شكراً لك على هذا المقال ...
و لي عدة استفسارات ....
هل معني " فما فوقها " أي فوق المكانية ...
حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا وائل يحدث عن عائشة قالت
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عز وجل بها درجة أو حط بها عنه خطيئة
|
المصدر
قال الطبري رحمه الله
(فإن ذلك بخلاف ما ظنّ. وذلك أنّ قول الله جلّ ثناؤه: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها "، إنما هو خبرٌ منه جلّ ذكره أنه لا يستحي أن يضرب في الحقّ من الأمثال صغيرِها وكبيرِها، ابتلاءً بذلك عبادَه واختبارًا منه لهم، ليميز به أهل الإيمان والتصديق به من أهل الضلال والكفر به, إضلالا منه به لقوم، وهدايةً منه به ) أهـ
|
قوله تعالى : { فما فوقها } في معناها احتمالان :
الاحتمال الأول : أن معنى { فما فوقها } فما دونها في الصغر والحقارة ، ويؤيد هذا القول حديث : « لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء » أخرجه الترمذي .
الاحتمال الثاني : أن معنى { فما فوقها } ما هو أكبر منها ، ويكون المراد ما هو أعظم منها في الجثة ، ويؤيد هذا القول ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ».
والخلاصة أن الآية تحتمل معنيين :
1- فما فوقها في الصغر .
2- فما فوقها في الكبر .
وكلا الاحتمالين صحيح كما قال المفسرون .
وليس في الآية ما يفيد أن البعوضة أصغر المخلوقات ، وأن ليس هناك ما هو أصغر منها ، غاية ما في الآية أن الله تعالى بين أنه لا يستحيي ولا يخشى أن يضرب مثلاً ما ، أي مثل كان ، بأي شيء كان ، صغيراً كان أو كبيراً ، ومن هذه الأشياء البعوضة ، والله تعالى أعلم
|
هل يراد بالآية هذه الحشرة التي تكون فوق البعوضة ، ويكون هذا مما يسمى بـ(الإعجاز العلمي) ؟
والجواب عن هذا أن يقال :
إن كان المراد قصر المعنى على هذه الحشرة دون غيرها ففيه نظر من جهتين :
الأول : أنَّ هذا لا يتوافق مع نظم الآية العربي ؛ لأنه لو كان المراد الفوقية المكانية لقيل : (( وما فوقها )) ، ولو كان النظم هكذا لاحتمل الفوقية المكانية وغيرها . أما نص الآية على نظمها فلا يحتمل الفوقية المكانية ، والله أعلم .
الثاني : أن قصر المراد بالفوقية على هذه الحشرة التي لم يظهر أمرها إلا في هذا العصر ـ لو صحَّ التفسير بها ـ فيه تجهيل للأمة بدأً بالصحابة وختمًا بعلماء هذا العصر ، وهو يستلزم أن يكون في القرآن ما لم يُعلم معنها ، ولا أُدرك المراد منه إلا في هذا العصر ، وذلك أمر باطل بلا ريب .
وقصر الآية على ما ظهر من الاكتشافات الحديثة مزلق وقع فيه بعض من كتب فيما يسمى بــ(الإعجاز العلمي ) .
لكن لو قيل : إن هذه الحشرة تدخل في عموم قوله (( فما فوقها )) أي في الصِّغَرِ ، لجاز ، ومن ثَمَّ فليس لهذه الحشرة مزية على غيرها البتة ، والله أعلم .
|
قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة ، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة ؟ فأيهما أعلى خلقه : الذباب أو البعوضة ؟ الجواب : الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا.ه
|
و بالتوفيق للجميع