إسقاط العلم الرباني على المعرفة الوضعية التي تحتمل الصحّ والخطأ وتتغير دون أدنى حرج هو بلية أصابتنا، نحن المسلمين !!! هل نريد إثبات صحة القرآن من خلال منجزات العلم الوضعي؟ هل نريد أن نثبت أنّ عقيدتنا على حق من خلال اكتشافات "غير المسلمين" مثلاً ؟ ألا نعتقد أنّ الغربيين هم ذوي بصائر أيضاً، ولو كانت اكتشافاتهم تسعى لإثبات عقائدهم لكانوا أولى باكتشافاتهم منّا ؟
لا أعتقد أن محرك علماء المسلمين عندما كانت أمة الإسلام في أوج معارفها كان البحث عن وجود الله أو إثبات صحة العقيدة، فصحتها أمر مفروغ منه مذ قال الأعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أسَماء ذات أبراج.... ألا تدل على عليم خبير ؟
ماذا كان محرك هؤلاء العلماء إذاً؟ بكل بساطة كان إيجاد حلول للتغلب على مشكلات بني البشر، وربما في أحسن حالاته كان منطلقاً ربانياً يتمثل بقول الله تعالى: يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لاتنفذون إلا "بسلطان". لقد أدرك أكثر من عالم مسلم في القرون الوسطى أن المعرفة تمكّن الإنسان من سلطان السيطرة على الطبيعة ولذلك كان سعيهم وطيداً لإعمار الأرض "بالمعرفة".
فمتى نعمل لحلّ مشكلات مجتمعنا من المنطلق الذي أوصانا به ديننا الحنيف؟
وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
لكم أطيب التحية