| ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
| لاتحزن .. من روائع الشيخ عائض القرنى | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
2 - اطردِ المَلَلَ مِنْ حياتِكَ إن من يعِش عمرَهُ على وتيرة واحدة جدير أن يصيبه الملل؛ لأن النفس ملولة، فإن الإنسان بطبعه يمل الحالة الواحدة؛ ولذلك غاير سبحانه وتعالى بين الأزمنة والأمكنة، والمطعومات والمشروبات، والمخلوقات، ليل ونهار، وسهل وجبل، وأبيض وأسود، وحار وبارد، وظل وحرور، وحلو وحامض، وقد ذكر الله هذا التنوع والاختلاف في الآيات الكريمات: "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ" "صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ" "مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ" "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا" "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ". وقد مل بنو إسرائيل أجود الطعام؛ لأنهم أداموا أكله فقالوا: "لن نصبر على طعام واحد". وكان المأمون يقرأ مرة جالسا، ومرة قائما، ومرة وهو يمشي، ثم قال: النفس ملولة، ثم قرأ "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ". ومن يتأمل العبادات، يجد التنوع والجدة، فأعمال قلبية وقولية وعملية ومالية، صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد، والصلاة قيام وركوع وسجود وجلوس، فمن أراد الارتياح والنشاط ومواصلة العطاء فعليه بالتنويع في عمله، واطلاعه وحياته اليومية، فعند القراءة مثلا ينوع الفنون، ما بين قرآن وتفسير وسيرة وحديث وفقه وتاريخ وأدب وثقافة عامة، وهكذا...، يوزع وقته ما بين عبادة وتناول مباح، وزيادة واستقبال ضيوف، ورياضة ونزهة، فسوف يجد نفسه متوثبة مشرقة؛ لأنها تحب التنويع وتستملح الجديد |
|
#2
|
|||
|
|||
|
3 - أحسِن إلى الناس إنَّ الإحسانَ إلى الناسِ طريقٌ واسعةٌ من طرقِ السعادةِ، وفي حديثٍ صحيح: « يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، فيقول: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني. ويقول: يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني؟ فيقول: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: ألم تعلم أن عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه، أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي» [صحيح ابن حبان: 4/381]. هنا لفتةٌ وهي وجدتني عندهُ، ولم يقلْ كالسابقتين: وجدته عندي؛ لأنَّ الله عند المنكسِرة قلوبُهم، كالمريض. وفي الحديثِ: ((في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ)). واعلمْ أنَّ امرأةً بغِيّا منْ بني إسرائيل دخلت الجنة؛ لأنها سقتْ كلبا على ظمأ. فكيف بمنْ أطعمَ وسقى، ورفع الضائقة وكشف الكُرْبَةَ؟! قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كان لهُ فضلُ زادٍ وقدْ صحَّ عنهُ فليَعُد بهِ على مَنْ لا زاد لهُ، ومنْ كان له فضلُ ظهْرٍ فليعدْ بهِ على منْ لا ظهر لهُ)). أي ليس لهُ مركوبٌ. وقدْ قال حاتمٌ في أبياتٍ لهُ جميلةٍ، وهو يُوصِي خادمهُ أنْ يلتمس ضيفا: أوقدْ فإنَّ الليل ليلٌ قرُّ إذا أتى ضيفٌ فأنت حُرُّ ويقو`ل لامرأته: إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ أكيلاً فإني لستُ آكلُهُ وحدي وقال أيضا: أماويَّ إنَّ الـمال غـادٍ ورائـحٌ ويـبقى مـن المالِ الأحاديثُ والذِّكْرُ أماويَّ مـا يُغني الثراءُ عنِ الفتى إذا حشرجتْ يوماً وضاق بها الصدرُ ويقول: فما زادنا فخرا على ذي قرابةٍ غِنانا ولا أزرى بـأحسـابنـا الـفـقْـرُ وقال عروةُ بنُ حزامٍ: أتهزأُ مني أن سمنِت وأن ترى بوجهي شحوب الحقِّ والحقُّ جاهدُ أوزِّعُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ وأحسو قـراح الماءِ والماءُ بـاردُ الجار اليهودي! وكان ابنُ المباركِ لهُ جارٌ يهوديٌ، فكان يبدأ فيُطعم اليهوديَّ قبل أبنائهِ، ويكسوه قبل أبنائِه، فقالوا لليهوديِّ: بعنا دارك. قال: داري بألفيْ دينارٍ، ألفٌ قيمتُها، وألفٌ جوارُ ابن المباركِ. فسمع ابن المباركِ بذلك، فقال: اللهمَّ اهدِهِ إلى الإسلام. فأسلم بإذنِ اللهِ. ومرَّ ابنُ المبارك حاجًّا بقافلةٍ، فرأى امرأةً أخذتْ غُرابا مْيتا من مزبلةٍ، فأرسلَ في أثرِها غلامه فسألها، فقالتْ: ما لنا منذُ ثلاثةِ أيامٍ إلا ما يُلقى بها. فدمعتْ عيناهُ، وأمر بتوزيعِ القافلةِ في القريةِ، وعاد وترك حجّته تلك السنةِ، فرأى في منامِهِ قائلا يقولُ: حجٌّ مبرورٌ، وسعيٌ مشكورٌ، وذنبٌ مغفورٌ. ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ?وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ?. وقالَ أحدُهُمْ: إني وإنْ كنتُ امرأً متبـاعدا عن صاحبي في أرضهِ وسمائِهِ لمفيدهُ نصري وكاشفُ كَـرْبهِ ومجيبُ دعوتِه وصوتُ نـدائِه وإذا ارتدى ثوباً جميلاً لمْ أقلْ يا ليت أنَّ علىَّ فضـلَ كسائِهِ يا للهِ ما أجملَ الخلُق! وما أجلَّ المواهب! وما أحسن السجايا! لا يندمُ على فعْلِ الجميلِ أحدٌ ولو أسرف، وإنما الندمُ على فعلِ الخطأ وإنْ قلَّ. وقال أحدُهُمْ في هذا المعنى: الخيرُ أبقى وإنْ طال الزمانُ بهِ والشرُّ أخبثُ ما أوْعَيْتَ مِنْ زَادِ |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|

