ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > منتدى البحوث العلمية. > قسم الكتب المترجمة | ||
أفضل من الكلاب في كشف المتفجرات .. <<مقالة مترجمة>> |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() تفكيك ذلك المخلوق الغريب
ومع ذلك فالعمل جار على إنزال الكلاب عن المكانة التي تتبوأها. فقد قام دنتن الأستاذ في جامعة أريزونا بتجميع جهاز معدل لكشف الأثر مختلف قليلا عن الأجهزة المستخدَمة في المطارات، وباعتقاده أن هذا الجهاز قد يتمكّن يوما ما من حماية شبكات مترو أنفاق لندن وأنظمة النقل الأخرى الواقعة تحت سطح الأرض. و دنتن يمتلك نزعة الابتكار وهو مميَّز في تصميم الآلات ولا يستطيع كبت حماسته تجاه أي نوع من الآلات، بدءا بأجهزة قياس الطيف وانتهاء بسيارات السباق. فبدءا من أواخر سبعينات القرن العشرين، أي بعد عدّة سنوات من انضمامه إلى جامعة أريزونا، نجح في مزاوجة مجموعات من أجهزة الكشف ـ مثل أدوات القرن الشحني وأدوات الحقن الشحني ـ مع مقاييس الطيف التي تُعتبَر أدوات رئيسيّة في مختبرات الكيمياء. وقد طور <دنتن> أجهزة لعلماء الفلَك وعلماء البيئة والجيولوجيّين وغيرهم. وقبل سنوات قليلة، قام بتكييف تقنيّة لتضخيم الإشارة الصادرة عن الأشعة دون الحمراء التي يستخدمها الفلَكيّون (في مرصد ستووارت بالقرب من الجامعة) مع الأيونات عوضا عن الفوتونات. ![]() شيء يُستشم: يلتقط جهاز كشف الأثر الموضوع بجانب سلّم ميكانيكي رائحة راكب يحمل قنبلة (بالأحمر) من خلال امتصاص الهواء، في بادئ الأمر، ونقله إلى داخل مُجمِّع. وتقوم جُسيمات بيتا بتأيين غاز، وهذا الغاز يؤين بدوره جزيئات المتفجرات الموجودة في الهواء. تدفع الأيونات المتولدة إلى داخل أنبوب بوساطة حقل إلكتروستاتي. وتنتقل الأيونات الأصغر بسرعة أكبر وتصطدم قبل غيرها بالصفيحة. ثمّ يقوم مضخم بتحويل التيار الصغير المتكوّن على اللوحات إلى ڤلطيّة خرج عالية، ممكّنا من إجراء عمليّة الكشف من بُعد. ويبحث برنامج حاسوبي عن إشارات كهربائيّة صادرة عن متفجّرة ما، وتقوم آلة تصوير (كاميرا) بالتقاط صورة للمفجّر. ويُظهر هذا الرسم التوضيحي فكرة جهاز ما زال يتطلّب سنوات عدّة من التطوير قبل عرضه في الأسواق. ومن أجل الكشف عن المتفجّرات، قام دنتن بضم المكبّر إلى جهاز قياس الطيف، وهي التقنية المعتمَدة في أجهزة كشف الأثر في المطارات. وأحد الأمثلة على طريقة استخدام هذه التقنية هو أن أبخرة أو جسيمات المواد الشديدة الانفجار مثل: RDX، PETN، TNT أو غيرها من المتفجرات التي تعتمد على النتروجين، تدخل في مجمِّع يقوم بمعالجتها قبل تحويلها إلى أيونات ونقلها من خلال أنبوب إلى صفيحة معدنيّة. فأولا، تصطدم الأيونات الأصغر بالصفيحة، وبعد ذلك تصطدم الأيونات الأكبر. وفي الجانب الآخر من الصفيحة، يحوّل المضخم التيّار الذي تولّده الأيونات المصطدمة بالصفيحة إلى ڤلطيّة خرج عالية إلى حدٍّ ما (16 ميكروڤلط للأيون الواحد)، مُحدثا قليلا من الضجيج نسبيا. ويقوم برنامج حاسوبي خاص بالبحث عن أيونات محدَّدة مميزة للمواد المتفجرة. وبحسب دنتن فإن حساسيّة المضخم تفوق ألف مرّة حساسيّة المضخمات المستخدَمة في جهاز تقليدي لكشف الأثر. ويذكر دنتن أن هذا المضخم قادر على كشف بضع عشرات من الأتوغرامات attograms من غبار المتفجّرات، عند أخذ عيّنة من الهواء كل 20 مليثانية. وبتقديره فإن حساسية هذا المضخم تُمكن من تحديد وجود متفجّرة على بُعد 15 قدَما على الأقل وربّما على بُعد 50 قدما، ممّا يجعل عمليّة وضعه بجانب سلّم كهربائي أو درج في شبكة لمترو الأنفاق أمرا سهلا. ويقول دنتن: إن تكلفة الجهاز الواحد قد لا تتجاوز ألفي دولار. وفي الشهر 3/2005، وقبل عقد جلسة الجمعيّة الكيميائيّة الأمريكيّة، التي عرض خلالها دنتن عمله، أصدرت الجامعة بيانا صحافيّا صرّح فيه هذا الهاوي بأن جهازه يقارن بآلة المسح الثلاثية (تريكوردر) الموجودة في المركبة Star Trek الفضائية. وقد حفّز ذلك بعض الباحثين (في مختبر سانديا الوطني الذي قام بتمويل معظم أبحاث دنتن) إلى الاهتمام بالتقانات القذفيّة. ويقول . لينكر [أحد خبراء المختبر سانديا في كشف المتفجّرات]: «حاليا لا وجود لتقانة تكشف الأثر لإجراء تحفّظ من مسافة 15 أو 50 قدَما.» ومختبر سانديا الذي عمل على جهاز محمول لكشف الآثار يُدعى ميكروهوند (الكلب الصغير)، والذي يدرس إمكانيّة تضمين مضخم دنتن في نظامه، لا يشير إلى تقانة اكتشاف المتفجّرات من بُعد. ويقول لينكر إن التركيزات الصغيرة من الجُسَيمات والأبخرة تجعل عمليّة الكشف من بُعد أمرا صعبا. ويضيف: «من وجهة نظرنا، لم يتمّ التثبّت من ادّعاءات دنتن. لكن دنتن يُصرّ على رأيه، ملاحظا أن الحساسيّة التي يُضفيها المضخم على مقياس الطيف ستجعله أول جهاز اكتشاف قادر على تمييز المتفجّرات من مسافة لا بأس بها. |
#2
|
|||
|
|||
![]() لا يكفي بلوغ حدّ الكمال
حتى وإن أصبحت عمليّة الاكتشاف من بُعد واقعا حقيقيا في مترو الأنفاق، وقادرة على منح الركّاب ثواني ثمينة من الوقت للاستجابة لإنذار مُسبَق، فإن الحلّ قد لا ينجح في الشوارع القائمة فوقه. فلشبكة مترو الأنفاق مداخل يمكن مراقبتها، نظريّا، وإن كان ذلك بصعوبة أكبر من ضبط الوصول إلى مداخل المطار ومخارجه. وبصورة مماثلة، من المحتمَل أن تطرح عمليّة اعتقال المفجِّرين الانتحاريّين في ميدان ما أو شارع أو أي منطقة عامّة أخرى، تحدّيات أكبر. وقد حاول كابلان وهو أستاذ في أبحاث العمليّات بجامعة ييل تطبيق أنواع من الطرق الكمّيّة المستخدَمة في تحسين عمليّة اتخاذ القرارات في مجال الأعمال والقوات المسلَّحة تهدف إلى تقييم مسائل اجتماعيّة بدءا بتوزيع الإبر لمرضى الإيدز وانتهاء بالرهانات حول مباراة في كرة السلّة. ![]() محسّ بموجات مليمترية يمكنه الكشف عن سلاح مخبَّأ كما يمكنه كشف عضلات الصدر. وضع كابلان مع كريس -وهو باحث آخر في أبحاث العمليّات بالمدرسة البحريّة للدراسات العليا في مونتري، كاليفورني- دراسة لصالح وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدّمة(DARPA) نُشِرت في المجلة الأمريكية Proceedings of the National Academy of Sciences وذلك في الفترة التي شهدت الهجمات على لندن. وقد وضعت الدراسة نموذجا لسيناريو يُمكِّن «محسات مثاليّة» من إطلاق إنذار مسبَق خلال مدة تكفي للتعامل مع مفجّر انتحاري. وقد أظهر النموذج أن المحسات هذه لا تنقذ سوى عدد قليل من الأرواح في ساحة عامّة أو في شارع مكتظّ. وفي بعض الحالات، من المحتمَل أن تؤدي الاستعانة بمعلومات سرّيّة إلى زيادة عدد الإصابات. فكلما ازداد حشد الناس كثافة، انخفض أسيّا أي احتمال تعرّض شخص ما إلى شظايا قنبلة، لأن الخط الأمامي للحشد يكون واقيا لهذا الشخص. ولدى فرار الناس، يبقى الهاربون معرّضين لمفاعيل الانفجار، التي قد تتسبب بعدد من الضحايا أكبر ممّا لو بقيت الجماعة المتراصّة في مكانها. ويقول كاپلان: «الاقتراح واضح وهو أن الإجراءات الدفاعيّة في الدقيقة الأخيرة لا تبدو الطريقة المناسبة عندما تتحدّثون عن أهداف عشوائية.» ويوصي كابلان و كريس بضرورة تجنيد جميع الطاقات الاستخباراتية بدلا من محاولة بناء شبكة من المحسات تكون موجودة في كل زمان ومكان. فبذل الجهود لتجنيد ضباط مخابرات ناطقين باللغة الباشتونيّة والعربيّة والأُرديّة، هو أجدى لتحقيق إنجازات أكبر مما يتحقق بالسعي الدونكيشوتي وغير العملي إلى التريكوردر (آلة المسح الثلاثية المستخدمة في حرب النجوم) . . أنتهت المقالة ( مجلة العلوم الأمريكية - ترجمة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ) . وتقبلوا خالص الود والتقدير |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|