المنــــافسة
يمكن أن تكون أمراً صحياً تماماً ، إنها تقودنا إلى التحسن ، و الإنجاز ، و تطوير قدراتنا . بدون المنافسة لن نعرف أبداً ماهي حدود قدراتنا . في عالم الأعمال ، المنافسة تجعل الإقتصاد مزدهراً ، و المجد في الألعاب الأولمبية يتعلق تماماً بالتميز و التفوق و المنافسة .
و هذه كلمات من تأليف الكاتب تيم جالواي تعبر عن ذلك ببراعة ، كتب يقول :
عندما تستخدم المنافسة كوسيلة لبناء صورة ذاتية مرتبطة بالآخرين ، يخرج أسوأ ما في الإنسان ؛ و من ثم تصبح المخاوف و الإحباطات العادية مبالغاً فيها بصورة هائلة . يبدو و كأن البعض يعتقدون انه فقط عن طريق أن يكونوا الأفضل ، فقط عن طريق ان يكونوا فائزين يمكنهم أن يستحقوا الحب و الإعجاب و التقدير الذي يريدونه ، و الأطفال الذين يتم تربيتهم و تعليمهم قياس أنفسهم بهذه الطريقة غالباً ما يصبحون كباراً يقودهم دافع قهري لتحقيق النجاح يغطي على كل شيء آخر و يحجبه .
دعونا نستخدم المنافسة كعلامة نقيس أنفسنا عليها ، و لكن دعونا نتوقف عن المنافسة من اجل المال ، او المنصب ، او الأصدقاء أو الشهرة او الوظيفة أو الإهتمام ، و كل ما شابه ذلك .
[GLINT]و دعونا نستمتع بالحياة ^^[/GLINT]
.
.
.
المــــقارنة
المقارنة هي توأم المنافسة ، و لها نفس التأثير السرطاني الخبيث . إن مقارنة نفسك مع الاخرين لا تعني شيئاً أكثر من أخبار سيئة . لماذا ؟ لأننا جميعاً لدينا جداول تطور زمنية مختلفة اجتماعياً ، و ذهنياً ، و جسدياً . و لأننا جميعاً نطهو الطعام بطرق مختلفة ، فلا يجب ان نداوم على فتح الفرن لنرى مدى جودة طهو طعامنا بالمقارنة بطعام جيراننا ، و الا فإن طعامنا لن ينضج على الإطلاق . و بالرغم من ان البعض منا يشبه شجرة الحور التي تنمو مثل الأعشاب الضارة في اللحظة التي تزرع فيها ، فإن آخرين يشبهون شجرة الخيزران التي لا تبدي أي دلالة على النمو لدة أربع سنوات ، و لكنها تنمو بعد ذلك ليصل طولها إلى تسعين قدماً في العام الخامس .
لقد سمعت مرة ما يفيد هذا المعنى بهذه الطريقة : الحياة مثل طريق كبير ممتلئ بالعقبات ، و لكل انسان طريقه الخاص منفصلاً عن كل طريق آخر بجدران مرتفعة ، ان طريقك جاهز و معد و مزود بعقيات موضوعة و مصممة خصيصاً من اجل نموك الشخصي . لذا ، ما الفائدة في أن تتسلق الجدار لترى كيف يسير جارك في طريقه أو لترى عقباته و تقارنها بعقباتك لخاصة ؟
إن بناء الحياة على أساس مدى تقدمك مقارنة بالآخرين ليس أبداً بالوسيلة الجيدة ، إذا كنت أنا مثلاً أستمد شعوري بالأمان من حقيقة أنني أكثر قوة منك ، أو أن أصدقائي أكثر شهرة من أصدقائك ، فما الذي يحدث إذاً عندما يكون هناك شخص أكثر قوة مني ،و لديه أصدقاء أكثر شهرة ؟
إن مقارنة انفسنا بالآخرين تجعلنا نشعر و كأننا موجة تتقاذفها الرياح ذهاباً و إياباً ، إننا نصعد و نهبط و نشعر بالوضاعة في لحظة ما و بالسمو في اللحظة التالية ، و نشعر بالثقة في لحظة ما و بالفزع و الرعب في اللحظة التالية مباشرة ، و المقارنة الصالحة الوحيدة هي مقارنة نفسك بأفضل ما يمكن ان تصل إليه .
.
..