ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الإطار و أسلوب التفكير و الرياضيات
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-03-2010, 17:00
الصورة الرمزية تغريـد
تغريـد
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 873
افتراضي رد: الإطار و أسلوب التفكير و الرياضيات


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abcd19




بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على إمام المرسلين و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

سأحاول معكم, أحبّتي في الله, إعطاء أمثلة, كيف أن الإطار الحضاري و أسلوب التفكير يؤثر في البحث الرياضي, سأبدأ بأمثلة طريفة من التاريخ غير معروفة ثمّ أقدّم أمثلة موضوعية.


قد يضنّ البعض أن المثال بسيطا و لكن يعلم الله كم إنجرت عنه من المآسي و الإبتلاءات و الحروب.
في اللغة الأرامية القديمة كانت كلمة "أب" تعني ممّا تعنيه التعظيم و ليس فقط الإشارة إلى الأب البيوليوجي. فيقال لزعيم القبيل "أب" و يقال لعظيم من العظماء "أب" حتّى أنّهم وصفوا الله, جلّ و على علوا كبيرا, بهذه الكلمة للتعظيم. و عندما ترجمت التورات من الأرامية إلى لغات أخرى, بقيت الكلمة على حالها و غاب معناها, فتوّجه الناس إلى إستعمال الكلمة بمفهومها البيوليوجي. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وتعلمون ماإنجرّ عن هذا المفهوم من قول النصارى و المشركين في أنّ عيسى المسيح, عليه و على نبينا السلام, من أنّه إبن الله, وقدّ كفروا بذلك," مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبً"
أكتفي بهذا المثال لتبيان أهمّية تحديد المفهوم على أمل كتابة خاطرة لي في هذا الموضوع لاحقا, إن شاء الله.
عبد الله التونسي



نعود. ما علاقة هذا بالرياضيات؟
إنّ إضافة الصفر في الأرقام ليست لضرورة عملية فقط كي لا تكتب الأرقام بشكل طويل كما يضنّ البعض. بل إنّ إضافة الصفر هيّ إضافة لرقم محايد يمكّن من تشكيل بنية رياضية تسمح بعمليات مبدأية كالجمع و الطرح و الضرب و القسمة و تسمح أيضا بالتوسع في النشاط حتّى الحصول على بنى جبرية لم يكن بالإمكان الحصول عليها دون هذا العنصر المحايد كبنية الزمرة.
يعني أنّ الفقه الإسلامي في الرياضيات تفكير من ركائزه البنى.
ونفهم من هنا لماذا لا نستطيع القيام بعمليّة الجمع بالأرقام الرومانية لأنّ الأساس من أرقامهم كان العدّ فحسب. فوقعوا في مطبّين أولّهما أنّه لا يستقيم العدّ عمليّا بهذه الأعداد مع الأرقام الكبيرة و ثانيهما أنّهم لا يستطيعون القيام بأبسط العمليّات.

هذا إذا مثال مقارنة بين أسلوب التفكير الرياضي في الفقه الإسلامي و أسلوب التفكير الرياضي القديم.

هل تريدون مثالا من الرياضيات الحديثة؟

بما أنّي وحدي الآن في الغرفة أعتبر أنّ الجواب نعم.
بارك الله فيك أخي الكريم
كلام جميل و في محله تماما



أمّا النتيجة الأخطر فهي تقييد هذه الأرقام للتفكير الرياضي كما يقيّد الفقر اللّغوي التفكير الإنساني. و هذا موضوع آخر نتناوله, إن كتب الله لنا ذلك, لاحقا.
نحن بانتظار ما ستتحفنا به أخي الكريم
رد مع اقتباس