ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات العامة > منتدى علماء الفيزياء. | ||
علماء العرب والمسلمين , في قنبلة المواضيع لأخو عياش "متعوب عليه يستحق القراءة " |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ثالثآ: خيوط الجراحة من أمعاء الحيوانات (اخترعها الرازي المولود سنة 850 م ) كان الطبيب الكبير الرازي صاحب هوايات كثيرة ومتنوعة. ومن أهم هذه الهوايات الموسيقى، فقد كان الرازي قبل احتراف مهنة الطب يعمل، موسيقياً (عازف قيثارة) بأجر في الحفلات والأفراح،وبعد أن وصل الرازي إلى قمة الشهرة والثروة.. وأصبح طبيب الخلفاء.. كان بيته في بغداد ملتقي أهل الفن والموسيقى، وفي إحدى هذه السهرات ترك أصحابه العازفون آلاتهم الموسيقية في بيته استعداداً للسهرة التالية، وكان في بيت الرازي مجموعة من القرود بعضها يجري عليه تجاربه الطبية والبعض الآخر مستأنس طليق في البيت.. و فوجئ الموسيقيون في اليوم التالي بأن أحد هذه القرود قد انتزع أوتار جميع الآلات الموسيقية المصنوعة من مصارين الحيوانات.. وأكلها، وغضب الجميع وكادوا أن يفتكوا بالقرد المتهم، أما الرازي فقد أخذ الأمر مأخذا آخر كان له دور في اختراع عظيم .... لقد وضع القرد في القفص.. وأخذ يراقب (برازه) ويفحصه كل يوم فتأكد لديه أن أمعاء القرد قد هضمت جميع أوتار القيثارة ولم ينزل منها شيء دون هضم.. وفي الحال قفز ذهن الرازي إلى تجربة ثانية.. فأجرى للقرد جراحة في بطنه.. وصنع من أحد أوتار القيثارة خيطاً خاط به المصارين والعضلات من الداخل.. أما الجلد الخارجي فقد خاطه بخيط من الحرير.. وبعد بضعة أيام.. فتح الرازي الجرح مرة أخرى وهنا كانت لحظة حاسمة في تاريخ الجراحة.. لقد هضمت أنسجة الجسم الخياطة الداخلية كلها.. وبذلك صنع الرازي أول خياطة داخلية بخيوط من أمعاء الحيوان .. ومع اختراع التخدير إلى جانب اختراع خيوط الجراحة.. أصبح أمام هذا الفرع الهام من الطب مستقبل زاهر.. انتقل به على يد الطبيب الزهراوي شيخ الجراحين المسلمين إلى قمة التطور.. لقد كان الجراحون قبل ذلك يتهيبون من الجراحة الداخلية، ويكتفون بعمليات البتر. ثم الكي بالنار لإيقاف النزيف الداخلي.. أما الآن فقد أصبح بإمكانهم خياطة أي عضو داخلي بأمان دون الحاجة إلى فتحه من جديد لإخراج أسلاك الجراحة...
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#2
|
|||
|
|||
![]() رابعاً: نظارة القراءة اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965 م. كان عالم البصريات ابن الهيثم من النوع الذي يأبى الوظائف الحكومية ويفضل العمل الحر، وكانت وسيلته الوحيدة لكسب عيشه تأليف الكتب العلمية وبيعها.. وكان ابن الهيثم خطاطاً يكتب كتبه بخط يده الجميل.. ويزودها بالزخرف الإسلامي من رسمه ويهتم فيها بالرسوم العلمية التوضيحية، ثم يبيعها في رواق الأزهر وكان الناس ينتظرونه بفارغ صبر حتى ينتهي، من نسخ أحد كتبه العلمية ويدفعون له بسخاء في النسخة الواحدة ما يكفيه مؤونة عيشه لعام كامل.. وعندما كبر بن الهيثم في العمر أحس بضعف بصره مما يتهدده في مصدر رزقه الرئيسي وهو نسخ الكتب العلمية.. ولكنه كعالم في البصريات بالذات لم ييأس، وأخذ يجري التجارب في معمله على الزجاج، حتى صنع قرصاً كبيراً من الزجاج المحدب إذا وضعه على الكتاب فإنه يكبر الكتابه والخط ولكن ابن الهيثم الذي كان يعرف تركيب العين ووظائف القرنية والعدسة. كان يعلم أن كل عين لها قوة إبصار خاصة بها تتوقف علي العدسة.. فقرر أن يصنع بدلاً من قرص الزجاج قرصين، واحد لكل عين حسب قوة ابصارها، وبذلك توصل ابن الهيثم إلي صناعة أول نظارة طبية للقراءة ، في التاريخ.. تعتمد على قياس النظر لكل عين على حدة.. وكانت، هذه النظارة تثبت أمام العين أثناء القراءة. واعتقد أن دور النظارة في تطور الحضارة الإنسانية أمر لا يمكن إغفاله فقد ساعدت ضعاف البصر على أن يعيشوا حياة طبيعية.. وأن يقرؤوا وينتجوا ، وهذه نعمة عظيمة.
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#3
|
|||
|
|||
![]() خامساً: ورق الكتابة من عهد الفراعنة حتى عصر النهضة الإسلامية كان الإنسان الأول يسجل الأحداث الهامة بالكتابة على الحجر.. ومن أشهر الأحجار ذات النقوش حجر رشيد والمسلات الفرعونية، ثم لجأ الإنسان إلى الكتابة على عظام الحيوانات وجلودها،ثم اخترع الفراعنة ورق البرد، ولكن عيبه في خشونة ملمسه وأنه لا ينمو إلا في البيئة المصرية واسم البرد، في اللاتينية Papyrus (1) وهي مشتقة من الاسم الفرعوني ومنها اشتقت كلمه،Paper أي أنها فرعونية الأصل وفي سنة 105 م توصل رجل صيني اسما، (تساي لون) (2)Tsai - Lun إلى صناعة نوع من الورق الذي يتكون من عجينة مطبوخة من لب خشب البامبو والأنسجة الحريرية وشباك الصيد وتضرب بالحجارة ثم تطبخ على نار هادئة ثم تضغط في صفائح رقيقة ثم تجفف في الهواء. الورق في العالم الإسلامي عندما نزل القرآن كان يكتب أول الأمر على عظام الإبل وعلى سعف النخل.. وعندما انتقل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة استعمل جلود الحيوانات في رسائله إلى ملوك العالم، وقد شاهدت في تركيا في متحف (توب كابى) باستنبول رسالة الرسول صلى الله عليه و سلم إلي المقوقس وهي من جلد الجمل ومازالت الكتابة عليها يمكن قراءتها، وعندما قبض الرسول صلى الله عليه و سلم كان أول جمع للقرآن في مصحف في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه، ومازال هذا المصحف الأول موجودا في نفس المتحف وهو من جلد الغزال المدبوغ الأبيض اللون. وفي سنة 751 م بينما كان جيش المسلمين يحاصر مدينة سمرقند إذ وقع في الأسر جنود صينيون، فعثروا مع أحدهم على رسالة موجهة إلى قائد الحامية مكتوبة على الورق الصيني، وقد اهتم القائد العربي بهذا النوع من الورق وعرف صنعته من الأسرى الصينيين ونقلها إلى الخليفة. وقد كان هذا الحادث نقطة التحول التاريخية في صناعة الورق واستعماله بل نقطة تحول في تاريخ الحضارة الإنسانية، فالمسلمون كانوا يتحرقون شوقاً إلى نشر المصاحف في جميع أنحاء المعمورة وإيصالها إلى البلاد المفتوحة من حدود الصين حتى الأندلس.. ولم يكن جلد الحيوانات ليسعفهم في هذا الغرض... وقد جاء في المراجع أن الورق الذي عثر عليه مع الصينيين كان مصنوعاً من الحرير، وهي مادة مكلفة.. وقد عكف المسلمون على تطوير هذه الصناعة بهدف استعمال مواد رخيصة التكلفة وسهلة الحصول عليها من البيئة الطبيعية.. فتوصلوا إلى استعمال القطن بدلا من الحرير ثم صنعوه من الأسمال القديمة. وبذلك تحول الورق على أيديهم من الاقتصار على رسائل الملوك وكهنة المعابد إلى ورق شعبي في يد كل فرد ومكتبة كل بيت، وقد أنشأ المسلمون أول مصنع للورق في بغداد سنة 791 ميلادية في عصر هارون الرشيد، وقد عكف الكيميائي جابر بن حيان (ت 810 م) على تحسين صناعة الورق وعلى استنباط أنواع جديدة منه فاخترع الورق الذي يقاوم الحرارة وضد الحرائق ونسخ على هذا الورق الجديد كتب أستاذه الإمام جعفر وابتكر الورق الأبيض الناصع البياض ، والورق المقاوم للبلل والماء، وبفضل هذه التجارب العلمية ازدهرت صناعة الورق في العالم العربي كله وانتقلت إلى المغرب والأندلس وأصبحت المصانع في كل عاصمة إسلامية.. ومن أعظم مؤلفات المسلمين العلمية عن صناعة الورق كتاب "عمدة الكتاب، وأداة ذوي الألباب " لمؤلفه أمير المعز ابن البديع المولود في تونس سنة 1015 م وفيه تفاصيل صناعة الورق وطرق تطويرها وتحضير الأنواع المختلفة من حيث البياض أو الألوان، والنعومة أو الخشونة والسمك والرقة ويقول سارتون عن هذا الكتاب "إنه لا يوجد كتاب آخر في أي لغة تفوقه أوحتي يدانيه في مجاله ". وقد اشتغل بحرفة الوراقة (أي صناعة الورق) عدد كبير من العلماء والفلاسفة، والأطباء.. ويشترك مع الوراقين الحبارون الذين تخصصوا في صناعة أحبار الكتابة وقد بلغ سعر الدست (الفرخ) من الورق أربعة دراهم تختلف حسب اختلاف الدست خفة أو ثقلا و سمرة أو بياضاً وخشونة أو صقلا وهو سعر زهيد للجميع بالمقارنة بالجلود، ولم تعرف أوروبا الورق إلا عن طريق عرب الأندلس، وقد ظلت أوروبا حتي القرن الثالث عشر تستعمل الجلود في الكتابة وخاصة بعد أن انقطع عنها الورق البردى المستورد من مصر أثناء الحروب الصليبية، ولندرة الجلد وارتفاع ثمنه كان رهبان الأديرة في الدولة البيزنطية يعمدون إلى كتب كبار المؤلفين الإغريق القدامى.. والتي تحتوي على كنوز المعرفة الإغريقية، التي كانت عند العرب لا تقدر بثمن.. فكانوا يكشطون الكتابة عنها ليكتبوا مكانها مواعظهم اللاهوتية. ومعروف أن أول مصنع للورق في أوروبا أقيم في مدينة (فربان) بجنوب ايطاليا سنة 1276 م أي بعد المسلمين بأربعة قرون وفي ذلك الوقت كان في مدينة ( فاس بالمغرب ) وحدها أربعمائة طاحونة للورق تصدره إلى العالم الإسلامي وأوربا ، ومازالت الاصطلاحات العربية فى صناعة الورق مستعملة فى أوروبا . فاستعملوا الطاحونة للدلالة عليها لمصنع .... وكلمة رزمة تعني الحزمة الكبيرة من الورق تستعمل حتى اليوم في جميع اللغات الأوربية " وهي الأسبانية Resma" وفي الانجليزية Ream " وفي الفرنسية Rame وخلاصة القول أن الورق اختراع صيني.. ولكن العرب كان لهم الفضل في تطويره لصالح الإنسانية وفى خدمة العلم، فشمل هذا التطور الصنعة والتركيب وشمل الانتشار والرخص ،وخير رد على ذلك أن أول من كتب في الموسوعات الكبيرة على الورق في تاريخ الإنسانية هم العرب وليس الصين ولا أوربا ...
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#4
|
|||
|
|||
![]() سادساً : الإبرة المغناطيسية البوصلة كما سيمت في المراجع الأجنبية ( Boussola ) كما سميت في المراجع العربية.. وهي أحد الاختراعات الحاسمة في تاريخ الحضارة الإنسانية، لقد كان الإنسان يعتمد في رحلاته الاستكشافية، في البر أو البحر على التطلع إلى السماء لمعرفة الاتجاهات الأربعـة ففي النهار يراقب الشمس واتجاه الظل وفي الليل يراقب النجوم ولكن كثيراً ما كانت الظروف الجوية تخذله.. وخاصة في البحار التي تكثر فيها السحب والغيوم وتنعدم الرؤية، فكان ذلك يحد من نشاطه وحركته ، ومن هنا كان اختراع الإبرة المغناطيسية فتحاً جديداً في مسيرة عصره. فيفضلها تجرأ الإنسان على خوض البحار المجهولة.. والمغامرة في مجاهل البر لاستكشاف القارات الجديدة دون أن يخشى المتاهة والهلاك. وهناك ثلاثة ادعاءات حول منشأ الإبرة: فالأوربيون يقولون أن أول من اخترعها الايطالي فلافيو غيوب) من مدينة امالفى الايطالية سنة 1620م. والرأي الثاني يقول أنها اختراع صيني وعنهم نقله العرب وطوروه. الرأي الثالث يقول أنها اختراع عربي أصلاً.. ونقله الصينيون وأوروبا عن العرب. وقد ظهرت مؤخراً الكثير من الأبحاث في هذا المجال قام بها مختصون في تاريخ العلم.. ولغويون وباحثون علميون.. لقد وجد ذكر المغنطيسية وخاصة الجذب المغنطيسي في مخطوطات عربية يعود بعضها إلى القرن الثامن الميلادي وفي ذلك يقول ابن الفقيه في كتابه "عجائب البلدان " الذي يرجع إلى سنة 903 م "ومن عجائب الجبل الذي بامد أنه متى يحك به سكين أو حديد أو سيف، حمل ذلك السيف أو السكين الحديد وجذب الإبر والمسال بأكثر من جذب المغناطيس وفيه أعجوبة أخرى وذلك أنه لو بقى مائة سنة لكانت تلك القوة قائمة فيه ". ولا يعني هذا أن العرب أول من عرف الخاصية المغناطيسية فقد عرفها الإغريق والصينيون قبلهم، ولكن المسلمين كانوا أول من استفاد من هذه الخاصية في صنع أول بوصلة وذلك بحك الإبرة على المغناطيس ثم وضعها فوق إناء فيه ماء بحيث تطفو على عودين صغيرين من الخشب.. فتتجه الإبرة نحو الشمال. وقد ظل هذا النوع من البوصلة مستعملا في السفن العربية التي تمخر عباب المحيط الهندي من موانئ اليمن وفارس إلى كانتون في الصين.. وتلك التي تعبر البحر الأبيض المتوسط. وقد جاء في كتاب "كنز التجار في معرفة الأحجار" والمؤرخ في عام 681 هـ الموافق يوليو 1282م لمؤلفه بيلق القبقاجي في وصف استعمال البوصلة في السفن العربية ما يأتي: "عندما يحل الظلام ولا ترى النجوم التي يسترشد بها الربابنة في السماء للتعرف على الجهات الأصلية الأربع يحضر هؤلاء الربابنة إناء مملوءاً بالماء وينزلون به في جوف السفينة بعيدا عن الرياح، ثم يأتون بإبرة يغرسونها في حلقة من خشب السنط أو في عود بحيث يكون في شكل صليب ثم يلقون بها في الإناء فتطفو على سطح الماء ثم يحضر الربابنة حينئذ حجراً مغناطيسيا في حجم قبضة اليد أو أقل ويقربونه من سطح الماء في حركة دائرية من اليمين إلى اليسار فتدور الإبرة على السطح في هذا الاتجاه ثم يسحبون يدهم بسرعة فتكف الإبرة عن الحركة وبستقر طرف منها نحو الجنوب والآخر نحو الشمال، وقد شاهدت بعيني هذه العملية في رحلة بحرية قمت بها من طرابلس الشام إلى الإسكندرية في عام 640 هـ الموافق سنة 1242م ". ثم يستطرد المؤلف قائلاً: "ويقال أن ربابنة بحار الهند يستعيضون عن الإبرة وحلقة السنط بما يشبه السمكة من الحديد الرقيق المطروق بشكل مقور يضمن طفوها فوق سطح الماء". ويذكر المقريزي في كتاب الخطط سنة 1410م "أن السمكة من الحديد المطروق يستقر فمها نحو الجنوب وإذا عرف الجنوب والشمال عرف الشرق والغرب. وفي سنة 1475م اخترع عالم البحار ابن ماجد أول إبرة جالسه على سن لكي تتحرك حركة حرة دون الحاجة إلى وعاء الماء. وفي ذلك يقول في كتابه (الفوائد): "ومن اختراعنا في علم البحرتركيب المغناطيس على الحقة بنفسه ولنا في ذلك حكمة كبيرة لم تودع في كتاب "، ومن هذه الحقائق يتبين لنا. أن الأوربيين قد نقلوا البوصلة عن العرب وليس العكس وإن ادعاء فلافيو الايطالي كما وصفته الدكتورة سيجريد هونكة الألمانية ما هو إلا (فضيحة التزوير والادعاء) ص 49 وقد انتقلت البوصلة إلى أوروبا على مرحلتين- المرحلة الأولي أثناء الحروب الصليبية عن طريق ملاحي البحر الأبيض المتوسط المسلمين ،والمرحلة الثانية هي (حقه بن ماجد) في القرن الخامس عشر الميلادي وذلك عن طريق ملاحي جنوبي آسيا المسلمين عندما استعان بهم البحارة الأسبان والإيطاليون. أما القول بأن الصينيين قد عرفوا الإبرة أولا وعرفها عنهم العرب فإن الرد عليه يأتي من علماء الدراسات الصينية الذين يقرون أنهم لم يجدوا في المخطوطات الصينية القديمة أي ذكر للإبرة المغناطيسية، بل إن خاصة جذب المغنطيس نفسها كانت غامضة عند الصينين ومرتبطة بالسحر والدين وليس العلم وكانوا يسمون حجر المغناطيس الحجر المحب). ويشير هؤلاء العلماء أن أقدم وصف للإبرة المغناطيسية في أي مخطوط صيني يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي (سنة 1119 م) وهو لمؤلف صيني عاش في ميناء (كانتون) وفيه أنه "شاهد في السفن الأجنبية القادمة إلي الصين من الغرب استعمال إبرة تتجه نحو الجنوب دائما وتكشف لهم الطريق " ويقول سارتون إن "المقصود بهؤلاء الأجانب هم المسلمون من الربابنة العرب والفرس لأن الملاحة في ذلك الوقت وفي هذه المنطقة كانت في أيديهم.. بينما كانت الصين متخلفة عن المسلمين في الملاحة ". وهذا هو المؤرخ سيديو يستنكر فكرة أن الصينين اخترعوا الإبرة فيقول "فكيف يظن أن الصينيين استعملوا بيت الإبرة مع أنهم ما يزالون حتى عام 1850 م يعتقدون أن القطب الجنوبي من الكرة الأرضية سعير يتلظى". وهكذا يجمع المختصون في تاريخ العلم أمثال سارتون وسيديو وهونكه ولويون على أن (بيت الإبرة) اختراع عربي.. ابتدعه العرب ثم طوروه حتى وصل إلى مرحلة الكمال على يد بن ماجد، وعنهم أخذه الصينيون وأوروبا.
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#5
|
|||
|
|||
![]() سابعاً: البارود اختراع عربي لا صيني ولا أوروبي : هناك ثلاثة آراء متضاربة حول صناعة البارود : فالأوربيون يقولون أن أول من اخترعة (روجر بيكون) وكان ذلك سنة 1320 م. والصينيون يقولون أنهم عرفوه قبل الميلاد وكانوا يستعملونه في المناسبات الدينية والأفراح والجنازات وتكريم الآلهة. رأى ثالث يقول أن اختراع عربي وأن المسلمين كانوا أول من ابتكروه ثم طوره واستعملوه في الحرب كقوة دافعة. وتجمع آراء الباحثين. العلميين أمثال جوستاف لوبون وسارتون وسيجريد هونكه وغيرهم كثيرون أن الأوروبيين قد عرفوا البارود عن طريق العرب ونقلوه عنهم وفي ذلك يقول جوستاف لوبون : "وعزى اختراع البارود إلى روجر بيكون زمناً طويلاً.. مع أن روجر بيكون لم يفعل غير ما فعله ألبرت الكبير من اقتباس المركبات القديمة فقد عرف العرب الأسلحة النارية قبل النصارى بزمن طويل ". ويستشهد أصحاب هذا الرأي بما وجدوه في المخطوطات العربية التي تعود إلى القرن العاشر الميلادي (أي قبل بيكون بثلاثة قرون) فقد جاء وصف صناعة البارود كما يلي: "تؤخذ عشرة دراهم من ملح البارود ودرهمان من الفحم ودرهم ونصف من الكبريت، وتسحق حتى تصبح كالغبار ويملأ منها ثلث المدفع فقط خوفاً من انفجاره ويصنع الخراط من أجل ذلك مدفعاً من خشب تتناسب فتحته مع جسامة فوهته وتدك الذخيرة بشدة ويضاف إليها البندق (كرات الحديد) ثم يشعل ويكون قياس المدفع مناسباً لثقله ". وسبق أن أشرنا الى كتاب القائد الإسلامي (حسن الرماح) المتوفى سنة 1278 م والذي يحتوي شرحاً تفصيلياً عن صناعة البارود في العالم الإسلامي وعن طرق استخلاص ملح البارود من الطبيعة وتنقيته في المختبرات الكيميائية،فهذا الكتاب يدلنا على أن تلك الصناعة كانت قد بلغت في العالم العربي والإسلامي شأناً كبيراً من التطور والكمال قبل أن يعرفها بيكون مما حدا بسارتون أن يلح بأن بيكون ربما نقل كتاب الرماح ،وأخيراً يقول سارتون :"أن نسبة البارود الى بيكون أمر تدور حوله الشكوك والشبهات " ثم يشير إلى احتمال اطلاع بيكون على المخطوطات الإسلامية في هذا المجال، بهذا كله تسقط حجة من يدعون أن أوروبا صاحبة اختراع البارود، تبقى الحجة الثانية التي تقول أن الصينيين صنعوا البارود قبل العرب واستعملوه في الألعاب النارية والأغراض الدينية. وللرد على ذلك يجب أولأ أن نميز بين أمرين :ـ فهناك ملح البارود وتركيبه الكيميائي (نترات البوتاسيوم) وهو موجود في الطبيعة تحت اسم (البارود الأسود الخام) وسمي بالبارود لأنه قابل للاشتعال عند التسخين أو ملامسته للنار، فهذه المادة الخام هي التي عرفها الصينيون واستعملوها كما هي في الطبيعة دون تركيب أو تحضير ولا بد أن هناك شعوباً أخرى غيرهم قد عرفوها أيضاً. ونستشهد هنا بفقرة هامة من الموسوعة العالمية "العلم والحضارة في الصين ، والتي تعتبر المرجع الرئيسي والحجة في تاريخ الصين science and cevilisation in China ) الجزء الخامس ص 432 لمؤلفه نيدهام) يقول فيها "إن المسلمين قد عرفوا ملح البارود salt peter عن الصينيين وكانوا يسمونه (الملح الصيني) وكان هذا الملح يؤخذ من (الحجارة) أي من الموارد الطبيعية في أواسط وشرقي آسيا، (انتهى كلام نيدهام). أما بارود المدافع Gun powder، فهو تركيبة كيميائيه، اخترعها الكيميائيون العرب في معاملهم وتتركب من: (نترات البوتاسيوم بنسبة 75%+ كبريت بنسبة 10%+ فحم بنسبة 15%) ومن المفروض أنهم قد جربوا (الملح الصيني) أو ملح البارود الخام في هذه التركيبة أول الأمر، فلم يؤد الغرض كقوة دافعة لأنه في، صورته الطبيعية مليء بالشوائب. وهنا تأتي ثلاث خطوات هامة قام بها العرب: الأولى: تحضير ملح البارود كيميائياً في المعمل: فالمعروف أن أول من اخترع حامض النيتريك هو جابر بن حيان المولود سنة 722 م ثم جاء بعده الرازي المولود سنة 850 م فأجرى عليه التجارب وصنع منه الأملاح، ذلك أثناء محاولته لإذابة الذهب وسماه الزاج الأخضر، ويقر دكتور نيدهام للعرب بسبقهم في تحضير هذه الأملاح كيميائياً فيقول ص 432 كان العرب يطلقون على الأملاح المأخوذة من الطبيعة اسم (الحجارة) ،أما الأملاح المستحضرة في معاملهم كيميائياً فكانت تسمى (المستنبطة) Mustanbat ولم يكن الصينيون يعرفون غير الأملاح الطبيعية وحدها. الخطوة الثانية: هي تنقية ملح البارود الخام من الشوائب الطبيعية لأنه أقل تكلفة من الملح المحضر كيميائياً وهنا أيضاً نستشهد بفقرة من سارتون (مقدمة في تاريخ العلم) جـ2 إذ يقول فيها تحت (عنوان البارود) إن المسلمين أول من قام بتنقية ملح البارود الخام ويستشهد على ذلك بأن (ثورة الزنج التي قامت سنة 869 م) أن هؤلاء الزنوج كانوا عمالاً في صناعة تنقية ملح البارود في البصرة، وفي شرح أهمية هذه الخطوة يقول سارتون: وبفرض معرفة الصينيين لملح البارود قبل العرب فلم يكن ذلك ذا قيمة علمية أو تاريخية، لأنه لم يكن بصورة نقية تسمح باستعماله كقوة دافعة، وأول من قام بتنقيته وتصفيته هم المسلمون ". الخطوة الثالثة: هي صنع بارود المدفع (Gun powder) ليكون قوة دافعة، لقد كان الكيميائيون العرب يعرفون أن الاشتعال السريع للكبريت والفحم يولد كمية كبيرة من الغازات دفعة واحدة، فأرادوا أن يستفيدوا من هذه الخاصية باستعمالها كقوة دافعة فوضعوا عليها نسبة معينة من ملح البارود كعامل وسيط للاشتعال، وكان المدفعي يدك هذا المسحوق في المدفع ثم يضع أمامه القذيفة وهي كرة من الحجر أو الحديد ثم يشعل فيها النار. من هنا نتبين أن العرب أول من صنع بارود المدافع واستعمله كقوة دافعة، في حين أن الصينيين كانوا يستعملون ملح البارود الخام لخاصية الاشتعال في إعمال الزينة والأغراض الدينية ،كالجنازات والخلاصة أن البارود اختراع عربي أصلا لم يعرفه الصينيون قبلهم ولم يعرفه الأوروبيون إلا بعدهم بثلاثة قرون وكان ذلك عن طريق العرب. صناعة المدفع. المدفع اختراع إسلامي.. وليس هناك من يدعي غير ذلك وقد جاء في المخطوطات العربية أن المسلمين قد استعملوا المدافع في حصار سرقسطة سنة 1118م ويذكر ابن خلدون أن سلطان مراكش عندما فتح سلجماسة سنة 1273م قد استعمل المدافع في حصارها فيقول "إنهم ضربوا أسوارها بمختلف الآلات فكانت الآلة ترمي قذائف كبيرة من الحجارة أو الحديد ينبعث من خزنة أمام المدافع بطبيعة غريبة ترد الأفعال إلى قدرة باريها" ويذكر جوستاف لوبون (1) أن أول مرة استعمل الأوروبيون فيها المدافع (بعد أن تعلموها من العرب في الحروب الصليبية)، وكان ذلك في معركة (كريسي) سنة 1346 م أي بعد المسلمين بثلاثة قرون أو أكثر. وحتى بعد أن عرفت أوروبا صناعة المدافع فقد ظلت متخلفة عن المسلمين في تطوير هذا السلاح ،فعندما حاصر محمد الفاتح القسطنطينية سنة 9453 م استعمل مدافع ضخمة لم تعرف أوروبا مثيلاً لها، وعندما حاصر العثمانيون فيينا بعد ذلك كانت مدفعيتهم متفوقة على أوروبا بمراحل كبيرة. كذلك كان للمسلمين الفضل في اختراع الأسلحة الصغيرة كالبندقية أو البارودة وقد اخترع مسلمو الأندلس القربينة ونقلها عنهم الأسبان في غزو المكسيك سنة 1520م وكانوا يسمونها Arquabus ، وهو اسم مشتق من العربية. (راجع باب العسكرية الإسلامية لمزيد من الاطلاع عن المدافع)<< طبعا هذا الباب , اود أن أقرأة قبل نشره ولقد نشره أخو عياش
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#6
|
|||
|
|||
![]() تاسعاً: اختراع الكاميرا: أو الخزانة المظلمة ذات الثقب Camera Obscura
اخترعها ابن الهيثم المولود سنة 965 م. عندما كان عالم البصريات ابن الهيثم يعيش في مدينة البصرة سمع عن بيت قديم مهجور من بيوت المدينة يقولون عنه (بيت الأشباح) فإذا كنت بداخل البيت رأيت صور أشخاص يسيرون على الحائط، وقد ظهرت الصور مصغرة مقلوبة، وزار ابن الهيثم هذا المنزل وأخذ يجري التجارب على هذه الظاهرة حتى تبين له أن هناك ثقب صغير جداً في الحائط الفاصل بين البيت والشارع، فإذا مر أحد في الطريق على مسافة معينة من ذلك الحائط تظهر له صورة مصغرة مقلوبة على الحائط الآخر، ولكي يؤكد ابن الهيثم نظريته العلمية، فقد شيد في بيته حجرة مماثلة وأخذ يجري التجارب على حجم الثقب والمسافة بين الثقب والجدار المقابل الذي تسقط عليه الصورة حتى حصل على صورة أوضح من تلك التي رآها في (منزل الأشباح). ومرت السنوات وانتقل ابن الهيثم إلى القاهرة وتبلورت تجاربه العلمية فأراد أن يطور فكرة غرفة الأشباح إلى صندوق صغير يستطيع أن ينقله أينما ذهب فجاء بخزانة أي صندوق صغير مطلي من الداخل باللون الأسود، وجعل في أحد جوانبه ثقباً صغيراً ،وفي الجانب المواجه للثقب وضع لوحاً من الزجاج (المصنفر) وعندما وضع هذه الخزانة في رواق الأزهر أمام تلاميذه ظهرت لهم على الزجاج صورة صغيرة مقلوبة كانت مثار الدهشة والضحك. وقد طور ابن الهيثم اختراعه بعد ذلك، وإذا كنا نعرف أنه أول من اخترع العدسة المحدبة واستعملها في النظارة فقد استخدم هذه العدسة في الخزانة أيضاً ووضعها خلف الثقب مباشرة، وهو بذلك يكون قد استكمل اختراع أول كاميرا في تاريخ الإنسانية، إلا أنه لم يطلق عليها اسمه، بل اسما علميا بسيطاً هو (الخزانة المظلمة ذات الثقب). وعندما يمسك الواحد منا بتلك الأجهزة المتطورة التي أصبحت في يد كل سائح وصحفي وعالم وطبيب وفي يد الطفل الصغير والشيخ الكبير وكأنها جواز سفر إلى الدنيا لا بد لنا تذكر ابن الهيثم شيخ البصريات الإسلامي، واختراعه الأول الذي جعل هذه النعمة ميسرة لنا. ![]() ![]() ملحوظة : أنا أرى أن هذه النقطة غير واضحة ... يبدو في الأمر نوع من المبالغة لأن الواقع ان الكاميرا اختراع كبير تمثل الخزانة المظلمة جزءا كبيرا و هاما منه ... لكنها لا تمثله كله و الحمد لله اخو عياش
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
#7
|
|||
|
|||
![]() عاشرآ: الرقاص أو الموار Pendulum اخترعه عالم الرياضيات والفلك أحمد بن يونس المصري المتوفي سنة 1009 م. قبل اختراع الرقاص كان الزمن يحسب بالساعة الرملية أو الساعة الشمسية، ومنذ عرف الإنسان الرقاص تطورت آلات حساب الوقت بسرعة،كان ابن يونس عالما رياضياً وفلكياً لدى الخليفة الحاكم بأمر الله، وكان مديراً لمرصد المقطم في حلوان وقد لاحظ ابن يونس أنه إذا علق ثقلاً في خيط طويل في سقف المرصد ثم أزاحه قليلا عن مركز سكونه فإن هذا الثقل يكتسب حركة ترددية منتظمة على شكل قوس مركزه نقطة التعليق وذلك وفقاً لقانون ثابت يتوقف على طول الخيط وليس علي المسافة التي يقطعها في حركته. وبعد ابن يونس في مصر جاء عالم فلكي آخر في العراق هو كمال الدين الموصلي المتوفي سنة 1242م فأجرى المزيد من التجارب على الرقاص، وتوصل إلى الكثير من قوانين تذبذبه، وقد استعمل العرب الرقاص في كثير من الآلات الحاسبة والساعات الدقاقة وآلات رصد الفلك، وبعد أن اخترع العرب الرقاص بستمائة وخمسين عاماً ووصولهم إلى أكثر قوانينه جاء العالم الإيطالي جاليلو المتوفي سنة 1624 م فاستفاد من أبحاث العرب ووضع أكثر القوانين الرياضية التي نعرفها اليوم عن البندول (الرقاص وحسبها رياضياً). ولم يعد أحد اليوم يجادل في أن الرقاص اختراع عربي. وقد أجمع على ذلك كل من سارتون وسيديو ومتز وهونكة ولوبون. ويقول سميث في كتاب "تاريخ الرياضيات (ص 673 جزء 2) "ومع أن قانون الرقاص من وضع جاليلو إلا أن ابن يونس المصري قد سبقه إلى اكتشافه وكان فلكيو المسلمين يستعملون البندول لحساب الفترات الزمنية أثناء الرصد، كما يذكر الدكتور جوستاف لوبون "أن العرب هم أول من طبق استعمال الرقاص في الساعة. وقد كان لاختراع البندول الفضل في قيام علم جديد قائم بذاته هو علم ميكانيكا الذبذبات أو الاهتزازات، واستعمل في تسجيل الزلازل والهزات الأرضية والتنبؤ بها، كما في جهاز (المرجاف). واستعمل في قياس شدة الجاذبية الأرضية التي تؤثر على زمن الذبذبة، وفي إثبات حركة دوران الأرض، ومن أهم استعمالاته في العصر الحديث، في اكتشاف الاهتزازات الناجمة عن المحركات الدوارة كما في الطائرات السريعة والمركبات الفضائية ومعالجتها لتحقيق توازن المحرك.
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟!! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|