ملتقى الفيزيائيين العرب > قسم المنتديات الفيزيائية الخاصة > استراحـــة أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب. | ||
الساعي ـــ في القلب ــ بلا قدم |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الساعي ـــ في القلب ــ بلا قدم
.
بقلمي ,وبطعم الفقد بعد رحيل الغالي (جدي) إنها لإحدى الكُبر, وقنوطٌ عقيمٌ يمرُ بلأسئلةِ ! اليأس أبوها وأمها ؛ أن لاتثبتَ أقدامهم على الأرضِ السويةِ دونك ؛ وزر غيابك , جعلها تنفي استواء وقفتهم , و كون الأرض ليست خصبةً ـــ كفاية ــ بأنفاسك ؛ فلن تصلُح ــ ولو رغِموا ــ حرثاً لذكرى! كيف الخلوص لسبيلك أيها الراكض عبرهم ؟ كيف لهم أن يحفظوا وجهك دون أن يخطئوا لون عينيك؟ توقّف ــ بالله عليك ــ توقّف ودعهم يتأملوك ! فلا محالة أن تموت سوقهم , المصفرة , الذابلةُ , حد أن تهتشُها الريحُ , فتذرُها دقيقاً, ولن يتبقَ منها بعد حينٍ أيُ أثر! ولكنّ كلُ شيءٍ يصيرُ بدلاً ؛ إن جئتَ ! ريحُك الطيبة الـــ تهب عبر الأبوابِ مع كل ذاكرةٍ تنزف, تفعل الأفاعيل , وتنقلبُ بكَ حدود المكان أنّى وجدتَ , وأما عدمكَ هو فقدان وجوههم؛ فالمرآيا لاتكذب , وجودك في قلوبهم لا يعكس شيئا يروه ! يلقطوا قشتك من بين تراب ذاكرتهم فلا ينالوا إلا الخسارة . أوَ لا زلتَ تحمل أباريق الماء المعطر بزهر قلبك ,لتنضحه على حلم نائم , يتّثاقلُ إلى الأرض , نسي أن يصحو . أما تعبتَ يوماً من كل هذا الحِمل ؟! من بمثل صبحك ــــ لهم ــــ تتيقظ الأنحاء فيه عصافير وبلابل ؟! والوصيةُ , موعظةٌ, ضعيفةٌ , لاتملك قوة الشر ! وصيتك , لا تكفي , لاتكفي , أن تمرر حماقة الحياة فوق حياتهم المبتلةُ بكَ. حنونٌ أنت, قدر حنان الشمس وقت العصرِ, و رغم طبعك الحار , لا تمسّهُم بسوء ! بعدما رحلتَ ؛ بقيتْ أثرةٌ في قلوبهم منك , يلا لزوجة بطانة روحك ؟! تعّنُ في آفاقهم كالدهان الأحمر , يخيلُ لهم دما يمثل جريمة الطريق حينما اغتالك وأزاحك عنه ! لن يزدردوا إلا خيبة إن تذكروك , كنت دوما ما تملء المصابيح لهم زيتا لضوءٍ ، لايقطع ، يمشي بهم وسط الأحراش فلا يوجلوا , كرمك يذكرني بجارتنا العجوز , حينما كنتُ في مدارج الطفولة , كانت لا تتركني إن مررتُ بها إلا وتضع قطعة حلوى في كفي , وتشيعني , إن خرجت من بابها , بنظرةٍ وابتسامةٍ كنتُ لا أملكُ كفؤها أبداً لــ أمدها بها عرفاناً. وأنا أعرف حقيقة صحبتك معهم ! فقلوبهم كقلبك , لاتحب أن تكتشف قطعاً , تحب أن تمر بعفويتك في الحياة دون أدنى مفاصلة مع التحريات اتجاه أي مرور لعابر بك ؛ كل ما تفعله تبحث عن ملامحك وسط قلوبهم , كالطيور التي تقع على أشباهها , ثم تأخذ بأيديهم , وهم لم يمنعونك يدا , كأنك تسحرهم بطريقة ما ! وتهديهم تجربتك خوف أن يضلوا الطريق , يالك من طيب حنون! قلبك ؛ ميدان يلعب الأطفال في أسواره , أبيضاً كالقطن . وروحك تمنع الشوكَ شوكه , فتزهر زهراً معطرا , أخالك تستجلبُ تربةً من "هولندا" , وماءً عذبا من" من الريف الفرنسي " حتى صار صدرك كل هذا المشتلُ , الأخضرُ , المذهلُ , يروق للكثيرين أن يتنعموا بجمالٍ تفننتَ في تذويقه. كرمك جبال ألب , تروي كل هؤلاء وأنتَ عطِشٌ ؟! تروي هؤلاء ذوي الأسنان الحادة والأنياب الناهشة , فتعود نازفاً من النهش ! لكنك رغم هذا لاتلوثك بلحم أحدهم قط ! الحلاج نفهم شطحاته ولكنّ تأثيره في العقول قد أذهلني , أظنك تستبقي بعض السر خلف باب قلبك , كالذي عرفه , فقد كنت نوعا من الحكماء النادرين حكمة , المؤثرين اتساعا , رقيّتَ كل هؤلاء الذين تسلقوك , لصياغةٍ مكينة بها عوالم لاتفهم قصة المكر وألاعيب الثعالب ! كل هؤلاء الذين تجاوزت بهم قنطرة الخبث كيف لك أن تفعل وتحملهم جملةً واحدة ؟! كبروا وصاروا يحلمون بإتساعٍ , وحلمك مات معك , كبروا بك و لم تعد منحنيات ذراعي أمهاتهم تحوز أحلامهم . حلمك وحده اندثر فبقيت بلا قدم تسرح كالسحاب في قلوبهم المتعبة بك . ،
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#2
|
|||
|
|||
رد: الساعي ـــ في القلب ــ بلا قدم
رحم الله جدك رحمة واسعة
ودام قلمك الغامض مبدعا |
#3
|
|||
|
|||
رد: الساعي ـــ في القلب ــ بلا قدم
آمين آمين .
__________________
https://twitter.com/amani655 |
#4
|
|||
|
|||
.
. . أخرُها . . . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|