفيدنا بالتقاء الإلكترون حسب احتمال معتبَر. تُعتبَر السويَّات الطاقية الدنيا المواضعَ المفضلة للإلكترون. وما هو أدهى في الميكانيكا الكوانتية أنه تمتنع على الإلكترون حيازةُ أية كمية من الطاقة غير مساوية لطاقة إحدى السويَّات! وهكذا فإن الانتقال من سويَّة لأخرى مستحيل؛ وما على الإلكترون إلا "القفز" بين سويَّتين لدى تحوله بينهما. بكلمات أخرى فإن الإلكترون يُجبَر على "الاختفاء" في سويَّة ليعود إلى "الظهور" في السوية الأخرى. يدعو الكوانتيون التحول من حالة لأخرى على هذا الغرار قفزة كوانتية quantum leap. وفي رأي بعضهم أن الكون ولد بقفزة كوانتية، حيث تحوَّل من حال اللاوجود إلى حال الوجود.

تحدث ابن سينا، بدوره، عن القفزة الكوانتية في جوابه عن المسألة العاشرة: "استحالات الأشياء بعضها إلى بعض ليست كما مثلت من استحالة الماء إلى هواء، بأن نضع أجزاءه تتفرق في الهواء حتى يغيب عن الحس، بل ذلك لخلع هيولى الماء صورة المائية وملابستها صورة الهوائية."

ينص "مبدأ الطاقة الأقل" على أن كل جسم يجنح إلى التخلص من كل ما يستطيع من أحماله من الطاقة باحثاً عن سوية طاقية دنيا يستقر فيها. ولعمري إنه "الموضع الطبيعي" الذي تحدث عنه ابن سينا! نلاحظ هنا تقارب النموذجين الظاهريين لابن سينا وبوهر. وما أدرانا، فقد يكون النموذجان الباطنان بدورهما متقاربين.

على أن صياغةَ استنتاج في هذا السياق، مناظر لاستنتاجنا في حالة البيروني وأينشتاين، لازال في حاجة إلى قليل من الاستطراد. على أية حال، أؤكد أنني لا أردُّ أحدَّ النموذجين إلى الآخر، لكنني ألح على آلية موحَّدة في النمذجة، أي في عملية المعرفة، على الرغم من اختلاف الثقافات، ليس في المكان فقط، بل وفي الزمان أيضاً. كانت هذه الآلية – ولازالت – فعالة في معالجة معضلة الهمِّ الوجودي – ولو جزئياً – لدى النخبة التي أشرنا إليها.
رد مع اقتباس