تفسير الآية السادسة ...
(( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً {6} ))
أي : مهلكها ، غما وأسفا عليهم ، وذلك أن أجرك ، قد وجب على الله ،
وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا ، لهداهم . ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار ،
فلذلك خذلهم ، فلم يهتدوا ، فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم ، ليس فيه فائدة لك .
وفي هذه الآية ونحوها عبرة . فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله ، عليه التبليغ ،
والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية ، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه ،
مع التوكل على الله في ذلك ، فإن اهتدوا فبها ونعمت ، وإلا فلا يحزن ولا يأسف ،
فإن ذلك مضعف للنفس ، هادم للقوى ، ليس فيه فائدة ، بل يمضي على فعله ،
الذي كلف به وتوجه إليه ، وما عدا ذلك ، فهو خارج عن قدرته .
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له :
" إنك لا تهدي من أحببت "
وموسى عليه السلام يقول :
" رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي "
الآية ، فمن عداهم ، من باب أولى وأحرى ، قال تعالى :
" فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر "